التوحد : من الصعوبة بمكان تعريف هذا المفهوم لأنه ربما يتغير عبر السنوات وفقاً لصياغة وتعديل نظريات الشخصية ( 1970 Mischel ) ويمكن اعتبار التوحد نوعاً من أنواع السلوك . فإذا قلنا : إن شخصاً ما : يتوحد أن هذا الشخص يسلك مثلما يسلك مع شخص آخر ، فإن التوحد لا يمكن تعريفه بسهوله من خلال التماثل أو التشابه السلوكي . ويبدو أن مصطلح التوحد متزامن مع مفهوم التنميط الجنسي ويشير مفهوم التوحد إلى العملية التى تجعل الطفل يفكر ويشعر ويسلك وكأن خصائص شخص آخر أو جماعة أخرى من الناس خصائصه ( 1958 , Kagan ) إلا أن عملية التوحد قد تكون عملية لا شعورية إلى حد كبير أى أن الطفل قد يتوحد مع نموذج ما من غير أن يكون على وعى بذلك فالتوحد ليست عملية تبدأ بإرادة الفرد كما تلعب الصعود الاجتماعي دوراً كبيراً في عملية التوحد ، ومثال ذلك أن معظم الذكور يميلون إلى التوحد ، في حين تميل الإناث إلى التوحد مع أمهاتهم مع آبائهم . ويعزو هذا إلى أن البيئة الاجتماعية تشجع الطفل على أن يطبع نفسه على نسق الأب المماثل له فى الجنس ، وتعاقبه على التوحد مع سمات الأب المخالف له في الجنس . أي أن الذكر يواجه ضغطاً يضطره إلى تقليد الأب وهو كلما راد في تقليد الأب ، ازدادت قوة عملية التوحد عنده . كم ينبغى الإشارة إلى أن الآباء ليسوا يمثلون وحدهم النماذج التي يتوحد معها الأطفال ، إذ قد يتم التوحد مع الكبار الذير ينظر إليهم على أنهم أقوى وأكثر كفاءة من الطفل والإناث اللائى لهن إخوة ذكور أكبر يملى إلى عندهم . أي أن الأنثى ذات الأخ الأكبر تكون أكثر ميلا إلى العدوان والمثابرة والحسم في المشكلات من الأنثى ذات الأخت الكبرى أو الأخت الصغرى ، كما أن الذكور ذوى الأخوات الأكبر يكونون أقل ميلا إلى العدوان من الذكور ذوى الإخوة الأكبر. يعتبر الوالدان أول موضوعات التوحد بالنسبة للطفل ، إلا أن موضوعات التوحد تتغير وتتسع بنمو الطفل واتساع نطاق إدراكه واهتمامه ، وقد يتوحد الطفل مع كل أو بعض الخصائص والسماب التي نميز هذه الموضوعات حسبما يجد فيها من مغريات يرى أنها تساعده على بلوع هدفه وهو خفض التوتر فإذا تحقق له ذلك استدمجت الصفة أو الصفات المطلوبة وإلا أصبح التوحد غير ذي موضوع وهكذا لا تخلو هذه العملية من بعض المحاولة والخطأ ويكون البناء النهائى للشخصية عبارة عن مجموع ما تم من توحدات فى فترات زمنية متباعدة . وبالإضافة إلى ذلك ، وهذه النظريات هى نظرية التحليل النفسى ،