وتتميز العلاقات بين دولة الإمارات والصين بتعاون قوي وتطور مستمر منذ بدايتها رسميا مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر عام 1984 إذ حرص البلدان على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما في المجالات كافة وبإمكانات ضخمة. فيما قام الشيخ زايد " رحمه الله " بزيارة الصين خلال شهر مايو عام 1990 وهدفت الزيارة إلى دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين وتم خلالها تأسيس مركز الإمارات العربية المتحدة لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية والتبرع لبناء مبنى كلية اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين كما قدم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" منحة قدرها مليون دولار أميركي إلى المركز لدعمه ودعم القائمين عليه لتغطية كل الاحتياجات اللازمة والمتعلقة بشؤون الدراسات العربية والإسلامية. كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في عام 2015 بزيارة إلى جمهورية الصين الشعبية والتي جسدت حرص سموه الكبير على تنمية علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم . واتسمت العلاقات بين دولة الإمارات والصين بالتعاون والتنسيق على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي تجاه معظم القضايا من خلال الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 17 نوفمبر عام 2012 بمبادرة من سفارة الدولة ببكين لتكون اتفاقية شراكة استراتيجية واضحة البنود ومحددة المعالم تنضوي تحت مظلتها كل تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أفضل النتائج في إطار الزيارات القيادية المتبادلة عالية المستوى والتي تشكل حجر الزاوية لتنسيق المواقف وتكامل الأدوار بين الدول في سعيها إلى تحقيق مصالحها الفعلية. ومن أجل تعزيز وتشجيع التبادل الثقافي بين الصين والإمارات تم خلال عام 2010 رسميا افتتاح أول مدرسة من نوعها على مستوى المنطقة لتدريس اللغة الصينية في أبوظبي والتي تهدف إلى إعداد قاعدة وطنية من الكوادر المتخصصة بحيث تشكل جسرا لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي إضافة إلى تأسيس جامعة دبي معهد كونفوشيوس - غير الربحي - لتلبية احتياجات الكثيرين لتعلم اللغة الصينية وآدابها للطلبة وأصحاب الأعمال لتعلم اللغة الصينية وثقافتها وتقوية العلاقات التعليمية والثقافية مع جمهورية الصين. وتدرس وزارة التربية والتعليم إدخال اللغة الصينية ضمن المناهج وتخصيص مدارس لهذا الهدف ضمن خطتها المستقبلية وذلك لإعداد كوادر مؤهلة علميا في المجالات كافة لتبادل الخبرات وتخريج أجيال قادرة على الولوج إلى سوق العمل مسلحة بالمقومات الأساسية التي تكفل لها الإسهام في النهضة التنموية والخدمية الشاملة التي تشهدها الدولة بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة كما تم خلال عام 2015 توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من المجالات من بينها مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي لتشجيع التعاون في مجالات العلوم وضمان جودة التعليم بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي في كلا البلدين وتبادل الطرفين سنويا المنح الدراسية الجامعية على أن يتفق الجانبان من خلال القنوات الرسمية على عددها ومجالات الدراسة.