مدخل : الرمز والرمزية (*) في الشعر العربي المعاصر. كما أن لهم توظيفا دالا للرمز في شعرهم على نحو ما يفعل الشعراء الرمزيون أصحاب المذهب الرمزي ؛ والرمزية هنا تشي بمفهوم الرمز - وإن كان بالمعنى الفني الضيق؛ مفهوم الرمز والرمزية : بحيث تعني شيئاً ما يشير إلى شيءٍ آخر وعدم إغفال مستوى الدلالة الحقيقة منه ، بحيث تكون العلاقة بين الاثنين هي الملموس والشخص العيني أو المجرد أو علاقة الخاص بالعام ، فعلى سبيل المثال : هناك رموز ارتبطت بالعقيدة كرمز الصليب للمسيحية ورمز الهلال للدين الإسلامي ، م" أقدم من تناول الرمز" على أساسه ، وعنده أن الكلمات رموز لمعاني الأشياء ؛ ثم التجريدية المتعلقة بمرتبة أعلى من مرتبة الحس ؛ وعلى هذا الأساس يقول : " إنَّ الكلمات المنطوقة رموز الحالات النفس ، والكلمات المكتوبة رموز للكلمات المنطوقة " ، وواضح أنه إذا كان أصحاب الاتجاه العام قد فهموا الرمز باعتباره إشارة مطلقة ، . أما " ريتشاردز " و " أوجدن " ، الانفعالي " هو استعمال الكلمات بقصد التعبير عن الأحاسيس والمشاعر والمواقف العاطفية ، ومع ذلك يظل الرمز على المستوى اللغوي محتفظاً بقيمته الإرشادية ، وهي التي تتمتع بنوع من الصلة الذاتية بالشيء ترمز إليه " ، تشير فيه الكلمه إلى موضوع معين إشارة مباشرة ، على نحو ما تُشير كلمة " باب " إلى الشيىء الذي اصطلحنا على الإشارة إليه بهذه الكلمة ، ولكن دون أن تكون هناك علاقة حيوية بين الرمز والمرموز إليه - علاقة التداخل والامتزاج التي تكون بين الرمز الشعري وموضوعه -. وعندئذ يتحول الرمز إلى شيء حقيقي ، بلليزييه" G-pelliesier " كتاباً وإذا كان أساسي لرمز ما هو تشابه الأثر النفسي" analogy وليس المحاكاة الخارجية imitation ، بل "يومي" و " يوحي " ويشف عن دلالته المطويه وبناء على ما تقدم فإننا نستطيع القول إن الرمز شيء مادي يمثل فكرة معنوية ، وهو أسلوب الملاحظة أوجه التشابه بين ما هو وجداني بالنسبة للفنان ، وبين ما هو مادي " مثل أشكال الرموز " ، وهنا يأتي الرمز عن طريق الدور المشترك لكل من خيال الفنان والواقع المدرك ، ب . أما عن الرمزية في الأدب العربي الحديث فإنَّ أبرز ما كتب حولها يتمثل في دراسة الدكتور درويش الجندي التي عنونها بـ " الرمزية في الأدب العربي " ) ط: القاهرة ، وتحديده زمن تميزها بعام ۱۹۳۹م ، وتوقف عند بعض الشعراء الذين تلمس فيهم السمات الرمزية في شعرهم من خلال الأسباب النفسية التي تدعو الشعراء إلى الرمز ، وهي موزعة إلى قسمين رئيسين: أولهما عن الرمزية في الغرب، تناول فيه المؤلف مفهوم الرمز وأغراضه، بل هي من الفنون الأدبية التي عرفها الأدب العربي الكلاسيكي من قبل أن يستعملها الحداثيون أمثال ( بودلير ، وما لارميه ) . لأنهم يتفوهون بألفاظ ذات معان غير واحدة ، فتكلم الناس فيها وأفصحوا عما يعتقدونه من خفاياها ، وانتهوا في هذا الصدد إلى نماذج محددة ، نمطاً آخر من أنماط الرموز العامة هو "الرمز الصوفي" ، إذ تتضمن العبر والمواعظ البالغة برمزية فائقة ذات دلالات إيحائية موجهة ، ثم ساعدتهم ثقافتهم على أنهم صاروا يتصدرون قافلة الكفاح