قصةٌ من التراث الشعبي العراقي تحكي عن امرأة عجوز خرجت من بيتها قاصدة سوق الغزل، ولكن بسبب ضعف في بصرها ولكبر سنها، خرجت مبكرا جدا ولم تنتبه بأن الوقت مبكرا جدا للصباح. وأثناء سيرها خُيل لها أنها ترى مخلوقا يسير على قدمين، وعندما اقترب منها أدركت أنه يُشبه الإنسان، اقترب منها وسأله إلى أين أنتِ ذاهبة؟ قالت لأبيع الغزل، فقال لها لماذا أنت مبكرة جدا؟ فقالت له: بسبب ضعف بصري لم أنتبه للوقت. ما رأيك فيما أرتديه من ملابس؟ أحست المرأة من نبرة صوته، بأنه لا يُحب أن يسمعا كلاما لا يُعجبه، فقالت له: إن ملابس تليق بك، فرح الرجل كثيرا بهذه الإجابة، وقال لها أنت امرأة طيبة القلب، وطلب منها أن تتبعه ليقدم لها هدية تُعينها على ما تبقى من عمرها ، حتى وصل إلى باب مغارة، فقام برفع الصخرة التي على الباب، المرأة العجوز لم تستطع الاعتراض وإغضابه، سارت خلفه وتبعته على الرغم من عدم معرفتها الكافية به، لكنها كانت تجد في نبرة صوته ما يطمئنها من ناحيته. أثناء نزول المرأة درجات السلم، فوجئت بقطط غاضبة، ولكن عاد إليها اطمئنانها عندما وجدت الرجل يأمر الققط بالابتعاد عنها؛ حتى وصلت لمكان فيه قدور تنبعث منها رائحة شهية، فطلب الرجل منها أن تأكل قليلا من طعامه، فوافقت المرأة وذلك لأنها خرجت مبكرا من بيتها ولم تتناول شيئا، وعندما أرادت أن تمد يدها لتسكب لنفسها الطعام، فوجئت بالملعقة ترتفع لتضربها على يدها، لكنها فوجئت بها توقفت عندما أمرها الرجل بالتوقف؛ وكرر كلامه بأن ضيفته، فأكلت المرأة قليلا، طلب الرجل من المرأة أن تتبعه، فتبعته إلى غرفة مليئة بالأكياس، فطلب منها أن تأخذ ما تُريده من أكياس، قال لها بأنها يمكنها أن تأخذ المزيد، فودعها الرجل على درجات السلم، حتى خرجت من الكهف وابتعدت وهي تشكره وتدعو له بالصحة والعافية. سارت المرأة بالكيس وهي لا تعرف محتواه، لكنها كانت تشعر بأنه يحوي معدنا ثقيلا، كانت المرأة منفعلة جدا لدرجة أنها نسيت أن تبيع الغزل، وكانت تسير بسرعةٍ لبيتها لتتعرف على محتويات الكيس، وعندما دخلت غرفتها، ففوجئت بالذهب يشع في كل مكان في غرفتها، حتى تأكدت بالفعل بأنه ذهب. فكرت المرأة بعقلها البسيط أن تقوم بوزن الذهب، فذهبت لجارتها وطلبت منها الميزان لتقوم بوزن بعض الأغراض، فقالت ماذا تُريد المرأة أن تزن في هذا الميزان فالغزل لا يحتاج وزنا!، فقامت بوضع مادة لاصقة في إحدى كفتي الميزان، وكانت ترجو أن تضع المرأة ما تُريد وزنه في هذه الكفة ليلتصق فيها بعضا منه. أخذت المرأة العجوز الميزان، وبسبب ضعف بصرها لم تدرك المادة التي وضعتها المرأة في كفة الميزان، فقامت بوضع الذهب في الكفة التي فيها المادة اللاصقة، فالتصقت في كفة الميزان بعض الذهب بسبب هذه المادة، بعد ذلك أعادت الميزان للجارة وشكرتها. لمعت عينا الجارة من السرور والطمع عندما أخذت الميزان، فقالت في نفسها: من أين لهذه المرأة بهذا الذهب؟ سأذهب إليها وأباغتها لأعرف من أين حصلت عليه، بالفعل ذهبت للمرأة العجوز، ولكنها وأخبرتها بما حدث معها منذ خروجها في الصباح الباكر، فقالت لها المرأن: بأنها ستذهب لنفس المكان، وهددتها إذا لم يعطها الرجل ذهبا مثلما أعطاها ستعود إليها وتأخذ نصف الذهب الذي معها. ظلت الجارة الماكرة طوال الليل ساهرةً، ولم تستطع النوم بسبب تفكيرها في الثراء الفاحش الذي سيحدث لها، وبالفعل في الصباح الباكر خرجت لسوق الغزل، وفي أثناء سيرها رأت الرجل من بعيد، فسارت نحوه بسرعةٍ رهيبة، وقالت له مباشرة: إن ثيابك رائعة ، وتليق بملوك المال والذهب، استغرب الرجل من كلامها، فقال لها: وما أدراك بأني أريد أن أسمع رأي الناس في ملابسي؟ فارتكبت المرأة ، وقالت له ما حدث بينها وبين الجارة العجوز،