لأنهم يقومون بتشييد الأسطول البيزنطي (19)، وبخاصة البنادقة )Groningen, p.112( القاطنون بأبيدوس علاوة على ذلك، ولعل سبب رفض الاستدعاء، أو هو تهديد للقسطنطينية ذاتها (19). بصورة أدق مما سبق، وقد ظهر ذلك جليا في القرن العاشر الميلادي، حيث زود ضباط الجمارك برمح طويل حاد لكل فرد؛ ليتمكن من خلاله العس والتفتيش على أكياس الحرير المهربة التي تفنن مهربوها بحيل عديدة لتفويت عملية جمركتها، كإخفائها تحت أقمشة الكتان أو تغليفها بالشمع لإظهارها كمعدن، وكان هؤلاء الضباط يستوقفون السفن القاصدة ميناء أبيدوس بغرض التفتيش أو تحصيل الرسوم الجمركية، 0.71 , Phocas ) وللتدليل على دقة الفحص وخضوع العبوات والأكياس لهذا الفحص كانت تختم بخاتم على هيئة فقاعة من الرصاص (20)، لإثبات أدائها للرسوم المستحقة بجانب الرسم الإمبراطوري الدمية الإمبراطورية، ومثل ذلك علامة للمرور الأمن لتلك الشحنات، وقد كانت أسماء التجار ورؤساء الجمارك في الدردنيل والشرق مدونة في الأمام منها والأساطير اليونانية من الخلف وعلي الوجه الرئيسي منها وجد الرسم الخاص بالضابط الإمبراطوري، 71( . أي قديس مبجل وعلى كل ذلك ، فلن يسلم الأمر من القيام ببعض الحيل للهروب من دفع الرسوم الجمركية والتي يتم اكتشافها في الغالب من قبل ضباط الجمارك، ففي عام ۱۲۰١م قد صودرت شحنة من البضائع الجنوية بميناء أبيدوس كانت قادمة من قبرص ومتجهة نحو القسطنطينية، وكانت تلك الشحنة معبأة بأثواب من الحرير الخام، فضلا عن الحرير المخيط )Jacoby, 1992. p.462( المنسوج وعلى الرغم من المساحة الصغيرة التي شغلها ميناء أبيدوس، فإن مدينته المتكنة على التل والتي كانت موضعا لارتياد البحارة بصفة مستمرة، وبخاصة بحارة الأساطيل الإمبراطورية قد أسهمت في إيجاد العديد من الصناعات والمنشآت المرتبطة بهذه النوعية، فلم يتبق منه أي أثر على الإطلاق في الوقت الحالي، وهو الذي كانت تجوبه السفن المشحونة من جنوة والبندقية وغيرها جالبين للقسطنطينية المنتجات والسلع بكل أنواعها من البحر المتوسط (Phocas, 1890, أسهم أسطول أبيدوس مساهمة ناجحة في العمليات الحربية للدولة البيزنطية، ففي القرن السادس الميلادي حرصت بيزنطة بشدة على إنشاء ترسانة بحرية قوية بميناء أبيدوس، لا تقل عن مثيلاتها بالمواني الأخرى (21) في الإمبراطورية (1966. 435 ,