أما الهلالي فهو نسب قبيلة بني هلال التي كان ينتمي إليها. واسمه الحقيقي هو “سلامة بن رزق بن نائل بن بني شعيثة بن الهزم بن عامر بن معد بن عدنان الهلالي العامري الهوزاني”، وكان أبو زيد ينتمي لواحدة من أشرف وأعرق القبائل العربية ووالده زعيمًا في قومه. عاش أبو زيد الهلالي في القرن الخامس الهجري، أما بالنسبة لمكان ميلاده فلم يرد بشكل صريح في كتب التاريخ، لما تقدم به العمر ولم يُرزق بولد كان يسير هائمًا وشاردًا في الصحراء يدعو الله أن يهب له ولدًا يرث اسمه، ولما تزوج الأمير رزق بالأميرة “خضرة الشريفة” وضعت طفل أسود اللون فأبى الأمير رزق الاعتراف به وتكتم على خبر مولده. رحلت خضرة الشريفة بولدها وبرفقة الشيخ منيع للصحراء ولكنها لم تعد به إلى أهلها خشية من والدها وأشقائها أن يقتلوا الطفل، قويًا وطائشًا. أبو زيد في بلاط الأمير الفضل فأصبح الجميع ينبذه ولا يتعاملون معه وبات يتلقى تعليمه في المنزل منفردًا. دوام الحال من المحال. الرحيل عن “نجد” عندما بلغ الهلالي أشده عرف قبيلته بني هلال وعاد إليها ليعيش في “نجد” البلد التي يحل بها قومه، والتي تعتبر أحد أخصب البلاد العربية وأكثرها سهولًا ووديانًا، صاحبة الهواء العليل والماء العذب والتي تغنى بها الشعراء في قصائدها وكتبوا بها ألوان القصيد الحسان، ولكن لم تدم البلاد على رونقها فقد بارت الأرض وعمت المجاعة البلاد. قصد بنو هلال الأمير حسن بن سرحان وعرضوا عليه ما كان من نجد من بوار، وأن يذهب أبو زيد إلى بلاد المغرب ليرى الأحوال ويأتيهم بحقيقة الأخبار. شد الترحال. رحلة البحث عن وطن تجهز أبو زيد للسفر واصطحب معه مرعي ويحي ويونس وهم من أشراف القبيلة ولهم من الحكمة والذكاء ما يميزهم عن غيرهم، ما بين الطبول وألوان القصيد. بلاد حزوة والنير والعمق بعد رحيل أبو زيد عن الوطن استمر المسير حتى أشرف على بلاد حزوة والنير، فلما سمع الدبيسي ذلك استقبلهم واكرمهم وأنزلهم في أحسن الخيام أقاموا فيها 10 أيام، في هذه الفترة تعرف أبو زيد أحوال البلاد ثم ودع الدبيسي ورحل قاصدًا بلاد المغارب. عندما سمع أصوات طبول تدل على الفرح والسرور نظم شعره وأقاموا بها ليلتهم. حيلة أبو زيد الهلالي للدخول إلى تونس فاتفقوا على بيع أبو زيد في الطريق كعبد حبشي حيث يتوفر بثمنه نفقات رحلتهم على أن يلحق بهم بعد أن يهرب، ولكن من اشتراه وثق به فرفض أبو زيد أن يخون الأمانة، وظل يعاني من العبودية والأسر حتى كشف مالكه أمره وأترك سراحه. توجس ملكها “الزناتي خليفة” لمجيئهم؛ لأنه قد حلم أن سحابة سوداء تأتى من الشرق لتُمطر بلاده شوكًا،