وتمثل كل دولة من هذه الدولة عصرا من عصور الازدهار والتقدم، كما مرت البلاد بعد كل دولة من تلك الدول بعهد تأخر وضعف، سيطر فيه الأجانب على جانب من البلاد. غنية بالنبات، ولما كان النيل مصدر الحياة في مصر، وقامت أول حكومة شملت مصر كلها حوالي 4242 ق. لكن هذا الاتحاد لم يدم طويلا. وخضعت أقاليمها لحكومتين، وكانت لعاصمة الوجه القبلي معبودة في هيئة "أنثى النسر"، وملك الوجه البحري بتاج أحمر. وهناك نقاش كثير حول شخصية هذا الملـك، بينما يرى جيفري سبنسر أنه من الممكن تماما أن يكون الاسم مينا مشتقا من الكلمة المصرية (من) التي تعني يدوم أو أبدي، الـذي نسيت شخصيتـه الحقيقيـة، ويضعـف بعض الباحثين هذا الرأي لأن الأسماء الثلاثـة لم توجد على أثر واحد لحـد الآن، أو نجح بشكل جزئي، وقسم الكاهن المصري مانيتون في مؤلفه التاريخ الكامل لمصر -بعد حكم الآلهة وأنصاف الآلهة- إلى إحدى وثلاثين أسرة من العائلات الملكية تبدأ بالحاكم مينا وتنتهي بغزو الاسكندر الأكبر عام 332 ق. ثم شاد "منف" لتصبح عاصمة للدولة الموحدة، حيث قامت بعض الفتن السياسية في البلاد، خاصة في عهد الأسرة الثانية،