وقد تولى السلطة في البلاد، بعد وفاة عمه طغرل بك، وهي دولة نشأت أثناء الخلافة العباسية. والخلافة العباسية كانت ضعيفة حينها، فأحياها ألب أرسلان من جديد، وكان الحكم الفعلي في مناطق العباسيين، يحكم بمعونة وزيره العظيم نظام الملك، فهو ذكي وقوي النفوذ، فكان نموذج عالٍ للوزير الصالح. ألب أرسلان كان أيضاً قائداً ماهراً، فقد قاد عمليات عسكرية منذ صغره، وحكم خراسان بعد وفاة أبيه، ومشى بسياسة تثبيت أركان حكمه في البلاد، قبل أن يفكر بإخضاع أي أقاليم جديدة. فكان يحب الجهاد في سبيل الله، ونشر الدعوة في داخل الدول، وكانت روح الجهاد هي المحرك التي حركت الفتوحات. أصبح ألب أرسلان قائد السلاجقة، وزعيم الجهاد في العالم الإسلامي، وكان حريصاً على نصرة الإسلام ونشره. استمر يتفقد أجزاء دولته، قبل أن يقوم بأي توسع خارجي. استطاع أن يتجنب بها أي اضطرابات داخلية، قبل أن يفكر في الجهاد، ولم يستطع أحد أن يشعل الفتن في عهده. التخطيط للتوسع في البلاد ونشر الدعوة ألب أرسلان واجه الكثير من القادة في التاريخ، وعندما اطمئن على أن الأمن قد استتب في بلاده، وتمكن من حكم جميع الأقاليم الخاضعة له. وهي فتح البلاد المجاورة لدولته، فقد خرجت من الخلافة العباسية آنذاك، واتجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا، ثم أرسل قائده في حملة إلى جنوب الشام، فانتزع الرملة والقدس من يد العبيديين. وتتكون بشكل رئيسي من مدينة القسطنطينية، صمدت هذه المناطق أمام الفتح الإسلامي لعهود طويلة، فكانت الحرب بين المسلمين وبيزنطة. الإمبراطور البيزنطي رومانوس كانت دولة بيزنطة تتحفز لاستعادة ما فقدته، وأتتها الفرصة عندما توفي الإمبراطور البيزنطي، فتولت الحكم من بعده، وصية على ولدها ميخائيل السابع، تزوجت من القائد العام للجيوش البيزنطية رومانوس. وبدأ يدير البلاد، حتى بلغ الجيش مائة ألف مقاتل. وأضاف لهم الحرس الجمهوري، الذي كان مكلفاً بحراسة الإمبراطور وعائلته، الفتوحات التي يقوم بها ألب أرسلان، وكانت خاضعة إلى الدولة البيزنطية، وصمم على القيام بحركة مضادة، وعزم على تحويل أنظار السلاجقة عن بلاده، وهجم على بلاد الشام، وبدأ في شمال بلاد الشام، وهاجم المدن الشمالية وقتل أهلها. تهيئة جيش الروم لقتال المسلمين ليبعد خطر السلاجقة عن بلاده، لضرب جيوش السلاجقة التي كانت بقيادة ألب أرسلان. تحركت الجحافل من الروم والفرنجة، ينتظرون نصر حاسم على السلاجقة، فإذا أسقطوا السلاجقة أسقطوا الخلافة العباسية. وهنا لم يفكر بالاحتياطات الكافية لجيشه، خاصة أنه يعرف أن جيش ألب أرسلان، وصل حد الغرور لديه، إلى توزيع بلاد المسلمين قبل أن يغزوها، فأعطى البطارقة البلاد الإسلامية، تحضيرات ألب أرسلان قبل المعركة كان السلطان ألب أرسلان في أذربيجان، وعندما وصلته أخبار هذا الجيش الهائل، وأدرك ألب أرسلان حرج الموقف، فكان يحتاج إلى العقل السياسي المفكرِ، مثل الخلافة العباسية المتفككة، فكان لا بد أن يقوم على منهجية، عندما وصل ألب أرسلان، بدأ بهجوم تكتيكي على مقدمة جيش الروم، وأرسل بعد هذا النصر إلى الإمبراطور، فأساء الامبراطور استقبال المبعوث، ولم ينتظر أن يسمع كلام مبعوث السلطان. وطالبه أن يبلغ ألب أرسلان، إلا في مدينة الري عاصمة السلاجقة، أي أنه كان يفكر بأنه سيصل إلى العاصمة. وقبل المعركة عندما وصل الإمبراطور الروماني إلى ملاذ كرد، فأرسل يتوسط بين الإمبراطور والسلطان السلجوقي. فأدرك السلطان ألب أرسلان، بالمقارنة بين قوة الطرفين وخاف عليهم. سيكون قضاء على الخلافة العباسية، أمام جيش عدده مائتا ألف. ألب أرسلان وتهيئة جيش المسلمين عمد السلطان ألب أرسلان إلى جنوده، يشعل في نفوسهم روح الجهاد، وأشار عليه الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري. بأن يكون وقت المعركة، نزل السلطان ألب أرسلان عن فرسه، وعندما علم الإمبراطور باقتراب جيش المسلمين، جمع جيشه وانحرف به إلى الجنوب الغربي. بأن يلحق بمقدمة جيشه، قبل أن ينقض عليه السلطان ألب أرسلان، فلم يعرف أنه أصبح شديد القرب من أعدائه، خطبة ألب أرسلان أمام الجيش صلى السلطان ألب أرسلان، طلب السلطان من إمبراطور الروم، وخطب السلطان ألب أرسلان في جنوده قائلاً: إنني أقاتل محتسباً صابراً، وأكملوا معركتكم تحت قيادة ابني ملك شاه، فما هاهنا سلطان يأمر ولا ينهى. كان يتوقع فناء الجيش وشهادته، رفع معنويات الجنود وهجم المسلمون على الروم، واهتزت الجبال لصيحتهم، حاول الروم الالتفاف حول المسلمين، كيف يشاؤون. وجيء بالأسرى. أسر الإمبراطور الروماني وعندما جيء بالأسرى، جاء مقاتل صغير البدن، وهي المرة الأولى والأخيرة، في أسر المسلمين. بعد هذه المعركة، وتذكر ألب أرسلان أنه مزح مع العسكري نفسه يوماً، قائلاً: وما يدريك أن تأتي إلينا بإمبراطور الروم. ووقف امبراطور الروم صاغراً، بين يدي ألب أرسلان، ثلاث ضربات على رأسه، وقال له: دعوناك إلى الهدنة فأبيت، ثم قال: لو كنت أنا أسير بين يديك، قال ألب أرسلان: فما ظنك بي؟ قال الإمبراطور: إما أن تقتل وتشهرني في بلادك، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني، تم الاتفاق على أن يدفع الإمبراطور فديته، وهذا المبلغ في ذلك الوقت، في سنة كاملة. حتى يدفعوا فديته، وافق السلطان ألب أرسلان، وأخذ الفدية، وسامحه عن باقي المبلغ، مقابل أن يطلق كل أسير مسلم في أرض الروم، يلتزم الروم خلالها بدفع الجزية السنوية، بل جزء من دولة السلاجقة. وهذا كان له سبب، أن الاتفاق تم معه، وسار الإمبراطور رومانوس، وفوق رأسه راية، قبضوا عليه، فأصبح أعمى. بعد أن أعماه الغرور، وبهذا النصر، ساهم في اضعاف قوة الروم، فتحهم حتى توغلوا في كل تركيا، وأصبحت هذه المنطقة، فالقلة كانت دوماً منتصرة، وقد سخر الله لهم من يلم شملهم،