وهي تشكل البيئة المكانية أو الظروف المادية التي وجد فيها هذا المجتمع . وليس معنى ذلك أن هذا هو الجانب الوحيد الذي أثر على المجتمع اليوناني ، فهو جانب ترك بصماته واضحة على مسار التاريخ اليوناني وعلى خصائص الحضارة اليونانية ، الموقع :- ومع أن مساحتها أي أنها قريبة من مراكز الحضارات الشرقية القديمة ومعرضة لجميع المؤثرات الخارجية . -: الأكبر من سطحها ( ما يعادل أربعة أخماس هذا السطح ( على هيئة سلاسل جبلية تخرقها كما أن الأنهار الموجودة بها تفقر سهولة المجرى وسلامته مما يجعلها عوامل فصل بدلا من أن تكون عوامل وصل بين هذه المناطق الصغيرة التي فرقت وهكذا ، من تاريخهما ، نجد أن تضاريس بلاد اليونان تقسم سكانها إلى مجتمعات صغيرة في والحواجز التضاريسية الطبيعية . وقد تطور كل من هذه المجتمعات الصغيرة بحيث أصبح يحيط بها امتداد بسيط من الأرض يقوم فيه عدد قليل من القرى التي يمكن أن نعتبرها ضواحي لهذه المدينة وربما قامت فيه ميناء إذا كانت المنطقة مطلة على البحر . وهكذا قام في بلاد اليونان في العصر القديم نظام دولة المدينة التي عرفت في مجال الحديث عن النظام السياسي اليوناني القديم تحت اسم polis أو الدويلة التي تقوم عادة في مدينة واحدة والمنطقة المحيطة بها . أو النزعة الانفصالية ، الانفصالية بشكل واضح في أغلب مراحل التاريخ القديم لبلاد اليونان . وحين تعرضت لخطر السيطرة المقدونية في النصف الثاني من القرن الرابع ق . م - أو في المواقف العديدة التي قامت حروب سافرة تمتد عدة عشرات من السنين كما حدث بين أثينة وأيجينة Aegina في الأخير من القرن ذاته وهكذا فان العوائق الطبيعية الجغرافية وفقت حائلا دون قيام وحدة سياسية يونانية بل وبالطبع كان ذلك على حساب الحضارة الإغريقية نفسها التي دفعت ثمنها باهظا نتيجة للحروب المتعددة كما من نتائج وعورة التضاريس البرية أن اتجه الإغريق إلى البحار كوسيلة للاتصال تجارية عالمية منذ بدايتها وكان الأسطول وخاصة في أثينا - عاملا هاما من معالم السهل علية ان يعمل بالبحر والتجارة ومن ثم سافر إلى جهات بعيدة وعاد معه بذور وأفكار من حضارات أخرى طور منها حضارته بعد أن أضاف إليها كل ما استطاع أن يصل إليه عن طريق قدراته الخاصة كانت كل منها ، بين هؤلاء المواطنين ، بالمجتمع في جوانب نشاطه المختلفة بالرأي والرأي الآخر . والنتيجة الطبيعية لكل هذا هي تبلور الرأي العام في كل من هذه المجتمعات الصغيرة بسرعة لا تتوافر في مجتمعات امتدادات مترامية من الأراضي ( كما كان الحال في الممالك والإمبراطوريات الشرقية على سبيل المثال. السريع في نظم الحكم أو النظم السياسية في بلاد اليونان بحيث عرفت هذه البلاد سلسلة التربة : نلاحظ في هذا المجال قلة الأراضي الصالحة للزراعة وفقر التربة ولتوضيح ذلك نقول أن الجزء الباقي من سطح بلاد اليونان لم يكن يشكل امتدادا متصلا من الأرض السهلة ومن جهة أخرى فقد ومن ثم فإن سهول اليونان البسيطة لم تكن تصلح لانتاج كل أنواع المحاصيل التي عرفتها المناطق وأنما شاعت في بلاد اليونان في المناطق السهلية ) محاصيل الزيتون ، وقد كانت نتيجة ذلك كله فقرا ظاهرا في المحاصيل الزراعية وبخاصة محصول الحبوب وقد ظهرت آثار هذا الفقر في إنتاج الحبوب ) وهي تشكل العنصر الغذائي الأول نجد ان المجتمع حاول أن يحل مشكلته الاقتصادية عن طريق العمل كجنود مرتزقة عند أي أن أفراد هذه المجتمعات تاجروا في الخدمة وهكذا اندرج أفراد هذه المجتمعات في الخدمة تحت رايات غير رايات بلادهم ، سواء يونانية بالمرة مثل الإمبراطورية المصرية ) في عهد الدولة الحديثة أيام حكم الفرعون المصري بسماتيك الثانى ( ومثل الإمبراطورية الفارسية . كذلك نجد هذا الفقر الذي اتصفت به تربة بلاد اليونان وادى إلى ضعف محصولها من الحبوب خاصة إلي أن أصبحت قلة هذه الحبوب تؤثر على سياسة الدويلات اليونانية تأثيرا واضحا سواء فيما بينها أو في موقف الدول الأخرى إزاءها وسأشير في هذا المجال بشكل سريع إلى عدد من النقاط من بينها ما حدث في الحروب البلوبونيسية التي نشبت م حيث لجأت اسبرطة إلى تخريب المحاصيل الاثينية كسلاح اقتصادي فتاك ، إلى جانب القتال العسكري التقليدي ومنها أن نتيجة هذه الحرب حسمت لصالح اسبرطة بعد أن تمكنت من تدمير القوة البحرية الاثينية عند مدخل البحر الأسود حيث الممر الحيوي للقوافل البحرية التجارية الاثينية التي كانت تحصل على ما تريده من القمح من المناطق المطلة على شواطئ البحر الأسود ومنها أن قليب المقدوني لجأ إلى تعريض الخطوط البحرية لهذه القوافل التجارية الاثينية للخطر لكي يجيع المجتمع الاثينى تمهيدا لكسر القوات الاثينية في معركة عسكرية ومنها كذلك أن أثينة كانت تجاهد دائما لاحتواء المناطق التي تحيط بمداخل البحر الأسود أو بعقد اتفاقيات ودية معها وهكذا البحر : أن بلاد اليونان محاطة بالبحر الأبيض المتوسط ، وفى الدرجة الأولى ببحر ايجة الذي يؤلف بحيرة ضمن البحر الأبيض المتوسط خلقتها الطبيعة لتكون صلة وصل بين مختلف البلاد الساحلية في هذه المنطقة