لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

تتناول هذه الدراسة دور شركات العلاقات العامة الدولية في إدارة الحروب والصراعات الخارجية التي خاضتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة. تُظهر الدراسة أن هذه الشركات لعبت دوراً محورياً منذ الحرب العالمية الأولى، بدءاً من لجنة الإعلام في عهد ويلسون وصولاً إلى الحروب الحديثة. وقد استخدمت هذه الشركات أساليب متنوعة، منها السيطرة على وسائل الإعلام، وإدارة المعلومات، وتشكيل الرأي العام، وحتى التضليل، لتحقيق أهدافها السياسية الداخلية والخارجية قبل، أثناء، وبعد الحروب. تُناقش الدراسة تطور هذه الشركات تاريخياً، بدءاً من تأسيس أول شركة في الولايات المتحدة عام 1900، وصولاً إلى اندماج شركات كبرى وتوسعها عالمياً. كما تُحلل الدراسة خدمات هذه الشركات، وأهدافها على المستوى الدولي، وكيف استخدمتها الحكومات الأمريكية في إدارة الصراع، مع التركيز على أمثلة تاريخية مثل حرب الخليج، وحرب العراق، وكيف تم استخدام الدعاية والتضليل لتبرير الحروب وتوجيه الرأي العام. وتختتم الدراسة بتأكيد أهمية دور شركات العلاقات العامة في "إدارة الفهم والإدراك"، وسيطرتها على تدفق المعلومات في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.


النص الأصلي

مقدمة:
إن الحرب هي مجموعة من العمليات والأعمال لها أفرادها وميدانها وأهدافها ومؤسساتها وأسلحتها وعتادها وإعلامها واتصالاتها، لهذا بالرغم من الفوضى التي تحيط بها، وتنجم عنها، إلا أنها تكون في الغالب مسندة إلى التنظيم والإدارة والتوجيه، ومعلوم ما للإدارة من أساليب وتدابير وإجراءات وترتيبات، ومن استراتيجيات وفنيات وتدابير وأدوات توظف لتحقيق ذلك، وهذا ما جعل الحروب تمثل تداعيات وتحديات كبيرة للدول المتصارعة أو المتحاربة، حتى ولو كانت من الدول العظمى، وهذا لكون أن ظروف الحرب تختلف عن ظروف حالات السلم والاستقرار .
ولقد لعبت شركات العلاقات العامة ووسائل الإعلام ومؤسسات الاتصال السياسي دوراً رئيسياً في الحروب والصراعات التي خاضتها أمريكا خارج حدودها، ويمكن تتبع هذا منذ الحرب العالمية الأولى أين شكلت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون(Woodrow Wilson) ما يعرف بلجنة الإعلام Information Commission لإقناع الشعب الأمريكي بضرورة دخول الحرب، وقد نجحت هذه اللجنة نجاحاً باهراً في تحقيق أهداف الإدارة الأمريكية آنذاك، كما أنها وظفت نفس الأساليب، والاستراتجيات بعد ذلك في الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة، وحرب الفيتنام، وكانت في كل مرة تعتمد على خبراء متمرسين في العلاقات العامة والاتصال السياسي لمساندة الحرب والتحكم فيها من خلال الإعداد المسبق لتقبل الحرب داخلياً وخارجياً، وبعدها السيطرة على وسائل الإعلام والاتصال من أجل التحكم في إدارة المعلومات والأخبار، وإدارة الصور النمطية المرتبطة بأطراف الصراع.
"وهذا ما جعل هناك تأثير كبير لعلاقات العامة الدولية على المجتمعات إذ أصبحت تعرف بأنها" القوة الخبيثة" (Malicious Force)، وهذه القوة يتم استثمارها باستمرار من الحكومات الأمريكية من أجل السيطرة على الفكر والرأي العام، فكثير من الشخصيات استخدمت الأسلوب الكاذب من أجل تضليل لجمهور "1 لتحقيق الأهداف وتنفيذ الأجندات السياسية الداخلية والخارجية.
لهذا نحاول من خلال هذه الدراسة أن نبين الكيفية التي استخدمت من خلالها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لشركات العلاقات العامة والاتصال السياسي في إدارة حروبها وصراعاتها الخارجية، ومحاولة الخوض في الأساليب والاستراتجيات التي وظفتها لكي تتناغم الأطراف الداخلية والخارجية مع أهدافها المسطرة سواءً قبل الحرب أو أثناءها أو بعدها.
حيث كان لهذه الشركات دوراً كبراً في التحكم في ظروف الحرب من خلال التحكم في وسائل الإعلام والاتصال والتحامل عليها من خلال ربطها بما يعرف بشرطة العلاقات العامة، أو بالرقابة اللصيقة لوسائل الأعلام من خلال التحكم في تدفق المعلومات والأخبار والتحكم فيها، لهذا تبلورت إشكالية دراستنا على النحو التالي: ما هو الدور الذي لعبته شركات العلاقات العامة الدولية في إدارة الحروب والصراعات التي خاضتها الحكومات الأمريكية المتعاقبة في العصر الحديث؟، وما هي الأساليب التي استخدمتها في ذلك؟.
ومن أحل الإجابة على هذه الإشكالية قسمناها إلى تساؤلات فرعية:
٢ كيف تأسست شركات العلاقات العامة الدولية، وما هي خدماتها وأهدافها على مستوى إدارة الصراع بين الدول؟
٢ ما هي مستويات العلاقة بين شركات العلاقات العامة الدولية وإدارة الحروب التي خاضتها الحكومة الأمريكية خارج حدودها؟
المبحث الأول: التطور التاريخي لشركات العلاقات العامة الدولية.
نحاول في هذا المبحث التطرق إلى تطور التاريخي لشركات العلاقات العامة الدولية مع الإشارة إلى المهام والوظائف التي كانت سبب في انتقالها إلى النشاط على المستوى الدولي وصولاً إلى تقديم مفاهيم لشركات العلاقات العامة الدولية.
المطلب الأول: تأسيس شركات العلاقات العامة الدولية وخدماتها.
ونقدم في هذا المطلب التأسيس التاريخي لتطور شركات العلاقات العامة الدولية وصولاً إلى تقديم تعريف لمفهوم العلاقات العامة في شكلها الدولي.
أولا: تأسيس شركات العلاقات العامة الدولية:
لقد أدى ظهور نشاط العلاقات العامة وتطورها إلى بروز شركات استشارية وتنفيذية في مجال العلاقات العامة تظم خبراء ومستشارين ذو كفاءة عالية، ومتمرسين، ممن يتميزون بخبرة عميقة وواسعة في التعامل مع المشكلات والصراعات من أجل العمل على حلها، تضم خبراء ومستشارين في مجالات مختلفة ذات صلة بأنشطة العلاقات العامة يمتهنون أنشطة العلاقات العامة كمهنة يؤجرون خبرتهم إلى من يطلبها من المؤسسات والمنظمات التي تحتاجها.
وتأسست أول شركة للعلاقات العامة في الولايات المتحدة في عام 1900م في بوسطن، وتبعتها شركة ثانية في واشنطن عام 1902 م على يد وليم وولف سمث الذي كان مراسلاً سابقاً لصفيحة (George مع جورج باركر (Ivy Lee) واشترك أيفي لي ،(The New York Sun)نيويورك صن
a في تأسيس وكالة للعلاقات العامة عام 1904، دل جن بليو هيل
العلاقات العامة عام 1927م، بعد أن عمل لمدة عشر سنوات كصحفي، ثم أسس هيل (John Hill)
بالاشتراك مع وليام نولتون (Wiliam Knowilton) شركة (Hill and Knowilton ) في كليفلاند،
وأسس كارل بايور (Carel Byoir ) شركة للعلاقات العامة عام 1920م، وفي عام 1986م اندمجت شركة بايور (Byoir) مع شركة (Hill and Knowilton)، لتصبح أكبر شركة للعلاقات العامة في العالم، وتضم هذه الشركة 1050موظفاً، ولديها فروع في 20 ولاية أمريكية، و 20دولة3، وظلت أكبر وكالة عالمية للعلاقات العامة حتى عام 4 1990، حين تقدمت عليها وكالة شاندويك (Shandwick) .
و "بدأت وكالات العلاقات العامة في المجال الدولي في عام 1931، ففي هذا العام بدأت وكالة
الأمريكية بتقديم خدماتها لبعض المصارف وشريي ي ،a e e a
الفنلندية والهولندية والأمريكية الجنوبية، كما أن أيفي لي ( Ivy Lee ) عمل مستشاراً لشركة ألمانية"5، تدعى شركة جي فابين فابين (1G Faben) ،"حيث أن أيفي لي لم يقتصر نشاطه على المجالات الداخلية للعلاقات العامة فقط بل كان رائداً أيضاً للعلاقات العامة الدولية، وفي كلا المجالين تعرض أيفي لي للكثير من الاتهامات كان أخطرها ما واجهه في أيامه الأخيرة عندما أصدرت إحدى الصحف الأمريكية وعنونت صفحتها الأولى" أيفي لي لسان حال هتلر"، بسب عمله وتقديم استشارات لشركة تربطها علاقات وطيدة بهتلر، وبالتالي فتم اتهامه بتوظيف خبرته وشركته في الحرب الداخلية التي كان يقودها هتلر.
حيث يرى الباحث على عجوة في كتابه "الأسس العلمية للعلاقات العامة" أنه في الحقيقة أن الرجل (يقصد أيفي لي) قد طلب منه العمل كمستشار لفرع إحدى الشركات الألمانية بالولايات المتحدة امساعدة الشركة في علاقاتها بالجمهور الأمريكي، وعند سقوط حكومة فايمار (Weimar ) في عام
1933م اضطربت علاقات الشركة في المجال الدولي، وطلبت العون من أيفي لي الذي سافر إلى ألمانيا لتبادل الرأي مع المسؤولين، كما التقى بكبار قادة الحكم الجديد بما فيهم هتلر نفسه، وعندما عاد إلى نيويورك ترك ابنه جيمس لي( James W.Lee ) في ألمانيا لإمداد مكتب نيويورك بالمعلومات اللازمة عن الشؤون الألمانية، وطلب أيفي لي من الشركة أن توضح للعالم أن الشعب الألماني وحكومته الجديدة جادين في محاولتهما لاستعادة ثقة العالم في ألمانيا.
وحينما ظهرت بوضوح مشروعات هتلر المسعورة أوضح أيفي لي للشركة أن سياسات الحكومة النازية لن تحظى بتأييد الجمهور الأمريكي، وحث المسؤولين بها أن يحاولوا إثناء هتلر عن سياسته في التضييق على حرية الصحافة والعبادة، وفي الأخير نصحهم بأن يبحثوا عن سبيل لتغيير الحكومة الألمانية الأن الجمهور الأمريكي لم يعد يقبل السياسة الهتلرية.7.
أما الباحثة ساندرا كان ( Sandra Kan) فتشير في كتابها "المفاهيم الرئيسية للعلاقات العامة" إلى التناقضات في عمل أيفي لي فتقول: "بأنه بالرغم أن أيفي لي شرح استخدام الاتصالات مزدوجة الاتجاه (المصدر -المرسل والعودة للمصدر)، وصنف تاريخياً بأنه طبق نموذج الإعلام العام أو النشر، إلا أنه كثيراً ما كان يمارس طرق الدعاية(الوكالة الصحفية)، وقبل وفاته تعرض للتحقيق من قبل الكونجرس الأمريكي حول عمله في ألمانيا النازية لحساب شركة أي جي فابين "1G Faben®.
ويرى البروفيسور الأمريكي هيبرت (Hiebret) الذي حصل على درجة دكتوراه من جامعة مريلند Maryland عن دراسته لإيفي لي أن علاقة أيفي لي بالشركة الألمانية كانت تمثل ممارسة العلاقات العامة في أفضل صورها، و أن الشعب الألماني لو كان استمع إلى أيفي لي بدلاً من انقياده وراء هتلر لأمكن إنقاذ الملايين من شعوب العالم من الموت في ساحة القتال أو معسكرات التعذيب...واستطرد قائلاً أن: أيفي لي كان رجلاً محباً للسلام، واعتقد أن العلاقات العامة هي الطريق إلى السلام، الذي يحقق الانسجام والتفاهم عن طريق الاتصال".
" وبهذا فإن أيفي لي لم يستطع أن يحمي نفسه من أن يحسب على شخص بعينه أو طائفة دون غيرها، حيث اتهم في بعض الصحف أنه لسان هتلر، خلافاً للحقيقة حيث حرص على إمداد الصحف الأمريكية بالمعلومات اللازمة عن الشؤون الألمانية، في محاولة لاستعادة ثقة العالم في ألمانيا".
كما أنه لم يستطع أن يدافع عن نفسه قبل ذلك للشيوعية حينما طالب بالاعتراف بالحكومة الشيوعية و إلغاء القيود التجارية مع ألبلشفيك، حتى وصفته إحدى المجلات الأمريكية بأنه معول هدم خطير يجب سحقه، ومضى وقت طويل قبل أن تظهر الحقائق التي صححت صورته للجماهير، كما فعل هو قبل ذلك عندما صحح صور الآخرين1 ،، وبعيداً عن تناقضات ما قام به، فيعد أيفي لي رائداً للعلاقات العامة، ورائداً كذلك للعلاقات العامة الدولية.
ويعد أول من انشأ معهد (شركة) للعلاقات العامة، وكان مختصاً بتقديم الاستشارة لكافة الشركات كما أنه كان يقوم بفض النزعات العمالية التي كانت تحدث، وقد تم توزيع هذا المركز في مدينة نيويورك، وقد ركز على دور الدعاية في العلاقات العامة، ويعود الفضل لهذا المعهد بإيجاد كثير من المبادئ الأساسية للعلاقات العامة، وركزت هذه المبادئ على توخي المصداقية في نقل الأخبار، وركزت كذلك أن تكون المواضيع دقيقة وذات فائدة للجمهور، كما قام المعهد بفض التخاصم بين الجمهور وشركة سكة الحديد في ذات الوقت، وقد لعب الصحفيين كذلك دوراً كبيراً في فض النزاع الذي كان دائر بين سكة الحديد والجمهور، وقد لعبت السياسات الإعلانية دوراً بارزاً ، وبالتالي فإن أيفي لي هو ما جعل الشركات الاستشارية للعلاقات العامة تعمل على إدارة الأزمات، وتحسين الصور الذهنية للمؤسسات وأربابها بعد تشويهها، وقد قام غيره بمثل عمله حيث قام كارل كوبر (Carl Byoir ) الألماني، ومثل ذلك رئيس حكومة كوبا في أوائل الثمانيات، ولا شك في اندلاع الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى ضعف نشاط وكالات العلاقات العامة دولياً، إلا أن العلاقات العامة ازدهرت في أعقاب تلك الحرب، فتضاعفت عدد وكالاتها بين 1955 و 121957.
ومنذ نهاية الحرب أصبح انتشار العلاقات العامة أمراً ثابتاً، ويقدر اليوم أن في الولايات المتحدة أكثر من 5000 مؤسسة صناعية أو تجارية في كل منها فرع هام للعلاقات العامة، وتستخدم أكثر من مائتي وكالة وهيئات كاملة من ألوف الأشخاص، وواحدة من أكثر هذه الوكالات أهمية تستخدم وحدها أكثر من ألفي شخص، وفي عام 1940 عرست العلاقات العامة جذوراً لها في كندا، وكان لها ظهور بطيء في فرسنا ابتداءً من سنة 1946 م بفضل جان شومان ده جانفري في (اسو-ستاندرد )، وفي (شيل)، وفي هذه السنة نفسها أسست وكالتها الأولى في هولندا، ثم في انجلترا سنة 1948م، وفي النرويج سنة1949م، وفي ايطاليا وبلجيكا والسويد تأسست وكالات للعلاقات العامة ابتداءً من سنة 1950م، ولم تؤسس ألمانيا الغربية شركتها الرسمية للعلاقات العامة إلا في سنة 1958م، وشهدت أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية واستراليا واليابان ونيوزلندا الجديدة بين سنتي 1950م و 1955م مستشارين في العلاقات العامة يتمركزون فيها ويزداد عددهم يوما بعد يوم 13.
وقد انتشرت الوكالات الاستشارية للعلاقات العامة على المستولى الدولي بعامة، والدول الصناعية المتقدمة بخاصة، وزاد عددها في الولايات المتحدة الأمريكية من 1700 وكالة 14، وتقدم خدماتها الاستشارية في مجال العلاقات العامة، والإعلان، والدعاية والتسويق، والبحث العلمي، في بيئة متغيرة ومتنوعة ثقافيا.
وتستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على أكبر عدد من وكالات العلاقات العامة ب53 وكالة، تليها المملكة المتحدة ب 15 وكالة، وهما يشكلان معاً 70 بالمائة، وبالباقي موزع بين النرويج 8، ألمانيا 4، النمسا 3، كندا 3، استراليا 1، روسيا 151، وهذا يظهر لنا حجم سيطرة أمريكا على النوع من المؤسسات والشركات.
ثانياً: خدمات وكالات العلاقات العامة.
تقدم شركات العلاقات العامة الدولية الخدمات التالية16:- تحضير النشرات الإخبارية، - إدارة
الصورة الذهنية، - تحليل وسائل الإعلام، - إدارة العلاقات مع المجتمع ، - إجراء البحوث التدريب على الخطابة، -ممارسة الضغط،- إدارة الأحداث الخاصة، - التخطيط لبرامج العلاقات العامة،- تنفيذ البرامج مراقبة النتائج، "كما يمكن أن تتضمن خدماتها في مجال العلاقات العامة الدولية الأعمال التالية:- العلاقات العامة مع وسائل الإعلام، - التخطيط للأحداث الخاصة، - مراقبة وتحليل محتوى وسائل الإعلام، - مساندة الجهود التسويقية، - البحوث التسويقية- إدارة الأزمات"17.
أما الدكتورة ألبرت أماني(Albert amany) فتلخص الخدمات فتقول: "أن وكالات العلاقات العامة تسعى لخلق مسارات مختلفة من الوعي، فهدفها الأول هو إدارة العلاقات بشكل مفيد وتعزيز العلاقات بين العملاء وتوقع وتحليل وتفسير الرأي العام والمواقف والقضايا المؤثرة عليه، مع تقييم الأداء بشكل مستمر بغرض التأثير، وخلق صور ذهنية ايجابية أو إصلاح الصور المتضررة ولتحقيق هذا تستخدم المواد المكتوبة والمرئية والأبحاث، وتنظيم الأحداث الخاصة وتنشر أهداف المنظمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لدعم الرسائل الايجابية والتخفيف من حدة الرسائل السلبية الموجهة ضد المنظمات"18.
وسياسيا تستخدم شركات العلاقات العامة لتسويق فرد أو حزب لدى الرأي العام، وقد تكون مهمة شركة العلاقات العامة سياسياً هي توجيه الرأي العام نحو رؤية محددة للأحداث في العالم تتوافق مع من يدفع المال لتلك الشركات من خلال عرض صورة وهالة ايجابية حول حدث ما"19، وتقوم وكالات العلاقات العامة ووكالات الاتصال السياسي بتنظيم حملات التأثير في السياسيين وإثارة الانتباه من خلال الإعلام، وحشد الدعم الشعبي، وإدارة السمعة، وتحسين الصورة، والرصد والتنبؤ بالتطورات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، وإجراء الأبحاث الاستقصائية الخاصة بالرأي العام واتجاهاته وتوفير المعلومات والبيانات السياسية وتقديم المشورة الإستراتيجية للصناع القرار 20.
ويستخدم مستشارو العلاقات العامة عدد من الأساليب للاتصال الناجح بالجمهور أبرزها الإعلان مدفوع الأجر، والاتصالات غير الشخصية عبر وسائل الإعلام والدعاية، وكذلك استخدام الملصقات والبريد والصحف والإذاعة والتلفزيون وغيرها، لتدعيم موقف المؤسسة عبر التغطية الإعلامية الايجابية عبر وسائل الإعلام، أما جماعات الضغط (اللوبي)(Lobbying) فيتم استثمارها للتأثير في انتخابات الهيئات التشريعية لتقديم الدعم لمصالح المؤسسة، ويستطيع موظفو العلاقات العامة اكتشاف الثغرات في وسائل الاتصال عندما يحللوا الجمهور عبر استطلاعات الرأي التي يجروها عادة أو من خلال الخطابات والاتصالات الهاتفية أو بطريقة غير مباشرة ، كما يحدث عندما يستجيب المستهلكون لحملة العلاقات العامة إقبالهم على شراء أو رفض منتجات معينة 21.
وقد ازدادت فاعلية هذا الصنف من الشركات كنتيجة للتقدم التكنولوجي، وظهور وسائل الإعلام الاجتماعية، وما أحدثته من سهولة في الاتصال بالرأي العام مما جعل لشركات العلاقات العامة دوراً مهما في المجال السياسي وذلك بالتسويق لشخص أو حزب أو كيان سياسي، فشركات العلاقات العامة تقوم باحترافية على تنمية سمعة ايجابية لأي حكومة أو فرد، وذلك من خلال العديد من الاتصالات واللقاءات بما في ذلك وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة الشخصية لأجل الإقناع والاستقطاب، وينتشر دور تلك الشركات في عالم السياسة خلال مواسم الانتخابات حيث تساعد العملاء على الدفاع عن سمعتهم إن كان ما يهدد مصداقيتهم من خلال الدعاية لوجهة نظرهم مع الجمهور وتحسين صورة شخصيات محددة لتلقي قبولاً محلياً ودولياً في العواصم الكبرى المؤثرة في الأحداث السياسية 22.
المطلب الثاني: أهداف شركات العلاقات العامة على المستوى الدولي.
نقدم في هذا المطلب أهداف وكالات العلاقات العامة على المستوى الدولي، وخاصة في ما يتعلق
بالمجال السياسى أثناء إدارة الأزمات والصراعات. أولاً: أهداف وكالات العلاقات العامة الدولية.
تستخدم الحكومات وكالات العلاقات العامة الدولية بهدف 23:
٢ كسب تأييد الرأي العام، ورجال السلطتين التشريعية والتنفيذية في الدول الأخرى.
~ تنشيط حركة السياحة.
٢ رسم صورة مشرفة للحكومات في المجتمع الدولي، كسب تأييد الرأي العام العالمي لسياساتها.
٢ الاستعانة بالوكالات في التخطيط الإعلامي الداخلي لكسب ثقة الجماهير وتأييدها.
ويرى دافيسون (W.Philips Davison) أن الصراع السياسي العالمي قد ضاعف من عدد البرامج التي تسعى إلى نقل المعلومات إلى الشعوب الأخرى، والتأثير في الجماهير من خلالها، ورغم أن محاولات التأثير في الشعوب الأخرى باستخدام الاتصال إلى جانب الدبلوماسية و القوة لإضعاف عزيمة العدو وكسب الحلفاء والأنصار ترجع إلى العصور القديمة، إلا أننا نلاحظ أن وسائل تنفيذ هذه المحاولات قد تعددت في ظل ثورات الاتصال المتعاقبة واتساع مداها وزادت من كثافتها 24.
المبحث الثاني: شركات العلاقات العامة الدولية وسياقات صناعة الحرب نحاول في هذا المبحث أن نقدم علاقات نشاطات العلاقات العامة بسياقها التاريخي، وأهم هذه أنشطة شركات العلاقات العامة الدولية على المستوى الدولي بعدها نعرج على توظيف هذه الشركات من أجل الإعداد للحرب، وكذا إداراتها داخليا وخارجياً.
المطلب الأول: شركات العلاقات العامة والسياق التاريخي:
لا يمكن فهم الدور الحقيقي الذي وجدت من أجله شركات العلاقات العامة الدولية دون التعريج عن
بعض السياقات التاريخية، وأهم النشاطات التي مارستها منذ بداياتها الأولى.
أولا: السياقات التاريخية التي دعمت العلاقات العامة الدولية. 1- العلاقات العامة صناعة ضخمة: طبقا لاستفتاء أجرته مؤسسة أميركية معنية بالاستفتاءات الدولية، فإن " حجم صناعة العلاقات العامة الأمريكية اقتربت في عام 2020م من 20مليار دولار، ويكفي للمقارنة بين هذا الرقم، ورقم منظمة ناسا الفضائية بين عامي 1959 م و 1972 م التي قدرت بنحو 22 مليار دولار، ذهب معظمها لصالح برنامج" أبولو " الذي أوصل رواد فضاء أميركيين إلى سطح القمر، ولندرك أهمية العلاقات العامة في الأجندة الأمريكية25، وقبل سنوات قليلة فقط "حجم صناعة العلاقات العامة العالمية يقدر بنحو 15.5 مليار 7.9 مليار دولار لشركات العلاقات العامة الأمريكية261، وهذا يعطينا فكرة بسيطة عن الارتفاع المستمر في حجم الصناعة دولياً وأمريكياً.
وتعد الولايات المتحدة هي رائدة صناعة العلاقات العامة، ذلك لأنها التزمت مبدأ السيطرة على العقل العام- على حد تعبير قادتها -الذين تعلموا الكثير من النجاحات التي حققتها لجنة كريل، وكذا النجاح في خلق الذعر الأحمر، والعواقب التي خلقتها، وقد توسعت صناعة العلاقات العامة بشكل كبير خلال ذلك الوقت حتى أنها نجحت لبعض الوقت في إخضاع الرأي العام لحكم رجال الأعمال خلال العشرينيات، وقد بلغ الأمر حدا التطرف إلى درجة دفعت بالكونجرس لتشكيل لجنة للتحقيق في بداية الثلاثينيات 27 .
2- نفوذ رجال العمال في القرن العشرين في أمريكا: بحيث كانت لهم سلطة كبيرة تمتد إلى غاية التأثير على البيت الأبيض، بحيث أن العائلات الكبرى الممثلة في آل روكفلر و آل روتشيلد و آل مورقان كانت تمارس أعمالها، دون مراعاة لأدنى الشروط للعمال والجماهير، "التي كانت في بداية هذا القرن معارضة للشركات الأمريكية الكبرى التي كان يتهمها الناس بالاحتكار و بمقاومة المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة مقاومة شديدة لا شفقة فيها ولا رحمة أدت في بعض الأحيان إلى مصادمات دموية، أول الشركات الكبرى التي استفادت من خدمات أيفي لي كانت شركة روكفلر التي يديرها جون روكفلر، وهو أبشع رجل أعمال عرفه المجتمع الأمريكي لما عرف عنه من قسوة قلب، إذ وصل به الأمر إلى السماح بإطلاق النار على عماله المضربين، وقد نجح أيفي لي في تغيير الصورة السيئة التي تكونت عن هذا الرجل"28، وهنا تظهر في الحقيقة العلاقة بين وكالات العلاقات والوكالات الاستشارية وأرباب المال في تلك الفترة.
3- طبيعة نظام الحكم في أمريكا: لقد ترعرعت شركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة بالتزامن مع ازدهار نظام اللوبي الأمريكي هذا النظام الذي يساند المشرع في الكونجرس ويعطيه الحق في أن يسمع وجهات نظر جهات المجتمع المختلفة فيما يُشرع، لتساعده على القيام بواجبه التشريعي أحس قيام، يقوم بدور اللوبي؟ هم شركات كبيرة للعلاقات العامة، هذه الشركات تختلف كثيراً عن أقسام العلاقات العامة السابقة في الشركات، أولاً: هي تعين أعضاء سابقين في الكونجرس، وشخصيات مهمة في المجتمع وتعطيهم رواتب كبيرة ، ثانياً: هي تعين أخصائيين في علم النفس، ثالثاً: هي تكون علاقات متينة مع مراكز القوى مثل الكونجرس والوزارات المختلفة، وكذلك مراكز الإعلام مثل الصحف والتلفزيون، تتقاض أجوراً مرتفعة جداً 29.
4- احتكار وسائل الإعلام من قبل رجال الأعمال: ووسائل الإعلام تحتكرها الشركات، فهم لديهم رؤية واحدة وكلا الطرفين لا يسعه إلا أن يتبع جماعة رجال الأعمال 30، وهي بهذا تسعى إلى التحكم في تفكير الجمهور وتسيره في الطريق الذي ترسمه.
ثانياً: نشاطات شركات العلاقات العامة على المستوى الدولي:
وعلى المستوى الدولي كان وما يزال لوكالات العلاقات العامة دوراً هائلاً، فالأمر لا يقتصر على تعاقد المنظمات من أجل تحسين صورها، ولكنه يمتد ليشمل الدول أيضاً، والتي تتعاقد معها بغرض تقريب وجهات النظر والحصول على دعم أصحاب المصالح الدوليين، كما تقدم استشارات وخاصة في أوقات الأزمات، وتقوم بتقديم تحليلات، وتقارير تعرض التطورات السياسية في العلاقات الدولية، وتسعى بالأساس لخلق وتعزيز صورة ايجابية عن الدولة 31.
كما أن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه شركات العلاقات العامة هو "إدارة المعلومات"، و"محاولة بناء الصور"، من خلال التأثير على الرأي العام بل تحريكه من خلال استهداف العقول والقلوب، وبناء علاقات ايجابية مع الجماهير، وذلك في سبيل تحسين صورة عملائها، وبعبارة أخرى، تتعد أدوار تلك الشركات لتشمل: صناعة الصورة، وتشكيل العقول، وتغيير الخطابين السياسي والإعلامي السائدين على نحو يؤثر في الأحزاب السياسية، والمرشحين الرئيسين والحكومات، ومؤسسات القطاع العام، والمنخرطين جميعهم في العملية السياسية أو المخرجات السياسية32، ويتحقق ذلك من خلال "إدارة وسائل الإعلام" و"العلاقات الإعلامية"، حيث تشرف وكالة العلاقات العامة على الأنشطة الإعلامية العامة، وتُعد وتوزع ملف الصحافة اليومي، وتكون مسؤولة عن مساعدة المنشآت على تحقيق أقصى قدر من التعرض (الحضور الإعلامي) وبناء المصداقية، كما تقدم وكالة العلاقات العامة قصصاً إخبارية عن المنشأة وخدماتها ومنتجاتها 33.
ولكن الأمر يصبح أكبر خطورة لما تتحالف وتتعاقد شركات العلاقات العامة مع الحكومات لإدارة المعلومات الخاصة بمصالحها وسياستها، خاصة " فيما يتعلق بإدارة المعلومات في المجتمع بواسطة مجموعات متعددة في ظروف غير متساوية القوة، ومن ثم غير متساوية في سهولة الوصول إلى نظم إنتاج وتوزيع المعلومات، وهذه التساؤلات قاسية فيما يتعلق بالحكومة، لأن" جهاز الدولة يتمتع بامتياز الوصول إلى الإعلام الجماهيري"34.
وفي هذا السياق أشار سابقا هربرت ا.شيللر (Herbert Schiller) في كتابه المتلاعبون بالعقول
" في الوقت الحاضر يعزف مهرجان وسائل الإعلام القومي ألحانه، بقيادة وكلاء الاقتصاد الرأسمالي للدولة، المقيمين في المكاتب التنفيذية للبيت الأبيض، وفي مكاتب العلاقات العامة ووكالات الإعلام بشارع ماديسون (Madison Street)، وهناك ما يبرر الاعتقاد بأن عملية إدارة وتوجيه المعلومات سوف تشهد المزيد والمزيد من التنظيم على أيدي المتحكمين في وسائل الإعلام في السنوات القادمة، وإن تدفق المعلومات في مجتمع معقد هو مصدر لسلطة لا نظير لها، وليس من الواقعية في شيء أن نتصور أن التحكم فى هذه السلطة سوف يتم التخلى عنه عن طيب خاطر (35، رغم أن المتعارف عليه أن " كل الحكومات المنتخبة ديمقراطياً يجب أن تتصل بجمهور ناخبيها، ومع كل هذا، ويوجد في معظم نظريات الحكومات الديمقراطية افتراض أن الحكومة خادمة للشعب، وتنتخب لتنفيذ إرادته، بالطبع لا يعني مجرد أن الحكومة عليها هذا الواجب لتزويد الجمهور العام بالمعلومات، أنها سوف لا تحاول أن تتحكم وتتلاعب بكمية ونوع المعلومات التي تنشرها"36.
كما تسعى من جانب آخر المنظمات والمؤسسات إلى التأثير في صناع القرار بالوسائل التقليدية المباشرة (الاتصال الشخصي، الهاتف، الرسائل الخطية، الرسائل الاليكترونية..) من خلال تعبئة أعضائها المنخرطين في نشاطها للاتصال بصانعي السياسات، أو عن طريق التعاقد مع شركات مختصة في تنظيم حملات الضغط والعلاقات العامة والاتصال السياسي، وغالبا ما يكون موظفو هذه الشركات من أصحاب الخبرات ممن سبق لهم العمل في الأجهزة التنفيذية والتشريعية أو الأحزاب السياسية أو أصحاب الخبرات الأخرى من المحامين والإعلاميين والأكاديميين وخبراء العلاقات العامة 37.
المطلب الثاني: شركات العلاقات العامة الدولية وإدارة الصراع على المستوى الدولي.
نقدم في هذا المطلب نشاطات العلاقات العامة الدولية أثناء الحروب والصراعات، وبعض القراءات للأنشطة شركات العلاقات العامة الدولية في النموذج الأمريكي.
أولا: شركات العلاقات العامة ودورها في الحرب.
إن وكالات العلاقات العامة أثناء الحروب والأزمات تصبح وكالات ل"إدارة الفهم والإدراك"
كما قلنا سابقاً، وهذا في الحقيقة يعكس لغية الي ( nia ae)
الأمريكية التي عرفت "إدارة الفهم والإدراك" باعتبارها " أعمالاً تهدف لإيصال و(أو) إنكار معلومات ومؤشرات مختارة للمشاهدين الأجانب للتأثير على عواطفهم، ودوافعهم،.. وموضوعية تفكيرهم، وبطرق مختلفة، تدمج إدارة الفهم والإدراك بين تخريف الحقيقة، امن العمليات، السرية، والتضليل"38، وهذا لا يكون إلا بالسيطرة الكلية على تدفق المعلومات من خلال التحكم في وسائل الإعلام المختلفة ووضعها تحت سلطة وكالات العلاقات العامة المتعاقدة مع الإدارات السياسية.
وبالتالي فالحكومة الأمريكية منذ زمن بعيد تحاول السيطرة على وسائل الإعلام ووسائل العلاقات العامة خاصة أثناء الأزمات والصراعات الداخلية والخارجية التي تخوضها، وهي تعتمد على مستويات اتصالية وإعلامية متعددة ومتكاملة تتضمن التكامل ببين وسائل الإعلام والعلاقات العامة، وكذا التداخل بين الدبلوماسية العامة والشؤون العامة والحرب النفسية لتحقيق هذا الغرض. كما اعتمدت الحكومة الأمريكية أثناء حروبها المختلفة إدارة الصور لخصومها، وكذا الصور التي تعكس سياساتها، مثل ما حدث مثلاً في حرب الخليج، حيث يمكن لنا أن نذكر ونتذكر: صور الجنود العراقيين رافعي الأيدي مستسلمين للقوات الغازية الأمريكية -الصورة كانت مفبركة-، صورة المجندة الأمريكية جيسكا (Jessica Lynch) التي قيل أن قوات أمريكية أنقذها بطريقة أسطورية، ثم اتضح أن الأطباء العراقيين هم من سلموها للأمريكيين، صور إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، وما تلاه من تلاعب بالمشهد.
وهذا التداخل بين الإعلام و العلاقات العامة، وبين المفاهيم السابقة هو الذي يحدد طبيعة الاتصال الاستراتيجي (Strategic Communication) للحكومة الأمريكية لإدارة الصراعات الخارجية، لهذا تعمد شركات العلاقات العامة ووكالات الاتصال السياسي إلى استخدام وسائل الإعلام الجماهيري أثناء إدارتها للصراعات والأزمات لأغراض متعددة ومتنوعة.
ثانياً: قراءة لبعض النماذج الأمريكية لتوظيف شركات العلاقات العامة في الحروب وتوظيف العلاقات العامة "والإعلام في الحروب يتمثل في جزء منه في الدعاية التي تستطيع أن تحشد الرأي العام حول قضية بعينها من خلال المبالغة والتضليل والكذب في أسلوب عرض القضية، وذلك لكسب التأييد والدعم، ومن يقدم الصورة السلبية للعدو يؤكد ذلك بعرض كل ما يبرر الصورة الايجابية لنفسه من خلال محاولة حشد التأييد وتغذية الاعتقاد بأن ما ينوي عمله هو في فائدة كل البشر ومصلحتهم 39.
وهذا ما جعل لشركات العلاقات العامة تعاقدات مع الدول للوصول إلى أهدافها، حيث تستخدم الدول إلى جانب الضغط السياسي العلاقات العامة للتأثير على سياسات الدول الأخرى، ولتسهيل مصالحه الخارجية، وتحسين صورتها، وتشويه سمعة خصومها، وهو ما تجلى بشكل واضح خلال سنوات الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفياتي سابقا، ويقول بيتر فيليبس (Peter Phillips): إن الحكومات الأميركية المتعاقبة استخدمت وكالات العلاقات العامة والدعاية السياسية في العقود الأخيرة بشكل أساسي لتغيير أنظمة سياسية أو تبرير تدخلات عسكرية خارج الحدود 40.
وتطور هذا الأسلوب في الحروب عبر التاريخ الحديث، وبدأ عملياً في العصر الحديث في أمريكا فى أعقاب الحرب العالمية الأولى مع الرئيس الأمريكى وودرو ويلسون( Woodrow Wilson)"وتحديدا عام 1916م عندما تشكلت لجنة كريل(Creel)، حيث كان المواطنون الأمريكيون مسالمين إلى درجة كبيرة، ويرون ضرورة عدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حروب أوروبية بالأساس، بينما كان رئيس الدولة آنذاك الرئيس ويلسون يرى أن على أمريكا التزامات اتجاه الحرب العالمية الأولى خاصة حيال الرأي العام، لذلك قامت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت بتشكيل لجنة دعائية سميت بلجنة كريل للدعاية الحكومية، وقد نجت تلك اللجنة، وفي خلال ستة شهور في تحويل المواطنين الأمريكيين المسالمين إلى مواطنين تمثلكهم هستيريا الحرب والرغبة في تدمير كل ما هو ألماني لإنقاذ البشرية41"، وقد "نظمت هذه اللجنة حملات للعلاقات العامة، والتي تضمنت الكثير من دعاوي الحرية والديمقراطية، وإنهاء الاستعمار، وتحرير الشعوب، ثم اتجهت هذه الحملات لإذكاء الحماس الوطني، بيع سندات الحرب، والتطوع في الجيش، والقيام بأعمال الخدمات الاجتماعية"42، كما اعتمدت على وسائل إعلامية واتصالية متعددة، أبرزها ما يعرف ب" رجال الدقائق الأربع "(Four minutes men) ، كما" جندت اللجنة مواهب هوليود الواعدة لصناعة أفلام مثل (الحانة) و(القيصر: وحش برلين)، والتي دعمت قضية المشاركة في الحرب، وكان رئيس اللجنة جورج كريل (George Creel) يؤمن صراحة بأن أفلام هوليود يمكنها أن تحمل إنجيل الأمركة إلى كل زاوية من كوكب الأرض"43 على حد تعبيره، وهذه الأساليب والوسائل نفسها استخدمت في الحروب اللاحقة التي شنتها أمريكا على بعض الدول على غرار حرب العراق وأفغانستان
ولقد كان للحكومة الأمريكية تجارب كثيرة سابقا في الاعتماد على شركات العلاقات العامة في الإعداد والإدارة للحروب التي خاضتها، وقد استعانت في ذلك على خبراء متمرسين في العلاقات العامة، والذين كانت لهم تجارب عديدة في التلاعب بالرأي العام خاصة أثناء الأزمات والحروب، وكان من بينهم ادوارد برنيز(Edward Bernays)(أحد أعضاء لجنة كريل)، الذي تعاقدت معه لتنفيذ بعض سياستها الخارجية، ومن أكثر نشاطات العلاقات العامة تطرفاً له في مجال السياسية الخارجية وإدارة الصراعات هي تعاونه مع الاستخبارات الأمريكية (CIA)،" وعمله على إسقاط حكومة غواتيمالا المنتخبة ديمقراطيا ورئيسها جاكوبو آربينز (acobo Arbenz Guzman)، وذلك لمصلحة الشركة المتحدة للفواكه ( يونيتد فروت United Fruit)، فيما يعرف بعملية انقلاب غو اتيمالا 1954م، وركزت دعاية برنيز على وصم الرئيس الغواتيمالي بالشيوعية في معظم وسائل الإعلام، حتى أدت هذه الحملة إلى إسقاط الحكومة، وتسخير أبناء الشعب الغواتيمالي إلى عبيد يعملون لدى الحكومة الأمريكية بشكل غير مباشر، للاستيلاء على فواكه الدولة لصالح شركة الفواكه المتحدة44، حيث اعتمد برنيز على تحويل حكومة غواتيمالا الجديدة إلى تهديد للديمقراطية الأمريكية في خضم الحرب الباردة، أي في الوقت الذي كانت فيه الحكومة الأمريكية مشغولة بتهويل خطر الشيوعية والحرب النووية، وفي حقيقة الأمر فإن الرئيس الغواتمالي الجديد المنتخب ديمقراطياً اجتماعياً لا علاقة له بالشيوعية، لكن برنيز حوله إلى تهديد شيوعي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بالاعتماد على مجموعة من السياسيين الغاواتيماليين الذي اخبروا صحفيين أمريكيين بأن الرئيس آربينز شيوعي تتحكم به موسكو، وهو الأمر الذي أصبح متداول في وسائل الإعلام بكثرة آنذاك، وعمل على تأليب الرأي المحلي والعالمي ضده، لهذا المفكر الأمريكي نعوم تشوموسكي(Noam Chomsky) يرى بأن العلاقات العامة هي في الحقيقة صناعة أمريكية حكومية بامتياز، هدفها الأساسي صناعة الرأي العام لخدمة السياسية الداخلية والخارجية للنظام الأمريكي، وإدارة حروبها، وصراعاتها الخارجية، وقد تكرر الأمر مرة أخرها في " مثل ما وقع في الثمانينات من القرن الماضي عندما وظفت الإدارة الأمريكية فعاليات العلاقات العامة وحملات الدعاية السياسية للإطاحة .45(Manuel Noriega) برئيس بنما مانويل نوريينغا
كما تعاقدت الإدارة الأمريكية مع مجموعة ريندون غروب (Rendon Group) لحشد التأييد العالمي لحرب الخليج التي عرفت ب"عاصفة الصحراء" لتحرير الكويت بعد الغزو العراقي في 02 أوت 1990م، وقد قامت كذلك المجموعة بتعبئة الرأي العام وراء ما سمي منذ ذلك الحين ب"الحرب على الإرهاب" باستخدام أساليب دعائية بما في ذلك فبركة القصص الإخبارية حول تدمير تمثال صدام حسين في بغداد، وتمجيد بطولة الجيش الأمريكي من خلال قصة إنقاذ المجندة جيسكا لينش(Jessica Lynch)
وصولاً لفبركة المعلومات حول امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل 46.
فالإدارة الأمريكية -على سبيل المثال - استخدمت عن عمد معلومات استخباراتية مضللة عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل تهدد الأمن القومي الأمريكي، لتبرير عدوانها على العراق، فماذا تقول العلاقات العامة الحكومية الأمريكية للعالم عن حقوق الإنسان، والحرية الموعودة للشعب العراقي، وعن الديمقراطية والرفاهية، وعن المثاليات الأمريكية بعد جرائم الإبادة الجماعية في بعقوبة والأنبار وتلغفر، وفي كل أنحاء العراق 47.
وأثناء حرب الخليج الثانية كثر الحديث في الأوساط المتخصصة عن شرطة أمريكية خاصة بالعلاقات العامة مصنفة تحت اسم Hill and Knowlton Stratégies، متخصصة في صنع صور ذات طابع ايجابي أو سلبي لصالح الأنظمة الاستبدادية المقربة من الولايات المتحدة في العالم أجمع، والتي هي بحاجة قصوى إلى ترقية ديمقراطية -أو على حساب أنظمة مشنعة العراق، السودان، ليبيا، صربيا...الخ، والملقبة على أنها المعاقبة والمجرمة باسم المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي من ذلك براء، لأن هذه هي إرادة الولايات المتحدة، في حرب الخليج الثانية خدمة لصالحها فقد اقترحت Hill and
تقديم خدمات للحكومة اللي a an ani
وتعتبر الحروب على العراق نموذجاً تطبيقياً لتضليل شركات العلاقات العامة والإعلام والاتصال السياسي للرأي العام أثناء الأزمات من خلال استخدم وسائل الإعلام و العلاقات العامة، فالتوجه العام الدولي جرى وضعه في خريطة إدراكية مدروسة، ودعاية مغرضة وتظليل إعلامي، لكي يجد العالم كله مجبراً على قبول الحرب بعد شيطنة الرئيس صدام حسين ونظامه، فتم الربط بطريقة احترافية بين أحداث 11 سبتمبر وبتنظيم القاعدة والعراق" حيث قامت شركة هيل أند نولتون Hill and Knowlton
وهي أكبر شركة للعلاقات العامة في العالم بدور العقل الموجه لحملة علاقات عامة nil
لإقناع الأمريكيين بضرورة مساندتهم للحرب لاسترداد ذلك البلد (يقصد الكويت) من العراق 49، حيث استخدمت الشركة وسائل وأساليب مختلفة أهمها اختلاق قصص وهمية أهمها ما عرف بقصة"انتزاع الأطفال الخدع من الحاضنات".
حيث " اتهم بها جنود عراقيون، بأنهم قاموا بتفكيك الحاضنات قصداً ونقلها من دار توليد كويتية، لكننا علمنا فيما بعد أن الشركة Hill and Knowlton Stratégies قد عملت مونتاجاً تلفزيونياً في استوديوهات إنتاج أمريكية مع تجنيد ممثلين، وأخذ مناظر الفيلم والسيناريو باختصار، بالضبط كما هو الحال لأي فيلم منتج في هوليود، لكن سيصبح ذلك الفيلم الأكذوبة مجالاً لاتهامات خطيرة، لكن ذلك الأمر تمثال صدام حسين في قبل بغداد كان مسرحية من إعداد وإخراج إحدى هذه الشركات التي قامت بتعبئة أكثر من 100 شخص لكي يكونوا جاهزين للتصفيق، وكان من بينهم أناس يحملون عضوية مجلس الحكم الانتقالي في العراق، والنتيجة المؤلمة في كل هذا أن الرأي العام هو الضحية دائماً حيث تنفق مئات الملايين من الدولارات لإحكام القبضة عليه"55.
وكان المطبلون لبوش من صقور المحافظين الجدد ينظرون إلى حرب العراق كمنتج، وبالضبط مثل موديل جديد من أحذية نايك، تحتاج إلى حملة دعاية من اجل إغراء المستهلكين، استخدمت نفس الأساليب ونفس أساطين العلاقات العامة في تسويق السجائر، والسيارات رباعية الدفع، ومقالب النفايات الذرية، كذلك لتسويق حرب العراق من أجل بيع الغزو S6، وهذا باستخدام مزيج من الحرب النفسية والعلاقات العامة ،" حيث تهدف الحرب النفسية كذلك إلى بناء علاقات عامة طيبة لهذا ظهر مصطلح "
الحرب النفسية لأغراض العلاقات العامة"، ومعناه القيام بخطوات وإجراءات دعائية لكسب التفهم والتأييد الدولي لموقف مستعمل الحرب النفسية وتقوية روابط الالتزام مع حلفائه وتحييد أنصار الخصم وتستخدم جرعات الدعاية والاقتصاد والدبلوماسية جنباً إلى جنب لتحقيق الغرض المنشود"57.
وهذا ما جعل الباحث محمد قيراط يقول:" ما يمكن قوله في هذا السياق هو أن الممارسة الإعلامية في زمن الحروب والأزمات لا تختلف من نظام إعلامي إلى آخر، ولا من نظام سياسي إلى آخر وتصبح متشابهة حيث يتحول الإعلام إلى مزيج من الإعلام والعلاقات العامة والحرب النفسية والدعاية والتلاعب والتضليل والتشويه سواء تعلق الأمر بالدول الديمقراطية أو الدول الديكتاتورية أو الدول المتقدمة أو الدول النامية أو غيرها من الأنظمة السياسية المتواجدة في هذا الكون 581.
والآن، "مع تعمق الحروب والصراعات وتوسع الحراك الدولي والإقليمي بحثاً عن مكاسب، أضحت أخبار وتقارير العلاقات العامة اليوم أقوى من الصواريخ الإستراتيجية في حالة الهجوم، وربما أنفع من المضادات الأرضية في حالة الدفاع، وذلك لتأثيرها القوي على الروح المعنوية ودورها الكبير في تجميد وضع معين لصالح بلد ما أو تبرير عمل استراتيجى محدد أو دورها في تحريك الراكد الدولى اتجاه قضية معينة أو إخماد تفاعل المجتمع الدولي مع قضية أخرى ، وقد زادت هذه الأهمية، وهذا التأثير مع التطورات التكنولوجية التي حدثت في الإعلام الفضائي والاليكتروني حيث أصبحت الأخبار والتقارير على بعد ضغطة زر من عيني القارئ، والكلمات القاسية والتصنيفات السوداء والتعبيرات البراقة أصبحت أسلحة العصر في الدفاع والهجوم والتنافس الانتخابي "5، وإدارة الحروب والصراعات كذلك.
ويقدم المفكر نعوم تشومسكي رؤية نقدية للدور السياسي للإعلام -خاصة الإعلام الأمريكي في التحكم بالرأي العام، ويوضح الدور الكبير الذي تلعبه شركات العلاقات العامة في تبرير المغامرات الخارجية للحروب، عن طريق تهويل الأخطار، وبناء تصورات متحيزة عن كثير من القضايا، والشؤون العامة التي تهم الفرد في مجال السياسات الداخلية والخارجية للبلاد ، وأشار كذلك إلى أن ترويض الرأي العام مسألة ضرورية من أجل المصادقة على قرارات السياسية الخارجية، و أن الدعاية من أهم الوسائل الممكنة لبلوغ هذا الهدف، وأن الولايات المتحدة تعد رائدة صناعة العلاقات العامة، لأنها التزمت بمبدأ السيطرة على العقل العام.، لهذا فهو يرى أن الإعلام دوره يكمن في السيطرة على الشعوب عن طريق صناعة الأخطار ، وكيف تجعل البروباغندا العامة من الناس تنساق وراء إملاءات السلطة الحاكمة لتتحول هذه الشعوب مع الوقت إلى دمى ساكنة تكتفي بالمشاهدة فقط، لا تتفاعل مع ما يحدث حولها، لهذا فهو يرى أن الإعلام قادر على تغيير الأنظمة وإشعال الحروب، عن طريق الترويج لأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة ليشكل بها ما يشبه الصدمة الكبرى، التي تجعل المتلقي على استعداد كامل لتصديق أي شي يعرض عليه60.
الخاتمة:
من خلال ما سبق يتضح أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة تفطنت في وقت مبكر إلى أهمية الإعلام والعلاقات العامة في إدارة الأزمات والحروب حيث وظفتهما إلى جانب القوة الصلبة في مجالات التأثير في الجماهير، وهندسة الرأي العام والتلاعب به، وذلك بالاستفادة من الوسائل الإعلامية والتكنولوجية المتاحة في كل فترة زمنية، وكذا التحكم في الكم الهائل من المعلومات المتاحة التي يتم السيطرة على تدفقها من أجل العمل على "إدارة فهم وإدراك" الجماهير الداخلية والخارجية التي يجب أن تتناغم مع رؤى القيادة فيما يتعلق بأهداف الحرب و أجنداتها السياسية الموضوعة، كما أن هذه الإدارات تعلمت من قوة شركات العلاقات العامة والاتصال السياسي منذ النجاحات المبهرة التي تحققت في الحرب العمالية الأولى على يد (لجنة كريل)، وما تلاها من حروب بعد ذلك، حيث كان لشركات العلاقات العامة و الاتصال السياسي دور كبير في إدارتها وتنفيذها (شركة ادوارد برنيز - انقلاب غواتيمالا، وغيرها) ، كما كان للتطور التكنولوجي دوراً كبيراً في تعظيم دور هذه الشركات من خلال ما تقدمه من خصائص ومميزات للاتصال الفعال بالجماهير والمجتمعات والجماعات المستهدفة، فوظفت شركات العلاقات العامة في البدايات الأولى أساليب وتكتيكات مثل الخطابة(رجال الدقائق الأربع) والمسرح، وبعدها الصحافة المكتوبة و السينما وصولاً إلى البث الفضائي، إلى الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وإدارة البيانات والمعلومات في الفضاء السبيرياتي التي تديره شركات علاقات عامة دولية ذات كفاءات عالية متعاقدة مع الإدارات الأمريكية.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الملف التعريفي ...

الملف التعريفي هو بمثابة عرض تقديمي احترافي للشركة وأعمالها وأنشطتها وغالبًا ما يتضمن قصة مقنعة حول ...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...

is a comprehens...

is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....

شدد الفريق أول ...

شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...

تواصل مليشيا ال...

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...

"النمنم" حسب قص...

"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...

لقد حقق قسم بحو...

لقد حقق قسم بحوث المكافحة المتكاملة إنجازات متعددة تعكس دوره الحيوي في تطوير الزراعة المستدامة. يتمث...

Introduction Gl...

Introduction Global warming is one of the most pressing environmental issues of our time. It refers ...

في إيطاليا، سبق...

في إيطاليا، سبق عصر النهضة الأصلي "نهضة ما قبل النهضة" الهامة في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن...

لاحظات هامة: • ...

لاحظات هامة: • لا تنقضي شركة التوصية البسيطة بوفاة أحد الشركاء الموصين (غير المتضامنين) أو بالحجر عل...

يطلق مصطلح الفن...

يطلق مصطلح الفن الإسلامي على جميع الفنون التي تم إنتاجها في البلدان التي كان الإسلام فيها هو الدين ا...

This rule place...

This rule places minimum responsibility on the seller, who merely has to make the goods available, s...