لخّصلي

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: فإن من المواد المقررة مادة العقيدة الإسلامية, وسيتم دراسة هذه المادة وفق المباحث التالية:
العقيدة تعريفها وأهمية دراستها
تعريف العقيدة: - العقيدةلغة:مأخوذةمنالعقدوهوربطالشيء،واعتقدتكذا:عقدتعليهالقلبوالضمير.والعقيدة:
ما يدين به الإنسان، يقال: له عقيدة حسنة، أي: سالمةٌ من الشك. والعقيدةُ عمل قلبي، وهي إيما ُن القلب بالشيء وتصديقه به.

• والعقيدةُ شرًعا: هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وتُسمى هذه أركا ُن الإيمان.


• أهميةدراستها: من أهمية دراسة العقيدة:
  1- أنها الغاية التي خلق الله الجن والإنس لأجلها, قال عز وجل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون), والعبادة لا تقبل إلا بالتوحيد.
  2- أن الدعوة إلى التوحيد هي دعوة الأنبياء والرسل, قال عز وجل: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون), وقال: (ولقد بعثنا فيكل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
  3- أن الإخلال بالعقيدة يوقع في الشرك الأكبر الذي يحبط جميع الأعمال, قال عز وجل: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين).
  4- أن الله عز وجل جعل الوصية بالتوحيد قبل كل شيء, فأول أمر في كتاب الله عز وجل هو أمر بالتوحيد, قال عز وجل في أول أمر في سورة البقرة: (يا أيها الناس اعبدو ربكم الذي خلقكم ..).
  وكذلك في وصايا لقمان لابنه حيث بدأ بالنهي عن نقيض التوحيد وهو الشرك كما قال تعالى: (وإذ قال
  لقمان لابنه وهو يعظه لا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم).. فلا يليق بمسلم أن يجعل التوحيد أمرا هامشيا فلا يبذل له وقته ولا يدعو إليه.
  العقيدة الإسلامية..
  2
  العقيدة الإسلامية..
  والأدلة على أهمية التوحيد كثيرة يصعب حصرها, قال ابن القيم: (القرآن كله في التوحيد وحقوقه ومكملاته).


• إشكالالجوابعليه: الإشكال: قد يقول بعض الناس: لا داعي لمحاضرات ودروس التوحيد, فنحن ولله الحمد فهمناه وتربينا عليه.
  وهذا واقع ملموس في حياة كثير منا, فنجد أحيانا مناشط كثيرة في الأخلاق والمعاملات, وفي المقابل نجد نسبة قليلة جدا في جانب التوحيد وتصحيح العقيدة.
  والجواب على هذا الإشكال مختصر فيما يلي:
  1- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه التوحيد, وهو أتقى الناس وأفضلهم بعد الأنبياء, يعلمهم حتى آخر لحظة من حياته, ففي الصحيحين من حديث عائشة قالت: (لما نُزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يح ِّذر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبرز قبره، غير أنه ُخشي أن يُتخذ
  مسجدا. ً
  2- أن الأنبياء والصالحون يخافون على أنفسهم من الإخلال بالتوحيد والوقوع في الشرك فهذا خليل الله إبراهيم يدهو ربه: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام), وكان عمر رضي الله عنه يسأل حذيفة مخافة النفاق.
  3- أن إهمال التوحيد والتذكير به, يكون سببا في ذهابه وإحلال الشرك مكانه, كما حدث في قوم نوح. 4- أنه يوجد في مجتمعات المسلمين مخالفة في التوحيد, كدعاء غير الله عز وجل, وتعليق التمائم, والطيرة ونحو
  ذلك. فدعوى أن الناس فهموا التوحيد لا حاجة إليه دعوى باطلة خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن
  وانتشر الملحدون والخوارج وكثرت شبههم.


• المرادبأهلالسنةوالجماعةومصادرالتلقيعندهم: - السنة:هيالطريقةالتيكانعليهاالنبيصلىاللهعليهفيأقوالهوأفعالهوتقريراته. - سموابأهلالسنة,لانتسابهمإلىسنةالرسولصلىاللهعليهوسلم. - الجماعة: هم الذين اجتمعوا على الحق الثابت في الكتاب والسنة, وهم الصحابة والتابعين ومن تبعهم
  بإحسان, ولوكانوا قلة يسمون جماعة لأن الجماعة ما وافق الحق ولوكنت وحدككما قال ابن مسعود. - سمو بأهل السنة أخذا من الحديث (وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي). - وسموابالجماعةأخذامنحديث:(إنأهلالكتابافترقوافيدينهمعلىثنتينوسبعينملةوإنهذهالأمة
  ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء -كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة).
  3
  العقيدة الإسلامية..
  ومصادر التلقي عند أهل السنة والجماعة (في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم): 1- القرآن الكريم, قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على
  رسوله).
  2- السنة النبوية الصحيحة, قال عز وجل: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)., وقال
  صلى الله عليه وسلم: (ألا إنما أوتيت القرآن ومثله معه).
  3- الإجماع, فإذا أجمع أهل السنة على أمر فهو حق, لأن أمة محمد لا تجتمع على ضلالة.
  قال عز وجل: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)


• تنبيه: فهم الكتاب والسنة يكون بفهم السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم, والدليل على هذا نفس دليل حجية الإجماع, فالآية من أقوى الأدلة على حجية فهم السلف الصالح.
  أركان الإيمان
  وجوب الإيمان بها وكفر تاركها والأدلة على ذلك
  لا يخفى على كل مسلم أهمية الإيمان، وعظم شأنه، وكـثرة عوائـده وفوائده على المؤمن في كل خير في الدنيا والآخرة متوقف على تحقق الإيمان الصحيح، فهو أجل المطالب، وأهم المقاصد، وأنبل الأهداف، وبه يحيا العبد حياة طيبة سعيدة، وينجو من المكـاره والشـرور والشدائد، وينال ثواب الآخرة ونعيمها المقيم وخيرها
  الدائم المستمر الذي لا يحول ولا يزول