لخّصلي

1- مفهوم الفلسفة المثالية
تعد الفلسفة المثالية من أقدم الفلسفات الفكرية، والتي ترجع إلى كل من سقراط، وأفلاطون، وتؤمن بأزلية الأفكار وكونيتها، وأن العقل حقيقة كونية، وهو مصدر المعرفة الوحيد، وأن المعرفة أساس الفضيلة، ويرى المثاليون أن الأفكار تسبق المحسوسات، وأن ماهية الأشياء تسبق وجودها. كما يرى المثاليون أن الإنسان مكون من عقل ومادة، أو روح وبدن، أما الروح فينسب إلى عالم المثل الأزلي، الذي لا يدرك إلا بالعقل، وأما البدن فينسب إلى عالم الحس، ورجحت عالم المثل على عالم الحس؛ لذلك اهتمت بالجانب العقلي (المعرفي)، وعدت المعرفة قيمة عليا بوصفها طريق الفضيلة، ولذلك فإن الفلسفة المثالية هي فلسفة أم كما وصفها الكثيرون، لأنها طبقت الوظيفة الحقيقية للفلسفة وهي الاعتماد علي الميتافيزيقا كمنهج فلسفي، والاعتماد علي العقل كوسيلة للتفسير وهي فلسفة بالغة التجريد, وتعتبر من أكثر الفلسفات صعوبة، وغموضاً، وتنوعاً، ورغم ذلك هي الأثرى في الطرح الفلسفي ولعل هذا يرجع إلى عمقها في تصور الواقع.
ورغم ذلك يمكن ردها إلى مبدأ واحد هو تصورها لحقيقة الأشياء والموضوعات بل الواقع ذاته، إذ أنه من صنع العقل بمعنى أن عمل العقل يتمثل في تجريد الظاهر في الخارج وكشف الجوهر المتعالي للواقع الحق.
فالمثالية مذهب فلسفي، يرى أن العقل هو أساس المعرفة وأنه هو الحقيقة النهائية، فالمادة مظهر تتبدى فيه الروح، والأرواح هي الفاعل وهي التي تملك إرادة كما يقول (هيجل - كانت).
: مفهوم المثالية:
المعنى في اللغة:
ترجع المثالية في أصلها اللغوي العربي إلى كلمة (مُثل) بمعنى فضل، أي صار ذا فضل يُقال : أمثل بني فلان، أي أدناهم إلى الخير أي أقربهم له ومنه المثالي ومعناه الشائع بين الناس هو: وصف لكل ما هو كامل في بابه كالخلق المثالي واللوحة المثالية ولكل ما يتصف بالسمو.
فالناس يصفون إنسانا بأنه مثالي إذا كان في فكره وفي عمله حريصا علي ترسم الصورة الكاملة ساعيا إلى تحقيق المثل الأعلى، والمثل بمعنى الشبه والأمثل بمعنى الأعدل والأشبه وبمعنى النموذج ويُطلق المثالي للشخص الذي يسير في فكره وعمله على مبدأ معين محاولا الاقتداء بمثل أعلى، هذا في اللغة.
أما في الاصطلاح:
أما عن استعمال الفلاسفة لهذا المصطلح فمختلف، فالمثالية عندهم مذهبان.
المذهب الأول: وهو المذهب القديم وهو المذهب الأفلاطوني الذي يرى أن الأفكار والمعقولات أو المثل موجودة وجودا هو أسمى من الوجود المحسوس، لأنها هي المبادئ النموذجية الأصيلة للأشياء.
أما المذهب الثاني فهو المذهب الحديث الذي مهد له ديكارت، وأبرزه باركلي ثم شيد البناء كانط، ويرى هذا المذهب أن الأشياء أو الموضوعات ليست سوى انطباعات حسية أو أفكار لا يمكن أن تتحقق في الوجود إلا على نحو ما باعتبارها تمثلات ذهنية، أي أن الأشياء الموجودة مرتبطة بالقوة المتعقلة التي تدركها.
أما المثالية كمذهب فلسفي فهي مصطلح فلسفي يُطلق بوجه عام على النزعة الفلسفية التي ترد كل الوجود إلى الفكر بأوسع معانيه.
وقيل المثالية: مذهب فلسفي يرى أن العقل هو أساس المعرفة وأنه هو الحقيقة النهائية، وأن المادة مظهر تتبدي فيه الروح والأرواح هي الفاعل وهي التي تملك إرادة.
وقيل: هي موقف فلسفي نظري وعملي يرد كل ظواهر الوجود إلى الفكر أو يجعل من الفكر منطلقا لمعرفة الوجود أو الحقيقة مؤكدا على أسبقية المثال بكل معانيه على الواقع.
أما المثالية في علم الجمال فهي: أن الغاية من الفن ليست في محاكاة الطبيعة وإنما في تمثل طبيعة وهمية.