لخّصلي

برزت الحركة الوطنية المغربية كمقاومة سياسية سلمية منذ 1930، بعد توقف المقاومة المسلحة، وتزايد الاستغلال الاستعماري، وظهور فئة مثقفة، وغياب الإصلاحات، وتأثرها بحركات التحرر العربية، وزيادة في القمع بصدور الظهير البربري. اعتمدت الحركة على أساليب مختلفة، كإنشاء أحزاب مثل "كتلة العمل الوطني" (1933)، ومقاطعة البضائع، ودعم اللغة العربية، وإصدار الصحف والمجلات، وتأسيس جمعيات. بين 1930 و1937، قدمت هذه الأحزاب برامج إصلاحية، لكنها قوبلت بالرفض والاعتقالات. بين 1939 و1944، دفعت عوامل داخلية كرفض الإصلاحات، وظهور أحزاب جديدة، وأحداث مثل واقعة وادي بوفكران، وعوامل خارجية كهزيمة فرنسا، والميثاق الأطلسي، وملتقى أنفا، إلى إصدار حزب الاستقلال عريضة المطالبة بالاستقلال (1944)، لكنها قوبلت بالقمع. تأيد السلطان محمد الخامس للاستقلال، ومطالبته به، وتعاطف دولي بعد أحداث 1952، أدى إلى نفي السلطان وإندلاع ثورة الملك والشعب (1953) والكفاح المسلح، ما أدى إلى مفاوضات، استرجاع السلطان، ومعاهدة الاستقلال (1956). استكمل المغرب وحدته الترابية بعد الاستقلال، باستعادة مناطق من الاحتلال الإسباني، وطنجة، وطرفاية، وسيدي إيفني، والساقية الحمراء، ووادي الذهب (1979) عبر مفاوضات والمسيرة الخضراء.

تزعمت الحركة الوطنية المقاومة السياسية منذ 1930، واتخذت أشكال عمل مختلفة لمحاربة الاستعمار، أسفر ذلك عن استقلال المغرب سنة 1956 واستكمال وحدته الترابية.
ظروف /عوامل ظهور الحركة الوطنية

• 
  

  توقف المقاومة المسلحة في البوادي واستكمال الاحتلال العسكري للمغرب

  
  


• 
  

  تزايد الاستغلال الاستعماري للمغرب خاصة بعد أزمة 1929، وآثاره السلبية

  
  


• 
  

  ظهور فئة مثقفة ساهمت في تأطير المقاومة الوطنية السلمية

  
  


• 
  

  عدم قيام سلطات الحماية بالإصلاحات وتحويل نظام الحماية إلى حكم مباشر.

  
  


• 
  

  تأثر عناصر الحركة الوطنية بحركات التحرير بالمشرق العربي.

  
  


• 
  

  صدور الظهير البربري في 16 ماي 1930 من طرف سلطات الحماية والذي استهدف التفريق بين العرب والأمازيغ.
  أشكال عمل الحركة الوطنية / الوسائل التي اعتمدتها
  
  ظهرت الحركة الوطنية كحركة سياسية سلمية تزعمتها الفئة المثقفة لمقاومة الاستعمار، اتخذت أشكال عمل مختلفة منها تأسيس أحزاب سياسية كحزب "كتلة العمل الوطني"، سنة 1933، الدعوة إلى مقاطعة بضائع المستعمر، الاهتمام باللغة العربية بإنشاء مدارس حرة، إصدار المجلات والصحف، تأسيس الجمعيات الثقافية والرياضية، والاحتفال لأول مرة بعيد العرش، والدعوة إلى اللباس التقليدي...

  
  

                                                           مرحلة مطالبة الحركة الوطنية بالإصلاحات ما بين 1930 و1937.
  
  

  
  

قدم حزب "كتلة العمل الوطني برنامجا إصلاحيا سنة 1934لسلطات الحماية طالب فيه القيام بإصلاحات سياسية و قضائية و إدارية كاحترام سيادة المغرب وحدوده، وتكوين حكومة مغربية ،وإلغاء الظهير البربري وسياسة الحكم المباشر، وإحداث مجالس بلدية، وإصلاحات اقتصادية ومالية كالمساواة في الضرائب بين المعمرين والمغاربة، ووقف الاستغلال الاقتصادي ،وحق استغلال المغرب لمناجمه .وإصلاحات اجتماعية كإنشاء مدارس لتدريس اللغة العربية ومحاربة الأمية والفقر، تحسين ظروف العمال، بناء مستشفيات والسماح بالعمل النقابي ، كما قدم حزب الإصلاح الوطني مطالب إصلاحية بمنطقة الحماية الاسبانية ، لكن هذه المطالب رفضت بأحكام النفي والاعتقال لمجموعة من زعماء الحركة الوطنية سنة 1937م.

                                                    عوامل مطالبة الحركة الوطنية بالاستقلال ما بين 1939 و1944.



                                                                                           العوامل الداخلية

• 
  

  رفض سلطات الحماية للإصلاحات، وتزايد مظاهر الاستغلال والقمع واعتقال زعماء الحركة الوطنية.

  
  


• 
  

  ظهور أحزاب سياسية جديدة كحزب الشورى والاستقلال وإصدارها للجرائد بهدف توعية المغاربة.

  
  


• 
  

  مساندة الطبقة الشعبية، والأحداث الدموية لوادي بوفكران بمكناس سنة 1937.

  
  

                                                                          العوامل الخارجية 
  
  

  
  


• 
  

  هزيمة فرنسا في الحرب العالمية الثانية، ومشاركة الجنود المغاربة في الحرب.

  
  


• 
  

  صدور الميثاق الأطلسي سنة 1941 الذي نص على حق الشعوب في تقرير مصيرها.

  
  


• 
  

  لقاء أنفا سنة 1943 الذي قدم فيه الرئيس الأمريكي للسلطان وعدا بدعم استقلال المغرب.

  
  


• 
  

  التأثر بحركات الاستقلال في المشرق العربي.
  وتبعا لهذه العوامل أصدر حزب الاستقلال في 11 يناير 1944 عريضة المطالبة بالاستقلال، لكنها رفضت بقمع واعتقال ونفي عدد من زعماء الحركة الوطنية.
  التطورات التي انتهت باستقلال المغرب (عودة الكفاح المسلح)
  ساهمت مجموعة من التطورات في حصول المغرب على الاستقلال منها:

  
  


• 
  

  تأييد السلطان محمد الخامس لوثيقة المطالبة بالاستقلال، ومطالبته بالاستقلال أثناء زيارته لطنجة 1947م، وفي خطاب العرش 1952م ورفضه لتوقيع الظهائر، كما توطدت علاقته مع زعماء الحركة الوطنية في إطار التنسيق السياسي والتعاون الكبير ضد الاستعمار.

  
  


• 
  

  التعاطف الدولي مع المغاربة إثر أحداث مذبحة كريان سنترال بالدار البيضاء سنة 1952، بسبب اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد.

  
  

وفي ظل هذه التطورات خططت فرنسا عزل محمد الخامس عن العرش ونفيه إلى جزيرة مدغشقر سنة 1953 وعينت محمد بن عرفة كسلطان غير شرعي، فاندلعت ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953 وانطلق الكفاح المسلح، وقام المغاربة بعمليات فدائية مسلحة ضد القواعد الفرنسية كما تأسس جيش التحرير سنة 1955 لمهاجمة المصالح الاستعمارية والمغاربة الخونة، فأجبرت فرنسا على التفاوض مع المغرب انتهت بتوقيع اتفاقية اكس ليبان وإرجاع محمد الخامس من المنفى 1955م، وتوقيع معاهدة الاستقلال 2 مارس 1956

                مراحل استكمال الوحدة الترابية المغربية ما بين 1956 و1979

عمل المغرب بعد حصوله على الاستقلال 1956 في استكمال وحدته الترابية سلميا حيث قام باسترجاع مناطق الاحتلال الاسباني بالشمال، وفي سنة 1957أنهى الوضع الدولي لطنجة، وبعد مفاوضات مغربية اسبانية استرجع طرفاية سنة 1958، وسيدي إيفني1969، وفي 1975 نظم المسيرة الخضراء فتم استرجاع الساقية الحمراء، وفي سنة 1979 استرجع إقليم وادي الذهب بعد تقديم ممثلي قبائله البيعة للملك بالرباط