لخّصلي

-2 لإدارة الإلكترونية والإنترنت
إن الإدارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية كانت قبل ظهور شبكة الإنترنت في مرحلة تطور خطية بطيئة لكنها قفزت إلى مرحلة نوعية بفضل استخدام تكنولوجيا الإنترنت لتمثل أهم ظاهرة تاريخية وتكنولوجية رافقت ولادة القرن الواحد والعشرين(11). أما عن التجارة الإلكترونية والمصارف الإلكترونية والخدمات الإلكترونية فقد ولدت في بيئة الإنترنت وتطورت مع تطور استخدام شبكة الإنترنت والويب(12)
لقد غيّرت شبكة الإنترنت قواعد العمل في عالم الأعمال، بل غيّرت أم الشبكات قواعد لعبة الأعمال لأنها مكنت قبل كل شيء من استثمار الفرص المتاحة في بيئة تكنولوجيا المعلومات لتحقيق نمو مطرد ومكاسب كبيرة. ولشبكة الإنترنت والويب أهمية كبرى في بناء عالم الإدارة الإلكترونية في ظـل الاقتصاد الرقمي الجديد، اقتصاد المعرفة، لاعتبارات مهمة نذكر منها على سبيل المثالث لا الحصر ما يلي من الأسباب:

1 -إن شبكة الإنترنت هي أم كل شبكات الاتصال الأخرى (LAN Intranet, Extranet).

2- تعتبر شبكة الإنترنت الفضاء الرقمي للإدارة الإلكترونية وهي أيضا قاعـدة الانطلاق التقنية لها Technical Platform ولأنشطة الأعمال الإلكترونية والتجارة الإلكترونية.

70

3. شبكة الإنترنت وسيلة الإدارة الإلكترونية لبناء المنظمة الشبكية في الاقتصاد الشبكي.


4. شبكة الإنترنت هي أيضاً وسيلة الإدارة الإلكترونية للولوج إلى السوق الكوني والاندماج في أنشطة الأعمال الكونية لتلبية احتياجات الزبائن والمستفيدين في كــل زمان ومكان.


5. وأخيراً تعتبر شبكة الإنترنت أساس خيارات تطوير تكنولوجيا الاتصالات والشبكات وتحويل منظمات الأعمال والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية إلى منظمات مرنة ومفتوحة تستند إلى المعرفة.

3-2 عناصر البنية الشبكية للإدارة الإلكترونية:
ناقشنا في مبحث سابق القاعدة التقنية للاتصالات التي تحتاج إليها الإدارة الإلكترونية للانطلاق بأنشطتها وعملياتها. وفي المباحث التالية سيتم دراسة عناصر البنية الشبكية التي يمكن تلخيصها بأم الشبكات الإنترنت)، الشبكات المحلية LAN، شبكة الإنترانت Intranet وشبكة الإكسترانت Extranet، وأي منظومة إلكترونية تقدم الخدمات المباشرة للزبائن الموردين، المجهزين أو الأطراف المستفيدة الأخرى. هذه العناصر ترتبط أيضاً بأنماط حديثة من التكنولوجيا المعلوماتية مثل: تكنولوجيا (المزود)/ الزبون، تكنولوجيا حوسبة المستفيد النهائي، تكنولوجيا لامركزية المعالجة والمشاركة بالمعلومات والتي سيتم دراستها قبل الإطلالة على عناصر البنية الشبكية المذكورة آنفاً. مع العلم أن الأنماط الحديثة لتكنولوجيا المعلومات لا تعمل في فراغ، وتحتاج إلى فضاء رقمي للاتصالات تجسده شبكة الإنترنت. وهل غير شبكة الإنترنت

71

من يستطيع أن يُتيح فرص تطوير واستخدام التكنولوجيا الشبكية الفائقة القدرات والتقنيات العالية وتوظيفها لحاجات منظمات الأعمال. ولهذا السبب خاصةً يأتي ذكــر الإنترنت باستمرار في كل فصول ومباحث الكتاب وليس فقط في المبحث الخــاص بمناقشة الدور الإستراتيجي للإنترنت في الأعمال الإلكترونية.
1-3-2 تكنولوجيا المضيف (المزود )/الزبون Client/Server Technology:
تعتير حوسية (المزوّد الزبون من أهم التطورات النوعية في عتـاد وبرامج الحاسوب ومن بين الأدوات الثمينة التي إذا ما استخدمت بصورة صحيحة فإنهـا تساعد على تنفيذ وظائف الإدارة الإلكترونية بكفاءة وفعاليّة. إن وظائف الإدارة الإلكترونية هي في جوهرها توجيه وتنفيذ الأعمال بالوسائل الإلكترونية وتخطيط وضبط تدفق أنشطة الأعمال مع المستفيدين من الزبائن أو الموردين أو الوكالات والمنظمات ذات العلاقة. وهـذا بالضبط ما تستطيع أن تتيحه تقنيات حوسبة المزود/ الزبون التي تربط المنظمة بالمستفيدين ومجموعات المؤثرين، وتسمح أيضاً بتكوين نوع من المشاركة البينية والمرنة بالمعلومات وموارد الحاسوب الأخرى بين الأطراف المهمة داخل وخارج المنظمة.
وفي حقيقة الأمر، فإن كل الأنواع الرئيسة لتكنولوجيا شبكات الاتصالات بما في ذلك تكنولوجيا شبكة الإنترنت هي بصورة أو بأخرى تطبيق أو تجسيد لتقنية حوسبة
(المزود) الزبون Client/Server Computing.
لقد تطورت تقنيات المضيف المزود) الزبون بصورة خلال السنوات الأخيرة لوجود قوی ديناميكية محفّزة هي:

72

أ. نمو وانتشار استخدام الحاسوب الشخصي.
ب. المزايا المكتسبة نتيجة التصغير والرقمنة في تكنولوجيا المعلومات
ج. التكلفة العالية لتشغيل وصيانة منظومات الحاسوب كبيرة الحجم وخاصةً للشركات الصغيرة أو المحدودة الأعمال.
بالنسبة للعامل الأول تعتبر ثورة الحاسوب الشخصي التي انطلقت في عقـد الثمانينيات أكبر قوة محركة لتكنولوجيا المعلومات بما في ذلك نظم تشغيل الشبكات، برامج الشبكات، ونظم المعالجة الموزّعة (أو المنتشرة) . Distributed Processing Systems. فالحاسوب الشخصي الذي تضاعفت قدراته، وسرعة معالجته ومساحة تخزينه بدالة خطية مطردة تحول إلى وحدة معالجة تكوينية وأساسية لبناء نظم المعلومات المحوسبة أو لتصميم النظم المتكاملة Integrated Systems أو تشکیل شبكات الاتصال. بل لقد حلّ الحاسوب الشخصي PC محل منظومات الحاسوب المتوسطة والكبيرة في معالجة البيانات وتنفيذ مختلف الأنشطة الحاسوبية، مثل استخدامه كمحطات عمل، أو معالج، أو محطات طرفية لاستقبال وإرسال البيانات والمعلومات، وأخيراً استخدامه الواسع ليكون نافذة مطلة على تكنولوجيا الإنترنت وأدوات الاتصال الأخرى.
العامل الثاني يتصل بظاهرتي التصغير والرقمنة لمنتجات تكنولوجيا المعلومات، إن التصغير التكنولوجي الذي يمثله الحاسوب الشخصي، وحاسوب المكتب، والحاسوب النقال، الهاتف المحمول، ومعالجات بنتيوم وغير ذلك من التقنيات قد أدى إلى خلق نوع من الاندماج البنيوي بين تكنولوجيا المعلومات من جهة، وكل الأنماط الرئيسة الأخرى

73

من التكنولوجيا. فيفضل التصغير أصبح من الممكن تطوير وابتكار أجيال جديدة التكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا الفضاء وتكنولوجيا المواد، والمنتجات الإلكترونية على اختلاف ألوانها وتجددها. وللتصغير التكنولوجي فائدة ذاتية في داخل عالم المعلوماتية حيث ساعد تصغير الحجم وتوسيع القدرات الحاسوبية على تحقيـق اندماج بنيوي وتكويني في داخل منظومة عتاد الحاسوب أو نظم تشغيل شبكات الاتصالات.
ومع التصغير أثرت الرقمنة في كل أنساق الرموز وخرجت إلى الوجود تكنولوجيا الوسائط المتعددة التي جعلت من هذه الرموز فيضاً متدفقاً من سلاسل الصفر والواحد، أي إلى أقصى درجات التجريد الرياضي والمنطقي. وبذلك تعتبر الرقمنة آخر صيحات الإنتاج الرأسمالي حيث جنبته كثيراً من قيود المكان والزمان والعمالة والمواد الخام (13) .
لقد أصبحت كل الأشياء والظواهر والحالات الستاتيكية والديناميكية والصور والألوان تخضع لقانون الرقمنة الحاسوبية حتى يمكن القول على سبيل الاستظهار أنه لا يوجد شيء في العالم اليوم لا يمكن التعبير عنه بالأرقام أو تحويله إلى أرقام بما في ذلك أنساق الرموز البسيطة والمعقدة.
العامل الثالث له صلة بظاهرة انخفاض مبيعات منظومات الحواسيب الكبيرة نتيجة التكلفة الباهظة التي تتحملها الشركات نتيجة شراء وتشغيل وصيانة هذه المنظومات. لقد مضى العهد الذي كانت فيه منظومات الحاسوب الكبيرة تتربع عرش صناعة الحاسوب كما فرضته شركة IBM في عقدي الستينيات والسبعينيات. فبدلاً من هذه النظم الكبيرة يمكن العمل بأجيال الحاسوب المتوسط الحجم (ميني كمبيوتر) والمزودات (ذات التقنية العالية) بل ويمكن الاكتفاء بالحاسوب الشخصي في حالات

74
معينة. أي لم يعد للحاسوب الكبير الذي يملأ مساحة واسعة من المكان ويتطلب خبراء وتكاليف تشغيلية عالية المكانة التي كانت في السابق حيث ظهر عملياً أن بإمكان معظم المنظمات الصغيرة أو المتوسطة الحجم أن تستغني عن هذا النوع من الحواسيب.
تكنولوجيا المزود / الزبون هي منظومة تعمل بعنصرين أساسيين: حاسوب المزود أو الخادم الذي يقوم بتجهيز الخدمة المعلوماتية المطلوبة إلى الزبون، وحاسب الزبون Client الذي يطلب الخدمة المعلوماتية أياً كان نوعها من المزود وبمساعدة برنامج خاص ومن خلال شبكة اتصال (14) Communication Network أو على الأقل قناة اتصال. على سبيل المثال يمكن باستخدام الحاسوب الشخصي، PC أن يطلب من المزوّد (وهو الحاسوب الذي يحتوي على مجلد بالملفات ذات العلاقة معلومات شخصية عن أحد الأفراد العالمين في الشركة. هذا الطلب سينقل عبر الشبكة إلى المزود الذي سيستجيب إلى ذلك بعد التأكد من مشروعية الطلب ووجود التخويل الرسمي بذلك.
وبالمعنى نفسه، يستخدم نظام المزوّد/ الزبون لتسهيل دخول العميل إلى المعلومات الخاصة بحسابه المصرفي من حاسوب المنزل إلى طلب أي خدمة مالية أو مصرفية يحتاج إليها العميل. وبالتأكيد توجد مئات الأمثلة في الحياة العملية ومن واقع الأعمال يستعان خلالها بتكنولوجيا نظم المزود/ الزبون التي تتميز قبل كل شيء بمرونتها العاليـة من Highly Flexible وباستجابتها الراقية والفورية. إنها بحق نظامم المرونة العالية والاستجابة السريعة Responsive Systems. إن نظام الحجز لسلسلة فنادق حياة Hyatt Hotel التي تستند إلى تكنولوجيا المزوّد الزبون أتاحت للشركة ميزة تنافسية مؤكدة تقوم على حزمة من عناصر المنافسة أهمها المرونة العالية، والاستجابة السريعة،

75

والخدمة الممتازة لشركة فنادق حياة سلسلة تتكون من 156 فندقاً، ويمكن للوكلاء الدخول إلى نظام حجز الشركة لفحص الغرف المتاحة في هذه الفندق وتنفيذ الحجز إلكترونياً وعلى الفور لأي غرفة مباعة من 80000 غرفة موجودة في فنادق الشركة الموزّعة في أنحاء مختلفة من العالم. قبل استخدام النظام كان لكل فندق نظام حجز خاص وكان الأمر يتطلب استخدام الهاتف أو الفاكس بين الفنادق للقيام بهذه المهمة.
ولنا أن نتصوّر التكلفة والوقت المستنفذ للوصول وتنفيذ الحجز في حين يحقق نظام حجر لشركة فنادق حياة عائداً نحو (20) مليون دولار سنوياً مع تخفيض اليف حجز الغرف إلى مبلغ يصل إلى (4) ملايين دولار بالسنة(15).
من المزايا المهمة الأخرى لتكنولوجيا المزود/ الزبون هو أن هذه التكنولوجيا تتيح إمكانية إدخال البيانات إلكترونياً وتجهيز المعلومات للمديرين وصانعي القرار بصورة فورية وعلى الخط المفتوح. أيضاً، تسهم تكنولوجيا المزود/ الزبون كما أشرنا من قبل في إجراء تخفيض جدي بالتكاليف التشغيلية، وبالتالي في إجمالي التكاليف المترتبة على العمليات. وتنعكس هذه الميزة بالذات في تحقيق معدلات نمو جيدة للمنظمة على مستوى الحجم، والنشاط، والأرباح، وتحسين الاستجابة التنظيمية للبيئة ومتغيراتها.
2-3-2 تكنولوجيا حوسبة المستفيد النهائي End-User Computing حوسبة المستفيد النهائي تشير إلى الحالة التي يستطيع فيها المستفيد النهائي من المشاركة الفعالة في تطوير نظم المعلومات واستخدام تطبيقاتها (16). وقد بدأت هذه التكنولوجيا في نهاية السبعينيات واستمرت بالنمو في الثمانينيات والتسعينيات باعتبارها مدخلاً متمايزاً عن المداخل التقليدية سواء في تطوير النظم، أو في استثمار مواردها بصورة كفؤة وفعالة.