لخّصلي

كان العام 1946. لقد كان الوقت الذي لم يكن فيه أحد يملك أي أموال. لم يكن هناك مفر إلا في عقلك . لذلك عندما رأيت النداء لأصدقاء المراسلة، كتبت ردًا. انتظرت وانتظرت وأتفحص البريد يوميا. مرت عدة أسابيع
. ثم ذات يوم وصلت رسالة. لقد كانت من أمريكا وكان على الظرف ختم جميل، لقد كان الأمر مثيرًا للغاية. لقد مزقت فتحه وبدأت في القراءة. عزيزتي فيوليت . اسمي هيلين وعمري 16 عامًا. أعيش مع والدي في ماساتشوستس وأدرس في المدرسة الثانوية. أود أن أسمع عن حياتك في بريطانيا... أخبرتني هيلين عن عائلتها وأصدقائها. انتهت الحرب وأصبحت الحياة في بريطانيا حزينة. وفي المقابل، كانت أمريكا أرض الحليب والعسل. عندما انتهيت من القراءة، التقطت قلمًا وبدأت في الكتابة. عزيزتي هيلين، الحياة في أمريكا مختلفة تمامًا عن هنا. يبدو الأمر رائعًا... لقد أصبحنا أصدقاء مراسلة عاديين. أخبرتها عن المصنع الذي كنت أعمل فيه وكتبنا عن الأصدقاء والرقصات. أصبحت رسائل هيلين هي أبرز الأحداث في أسبوعي. كانت عائلتي تتجمع بينما أقرأ أخبارها. كنا على بعد آلاف الأميال لكنها شعرت بأنها أفضل صديق. وبمرور الوقت، تزوجنا وتبادلنا الصور. مرت سنوات أخرى وتقدمت صور الزفاف للطفل قارنا الملاحظات حول الأمومة ووصفنا عائلاتنا المتنامية. في بعض الأسابيع لم أجد الوقت للكتابة، لكن رسائل هيلين وصلت دون انقطاع. المؤمن القديم . اتصلت بها أمي. لقد كنا نكتب لفترة طويلة وكانت واحدة من العائلة. لقد مرت سنوات أخرى. كبر أطفالنا وقبل أن نعرف ذلك، كنت أنا وهيلين نتبادل صور أحفادنا، كتب: "هل تصدق أننا نكتب منذ 38 عامًا؟". "أين ذهب كل هذا الوقت؟" في ذلك الوقت كنت قد تبادلت بين هيلين وتواي مئات الرسائل ولكنني لم أتحدث قط عبر الهاتف، ناهيك عن أن التقيا. خطرت لي فكرة وعرضتها على زوجي دينيس. التقطت قلمي وكتبت: "لقد فعلت ذلك أخيرًا!" وبعد بضعة أسابيع استقلت طائرة، وبعد سبع ساعات هبطنا في أمريكا. كنت أرتجف من الأعصاب والإثارة عندما مررت بالجمارك. لقد قمت بمسح بحر الوجوه الحامل وأعطتني امرأة ابتسامة كبيرة. قالت : " بنفسجي ؟ " . "هيلين؟" أجبت. رددنا معًا "لا أستطيع أن أصدق ذلك!" عانقنا بعضنا البعض ثم قادتني هيلين إلى السيارة وانطلقنا إلى منزلها. على طول الطريق تحدثنا دون توقف. كانت هيلين دافئة تمامًا مثل رسائلها. وصلنا ومد زوجها جون ذراعيه لي. قال: "مرحباً بك في منزلك الجديد". ولم أشعر وكأنني في المنزل. أنا وهيلين لم نتوقف عن الحديث. لقد علمتني كيفية تعليب الطماطم، وقمت بطهي لها طبقًا مشويًا مع بودنغ يوركشاير. لقد أمضينا فترات بعد الظهر بأكملها في نوبات من الضحك. قالت هيلين: "إن الأمر أشبه بلقاء أخت". أصبح أسبوع واحد أسبوعين، ثم ثلاثة. كان هناك الكثير لأفعله، بالكاد فكرت في المنزل. ثم دعا دينيس. في الخلفية كنت أسمع أحفادي يلعبون. فجأة اجتاحتني موجة من الحنين إلى الوطن. استبدلت جهاز الاستقبال، والتفتت إلى هيلين وقلت: "حان وقت العودة إلى المنزل". أوصلتني هيلين إلى المطار وقبلنا الوداع. لقد عدت إلى المنزل قبل أسبوع فقط من وصول الرسالة. استمرت الرسائل في التدفق وكنت أتطلع إلى اليوم الذي أستطيع فيه أن أظهر أنه كان من الرائع مقابلتك. أنا أدخر بجنون من أجل رحلتي إلى بريطانيا. وفي الوقت نفسه، يبدو الأمر كما لو أنه عاد إلى القلم والورقة! هيلين عائلتي . وصل عيد الميلاد وكتبت لها بطاقة. ربما هذا العام... عندما لم أتلق بطاقة من هيلين افترضت أنها تأخرت في البريد. لكن شهر يناير وصل ولم يكن هناك أي كلمة بعد. وأخيراً جاءت رسالة . لقد مزقت فتحه. "أخشى أن لدي بعض الأخبار الحزينة". لقد كان من جون. لمدة 50 عامًا، كنا أنا وهيلين جزءًا من حياة بعضنا البعض، وفي كل مرة يصلني هذا المنشور أفكر فيها. أنا سعيد للغاية لأننا تمكنا من اللقاء.