لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

عاش في قديم الزمان رجل مع زوجته لوحدهما عيشة سعادة وهناء دون أن يرزقا بأطفال ،
أرادت أن يرزق مولوداً بأي صورة لتكتمل به سعادتهما الزوجية وليملأ فراغ حياتهما العائلية ،
وتشكو أمرها للمنجمين وتطلب منهم التمائم والعقاقير التي ستساعدها على الحمل وتستفسر كل عابر سبيل أن يدلها على دواء لذلك لكن دون جدوى،
فشكت له حالها قائلة له:لم يرزقني الله بذرية وأريد منك أن تدلني على دواء يساعدني على الحمل.
سمعها الخضر ورق لها قلبه فقال لها: دواؤك سهل ويسير وعلى مسافة ساعات من هنا .
فرحت المرأة بقول الخضر وبقيت تنتظر عودة زوجها ،
لكن الجوع أشتد عليه ولم يقدر على مواصلة السير فراحت نفسه تزين له وتحرضه على أكل الترنجة ليخفف من قسوة الجوع الذي يعصر أمعاؤه ولكن إذا أكلها فماذا ستقول له زوجته التي عقدت الأمل عليها ،
- هل وجدت حبة الترنجة مثلما قال الخضر؟
- وهل قطعتها وعدت بها؟
- جعت في الطريق فأكلتها.
حزنت لإجابته فقالت له معاتبه:
- ما الذي حملك على أكلها وانت تعرف أنها الدواء الوحيد الذي سيفيدني وقد حذرتك من أكلها؟
- لم أستطع احتمال الجوع ولا مواصلة السير ولم أجد ما آكله ،
لاذت زوجته بالصمت ولم تجبه بشيء وخاب كل أمل هلا في أنجاب الاطفال وبقيت تنتظر ما سيكون من أمر زوجها.
وأخذت بطنه في الانتفاخ يوما بعد يوم فلم يجد بدا من الاختفاء في البيت لا يخرج منه خجلا من مقابلة الناس ،
- إذا وضعت ولدا سنحتفظ به وإذا وضعت بنتا سنتخلص منها وافقها على رأيها وبقى ملازما للبيت إلى أن حان أوان المخاض فولد بنتا خرجت من ركبته ،
ففرح بخلاصه من الحمل وقرر التخلص من الطفلة فعمد إلى لفها في جونية خيش وسار بها إلى خارج القرية حتى وصل إلى وادي تنصب على جانب منه (تولقة خِصّال) شجرة عالية يجري تحتها جدول ماء ،
وأخد ينقل لها الماء والطعام ويقوم بتغذيتها وهي تنمو وتكبر حتى غدت شابة فائقة الحسن والجمال ولا تغادر عش النسر أبدا تتطلع منه إلى ما يجري على الارض وإلى الناس والماشية المارين تحتها.
وزاد من ارتباكه وحيرته عندما رآها تبتسم فرفع رأسه نحو أعلى التولقة ليشاهد الفتاة تطل برأسها من عشر النسر تنظر إليه مبتسمة وتنعكس صورتها على الماء ،
ابتسمت له وهي تجيبه:
- وماذا تصنعين في العش.
وسآخذك معي لتعيشي في قصر فاخر بدلا من العش.
- قانعة بحياتي ولن أنزل من العش.
- لن أغادر العش أبدا.
- أنزلي إلى هنا لأتكلم معك.
كان يتكلم معها محاولا إغراءها بما يملك من جاه وسلطان ليزيده رفضها تعلقا بها واصرارا على الزواج منها ،
وأنا اعرف عجوزا لا تعوزها الحيل في اقناعها بالنزول أو التحايل عليها.
فرح السلطان بذلك وقال له:
لما حضرت العجوز إلى مجلس السلطان سرد عليها قصته مع الفتاة وقال لها:
- إذا أنزلتيها من التولقة سأعطيك ما تطلبين.
- الأمر بسيط وما عليك إلا أن تصحبني إلى مكانها وسأجعلك تعود بها إلى قصرك.
ارتاح السلطان لفكرتها و وافقها على رأيها ،
وفي صبيحة اليوم التالي استصحب السلطان معه العجوز وهي تقود الخروف ورائها حتى اقتربا من التولقة فأختفى السلطان وبقيت العجوز وهي تقود الخروف متظاهرة بضعف نظرها إلى أن وصلت إلى مكان التولقة التي تعيش فوقها الفتاة ،
وقامت تطوي أكمام قميصها حتى تعري ساعداها المعروقان وأمسكت الخروف بيدها اليسرى والسكين بيدها اليمنى وقالت بصوت عال لتسمع الفتاة.
- بسم الله الرحمن الرحيم .
وشرعت تذبح الخروف من مؤخرته وبظهر السكين.
كانت الفتاة تراقبها من العش منذ وصولها إلا أنها لم تتكلم معها ولكن عندما رأتها تذبح الكبش – الخروف- بتلك الطريقة استغربت من تصرفها ولم تتمالك من مناداتها.
- قلت لك مش هكذا يذبحوا الكباش.
توقفت العجوز مرة ثانية وتلفتت حواليها عن من يناديها وهي تتجنب النظر إلى أعلى الشجرة حيث تقيم الفتاة في عش النسر ،
أنا أكلمك من أعلى الشجرة انظري إلى أعلى لتشاهديني .
رفعت العجوز رأسها إلى أعلى وهي تظلل عينيها براحتيها وقالت:
- إن نظري ضعيف ولا يساعدني على مشاهدتك.
ولكن العجوز استمرت في محاولتها لتستمر الفتاة في استنكارها والسلطان يشاهد ذلك من مخبئه ويسمع حوارهما ،
رقت الفتاة لحالتها فطلبت من التولقة أن تحني جذعها لكي تتمكن من النزول من العش لمساعدة العجوز ،
- وقعت بيدي وستعودين معي إلى قصري لتعيشي فيه مكرمة معززة.
ووجدت أنه لا سبيل أمامها لمقاومته أو رفض أوامره فأذعنت له وأردفها وراء ظهره فوق الحصان وعادت معه إلى القصر.
مرغبا لها الاستقرار إلى جانبه وبقيا يعيشان في جو من السعادة ،
الا أن الغيرة ملأت قلب أم السلطان من جمال الفتاة وتعلق ابنها بها ،
- سأنزلها منزلتك في نفسي فلا تخشى عليها شيئا.
سافر السلطان مطمئنا إلى أقوال أمه ووعودها بالعناية بزوجته أثناء غيابه ن إلا أن أمه وجدت في سفره فرصتها التي انتظرتها لتعبر عن ما في نفسها من كراهية للفتاة ،
- لن أعطيك شيئا بدون مقابل.
- لا أملك ما أدفعه لك.
- أعطيني شعر رأسك.
حاولت الفتاة أن ترفض قص شعرها مقابل ما يخفف من جوعها إلا أن الجوع اشتد عليها فسلمت رأسها لأم زوجها تقص شعرها مقابل قليل من الطعام،
- اعطيني لوجه الله شيئا آكله؟
- لن أعطيك شيئا إلا إذا أعطيتني أحدى أذنيك.
استمرت أم السلطان في تجويع الفتاة في محبسها ولا تعطيها أي وجبة إلا مقابل عضو من أعضائها حتى أتت على يدي الفتاة ورجليها وعينيها ،
ولما لم تجد ما تنتزعه منها أو تدفعه الفتاة ثمنا لطعامها وقد غدت كسيحة عمياء أخرجتها أم السلطان من القصر ورمت بها وسط قمامة مجاورة وهي مؤمنة أن الفتاة ستموت جوعا وسط القمامة ،
ووضعت حواليها بعض الاحجار حتى بدت بصورة قبر لتقول لإبنها أن أمه ماتت وهذا قبرها عندما يعود ويسأل عنها ،
وعمدت إلى التنكر وتغيير ملامح وجهها ليطابق وجه الفتاة لتقدم نفسها لابنها عند وصوله باسم زوجته.
بقيت الفتاة تعيش على فضلات الأكل التي تجدها وسط القمامة تتشمم ما يلقى إلى جانبها فإذا شمت رائحة طعام تناولته بشفتيها تتحسسه وتلوكه بأسنانها حتى كان ذات يوم تحسست بشفتيها (حُقّة) صغيرة وإذا بصوت يقول لها:
- أنا طوع أمرك يا سيدتي.
- أنا خادم هذه الحٌقّة الذي بين شفتيك.
- أنت دعكتيه وجئت ملبيا طلبك تمني على ما ترغبين وسأحققه لك حالا.
- أتمنى أن أعود كما كنت بكامل صحتي وعافيتي وشبابي.
- خادمك المطيع يا سيدتي.
- أريد منك أن تبني لي بجانب قصر السلطان قصرا أكبر وأحسن من قصره وحديقة أكبر من حديقته ،
- أمرك يا سيدتي.
عندما عاد السلطان إلى بلده شاهد القصر الجديد فأستغرب من وجوده وسرعة بناءه ،
- لماذا لم تستقبلني أمي؟ أين هي؟
طأطأت رأسها وأجابته مبدية حزنها:
- الله يرحمها ماتت بعد سفرك وقبرناها في حديقة القصر.
- متى بني هذا القصر الذي بجانبنا ومن هو صاحبه؟
- استيقظنا ذات صباح فوجدناه منتصبا بجانب قصرنا ولا نعرف من هو صاحبه ،
وبقى يعيش معها ويعاشرها وهو لا يعرف أنها أمه حتى ظهر عليها أعراض الحمل فزفت له الخبر ففرع بما سمع وبارك لها بالمولود المرتقب.
أخذت نفسها تشتهي ما تشتهيه نفوس الحوامل من مثيلاتها فيوفر لها السلطان ما تطلب ،
- نفسي تشتهي رمان.
- ولكن نحن في موسم لا يثمر فيه شجر الرمان.
- اعمل معروف ابحث ي عن حبة واحدة.
- من أين سنجد هذه الأيام ؟
- أشعر أن روحي ستفارقني إذا لم آكل رمان.
إنزعج من كلامها ونادى العبيد يقول لهم:
- فتشوا أشجار حديقتنا شجرة شجرة وغصناً غصنا لعلكم تعثرون على حبة فيها .
انتشر العبيد بين أشجار الحديقة يفتشون أشجار الرمان يبحثون عن حبة فيها فلم يجدوا فعادوا على السلطان قائلين له:
- لقد فتشنا اشجار الرمان شجرة شجرة وغصناً غصنا فلم نعثر على حبة واحدة منها.
- لا بد من الحصول على واحدة منها بأي صورة وبأي ثمن.
- ماذا بمقدورنا أن نعمل ،
لاذ السلطان بالصمت بعض الوقت لا يدري ماذا يقول لهم ،
- إذهب إلى القصر الذي بجانبنا واسأل أصحابه إذا كانت أشجار الرمان مثمرة يعطونا حبة واحدة للسلطانة لأنها توحمت على رمان.
استمر يقول ذلك وهو يواصل سيره حتى وقف أمام الفتاة التي أجابته تقول:
ما إن أنهت كلامها حتى امتد مقص يقص لسان العبد الذي انصرف عائداً إلى قصر السلطان متمتماً بشفتيه ومؤشراً بأصبعه إلى فمه الخالي من اللسان موضحاً للسلطان ما حدث له ،
فيستغرب من ذلك ويرسل غيره ليحدث ما حدث للذي قبله حتى قطعت ألسن ستة من رسل السلطان الذي ملأ الحنق نفسه وقرر أن يذهب بنفسه إلى القصر ليعرف ماذا جرى لرسله ،
فاقترب من الفتاة يسلم عليها يستوضحها عما حدث لها وعاد بها إلى قصره ليقف معها قبالة أمه التي صعقت من مشاهدة الفتاة معه ،


النص الأصلي

عاش في قديم الزمان رجل مع زوجته لوحدهما عيشة سعادة وهناء دون أن يرزقا بأطفال ، فقلقت الزوجة من ذلك ، أرادت أن يرزق مولوداً بأي صورة لتكتمل به سعادتهما الزوجية وليملأ فراغ حياتهما العائلية ، فراحت تدعو الله وتتضرع إليه أن يرزقها طفلاً ، وتشكو أمرها للمنجمين وتطلب منهم التمائم والعقاقير التي ستساعدها على الحمل وتستفسر كل عابر سبيل أن يدلها على دواء لذلك لكن دون جدوى، إلى أن كان ذات يوم مر بها الخضر ، فشكت له حالها قائلة له:لم يرزقني الله بذرية وأريد منك أن تدلني على دواء يساعدني على الحمل.
سمعها الخضر ورق لها قلبه فقال لها: دواؤك سهل ويسير وعلى مسافة ساعات من هنا . وما عليك إلا أن تطلبي من زوجك أن يسير إلى ذلك المكان ، وسيجد هناك شجرة ترنج عليها حبة واحدة فقط يقطفها ويأتي بها إليك لتأكليها وستحبلين من ساعتك . لأنه من أكل هذه الترنجة يحبل من ساعته سواء كان رجلاً أو امرأة.
فرحت المرأة بقول الخضر وبقيت تنتظر عودة زوجها ، لتزف له البشرى.
وعندما عاد روت له ما قاله لها الخضر وطلبت منه أن يذهب إلى المكان الذي وصفه ليحضر لها - الترنجة - وحذرته من أكلها . ذهب الرجل إلى المكان المحدد فوجد شجرة الترنج كما وصفها الخضر وعليها حبة ترنج واحدة قطفها وحملها معه وانصرف عائداً إلى البيت ، لكنه في طريق عودته بدأ يحس بالجوع يضايقه ، ويشتد عليه حتى لم يعد قادراً على احتماله أو الصبر عليه ، وليس معه شيئاً يأكله لأنه لم يأخذ زاداً معه من البيت ، وأخذ يفكر في أكل - الترنجة - التي يحملها وتكبد مشاق السير ليحصل عليها ويعود بها إلى زوجته ، ودواءً للحمل الذي وصفه لها الخضر ، فيصرف تفكيره عن أكلها خاصة وقد حذرته زوجته من أكلها ، لكن الجوع أشتد عليه ولم يقدر على مواصلة السير فراحت نفسه تزين له وتحرضه على أكل الترنجة ليخفف من قسوة الجوع الذي يعصر أمعاؤه ولكن إذا أكلها فماذا ستقول له زوجته التي عقدت الأمل عليها ، وماذا عساه سيحدث له بعد أن حذرته زوجته ، وهل معقول أن يحبل وهو رجل.
تجاهل رغبة زوجته وأملها في الاطفال ، وتجاهل تحذيراتها ونصيحة الخضر ، فأكل الترنجة وبقى يواصل سيره عائدا إلى البيت بدونها ففرحت زوجته برؤيته لأنها بقيت تنتظر عودته بشوق فسألته:



  • هل وجدت حبة الترنجة مثلما قال الخضر؟

  • نعم.

  • وهل قطعتها وعدت بها؟

  • نعم.

  • أين هي؟

  • جعت في الطريق فأكلتها.
    حزنت لإجابته فقالت له معاتبه:

  • ما الذي حملك على أكلها وانت تعرف أنها الدواء الوحيد الذي سيفيدني وقد حذرتك من أكلها؟

  • لم أستطع احتمال الجوع ولا مواصلة السير ولم أجد ما آكله ، فأكلتها.
    لاذت زوجته بالصمت ولم تجبه بشيء وخاب كل أمل هلا في أنجاب الاطفال وبقيت تنتظر ما سيكون من أمر زوجها.
    ماهي إلا أيام حتى بدا على زوجها أعراض الحمل ، وأخذت بطنه في الانتفاخ يوما بعد يوم فلم يجد بدا من الاختفاء في البيت لا يخرج منه خجلا من مقابلة الناس ، فقالت له زوجته:

  • إذا وضعت ولدا سنحتفظ به وإذا وضعت بنتا سنتخلص منها وافقها على رأيها وبقى ملازما للبيت إلى أن حان أوان المخاض فولد بنتا خرجت من ركبته ، ففرح بخلاصه من الحمل وقرر التخلص من الطفلة فعمد إلى لفها في جونية خيش وسار بها إلى خارج القرية حتى وصل إلى وادي تنصب على جانب منه (تولقة خِصّال) شجرة عالية يجري تحتها جدول ماء ، فتركها تحت التولقة وانصرف عائدا إلى البيت.
    شاهده نسر يعشعش فوق التولقة وهو يضع الطفلة المولودة ويتركها بمفردها هناك ويعود بدونها ، فطار إليها وحملها معه إلى عشه فوق الشجرة ، وأخد ينقل لها الماء والطعام ويقوم بتغذيتها وهي تنمو وتكبر حتى غدت شابة فائقة الحسن والجمال ولا تغادر عش النسر أبدا تتطلع منه إلى ما يجري على الارض وإلى الناس والماشية المارين تحتها.
    وكان سلطان البلاد قد اعتاد التجول على حصانه يوميا في انحاء الوادي ويعود إلى قصره ، فمر ذات يوم بجانب التولقة وأراد أن يسقي حصانه من الماء الذي يجري تحتها ، فتوقف ونزل من على ظهر حصانه وقاده إلى الماء ليسقيه ، وإذا به يشاهد على صفحة الماء صورة فتاة رائعة الجمال تنعكس عليها، فتوقف ي مكانه ينظر إلى صورتها على الماء وهو لا يعرف من تكون ، وزاد من ارتباكه وحيرته عندما رآها تبتسم فرفع رأسه نحو أعلى التولقة ليشاهد الفتاة تطل برأسها من عشر النسر تنظر إليه مبتسمة وتنعكس صورتها على الماء ، فتعجب من جمالها ومن وجودها في عش النسر ، وناداها متسائلا:

  • أنت من الانس أو من الجان؟
    ابتسمت له وهي تجيبه:

  • أنا أنسية.

  • وماذا تصنعين في العش.

  • أعيش فيه.

  • لماذا لا تنزلين منه ، وسآخذك معي لتعيشي في قصر فاخر بدلا من العش.

  • قانعة بحياتي ولن أنزل من العش.

  • سأتزوجك ، وستكوني سلطانة.

  • لن أغادر العش أبدا.

  • أنزلي إلى هنا لأتكلم معك.

  • لا.
    كان يتكلم معها محاولا إغراءها بما يملك من جاه وسلطان ليزيده رفضها تعلقا بها واصرارا على الزواج منها ، فأنصرف من تحت التولقة كئيبا حزينا من رفضها العودة معه أو النزول من العش ، وبقى في شغل شاغل من جمالها ، وصورتها لا تفارق ذهنه ، وكرر معها محاولته في اليوم الثاني والثالث وهي تكرر رفضها ، فقرر الوصول إلها مهما كلفه الأمر .
    إستدعى أرباب سلطته وسرد عليهم قصته معها وما بذله من أجل اقناعها بالنزول ورفضها ذلك ، وطلب مشورتهم في كيفية إقناعها بالنزول والتحايل عليها ، فقال له أحدهم:

  • لن يفيد معها شيئا سوى الحيلة ، وأنا اعرف عجوزا لا تعوزها الحيل في اقناعها بالنزول أو التحايل عليها.
    فرح السلطان بذلك وقال له:

  • أحضرها إلى هنا.
    لما حضرت العجوز إلى مجلس السلطان سرد عليها قصته مع الفتاة وقال لها:

  • إذا أنزلتيها من التولقة سأعطيك ما تطلبين.
    فقالت العجوز تطمئنه:

  • الأمر بسيط وما عليك إلا أن تصحبني إلى مكانها وسأجعلك تعود بها إلى قصرك.

  • وكيف ذلك؟

  • أعطني كبش – خروف- وسكين لأحملها معي إلى مكانها ، واختفي أنت على مقربة منا بحث تشاهد الفتاة ولا تشاهدك هي ، وسترى كيف سأتحايل عليها وأنزلها من التولقة وعندما تشاهدها بجانبي تقدم منا واقبضها وخذها معك.
    ارتاح السلطان لفكرتها و وافقها على رأيها ، وهو لا يدري كيف ستتصرف.
    وفي صبيحة اليوم التالي استصحب السلطان معه العجوز وهي تقود الخروف ورائها حتى اقتربا من التولقة فأختفى السلطان وبقيت العجوز وهي تقود الخروف متظاهرة بضعف نظرها إلى أن وصلت إلى مكان التولقة التي تعيش فوقها الفتاة ، فجلست تحتها مسندة ظهرها إلى جذعها لترتاح بعض الوقت ، وقامت تطوي أكمام قميصها حتى تعري ساعداها المعروقان وأمسكت الخروف بيدها اليسرى والسكين بيدها اليمنى وقالت بصوت عال لتسمع الفتاة.

  • بسم الله الرحمن الرحيم ... الله أكبر.
    وشرعت تذبح الخروف من مؤخرته وبظهر السكين.
    كانت الفتاة تراقبها من العش منذ وصولها إلا أنها لم تتكلم معها ولكن عندما رأتها تذبح الكبش – الخروف- بتلك الطريقة استغربت من تصرفها ولم تتمالك من مناداتها.

  • مش هكذا يذبحوا الكباش ، أيش أنتي مجنونة.
    سمعت العجوز صوتها وتجاهلت معرفتها بمكانها ، وتلفتت حواليها لتتعرف على مصدر الصوت لترى من يناديها ، ولما لم تجد أحد عاودت محاولتها بذبح الخروف من وسطه وبظهر السكين ، فعادت الفتاة صياحها:

  • قلت لك مش هكذا يذبحوا الكباش.
    توقفت العجوز مرة ثانية وتلفتت حواليها عن من يناديها وهي تتجنب النظر إلى أعلى الشجرة حيث تقيم الفتاة في عش النسر ، فنادتها تقول لها:
    أنا أكلمك من أعلى الشجرة انظري إلى أعلى لتشاهديني ...
    رفعت العجوز رأسها إلى أعلى وهي تظلل عينيها براحتيها وقالت:

  • إن نظري ضعيف ولا يساعدني على مشاهدتك.
    قالت ذلك وعاودت محاولتها تذبح الخروف من بطنه ، فصرخت فيها الفتاة مستنكرة ، ولكن العجوز استمرت في محاولتها لتستمر الفتاة في استنكارها والسلطان يشاهد ذلك من مخبئه ويسمع حوارهما ، وفي الاخير تظاهرت العجوز بالتعب والضيق وقالت للفتاة:

  • أنا كما ترين عجوز مسنة وبصري ضعيف ، اعملي معروف اذبحي لي الخروف.
    رقت الفتاة لحالتها فطلبت من التولقة أن تحني جذعها لكي تتمكن من النزول من العش لمساعدة العجوز ، فانحنت لها التولقة حتى لامست أغصانها الأرض ، فنزلت الفتاة من العش ووقفت بجانب العجوز ، وأمسكت يد الخروف ولوتها على عنقه وبطحته أرضا وتناولت منها السكين لتذبحه وإذا بالسلطان يخرج من مخبئه ويجري نحوها ليمسك بها من ساعدها وهو يقول:

  • وقعت بيدي وستعودين معي إلى قصري لتعيشي فيه مكرمة معززة.
    أدركت الفتاة أن العجوز تحايلت عليها وأنزلتها من عش النسر ليقبض عليها السلطان ، ووجدت أنه لا سبيل أمامها لمقاومته أو رفض أوامره فأذعنت له وأردفها وراء ظهره فوق الحصان وعادت معه إلى القصر.
    حرص السلطان على أن يوفر لها كل ما تطلب ، مرغبا لها الاستقرار إلى جانبه وبقيا يعيشان في جو من السعادة ، الا أن الغيرة ملأت قلب أم السلطان من جمال الفتاة وتعلق ابنها بها ، فبقيت تترقب الفرص للتخلص منها ، إلى أن كان ذات يوم نوى فيه السلطان السفر إلى مكة لأداء فريضة الحج فاستدعى أمه وقال لها:

  • أنا ذاهب إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج ، وزوجتي غريبة هنا لا أهل لها ولا أقارب ،سأتركها أمانة في عنقك إلى أن أعود من الحج فرحت أمه بما سمعت وقالت تطمئنه:

  • سأنزلها منزلتك في نفسي فلا تخشى عليها شيئا.
    سافر السلطان مطمئنا إلى أقوال أمه ووعودها بالعناية بزوجته أثناء غيابه ن إلا أن أمه وجدت في سفره فرصتها التي انتظرتها لتعبر عن ما في نفسها من كراهية للفتاة ، وراحت تفكر في طريقة للتخلص منها قبل ان يعود ابنها من الحج، فلم تجد وسيلة أفضل من أماتتها جوعا ، فحبستها في غرفة منفردة ومنعت عنها الاكل والماء ، فقالت لها الفتاة تترجاها:

  • حرام عليك تتركيني بدون غذاء ، اعملي معروف اعطيني ما يسد رمقي .

  • لن أعطيك شيئا بدون مقابل.

  • لا أملك ما أدفعه لك.

  • أعطيني شعر رأسك.
    حاولت الفتاة أن ترفض قص شعرها مقابل ما يخفف من جوعها إلا أن الجوع اشتد عليها فسلمت رأسها لأم زوجها تقص شعرها مقابل قليل من الطعام، عاشت عليه أيام ، فعاودت طلبها تقول لأم السلطان:

  • اعطيني لوجه الله شيئا آكله؟
    أجابتها بصوت غليظ:

  • لن أعطيك شيئا إلا إذا أعطيتني أحدى أذنيك.
    حاولت الفتاة أنت ترفض وتقاوم الجوع ، وعندما عجزت عن ذلك تركتها تقطع أذنها ، مقابل وجبة أخرى عاشت عليها أيام.
    استمرت أم السلطان في تجويع الفتاة في محبسها ولا تعطيها أي وجبة إلا مقابل عضو من أعضائها حتى أتت على يدي الفتاة ورجليها وعينيها ، ولما لم تجد ما تنتزعه منها أو تدفعه الفتاة ثمنا لطعامها وقد غدت كسيحة عمياء أخرجتها أم السلطان من القصر ورمت بها وسط قمامة مجاورة وهي مؤمنة أن الفتاة ستموت جوعا وسط القمامة ، وحفرت حفرة وسط الحديقة دفنت فيها قطعة خشب ملفوفة بقماش أبيض ، ووضعت أمه بقماش أبيض ، ووضعت حواليها بعض الاحجار حتى بدت بصورة قبر لتقول لإبنها أن أمه ماتت وهذا قبرها عندما يعود ويسأل عنها ، وعمدت إلى التنكر وتغيير ملامح وجهها ليطابق وجه الفتاة لتقدم نفسها لابنها عند وصوله باسم زوجته..
    بقيت الفتاة تعيش على فضلات الأكل التي تجدها وسط القمامة تتشمم ما يلقى إلى جانبها فإذا شمت رائحة طعام تناولته بشفتيها تتحسسه وتلوكه بأسنانها حتى كان ذات يوم تحسست بشفتيها (حُقّة) صغيرة وإذا بصوت يقول لها:

  • أنا طوع أمرك يا سيدتي.
    فسألته مستغربة :

  • من أنت ؟

  • أنا خادم هذه الحٌقّة الذي بين شفتيك.

  • ومن ناداك؟

  • أنت دعكتيه وجئت ملبيا طلبك تمني على ما ترغبين وسأحققه لك حالا.

  • أتمنى أن أعود كما كنت بكامل صحتي وعافيتي وشبابي.
    فما هي إلا لحظات وإذا هي تعود إلى ما كانت عليه قبل سفر زوجها من شباب وجمال ونضارة فكادت تطير فرحا ، وتناولت تلك الحقة التي عثرت عليها بشفتيها تفكر فيها وفيما جرى لها في غياب زوجها من أمه وتسرح في مستقبلها ، فقررت التنكر والاختفاء إلى ما بعد عودته لترى بماذا ستفسر له أمه غيابها ، وماذا سيعمل وإذا نساها أو تجاهلها أو صدق أعذار أمه فستعمل هل على تذكيره بنفسها وتخبره بما صنعته أمه معها ، ففركت تلك الحقة بيدها وإذا بصوت يقول لها :

  • خادمك المطيع يا سيدتي.
    فقالت له:

  • أريد منك أن تبني لي بجانب قصر السلطان قصرا أكبر وأحسن من قصره وحديقة أكبر من حديقته ، وتحوي من الثمار والفواكه والرياحين مالا تحويه حديقة قصره ، وفيها أشجار تثمر في غير أوانها.

  • أمرك يا سيدتي.
    انتصب قصرها الكبير إلى جانب قصر السلطان بحديقته الواسعة وأثاثه الفاخر ، وبقيت تعيش فيه يحيط بها الخدم والعبيد.
    عندما عاد السلطان إلى بلده شاهد القصر الجديد فأستغرب من وجوده وسرعة بناءه ، وهو يسئل نفسه عن من يكون صاحبه واستقبلته امه متقمصة صورة زوجته مرحبة به مبدية فرحها بعودته فسألها مستوضحا:

  • لماذا لم تستقبلني أمي؟ أين هي؟
    طأطأت رأسها وأجابته مبدية حزنها:

  • الله يرحمها ماتت بعد سفرك وقبرناها في حديقة القصر.
    صدق قولها وحزن لوفاة أمه ، وأخذت هي في مواساته لتخفف من وقع الخبر على نفسه ، وبعدها سألها:

  • متى بني هذا القصر الذي بجانبنا ومن هو صاحبه؟

  • استيقظنا ذات صباح فوجدناه منتصبا بجانب قصرنا ولا نعرف من هو صاحبه ، ولا كيف بناه ، ولا من يقيم فيه ، لأنا لا نشاهد أحد سوى العبيد في الحديقة.
    زاد استغرابه مما سمع ، وتشوق لمعرفة ذلك ، وبقى يعيش معها ويعاشرها وهو لا يعرف أنها أمه حتى ظهر عليها أعراض الحمل فزفت له الخبر ففرع بما سمع وبارك لها بالمولود المرتقب.
    أخذت نفسها تشتهي ما تشتهيه نفوس الحوامل من مثيلاتها فيوفر لها السلطان ما تطلب ، واشتهت نفسها ذات يوم – رمان- في غير موسم الرمان فقالت له:

  • نفسي تشتهي رمان.

  • ولكن نحن في موسم لا يثمر فيه شجر الرمان.

  • اعمل معروف ابحث ي عن حبة واحدة.

  • من أين سنجد هذه الأيام ؟

  • أشعر أن روحي ستفارقني إذا لم آكل رمان.
    إنزعج من كلامها ونادى العبيد يقول لهم:

  • فتشوا أشجار حديقتنا شجرة شجرة وغصناً غصنا لعلكم تعثرون على حبة فيها .
    انتشر العبيد بين أشجار الحديقة يفتشون أشجار الرمان يبحثون عن حبة فيها فلم يجدوا فعادوا على السلطان قائلين له:

  • لقد فتشنا اشجار الرمان شجرة شجرة وغصناً غصنا فلم نعثر على حبة واحدة منها.

  • لا بد من الحصول على واحدة منها بأي صورة وبأي ثمن.

  • ماذا بمقدورنا أن نعمل ، ونحن في غير موسمه؟
    لاذ السلطان بالصمت بعض الوقت لا يدري ماذا يقول لهم ، فتذكر القصر الكبير الذي يجاور قصره والحديقة الكبيرة المحيطة به فقال لأحد العبيد يأمره:

  • إذهب إلى القصر الذي بجانبنا واسأل أصحابه إذا كانت أشجار الرمان مثمرة يعطونا حبة واحدة للسلطانة لأنها توحمت على رمان. ذهب العبد الي القصر المجاور وطرق بوابته ودخل وهو يقول:

  • يا أصحاب القصر ، السلطانة توحمت على رمان ، هل في حديقتكم حبة رمان .
    استمر يقول ذلك وهو يواصل سيره حتى وقف أمام الفتاة التي أجابته تقول:

  • يا ترنج ،يا ترنجة .
    أمي تمنتني وأبي حبل بي والنسر رباني ، وإبن السلطان حبني وتزوج أمه وسيبني يامقص قص لسانه.
    ما إن أنهت كلامها حتى امتد مقص يقص لسان العبد الذي انصرف عائداً إلى قصر السلطان متمتماً بشفتيه ومؤشراً بأصبعه إلى فمه الخالي من اللسان موضحاً للسلطان ما حدث له ، إلا أن السلطان لم يفهم ما قاله العبد ولا عرف لماذا قطعت لسانه ، فأرسل عبداً آخر إلى القصر المجاور يطرق بابه ولما فتح الباب ، قال لهم ما قاله الأول ، فأجابته الفتاة بما أجابت الأول وأمرت المقص بقص لسانه ليعود إلى السلطان يتمتم بشفتيه ومشيراً إلى لسانه المقطوعة ، فيستغرب من ذلك ويرسل غيره ليحدث ما حدث للذي قبله حتى قطعت ألسن ستة من رسل السلطان الذي ملأ الحنق نفسه وقرر أن يذهب بنفسه إلى القصر ليعرف ماذا جرى لرسله ، ولما طرق الباب وفُتح له راح يردد طلبه حتى وقف أمام الفتاة فأجابته بما أجابت رسله الستة تقول:

  • يا ترنج ،يا ترنجة .
    أمي تمنتني وأبي حبل بي والنسر رباني ،وإبن السلطان حبني وتزوج أمه وسيبني.
    قالت ذلك ولم تأمر المقص بقطع لسانه مثلما فعلت مع رسله ، فلما عرف أنها زوجته ، وأن أمه عاملتها بعكس ما طلب منها قبل سفره واستغرب عن من تكون التي في قصره ، فاقترب من الفتاة يسلم عليها يستوضحها عما حدث لها وعاد بها إلى قصره ليقف معها قبالة أمه التي صعقت من مشاهدة الفتاة معه ، وأمر العبيد بقتل أمه ودفنها في حديقة القصر وبقى يعيش مع الفتاة في سعادة وهناء .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

فيديل كاسترو هو...

فيديل كاسترو هو شخصية ثورية بارزة أثرت بشكل كبير في التاريخ المعاصر بفضل قدراته القيادية وصموده. وُل...

قانون ميزانيه ا...

قانون ميزانيه الدوله يحدد ميزانيه الدول لسنه واحده وفي حالات شاذه لسنتين اداه سبيل الكنيست لمراقبه و...

كان لاختراع الت...

كان لاختراع التلفزيون تأثير عميق على حياة الإنسان، حيث أحدث ثورة في الطريقة التي يستهلك بها الناس ال...

ما مفهوم الإنقر...

ما مفهوم الإنقراض ؟ الانقراض في علم الأحياء هو نهاية وجود كائن حي ما أو مجموعة من الكائنات الحية ال...

یقع المركز الرئ...

یقع المركز الرئیسي لوكالة فیزنیوز في لندن، ویوجد لھا مكاتب فرعیة في جمیع العواصم العالمیة، بالإضافة ...

شخص الممثل الدب...

شخص الممثل الدبلوماسي مصونة ولا يجوز احتجازه أو اعتقاله. وهذا المبدأ هو أهم قاعدة أساسية في القانون ...

و - صدق المفهوم...

و - صدق المفهوم Construct Validity : ويشار إلى صدق المفهوم بصدق البناء أو التكوين الفرضي ويتمثل بالد...

Title: Pursuing...

Title: Pursuing Passion: My Dream Job and Motivation My dream job is to become a marine biologist, ...

shows a “voltag...

shows a “voltage divider" circuit which consists of 2 resistors connected in series. The current t...

تواجه المؤسسات ...

تواجه المؤسسات اليوم العديد من التحديات خاصة بعد تحولها إلى الاقتصاد المعرفي الذي أصبح يأخذ مكانته ك...

System Architec...

System Architectures Outline ▸ Definition of System Architectures ▸ System Architectures Diagram ▸ T...

وإذا كانت نظرية...

وإذا كانت نظرية التحليل النفسي ومدارسها المختلفة قد صبغت الممارسة المهنية للعلاج النفسي خلال أوائل ا...