لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (44%)

الشعر
وقوة لكل واحد من أ. فمن اجتمعت أسبابه ؟ : والذكاء ، ثم ت له هذه الجمال فهو المحسن المبرز ؛ وبقدر نصيبه منها تكون مرتبته من الإحسان ، والجاهلي والمخضرم (1)، والأعرابي القدماء والمولد ؛ إلا أنني أرى حاجة المحدث إلى الرواية أمس ،الحفظ أفقر ؛ ولا طريق للرواية إلا السمع ؛ وملاك الرواية الحفظ ، وقد كانت العرب تروى وتحفظ ، ويُعرف بعضها برواية شعر بعض ؟ كما قيل : إن زهيراً كان راوية أوس ، وإن الحطيئة راوية زهير ، وإن أبا ذؤيب راوية ساعدة بن جويرية ؛ فبلغ هؤلاء في الشعر حيث تراهم ، وكان عبيد راوية الأعشى ولم تسمع له كلمة تامة ، كالم يسمع الحسين راوية جرير ، ومحمد بن سهل راوية الكميت ، والسائب راوية كثير ؛ غير أنها كانت بالطبع أشد ثقة وإليه أكثر استئناساً ؛ وأنها سواء في المنطق والعبارة ، وإنما تفضل القبيلة أختها بشى من الفصاحة . ثم تجد الرجل منها شاعراً مغلقاً ، وابن عمه وجار جنابه والصيق طلبه يكيئاً مفحماً (1) ، وتجد فيها الشاعر أشعر من الشاعر ، والخطيب أبلغ من الخطيب ؛ فهل ذلك إلا من جهة الطبع والذكاء
وحدة القريحة والفطنة !
وهذه أمور عامة في جنس البشر لا تخصيص لها بالأعصار ، ولا يتصف بها دهر دون دهر ، حتى إن أعلمنا باللغة وأكثرنا رواية للغريب لوحفظ كل ما ضمت الدواوين المروية ، والكتب المصنفة من شعر فحل ، وخير فصيح ، ولفظ رائع - ونحن نعلم أن معظم هذه اللغة مضبوط مروى ، وجل الغريب محفوظ منقول - ثم أعانه الله بأسح طبع وأثقب ذهن وأنفذ قريحة ، ثم حاول أن يقول قصيدة ، أو يقرض بينا يقارب شعر امرئ القيس وزهير ، في فخامته وقوة أسره ، وصلابة معجمه لوجده أبعد من الميوق (1) متناولا ، وأصعب من الكبريت الأحمر مطلباً ؟ قلت : أحلتك. على ما قالت العلماء في حماد (1) وخلف (۲) وابن دأب (۳) وأضرابهم ، ممن نحل القدماء شعره فاندمج في أثناء شعرهم ، وغاب فى أضعافه ، وصعب على أهل العناية إفراده وتعشر ، مع شدة الصعوبة حتى تكلف فلى الدواوين واستقراء القصائد فنفي
على ما قالت العلماء في حماد (1) وخلف (۲) وابن دأب (۳) وأضرابهم ، ممن نحل القدماء شعره فاندمج في أثناء شمرهم ، وصعب على أهل العناية إفراده وتعشر ، مع شدة الصموية حتى تكلف على الدواوين واستقراء القصائد فنفي منها ما لعله أمتن وأنهم ، وأجمع لوجوه الجودة وأسباب الاختيار مما أثبت وقبيل . وهؤلاء محدثون حضريون ، وفى العصر الذي فسد فيه اللسان ، واختلطت اللغة
وانقضى من جمله الرواة ساقة الشعراء . فإن قلت: فما بال هذا النمط والطريقة ، وكان فيما مضى يشمل الدهماء ويعم الكافة ؟ قلت لك : كانت العرب ومن تبعها من السلف تجرى على عادة في تفخيم اللفظ وجمال المنطق لم تألف غيره ، ولا أنها سواء ، وكان الشعر أحد أقسام منطقها ، ومن حقه أن يختص بفضل تهذيب ، ويفرد بزيادة عناية ، فإذا اجتمعت تلك المادة والطبيعة ، و : وتتباين فيه أحوالهم ، وتصلب شعر الآخر ، ويسهل لفظ أحدهم، ويتوعد منطق غيره ؛الشعر الكلام بقدر دمائة الخلقة وأنت نجد ذلك ظاهرا في أهل عصرك وأبناء زمانك ، معقد الكلام ، ولد الخطاب ؛ والتسخت هذه السنة، واحتدوا بشعرهم هذا المثال ، وترققوا ما أمكن ، فيظن ضعفا ، وصار ما تخيلته ضفا رشاقة ولطفا ؛ فإن رام أحدهم الإغراب والاقتداء بمن مضى من القدماء لم يتمكن من بعض ما يرومه إلا بأشد تكلف ، ومع التكلف المقت ، والنفس عن التصنع نفرة ، وفى . مفارقة الطبع قلة . ، وإخلاق الحلاوة وذهاب الرونق ، و
الديباجة .وربما كان ذلك سبا لطمس المحاسن ؛ فإنه تكلف أبو حاول من بين المحدثين الاقتداء بالأوائل في كثير من ألفاظه ، فحصل منه على توعير تما وتفاوت
اللفظ، فقبح (1) في غير موضع من شعره ، فقال (1) :
فكأنما هي في السماء حنادل وكأنما هي في القلوب كواكب فتصف ما أمكن ، فتحمله من كل وجه ، وتوصل إليه بكل سبب ، وقصد الأغراض الخفية ، فاحتمل فيها كل فن تقيل ، وأرصد لها الأفكار بكل سبيل ؛ فصار هذا الجنس من شعره إذا فرع السمع لم يصل إلى القلب إلا بعد إتعاب الفكر، والحمل على القريحة ؛ فإن ظفر به فذلك من بعد المناء والمشقة، وحسين حسره (۳) الإعياء، وأوهن قوته الكلال، وتلك حال لا تهش فيها النفس للاستماع بحسن ، أو الالتذاذ بمستظرف ؛ وهذه شعره
جريدة التكلف !أصحاب المعانى ، وقدوة أهل البديع ! لكن ما سمعتني أشترطه في صدر هذه الرسالة أنه يحظر إلا إناء الحق وتحرى العدل والحكي به لي أو علم ، وما عدوت في هذاأصحاب المعاني ، وما عدوت في هذا الفصل قضية أبي تمام ، ولا خرجت عن شرطه أن يقول في يوسف السراج شاعر
مصر في وقته (1):
إلا أنهم قد لقبوها جوهر الأشياء (0)
وقوله ) :
يوم أفاض جوى أغاض تعزيا خاص الهوى بحرى حجاء المزيد وأي شعر أقل ماء ، وأبعد من أن يرف عليه ريحان القلوب من قوله ) :
فهل رأيت أغت من ( بكلت » في بيت الأطلال الرسوم لطالما قد بها شغلت دبابيج (1) البهاء لنا أيام لم تدم الليالي فأضحى البين لا يرضى الطرف لقد طلع الفراق على ابن صبري فالعجب كان العجب من خاطر قدح
بمثل قوله (۳) : أيامنا ما كنت إلا مواهبا وكنت بإسعاف الحبيب حبائيا ستغرب تجديداً المهدك في البكا فا كنت في الأيام إلا غرائبا ومعترك الشوق أهدى به الهوى إلى ذى الهوى نجل (1) العيون ربائبا كواعب زارت في ليال قصيرة يحيلن لي من حسين كواعبا سكين غطاء الحسن عن حر أوجه تقل للب التاليها والبا وجوه لو أن الأرض فيها كواكب توقد للمساري لكانت كواركيا
وقوله (4) :
ولقد أراك فهل أراك بخبطة والعيش عصر والزمان غلام أعوام وصل كان ينسى طولها ذكر النوى ، وكأنها أعوامثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام كيف يتصور فيه ذلك الكلام الفت ! وأعجب من ذلك شاعر يرى هذه القرر في ديوانه كيف يرضى أن يقرن إليها تلك الغرر ! وما عليه لو حذف نصف شعره ، فقطع ألسن العيب عنه ، ولم يشرع (1) للعدو باباً في ذمه ! ومن جنايات هذا الاختيار على أبي تمام وأتباعه أن أحدهم بينا هو مسترسل في طريقته ، وجار على عادته يختلجه ) الطبع الحضري، فيعدل به متسهلا ، ويرى بالبيت الخنث ، فإذا أنشد في خلال القصيدة ، وإذا أضيف إلى ماوراء، وأمامه تضاعفت سهولته ، فصارت ركاكة . وربما افتتح الكلمة وهو يجرى مع طبعه ، ويختال في مثل الروضة الأنيقة ، حتى تلك العادة السيئة فيتسم أوعر طريق ، ويتصف أخشن مركب، ويمحو طلاوة ما قد قدم ؛ كما فعل أبو تمام في كثير من شعره ؛ ومنه اختلاف تعارضه
تمام في قوله (4) : القصيدة الواحدة
لو حار (۳) مرتاد المنية لم يجد قالوا الرحيل؛ فما شككت بأنها الصبر أجمل غير أن تلذذا أتظنني أجد السبيل إلى المزا رد الجموح الصعب أسهل مطلبا ذكرتكم الأنواء ذكرى بعد (4) م إلى تأملت النوى فوجدتها
إلا الفراق على النفوس دليلا نفسى من الدنيا تريد رحيلا في الحب أحرى أن يكون جميلا وجد الحمام إذا إلى سيلا ! من رد دفع قد أصاب مسيلا فبكت عليكم بكرة وأصيلا سيفاً على أهل الهوى مساولا
ثم عدل عن النسيب فقال : لو جاز سلطان القنوع وحكمه في الخلق ما كان القليل قليلا من كان مرعى عزمه وهمومه روض الأماني لم يزل مهزولا فهو كما تراه يعرض عليك هذا الديباج الخسرواني، والوشي النمنم ، حتى يقول: الله درك أي معبر قفرة لا يوحشى ابن البيضة الإجفيلا (1) أو ما تراها لا تراها هزة تشاى العيون تعجرفا ودميلا (۲) فنقص عليك تلك اللذة ، وأحدث في نشاطك فترة ؛ ولو لم تكن هذه الأبيات متناسقة مقترنة ، ولم يكن يجمعها قصيدة ، وتسمع في حال واحدة لكان أخفى
- ۲۳ -
العيبيها ، وأستر الشينها ؛ فإنك تعلم بعد ما بين قوله :
كانت العرفان النوى ألفاظها من رقة الشكوى تكون دموعا وقوله (۳) :
من البجاري يا يجير أهدى لها الأبوس النوير
وقوله (1) :
لكنها افترقت فغابت ، ولم تقترن فتعرف وتشهر .ومتى سمعتنى أختار للمحدث هذا الاختيار ، وأبنته على الطبع ، وأحسن له التسهيل ؛ ولا باللطيف الرشيق الأسلوب الحيث المؤنث ؛ ولا أن تذهب بجميعه مذهب بعضه ؛ بل أرى لك أن تقسم الألفاظ على رتب المعاني ، ولا مديحك كو عيدك ، ولا هجاؤك كاستبطائك ؛ ولا هزلك بمنزلة جدك ، ولا تعريضك مثل تصريحك ؟ بل ترتب كلاً مرتبته وتوفيه حقه ، قتلطف إذا تفزلت ، فلكل واحد من الأمرين نهج هو أملك به ، وطريق
وليس ما رسمته لك في هذا الباب بمقصور على الشعر دون الكتابة ، ولا يمختص بالنظم دون النير ؛ بل يجب أن يكون كتابك في الفتح أو الوعيد خلاف كتابك في التشوق والهيئة واقتضاء المواصلة ،ونيت .فأما الهجو فأبلغه ماجرى مجرى الهزل والتهافت ،


النص الأصلي

الشعر


أنا أقول - أيدك الله إن الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية ثم تكون الدرية مادة له ، وقوة لكل واحد من أ. فمن اجتمعت أسبابه ؟ : والذكاء ، ثم ت له هذه الجمال فهو المحسن المبرز ؛ وبقدر نصيبه منها تكون مرتبته من الإحسان ، ولست أفضل في هذه القضية بين القديم والمحدث ، والجاهلي والمخضرم (1)، والأعرابي القدماء والمولد ؛ إلا أنني أرى حاجة المحدث إلى الرواية أمس ، وأجده إلى كثرة والمحدثون
الحفظ أفقر ؛ فإذا استكشفت عن هذه الحالة وحدت سبيها والعلة فيها أن المطبوع الذكي لا يمكنه تناول ألفاظ العرب إلا رواية ؛ ولا طريق للرواية إلا السمع ؛ وملاك الرواية الحفظ ، وقد كانت العرب تروى وتحفظ ، ويُعرف بعضها برواية شعر بعض ؟ كما قيل : إن زهيراً كان راوية أوس ، وإن الحطيئة راوية زهير ، وإن أبا ذؤيب راوية ساعدة بن جويرية ؛ فبلغ هؤلاء في الشعر حيث تراهم ، وكان عبيد راوية الأعشى ولم تسمع له كلمة تامة ، كالم يسمع الحسين راوية جرير ، ومحمد بن سهل راوية الكميت ، والسائب راوية كثير ؛ غير أنها كانت بالطبع أشد ثقة وإليه أكثر استئناساً ؛ وأنت تعلم أن العرب مشتركة في اللغة واللسان ، وأنها سواء في المنطق والعبارة ، وإنما تفضل القبيلة أختها بشى من الفصاحة . ثم تجد الرجل منها شاعراً مغلقاً ، وابن عمه وجار جنابه والصيق طلبه يكيئاً مفحماً (1) ، وتجد فيها الشاعر أشعر من الشاعر ، والخطيب أبلغ من الخطيب ؛ فهل ذلك إلا من جهة الطبع والذكاء


وحدة القريحة والفطنة !


وهذه أمور عامة في جنس البشر لا تخصيص لها بالأعصار ، ولا يتصف بها دهر دون دهر ، فإن قلت : فما بال المتقدمين خُصوا بمتانة الكلام وجزالة المنطق وفخامة الشعر ، حتى إن أعلمنا باللغة وأكثرنا رواية للغريب لوحفظ كل ما ضمت الدواوين المروية ، والكتب المصنفة من شعر فحل ، وخير فصيح ، ولفظ رائع - ونحن نعلم أن معظم هذه اللغة مضبوط مروى ، وجل الغريب محفوظ منقول - ثم أعانه الله بأسح طبع وأثقب ذهن وأنفذ قريحة ، ثم حاول أن يقول قصيدة ، أو يقرض بينا يقارب شعر امرئ القيس وزهير ، في فخامته وقوة أسره ، وصلابة معجمه لوجده أبعد من الميوق (1) متناولا ، وأصعب من الكبريت الأحمر مطلباً ؟ قلت : أحلتك. على ما قالت العلماء في حماد (1) وخلف (۲) وابن دأب (۳) وأضرابهم ، ممن نحل القدماء شعره فاندمج في أثناء شعرهم ، وغاب فى أضعافه ، وصعب على أهل العناية إفراده وتعشر ، مع شدة الصعوبة حتى تكلف فلى الدواوين واستقراء القصائد فنفي


على ما قالت العلماء في حماد (1) وخلف (۲) وابن دأب (۳) وأضرابهم ، ممن نحل القدماء شعره فاندمج في أثناء شمرهم ، وغاب فى أضعافه ، وصعب على أهل العناية إفراده وتعشر ، مع شدة الصموية حتى تكلف على الدواوين واستقراء القصائد فنفي منها ما لعله أمتن وأنهم ، وأجمع لوجوه الجودة وأسباب الاختيار مما أثبت وقبيل . وهؤلاء محدثون حضريون ، وفى العصر الذي فسد فيه اللسان ، واختلطت اللغة


وحظر الاحتجاج بالشعر ، وانقضى من جمله الرواة ساقة الشعراء . فإن قلت: فما بال هذا النمط والطريقة ، وهذه المنقبة والفضيلة ينفرد بها الواحد في العصر وهو مشحون بالشعر ، وكان فيما مضى يشمل الدهماء ويعم الكافة ؟ قلت لك : كانت العرب ومن تبعها من السلف تجرى على عادة في تفخيم اللفظ وجمال المنطق لم تألف غيره ، ولا أنها سواء ، وكان الشعر أحد أقسام منطقها ، ومن حقه أن يختص بفضل تهذيب ، ويفرد بزيادة عناية ، فإذا اجتمعت تلك المادة والطبيعة ،


وانضاف إليها التعمل والصنعة خرج كما تراه فحماً جزلا قويا متيناً .


وقد كان القوم يختلفون فى ذلك ، و : وتتباين فيه أحوالهم ، ، فيرق شعر أحدهم ، وتصلب شعر الآخر ، ويسهل لفظ أحدهم، ويتوعد منطق غيره ؛ وإنما ذلك بحسب اختلاف اختلاف الطبائع ، وتركيب الخلق ؛ فإن سلامة اللفظ تتبع سلامة الطبع ، ودمائة


الشعر الكلام بقدر دمائة الخلقة وأنت نجد ذلك ظاهرا في أهل عصرك وأبناء زمانك ،وترى الحاف الحلف منهم كن الألفاظ ، معقد الكلام ، ولد الخطاب ؛ حتى إنك الرسم ، والتسخت هذه السنة، واحتدوا بشعرهم هذا المثال ، وترققوا ما أمكن ، وكسوا معانيهم ألطف ما سنح من الألفاظ ، فصارت إذا قيست بذلك الكلام الأول يتبين فيها اللين ، فيظن ضعفا ، فإذا أفرد عاد ذلك اللين صفاء ورونقا ، وصار ما تخيلته ضفا رشاقة ولطفا ؛ فإن رام أحدهم الإغراب والاقتداء بمن مضى من القدماء لم يتمكن من بعض ما يرومه إلا بأشد تكلف ، وأتم تصنع ؛ ومع التكلف المقت ، والنفس عن التصنع نفرة ، وفى . مفارقة الطبع قلة . ، وإخلاق الحلاوة وذهاب الرونق ، و


الديباجة .


وربما كان ذلك سبا لطمس المحاسن ؛ كالذي تجده كثيرا في شعر أبي تمام ، فإنه تكلف أبو حاول من بين المحدثين الاقتداء بالأوائل في كثير من ألفاظه ، فحصل منه على توعير تما وتفاوت


اللفظ، فقبح (1) في غير موضع من شعره ، فقال (1) :


فكأنما هي في السماء حنادل وكأنما هي في القلوب كواكب فتصف ما أمكن ، وتفلعل فى التصعب كيف قدر ، ثم لم يرض بذلك حتى أضاف إليه طلب البديع ، فتحمله من كل وجه ، وتوصل إليه بكل سبب ، ولم يرض بهاتين الخلتين حتى اجتلب المعاني الغامضة ، وقصد الأغراض الخفية ، فاحتمل فيها كل فن تقيل ، وأرصد لها الأفكار بكل سبيل ؛ فصار هذا الجنس من شعره إذا فرع السمع لم يصل إلى القلب إلا بعد إتعاب الفكر، وكد الخاطر ، والحمل على القريحة ؛ فإن ظفر به فذلك من بعد المناء والمشقة، وحسين حسره (۳) الإعياء، وأوهن قوته الكلال، وتلك حال لا تهش فيها النفس للاستماع بحسن ، أو الالتذاذ بمستظرف ؛ وهذه شعره


جريدة التكلف !أصحاب المعانى ، وقدوة أهل البديع ! لكن ما سمعتني أشترطه في صدر هذه الرسالة أنه يحظر إلا إناء الحق وتحرى العدل والحكي به لي أو علم ، وما عدوت في هذاأصحاب المعاني ، وقدوة أهل البديع ! لكن ما سمعتني أشترطه في صدر هذه الرسالة أنه يحظر إلا إتباع الحق وتحرى العدل والحكم به لى أو على . وما عدوت في هذا الفصل قضية أبي تمام ، ولا خرجت عن شرطه أن يقول في يوسف السراج شاعر


مصر في وقته (1):


قاو نيش المقابر من زهير المول (1) بالبكاء وبالنحيب


سمتى كانت معانه (۳) عيالا على تفسير بقراط الطبيب وكيف ولم يزل للشعر ملا يرف عليه ريحان القلوب


فيرني هل تعرف شعراً أحوج إلى تفسير بقراط وتأويل أرسطوليس من قوله (1) : جمعية الأوصاف، إلا أنهم قد لقبوها جوهر الأشياء (0)


وقوله ) :


يوم أفاض جوى أغاض تعزيا خاص الهوى بحرى حجاء المزيد وأي شعر أقل ماء ، وأبعد من أن يرف عليه ريحان القلوب من قوله ) :


خلت عليه أخت بني الحسين وأنجح فيك قول العاذلين ألم يقنعك فيه الهجر حتى بكلت (1) لقلبه هجرا ببين )


فهل رأيت أغت من ( بكلت » في بيت الأطلال الرسوم لطالما قد بها شغلت دبابيج (1) البهاء لنا أيام لم تدم الليالي فأضحى البين لا يرضى الطرف لقد طلع الفراق على ابن صبري فالعجب كان العجب من خاطر قدح


نسيب ! ومن قوله (1) : أطلت منك أجياد الظباء فضحوة وجهها نشر الضحاء بذكر البين عربين الصفاء نواه بالبكي من البكاء فأنا له جلابيب العزاء


بمثل قوله (۳) : أيامنا ما كنت إلا مواهبا وكنت بإسعاف الحبيب حبائيا ستغرب تجديداً المهدك في البكا فا كنت في الأيام إلا غرائبا ومعترك الشوق أهدى به الهوى إلى ذى الهوى نجل (1) العيون ربائبا كواعب زارت في ليال قصيرة يحيلن لي من حسين كواعبا سكين غطاء الحسن عن حر أوجه تقل للب التاليها والبا وجوه لو أن الأرض فيها كواكب توقد للمساري لكانت كواركيا


وقوله (4) :


ولقد أراك فهل أراك بخبطة والعيش عصر والزمان غلام أعوام وصل كان ينسى طولها ذكر النوى ، فكأنها أيام ثم البرت أيام هجر أردفت يجوى ) أسى ، وكأنها أعوامثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام كيف يتصور فيه ذلك الكلام الفت ! وأعجب من ذلك شاعر يرى هذه القرر في ديوانه كيف يرضى أن يقرن إليها تلك الغرر ! وما عليه لو حذف نصف شعره ، فقطع ألسن العيب عنه ، ولم يشرع (1) للعدو باباً في ذمه ! ومن جنايات هذا الاختيار على أبي تمام وأتباعه أن أحدهم بينا هو مسترسل في طريقته ، وجار على عادته يختلجه ) الطبع الحضري، فيعدل به متسهلا ، ويرى بالبيت الخنث ، فإذا أنشد في خلال القصيدة ، وجد قلقا بينها نافراً عنها ؛ وإذا أضيف إلى ماوراء، وأمامه تضاعفت سهولته ، فصارت ركاكة . وربما افتتح الكلمة وهو يجرى مع طبعه ، فينظم أحسن عقد ، ويختال في مثل الروضة الأنيقة ، حتى تلك العادة السيئة فيتسم أوعر طريق ، ويتصف أخشن مركب، فيطمس شعر أبى تلك المحاسن ، ويمحو طلاوة ما قد قدم ؛ كما فعل أبو تمام في كثير من شعره ؛ ومنه اختلاف تعارضه


تمام في قوله (4) : القصيدة الواحدة


لو حار (۳) مرتاد المنية لم يجد قالوا الرحيل؛ فما شككت بأنها الصبر أجمل غير أن تلذذا أتظنني أجد السبيل إلى المزا رد الجموح الصعب أسهل مطلبا ذكرتكم الأنواء ذكرى بعد (4) م إلى تأملت النوى فوجدتها


إلا الفراق على النفوس دليلا نفسى من الدنيا تريد رحيلا في الحب أحرى أن يكون جميلا وجد الحمام إذا إلى سيلا ! من رد دفع قد أصاب مسيلا فبكت عليكم بكرة وأصيلا سيفاً على أهل الهوى مساولا


ثم عدل عن النسيب فقال : لو جاز سلطان القنوع وحكمه في الخلق ما كان القليل قليلا من كان مرعى عزمه وهمومه روض الأماني لم يزل مهزولا فهو كما تراه يعرض عليك هذا الديباج الخسرواني، والوشي النمنم ، حتى يقول: الله درك أي معبر قفرة لا يوحشى ابن البيضة الإجفيلا (1) أو ما تراها لا تراها هزة تشاى العيون تعجرفا ودميلا (۲) فنقص عليك تلك اللذة ، وأحدث في نشاطك فترة ؛ وهذه الطريقة أحد ما نبي على أبي الطيب ، وسنقول فيها وفى غيرها إذا استوفينا هذه المقدمة . ولو لم تكن هذه الأبيات متناسقة مقترنة ، ولم يكن يجمعها قصيدة ، وتسمع في حال واحدة لكان أخفى



  • ۲۳ -


العيبيها ، وأستر الشينها ؛ فإنك تعلم بعد ما بين قوله :


كانت العرفان النوى ألفاظها من رقة الشكوى تكون دموعا وقوله (۳) :


من البجاري يا يجير أهدى لها الأبوس النوير


وقوله (1) :


أمين أليس لجاء إلى هتم تفرق الأسد في آذيها الليسا (٥)


لكنها افترقت فغابت ، ولم تقترن فتعرف وتشهر .


ومتى سمعتنى أختار للمحدث هذا الاختيار ، وأبنته على الطبع ، وأحسن له التسهيل ؛ فلا تظنن أتى أريد بالشمع الأهل الضعيف الركيك ، ولا باللطيف الرشيق الأسلوب الحيث المؤنث ؛ بل أريد النمط الأوسط ؛ ما ارتفع عن الساقط الشوقي ، وانحط عند عن البدوي الوحشى ، وما جاوز سفسفة نصر ونظرائه ، ولم يبلغ تعجرف هميان (1) المؤلف ابن فحافة وأضرابه ؟ نعم ، ولا أمرك بإجراء أنواع الشعر كله مجرى واحداً ، ولا أن تذهب بجميعه مذهب بعضه ؛ بل أرى لك أن تقسم الألفاظ على رتب المعاني ، فلا يكون غزلك كافتخارك ، ولا مديحك كو عيدك ، ولا هجاؤك كاستبطائك ؛ ولا هزلك بمنزلة جدك ، ولا تعريضك مثل تصريحك ؟ بل ترتب كلاً مرتبته وتوفيه حقه ، قتلطف إذا تفزلت ، وتفخم (۲) إذا افتخرت، وتتصرف المديح تصرف مواقعه؟ فإن المدح بالشجاعة والبأس يتميز عن المدح باللباقة والظرف ، ووصف الحرب والسلاح ليس كوصف المجلس والمدام ؛ فلكل واحد من الأمرين نهج هو أملك به ، وطريق


لا يشاركه الآخر فيه . وليس ما رسمته لك في هذا الباب بمقصور على الشعر دون الكتابة ، ولا يمختص بالنظم دون النير ؛ بل يجب أن يكون كتابك في الفتح أو الوعيد خلاف كتابك في التشوق والهيئة واقتضاء المواصلة ، وخطابك إذا حذرت وزجرت أفهم منه إذا وعدت


ونيت .


فأما الهجو فأبلغه ماجرى مجرى الهزل والتهافت ، وما اعترض بين التصريح والتمريض ، وما قربت معانيه وسهل حفظه ؛ وأسرع علوفه بالقلب والصوقه بالنفس ؟ فأما القذف والإنحاش فسباب عض ، وليس للشاعر فيه إلا إقامة الوزن


وتصحيح النظم . وإذا أردت أن تعرف موقع اللفظ الرشيق من القلب ، وعظم غنائه في تحسين الشعر ، فتصفح شعر جرير وذي الرمة في القدماء ، والبحتري في المتأخرين ، وتتبع نسيب متيمى العرب ، ومتغزلي أهل الحجاز ؛ كممر ، وكثير ، وجميل ، ونصيب، المطبو وأضرابهم ، وقسهم بمن هو أجود منهم شعراً ، وأفصح لفظاً وسبكا ؛ ثم انظر واحكم من الله وأنصف، ودعنى من قولك: هل زاد على كذا» و«هل قال إلا ما قاله فلان» ! فإن روعة اللفظ تسبق بك إلى الحكم، وإنما تقضى إلى المعنى عند التفتيش والكشف ، وملاك الأمر في هذا الباب خاصة ترك التكلف ورفض التعمل والاسترسال للطبع ، وتجنب الحمل عليه والعنف به ؛ ولست أعنى بهذا كل طبع ، بل المهذب الذي قد صقله الأدب، وتحدته الرواية، وجلته الفطنة، وألهم الفصل بين الردى والجيد ، وتصور أمثلة الحسن والقبح


السهل الممتنع من شعر البحتري


ومتى أردت أن تعرف ذلك عياناً ، وتستثبته مواجهة ، فتعرف فرق ما بين المصنوع والمطبوع ، وفضل ما بين السمح المنقاد والعصى المتكرة فاعميد إلى شعر طب البحتري ، ودع ما يصدر به الاختيار ، ويعد في أول مراتب الجودة ، ويتبين فيه أثر البحتر في الله


الاحتفال، وعليك بما قاله عن عفو خاطره ، وأول فكرته ، كقوله (۱) : الام على هواك وليس عدلاً إذا أحببت مثلك أن ألاما ) أعيدى في نظرة مستتيب توخى الأخر أو كره الأثاما ترى كيداً معرفة وعينا مورقة وقلباً مستياما تنامت دار علوة بعد قرب فهل ركب يبلغها السلاما ! وجدد طيفها عباً علينا نا يعتادنا إلا لماما


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

مرحبا بك في أسا...

مرحبا بك في أساسيات تحت البطاقات اليوم نأخذ الاتجاه من كاليدونيا الجديدة بعد ليلة من العنف في نوميا ...

ليلى، فتاة شابة...

ليلى، فتاة شابة متحمسة وطموحة، كانت تعمل في مجال الإعلام وتحلم بتحقيق النجاح والتميز في مسارها المهن...

The treasure, t...

The treasure, the value of which will be determined by a committee of experts, will be sold to a mus...

تعريف البيئة وا...

تعريف البيئة والمواد الصديقة للبيئة وصفتها وأهدافها.. جاء تعريف البيئة بعدة طرق وكلها تصب في مصب واح...

إن الحمدلله نحم...

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مض...

مظاهر القوة الا...

مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية : 1 - الولايات المتحدة أول قوة فلاحيه في العالم :...

Despite lingeri...

Despite lingering perceptions, 37.0°C (98.6°F) is rooted in a historical convention that modern data...

حدود البحث الح...

حدود البحث الحدود الموضوعية: استخدام الروبوتات في تدريب الجراحين على عمليات القلب بالمنظار. الحدو...

أزمة متتالية غي...

أزمة متتالية غير مسبوقة ذات عواقب وخيمة على تنظيم التجارة العالمية، وظهرت تدفقات جديدة، كما رأينا، و...

زئِس الجمهىزٍت ...

زئِس الجمهىزٍت جخه٠ الؿلُت الخىُٟظًت في الىٓام الؿُاس ي اإلاسخلِ بالشىاثُت، ؤي وظىص عثِـ ظمهىعٍت مىخ...

صَنع الإنسان ال...

صَنع الإنسان البوليمرات الاصطناعية باستخدام المواد المتوفرة في الطبيعة مثل السيليلوز. صُنعت مجموعة م...

Italian cuisine...

Italian cuisine has spread throughout the world, and has become one of the most important distinctiv...