لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (67%)

شاع السحر بين الناس في مختلف الشعوب والحضارات القديمة، فتداولوه وتفننوا في صناعته وتصريفاته. وتعد تقنيات محاكاة أصوات وحركات الحيوانات التي عرف بما الصيادون البدائيون المنبع العريق الذي تولدت عنه عمليات السحر الطقوسي (Les opérations de la magie ceremonielle). وإذا كان الصيادون البدائيون قد تمكنوا من الحيازة المسبقة لطرائدهم بفضل الرقص والمحاكاة والسحر، فإن سحرة بلاد الرافدين ومصر القديمة كانوا يتقمصون أدوار الآلهة
والشياطين الذين يتم استحضارهم عبر صلواتهم وطقوسهم ووصفاتهم السحرية. وقد يتم التمييز بين السحر الطقوسي أو غير المباشر Magie) (cérémonielle ou indirecte الذي يؤثر على الأرواح بواسطة وسيلة طقسية، وبين السحر الطبيعي أو المباشر (Magie naturelle ou indirecte) الذي يؤثر على الطبيعة بواسطة تقنية ما ترتكز على قوانين التماثل والتشابه التي تنحدر أصولها إلى العصور الماقبل تاريخية (Origines préhistoriques) حيث انبنى المظهران الرئيسان للسحر والكلام أو الحركة والصورة على علاقة التماثل بين العلامة وموضوع الطقس. وهي علاقة تعكس عملية الانسياق الأولية للفعل الذي يجسد السلطة الفعالةللساحر
"يعتقد السحر إلا في فعالية آلياته وتقنياته .فهو خلافا لذلك يقترب من العلم، ويسعى إلى نفس الهدف ألا وهو تمكين الإنسان من السيطرة على الطبيعة. ويذهب معظم الاثنوغرافيين ومنهم ج. إلى أن السحر ثابت ودقيق حيث انتزع أصالته من كونه سلطة متوارثة؛ إذ يكفي مثلا أن يولد المرء داخل طبقة الرعاة أو الحدادين لكي يعتبر ساحرا. مرتبطا بالمساواة السحرية التي يتعلمها الساحر في الحلم أو اليقظة داخل جماعة معينة، ذلك أن كل قوة دورکهایم" و "موس " لا يمكن أن تكون إلا جماعية، جاعلين من "المانا" الأصل المشترك بين العقيدة والسحر. تميزه بعلاج المرضى عبر تجارب مباشرة تحظى في الغالب بموافقة الجماعة. فالعملية السحرية تنتظم حسب كلود ليفي ستروس - حول قطبين أحدهما مؤلف من تجربة الشامان الحميمية، والثاني من الرضى الجماعي (. فعندما يعالج الشامان مريضه يقدم مشهدا أمام الحاضرين». وعلى النقيض من التفسير العلمي للظواهر الاجتماعية والسيكولوجية، فإن مسألة العلاج السحري مرتبطة بحالات مبهمة وغير منظمة يتعذر على العقل فهمها لأنها تنتمي إلى غط من الميثولوجيا المتغلغلة في شعور ولا شعور الجماعة. يبقى السحر من بقايا الأساطير البدائية التي تقضي باهتمام الشامانات بعلاج المرض من أجل ترسيع الشعور بالأمن، وبناء عالم المنظومة الشعبية
والواقع أن السحر قد تجذر في الثقافة الإنسانية بحكم ما تناقلته الذاكرة البشرية من ميثولوجيات وطقوس الحضارات القديمة، وقد عرف عن ذرية "هابيل" أنها أول من مارس السحر في "بابل" ثم انتشر بعد ذلك في اصقاع الأرض ومنها مصر والكلدان و آشور. وبعد "زوروستر" ـ صاحب الدعوة إلى عبادة الكواكب ـ أول من أمس ركائز بنیانه. بينما يؤكد القرآن أن الناس أخذوه من علم آصف بن برخيا، لكن الشياطين كتبوا السحر والنيرنجيات على لسان آصف كاتب سليمان، ودفنوه تحت مصلاه حين انتزع الله ملکه ولم يشعر بذلك سليمان، فلما مات سليمان استخرجوه وقالوا للناس إنها ملككم هذا (3)، يقول تعالى: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون التامر السحر وما أنزل على الملكين ببابك (6). غير أن الناس قد زادوا وتفننوا في صناعة السحر فكانت صاحف الكواكب السبعة"، ومؤلفات "جابر بن حيان" بالمشرق. أما "مسلمة بن أحمد المجريطي" إمام أهل الأندلس في الصناعة السحرية، فقد لخص مختلف هذه الكتب ونقحها وجمع طرقها في كتابه الشهير "غاية الحكيم". ولئن عرف كتاب "السر المكتوم"
للإمام "الفخر بن الخطيب" تداولا منقطع النظير في المشرق، فإن المغرب قد من المنتحلين للتعاليم السحرية يسمون بالبعاجين الذين يمارسون تأثیران سحرية قويةبفعل الإشارة فقط
وبما أن التصرفات السحرية تظاهرات انفعالية ذات طبيعة فكرية عميقة، فإن الأنساق الرمزية هو الكفيل وحده بمعالجة هذا الوضع الفكري للإنسان الموزع داخل فيض من المعاني بين نظام الدوال ونظام المدلولات وتعود طقوس الإشفاء
Bhils)
Les
يسبح
الأولي
و " التفاهو Le Nivaho والنكاهي Nakani) إلى الأسطورة التشكونية وأسطورة أصل المرض والإشفاء. فالمريض حسب هذه القبائل والشعوب داخل الكمال الأولي، وهو بذلك يسمح للقوى العملاقة المسببة للخلق الأول باقتحام جسده، ومن أجل إشفائه لابد من إنشاد هذه الأساطير التي تشكل أصل المداواة، سيما وأن رقيات وتعزيمات شامانات هذه القبائل موروثة عن الشامان (Le Chaman primordial) دتومبا" (dto-mba) الذي قاوم الأمراض والأرواح الشريرة في العصر الأسطوري. ولا تزال معظم المجتمعات الإفريقية مثل قبائل "التالونسي بشمال غانا" (Tallensi) تعتبر السحر شأنا وراثيا تورثه الأم للأبناء ذكورا وإناثا ، بينما تنتقل السلطة السحرية عبر الخط الذكوري من الأب إلى الابن لدى قبائل الأزاندي الأنوني من الأم إلى البنت) لدى قبائل اليوريبا (Youruba ؛ غير أن القدرات السحرية لا يمكن أن يرثها إلا من يمتلك استعدادا فطريا من اكتساب المعارف المتعلقة بالسحر. أما قبائل "نياكيوزا" (Nyakyousa) التانزانية،عندما
برنار
دخلوا فارس بقيادة
فالاد" Bernard Valade) الغموض الذي يلف دلالة السحر سواء على مستوى التعريف أو التفسير. قد أفرز تعريفات تفيد أن «كلمة المجوس (Magi) كلمة يونانية الأصل (Mages) أطلقها اليونانيون على كهنة زرادشت الإسكندر الأكبر والكلمة معناها العظيم أو الهائل وذلك لأنهم برعوا في السحر». ومن هنا، وقد اتسع معنى هذا المصطلح، ليشمل المعتقدات والممارسات التي لا تدخل في طقوس العبادات المنظمة والتي تفترض الاعتقاد في القوى الفوقطبيعية المتأصلة في الطبيعة فهذه الفضفضة في التعريف هي حدت بـ"جيمس
فرازر" (James Frazer) إلى النظر إلى السحر باعتباره شكلا من أشكال الماقبل علم (Pre-science) وأفضت بـ"مارسيل "موس" إلى القول بأن السحر طقس خاص وخفي وملغز ومحظور (Rite privé, mystérieux et prohibe). مما أدى إلى ظهور الصياد - الساحر (Le chasseur-magicien) ذي القدرة على النفوذ والتأثير والاستمالة. ومن ثم، سيغدو سحر المحاكاة هو الشكل الأول للتوقع والحدس والعرافة وهي التصورات التي كانت سببا في انتقال الحضارة من اقتصاد الصيد إلى ثقافة الزراعة حيث ساد مفهوم الأرواحية (Animisme)والطوطمية.إن هذا التحول، قد أدى إلى ظهور طبيعية "الفن" (1art. وهو ما حدا بالإنسان إلى التوجه نحو الاشتغال المبهم حول العلامات والرموز المجردة الفعالة. وبين الأفكار والتصورات السحرية المشتركة بين الشعوب التي استوطنت أوربا مثل الهيللينية واللاتينية، كالجرمانية والألبانية والأرمينية والسلافية، مما أفاد أن اسم الهندي . البرهماني، واللاتيني الفلاماني هما اسمان أعطيا لذلك الكاهن خادم آلهة السحر كإله الجرمانيين "أودين"(Odhinn) الذي كان يمثل الساحر الأكبر للمعارك،9)
الأشخاص،وهي
مصطلح تنفرد قد توجد في معدة بعض كليكهوهم"ويميزمن السحرمادة تجعل من ممتلكها شخصا ساحرا. وهو بصدد دراسة ثقافة "النفاهو" بين أربعة أصناف وهي (Witch) و (Wizard) و(Sorcerer) و (Frenzy witch) معلقا أن هذه المصطلحات الانجليزية ليست متوازية دلاليا مع تلك المستعملة من قبل "النيفاهو" (Nivaho)، ليبقى كتابه حول السحر لدى هذا الشعب، في جزئه الأول، بمثابة تحليل لعلم "مصطلح" هذا البلد.أيضا
يتغذيان من قوة خفية ذات القدرة الفائقة على الجذب والاستمالة والتأثير وهو ما استخلصه العلماء المتخصصون في عصور ما قبل التاريخ لما كشفوا عن التأثير
فقد جاءت المتون المسرحية المغربية المعتمدة في هذا الفصل السحور عند اليهود والنصارى والمسلمين" للطيب الصديقي، ومرتجلة "شميسا للا" محمد الكغاط مرتبطة بتمظهرات مفهوم السحر باعتباره عبادة غير منظمة،


النص الأصلي

ا - أنتربولوجيا السحري
شاع السحر بين الناس في مختلف الشعوب والحضارات القديمة، فتداولوه وتفننوا في صناعته وتصريفاته. وتعد تقنيات محاكاة أصوات وحركات الحيوانات التي عرف بما الصيادون البدائيون المنبع العريق الذي تولدت عنه عمليات السحر الطقوسي (Les opérations de la magie ceremonielle). وإذا كان الصيادون البدائيون قد تمكنوا من الحيازة المسبقة لطرائدهم بفضل الرقص والمحاكاة والسحر، فإن سحرة بلاد الرافدين ومصر القديمة كانوا يتقمصون أدوار الآلهة
والشياطين الذين يتم استحضارهم عبر صلواتهم وطقوسهم ووصفاتهم السحرية. وقد يتم التمييز بين السحر الطقوسي أو غير المباشر Magie) (cérémonielle ou indirecte الذي يؤثر على الأرواح بواسطة وسيلة طقسية، وبين السحر الطبيعي أو المباشر (Magie naturelle ou indirecte) الذي يؤثر على الطبيعة بواسطة تقنية ما ترتكز على قوانين التماثل والتشابه التي تنحدر أصولها إلى العصور الماقبل تاريخية (Origines préhistoriques) حيث انبنى المظهران الرئيسان للسحر والكلام أو الحركة والصورة على علاقة التماثل بين العلامة وموضوع الطقس. وهي علاقة تعكس عملية الانسياق الأولية للفعل الذي يجسد السلطة الفعالةللساحر
. "يعتقد السحر إلا في فعالية آلياته وتقنياته .ولئن كان السحر يختلف عن العقيدة،فهو خلافا لذلك يقترب من العلم، خاصة وأن كليهما يخضع لقواعد محددة، ويسعى إلى نفس الهدف ألا وهو تمكين الإنسان من السيطرة على الطبيعة. ويذهب معظم الاثنوغرافيين ومنهم ج. "إيبير" (H. Hubert) و .م. موس" (M. Mass)، إلى أن السحر ثابت ودقيق حيث انتزع أصالته من كونه سلطة متوارثة؛ إذ يكفي مثلا أن يولد المرء داخل طبقة الرعاة أو الحدادين لكي يعتبر ساحرا. ومن جهة أخرى، بدا تعلم السحر في القديم، مرتبطا بالمساواة السحرية التي يتعلمها الساحر في الحلم أو اليقظة داخل جماعة معينة، ذلك أن كل قوة دورکهایم" و "موس " لا يمكن أن تكون إلا جماعية، جاعلين من "المانا" الأصل المشترك بين العقيدة والسحر. ومن سمات السحر لدى الشعوب البدائية، تميزه بعلاج المرضى عبر تجارب مباشرة تحظى في الغالب بموافقة الجماعة. فالعملية السحرية تنتظم حسب كلود ليفي ستروس - حول قطبين أحدهما مؤلف من تجربة الشامان الحميمية، والثاني من الرضى الجماعي (...) فعندما يعالج الشامان مريضه يقدم مشهدا أمام الحاضرين». وعلى النقيض من التفسير العلمي للظواهر الاجتماعية والسيكولوجية، فإن مسألة العلاج السحري مرتبطة بحالات مبهمة وغير منظمة يتعذر على العقل فهمها لأنها تنتمي إلى غط من الميثولوجيا المتغلغلة في شعور ولا شعور الجماعة. وعلى هذا الأساس، يبقى السحر من بقايا الأساطير البدائية التي تقضي باهتمام الشامانات بعلاج المرض من أجل ترسيع الشعور بالأمن، وبناء عالم المنظومة الشعبية
والواقع أن السحر قد تجذر في الثقافة الإنسانية بحكم ما تناقلته الذاكرة البشرية من ميثولوجيات وطقوس الحضارات القديمة، وقد عرف عن ذرية "هابيل" أنها أول من مارس السحر في "بابل" ثم انتشر بعد ذلك في اصقاع الأرض ومنها مصر والكلدان و آشور. وبعد "زوروستر" ـ صاحب الدعوة إلى عبادة الكواكب ـ أول من أمس ركائز بنیانه. بينما يؤكد القرآن أن الناس أخذوه من علم آصف بن برخيا، وهاروت وماروت، لكن الشياطين كتبوا السحر والنيرنجيات على لسان آصف كاتب سليمان، ودفنوه تحت مصلاه حين انتزع الله ملکه ولم يشعر بذلك سليمان، فلما مات سليمان استخرجوه وقالوا للناس إنها ملككم هذا (3)، يقول تعالى: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون التامر السحر وما أنزل على الملكين ببابك (6). غير أن الناس قد زادوا وتفننوا في صناعة السحر فكانت صاحف الكواكب السبعة"،
١، وكتاب "طمطم الهندي"، ومؤلفات "جابر بن حيان" بالمشرق. أما "مسلمة بن أحمد المجريطي" إمام أهل الأندلس في الصناعة السحرية، فقد لخص مختلف هذه الكتب ونقحها وجمع طرقها في كتابه الشهير "غاية الحكيم". ولئن عرف كتاب "السر المكتوم"
للإمام "الفخر بن الخطيب" تداولا منقطع النظير في المشرق، فإن المغرب قد من المنتحلين للتعاليم السحرية يسمون بالبعاجين الذين يمارسون تأثیران سحرية قويةبفعل الإشارة فقط
للجماعة. وبما أن التصرفات السحرية تظاهرات انفعالية ذات طبيعة فكرية عميقة، فإن الأنساق الرمزية هو الكفيل وحده بمعالجة هذا الوضع الفكري للإنسان الموزع داخل فيض من المعاني بين نظام الدوال ونظام المدلولات وتعود طقوس الإشفاء
تاریخ
السحري
سب
ميرسيا
إلياد
(4)
لدى قبائل "البهيل"
Bhils)
(Les
يسبح
الأولي
و " التفاهو Le Nivaho والنكاهي Nakani) إلى الأسطورة التشكونية وأسطورة أصل المرض والإشفاء. فالمريض حسب هذه القبائل والشعوب داخل الكمال الأولي، وهو بذلك يسمح للقوى العملاقة المسببة للخلق الأول باقتحام جسده، ومن أجل إشفائه لابد من إنشاد هذه الأساطير التي تشكل أصل المداواة، سيما وأن رقيات وتعزيمات شامانات هذه القبائل موروثة عن الشامان (Le Chaman primordial) دتومبا" (dto-mba) الذي قاوم الأمراض والأرواح الشريرة في العصر الأسطوري. ولا تزال معظم المجتمعات الإفريقية مثل قبائل "التالونسي بشمال غانا" (Tallensi) تعتبر السحر شأنا وراثيا تورثه الأم للأبناء ذكورا وإناثا ، بينما تنتقل السلطة السحرية عبر الخط الذكوري من الأب إلى الابن لدى قبائل الأزاندي الأنوني من الأم إلى البنت) لدى قبائل اليوريبا (Youruba ؛ غير أن القدرات السحرية لا يمكن أن يرثها إلا من يمتلك استعدادا فطريا من اكتساب المعارف المتعلقة بالسحر. أما قبائل "نياكيوزا" (Nyakyousa) التانزانية، وقبائل "البوندو" (Pondo) في جنوب إفريقيا المحكومة بروابط قرابة غريبة، فيسودها الاعتقاد بأن النساء الساحرات لهن علاقات جنسية مع جنَّة ذوي سحنة بيضاء.
ب البعد الإتيمولوجي لمصطلح "سحر"
لم تبدد وفرة الدراسات والأبحاث الانتروبولوجية والتاريخية
عندما
برنار
دخلوا فارس بقيادة
(8)
فالاد" Bernard Valade) الغموض الذي يلف دلالة السحر سواء على مستوى التعريف أو التفسير. لكن الاهتمام المتزايد بهذه الظاهرة الانتروبولوجية ذات الصلة الوثيقة بالدين، قد أفرز تعريفات تفيد أن «كلمة المجوس (Magi) كلمة يونانية الأصل (Mages) أطلقها اليونانيون على كهنة زرادشت الإسكندر الأكبر والكلمة معناها العظيم أو الهائل وذلك لأنهم برعوا في السحر». ومن هنا، يتكشف أن مصطلح سحر يعني إيتيمولوجيا فن المجوسيين L'art des) (mages الذين يدرسون علم التنجيم (Lastrologic) أو العلوم الخفية الأخرى (Sciences esotériques). وقد اتسع معنى هذا المصطلح، ليشمل المعتقدات والممارسات التي لا تدخل في طقوس العبادات المنظمة والتي تفترض الاعتقاد في القوى الفوقطبيعية المتأصلة في الطبيعة فهذه الفضفضة في التعريف هي حدت بـ"جيمس
فرازر" (James Frazer) إلى النظر إلى السحر باعتباره شكلا من أشكال الماقبل علم (Pre-science) وأفضت بـ"مارسيل "موس" إلى القول بأن السحر طقس خاص وخفي وملغز ومحظور (Rite privé, secret, mystérieux et prohibe). ولقد بدا هوس اصطياد الحيوانات مقلقا ومتعبا لسيكولوجيا الجماعة في العصر الحجري الجديد، مما أدى إلى ظهور الصياد - الساحر (Le chasseur-magicien) ذي القدرة على النفوذ والتأثير والاستمالة. ومن ثم، سيغدو سحر المحاكاة هو الشكل الأول للتوقع والحدس والعرافة وهي التصورات التي كانت سببا في انتقال الحضارة من اقتصاد الصيد إلى ثقافة الزراعة حيث ساد مفهوم الأرواحية (Animisme)والطوطمية.
إن هذا التحول، قد أدى إلى ظهور طبيعية "الفن" (1art. وهو ما حدا بالإنسان إلى التوجه نحو الاشتغال المبهم حول العلامات والرموز المجردة الفعالة. لكن سيظل منطق التماثل متحكما في نظرية رمزية مرتبطة بالتطابقات الكوسمولوجية. وهذا ما ذهبت إليه الدراسات اللسانية المقارنة حينما أبانت عن وجود تطابقات في العالم الهندو أوربي بين المصطلحات الدينية والقانونية، وبين الأفكار والتصورات السحرية المشتركة بين الشعوب التي استوطنت أوربا مثل الهيللينية واللاتينية، كالجرمانية والألبانية والأرمينية والسلافية، مما أفاد أن اسم الهندي . البرهماني، واللاتيني الفلاماني هما اسمان أعطيا لذلك الكاهن خادم آلهة السحر كإله الجرمانيين "أودين"(Odhinn) الذي كان يمثل الساحر الأكبر للمعارك، فأضحى سيد القانون المدني بحكم هيمنته على الكتابة السحرية.
أما الصوتية الجرمانية (Le vocale germanique "كالدر" (Galdr) المستعملة مع فعل "غني"(Chanter)، فصيغة سحرية تثبت حسب مرسيا إلياد - صلة القرابة بين الحيوانات وبين الشامان الذي يتحدث بلغتها قصد ممارسة السيادة عليها . وإذا كان النمط اللساني (سحر) ينطبق عموما على كل أنماط السيطرة والتأثير الخفي لدى مختلف الشعوب، فإن اللغة الانجليزية
(9)
(Witchcraft) الذي يفيد تلك المادة
الأشخاص،
وهي
الوراثية التي
مصطلح تنفرد قد توجد في معدة بعض كليكهوهم"ويميزمن السحرمادة تجعل من ممتلكها شخصا ساحرا. (Kluckhohm)، وهو بصدد دراسة ثقافة "النفاهو" بين أربعة أصناف وهي (Witch) و (Wizard) و(Sorcerer) و (Frenzy witch) معلقا أن هذه المصطلحات الانجليزية ليست متوازية دلاليا مع تلك المستعملة من قبل "النيفاهو" (Nivaho)، ليبقى كتابه حول السحر لدى هذا الشعب، في جزئه الأول، بمثابة تحليل لعلم "مصطلح" هذا البلد.


أيضا
يتغذيان من قوة خفية ذات القدرة الفائقة على الجذب والاستمالة والتأثير وهو ما استخلصه العلماء المتخصصون في عصور ما قبل التاريخ لما كشفوا عن التأثير
الأساس للممارسات السحرية على تصور وإعداد الأعمال الفنية (17) وعليه، فقد جاءت المتون المسرحية المغربية المعتمدة في هذا الفصل السحور عند اليهود والنصارى والمسلمين" للطيب الصديقي، و"فاوست والأميرة الصلعاء لعبد الكريم برشيد، ومرتجلة "شميسا للا" محمد الكغاط مرتبطة بتمظهرات مفهوم السحر باعتباره عبادة غير منظمة، واعتقادا بالقوى غير الطبيعية المتجذرة في وعي ولا وعي الإنسان. ومن ثم، فقد غدا السحر في هذه المتون تعبيرا عن طقوس خاصة وخفية وملعزة ومحظورة ويعزى اشتغلال هذه النصوص على الممارسة السحرية إلى تحقق التأثير الخفي، والنفوذ القوي والتمويه البارع، والاستمالة الماكرة التي تمارسها الشخصية الساحرة أو الشيطانية أو الروح المستحضرة على الشخصيات الأخرى بواسطة تقنيات السحر أو المعاني الرمزية الجردة المنافية للمنطق العقلاني فكيف تجلى " العجيب "السحري" في هذه الأعمال المسرحية المغربية المدروسة ؟ وما هي مميزات الشخصية الدرامية الحاملة لخطاب المقولات السحرية ؟ وهل من تقاطعات وتفصلات في مجال الاشتغلال السحري بين هؤلاء المبدعين الثلاثة ؟ وكيف يساهم الاشتغال السحري داخل هذه النصوص في صناعة الفرجة المسرحية ؟ وهل يحمل هذا الاشتغال هوس التأصيل والتجريب للفكر الخرافي والتفكير الميثولوجي، أم أنه مجرد توظيف مجاني عابر؟ وما هي الغايات والأبعاد الدرامية والفكرية والدينية والجمالية والإيديولوجية لهذا النمط من خطاب فرجة السحر ؟


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Anaesthetics ar...

Anaesthetics are gases (or other substances) which make people unconscious. They are used in operati...

دور البنوك التج...

دور البنوك التجارية في تمويل التنمية الاقتصادية يظهر الدور التنموي للبنوك التجارية من خلال منحها الا...

سوء الظن بالناس...

سوء الظن بالناس وهو آفة خطيرة لها تداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع تنشا عن امتلاء القلب بالظنون ...

التعليم في قطر ...

التعليم في قطر قبل النفط ظهرت الحاجة الملحة للتعليم في المجتمع القطري من خلال فئة التجار والنواخذة،...

قرر الميثاق في ...

قرر الميثاق في الفقرة الأولى من المادة الثامنة عشرة منه على أن لكل دولة عضو أن تنسحب من الجامعة إذا ...

The medical his...

The medical history is considered the cornerstone of safe and effective patient management. The star...

من خلال عمل الب...

من خلال عمل الباحث كأخصائي في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وتفاعله مع أسر الأطفال ذوي اضطراب طيف التو...

اتضح مع تطور ال...

اتضح مع تطور الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية ضرورة التخلي عن مفهوم الدولة الحارسة، وانتشر بدله مفهوم ...

الإعلامية عائشة...

الإعلامية عائشة الرشيد إيران أنقذت نتنياهو قالت الإعلامية عائشة الرشيد إن المسرحية العسكرية بين ...

ولذلك عشت وحيدا...

ولذلك عشت وحيدا لا اجد من اتحدث مع حديثا جديا حتى ذلك اليوم الذي تعطلت فيه طائرتي منذ سنوات في الصح...

قررت الحيوانات ...

قررت الحيوانات وقفة احتجاجية بعد الفوضى التي خلفها بعض العمال وهم يقطعون الاشجار العملاقة في الغابة...

أن توضح ما المق...

أن توضح ما المقصود بهذه الأدوات ، مستبحين فكرة النموذج التركيبي ، لحم الاعتنا والحمد المولى عمان فك...