لخّصلي

ملخـص

جاء الاهتمام بمفهوم الأمن العالمي في ضوء التطورات والأحداث المتسارعة التي شهدها المجتمع الدولي والعلاقات الدولية في فترة الحرب الباردة إلا أن مزيدا من التركيز أخذ يبرز بصورة أكثر وضوحاً بعد نهاية الحرب البارة في العام 1990م، فقد كان لهذه التطورات انعكاسات وآثار واضحة على مفهوم الأمن بأبعاده ومستوياته المختلفة عالمياً ٕواقليمياً. تعرض مفهوم الأمن التقليدي الذي كان سائدًاً في السابق إلى تطور كبير وشامل عبر مراحل زمنية مختلفة فقد تغير مفهوم الأمن التقليدي إلى تغيير جديد امتجاوزً الأسس التي كان يقوم عليها لا سيما القوة العسكرية في التعامل مع الأخطار والتحديات التي كانت تواجه الدول وذلك عبر إدراك أهمية وضرورة التركيز على منظومة أمنية شاملة من خلال الاهتمام والتركيز على مفهوم الأمن المجتمعي الشامل والكامل. تبين الدراسة ما هي التطورات والتوسع الذي ظهر في حقل الدراسات الأمنية الغربية والشرقية، وأدى إلى إعادة تعريف مفهوم الأمن العالمي وتوسيعه إلى مرجعيات وقطاعات تحليلية جديدة، كما توصلت الدراسة إلى أن التطورات والمتغيرات العالمية والإقليمية وظهور قضايا وتحديات عالمية جديدة هي من أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث التغير في مفهوم الأمن العالمي.

الكلمـات الدالـة: الأمن، الأمن العالمي، الأمن القومي، الأمن المعاصر.

مصطلحات الد ارسة:

الأمن: "هو قدرة الدولة/ الأمة على متابعة مصالحها القومية بكل الوسائل وفي أي مكان في العالم" الأمن العالمي: يشتمل العوامل ذات التأثير المباشر في بنية نظام دولة الأمة وسيادة أعضائها مع تأكيد خاص على استخدام القوة والتهديد بها وضبطها.

الأمن المعاصر: يرى أن التهديدات والمخاطر التي تواجه المجتمعات والدول ليست بالضرورة ذات طابع عسكري وٕإنما هناك تهديدات متنوعة ومتعددة ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية لا تقل أهمية عن التهديد العسكري.

المقدمة
برز الاهتمام بموضوع الدارسة " تطور مفهوم الأمن العالمي في عالم متغير" في ضوء التطو ارت والأحداث المتسارعة والمتلاحقة التي شهدها المجتمع الدولي والعلاقات الدولية في فترة الحرب الباردة وما بعدها في العام 1990م، إذ كان لها انعكاسات كبيرة وأثار واضحة واهتمام إقليمي وعالمي بتطو ارت قضايا الأمن الإقليمي والعالمي بأبعاده المتعددة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعلوماتية وأثرها في تنامي الإرهاب والجريمة.
تعرض مفهوم الأمن إلى تطور كبير وشامل عبر مارحل زمنية مختلفة، لقد تغير مفهوم الأمن التقليدي بشكل جذري متجاو از مفهومه القائم على القوة العسكرية الصلبة في التعامل مع التحديات والمخاطر التي تواجه الدول والمجتمع الدولي، عبر إدارك أهمية التركيز على منظومة أمنية شاملة تتوسع من محيط الجزء - الأمن التقليدي - (الأمن الصلب) إلى محيط الكل - الأمن غير التقليدي- (الأمن المجتمعي المتكامل).

وقد أدى ظهور النظرية النقدية في حقل الدارسات الأمنية إلى إعادة تعريف الأمن وتوسيعه إلى مرجعيات وقطاعات تحليلية جديدة، ويشير التوسع إلى التحليل الأفقي وفق القطاعات انطلاقا من القطاعات العسكرية التقليدية إلى القطاعات الأخرى(السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، البيئية)، أما التعمق فيشير إلى التحليل العامودي وفق الفواعل انطلاقا من الدولة نزولا إلى المجتمع والجماعات والأفارد.