لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

-1- سطوة آراء سيبويه : مقال في شرعية العنوان . ظهر استعمال لفظ (السطوة) في عدد من أعمال اللسانيين العرب المعاصرين
تدليلا على صحة إطلاقه في البحوث اللغوية من دون شبهة مجافاة العلمية، ولو
احتمالا وهذان مثالان معاصران دالان على هذا الاستعمال : أولهما - سطوة القافية : أثر القافية في التطور الصوتي ( 2003م) . و ثانيهما - سطوة الشهرة على آراء الباحثين في اللسانيات العربية (2008م) (2) ومن تأمل ما أورداه فيهما يتضح أن المقصود من استعمالهما هو السلطة التي ملكتها أراء سيبويه في الصوتيات ابتداء، ثم فرضتها على من جاء بعده من العلماء
الصوتيين العرب على امتداد التاريخ. إن فحص الامتداد الذي حققته منجزات سيبويه في الصوتيات العربية يكشف
عن استقرار هذه الآراء لتمثل مؤسسة وكيانا يشبه أن يكون بناء تسلطيا على حد
تعبير الدكتور عبد السلام المسدى (3) سطوة آراء سيبويه فى الصوتيات العربية على من جاء بعده إذن قوة قاهرة لم يستطع أحد من الصوتيين العرب أن يفر من سلطتها وهيمنتها لاعتبارات
معرفية في المقام الأول. ومن هنا فإن استعمال لفظ السطوة مرادفا في دلالته لألفاظ السلطة أو الطغيان أو القهر جاء استعمالا حقيقيا لا شبهة للمجاز أو للمبالغة فيه، ولا سيما في
سياق وروده في أعمال لسانية معاصرة. 2 كثافة الاستشهاد بما هي معيار لقياس سطوة آراء سيبويه
مدخل)
و قياس وزن هذا التقدير. وهذا المعيار المستعار من بنية علم المعلومات والمكتبات (5) صالح هنا في
ولسنا بدعا فى استعمال هذا المعيار صمودا إلى تقدير وزن عالم من العلماء
فقد سبق توظيفه لقياس الأثر الذي أحدثه عدد من العلماء المعاصرين وهو ما
يمكن أن يمثل مدخلا يبيح لنا ما صنعناه هنا. في مجال تقدير ما حققه العالم الدكتور أحمد زويل كان توظيف هذا المعيار سبيلا لفحص هذا التقدير ، يقول في كتابه : رحلة عبر الزمن . الطريق إلى نوبل :" وعقب الإعلان عن جائزة نوبل أعلن معهد المعلومات العلمية بفيلادلفيا والذي يقوم
بعمل إحصائيات تبين أهمية الأبحاث المنشورة استنادا إلى تكرارية الإشارة إليها، واستخدامها كمراجع أو حاشية في الأبحاث المناظرة ، والذي يعد دليلا على أهمية
البحوث، ومدى تأثيرها في مجالها أعلن هذا المعهد أن الفيمتو كيمياء قد ورد
وهو المعيار الذي لجأ إليه واحد من المعاهد العلمية العريقة - كما جاء في النقل - لتقدير الأثر العلمي الذي حققه
إنجاز أحمد زويل في العلم المعاصر عن طريق تتبع الاقتباسات التي تحاورت معه
في أشكالها المختلفة. و في ميدان علم اللغة أو اللسانيات تم اللجوء إلى استعمال المعيار نفسه في تقدير الوزن الذي حازه اللغوى المعاصر نوعم تشومسكي ، تشومسكي الآن واحدا من الكتاب العشرة الأول الذين يكثر الاستشهاد بهم في الدراسات الإنسانية ، وهو يتقدم على هيجل وشيشرون ولا يسبقه إلا ماركس
ولينين وشكسبير والإنجيل الحي من أفراد هذه المجموعة " (6)
وأرسطو وأفلاطون وفرويد - وهو الوحيد الحي من أفراد هذه المجموعة " (6) صحيح أن القائمة المختبر تكرارية الاستشهاد بها كلها غربى - وهو ما يكشف عن الخضوع لما يسمى بمركزية العقل الأوربي لكنه أمر دال على الوزن والتقدير الذي يحوزه نوعم تشومسكى على الأقل في بنية الثقافة الغربية المعاصرة. وهو الأمر الذي عاد و آلح عليه اللغوى العربي المعاصر الدكتور حمزة بن قبلان المزيني عندما قال إن " تشومسكى من أكثر من يستشهد به في العلوم المختلفة : فقد استشهد به فيما بين 1980م و 1992م أربعة الآف مرة في العلوم الإنسانية
و 1619 مرة فيما يسمى بالعلوم الصحيحة "(7)
ويستعمل الدكتور مصطفى صفوان وهو واحد من أعظم المحللين النفسانيين المعاصرين المقياس نفسه في تقدير قيمة الفيلسوف الأوربي المعاصر : دافيد
هيوم ، فيقرر قائلا ( ص 64 ) في كتابه ( الكلام أو الموت اللغة بما هي نظام اجتماعي دراسة تحليلية نفسية ) :" يعتبر كيلسون أن دافيد هيوم هو أكبر
ختمت به العبارة السابقة. من مجموع هذه الأمثلة يظهر لنا أن استعمال معيار كثافة الاستشهاد أو تكراريته أمر مستقر في تقدير وزن ما حققه الأعلام من العلماء في الميادين
وهو ما لجأنا إليه هنا لإثبات إمامة سيبويه في ميدان الصوتيات المختلفة
العربية من منظور شكلى ظاهرى أولا. وسوف نتوقف في رصد هذه التكرارية الاستشهادية بآرائه على امتداد التصنيف في الصوتيات العربية والدوائر المتصلة و القريبة منها منذ القديم إلى
العصر الحديث ، وفق ما يلى : الاستشهاد المرجعى بسيبويه في مصنفات الصوتيات العربية قديما حديثا
يمثل ظهور سيبويه بما هو نص مرجعى متسرب في الأدبيات الصوتية العربية الخالفة دليلا على ما سميناه بسطوة آرائه ، و في هذا المطلب سنكشف عن تغلغل المنجز المعرفي المتعلق بالصوتيات العربية في الكتاب لسيبويه في المصنفات
العربية التي ظهرت بعدها وفق التقسيم التالي :
1/2 الاستشهاد المرجعي بآراء سيبويه
في أدبيات الصوتيات العربية التراثية. في هذا الجزء من هذا المطلب يظهر أن آراء سيبويه ظهرت في المصنفات
العربية التي عالجت الصوتيات العربية على مستويات مختلفة، من عد المخارج وتقسيمها. وصفاتها، ومعانى مصطلحات هذه الصفات مما يسمى بالجهاز الا صطلاحي لعلم الصوتيات كما جاء عند سيبويه . 1/1/2] في مصنفات الأصوات الخالصة المختصرة. و أول ما يقابلنا من الأدبيات الصوتية العربية التي خلصت لمعالجة الأصوات العربية وفق المستويات السابقة - كتاب أبى الأصبغ السماني الإشبيلي المعروف بابن الطحان المتوفى سنة 560، حيث ظهرت آراء سيبويه معتمدة في كتابه
مخارج الحروف و صفاتها كما يلى : عد الحروف ( الأصوات ) على تسعة وعشرين :
ا في ابن الطحان ص 79 س 1 = في سيبويه ح 4 ص 431 / س 13
ب موافقة ابن الطحان لما ورد عند سيبويه في تقسيم بعض المخارج ، و لما ورد
فيها من أصوات . في ابن الطحان ص 80 س 1-2 مخرج أقصى الحلق ) ء / ألف / هـ) = وفي سيبويه ج 4 / ص 433 / س 24 ، ومخرج وسط الحلق ( ع / ح ) في ابن
الطحان ص 80 / س 2 = و في سيبويه ج 4 / ص 433 / س 5 ، ومخرج أدنى الحلق في ابن الطحان ص 80 / س 3 ) و يسميه مخرج مما يلى الفم ) ( غ / خ) =
وفى سيبويه 433/4 س 5 ج- موافقة ابن الطحان لما ورد عند سيبويه فيما يتعلق بتقاسيم المخارج و إن اختلف عده عما ورد من عد سيبويه فهى أى المخارج فى ابن الطحان خمسة عشر مخرجا ، موزعة كما يلى : 3 مخارج للحلق / و 10 مخارج للسان، ومخرجان للشفتين - المجموع 15 مخرجا ، وهو ذات الترتيب عند سيبويه وإن زاد عند سيبويه مخرج يكمل العدة ستة عشر مخرجا وهو مخرج الخياشيم. د ظهور سطوة سيبويه ظهورا واضحا على ابن الطحان في جانب تعريفات المصطلحات الصوتية بشكل يكاد يكون حرفيا ومن الأمثلة الدالة على ما تقرره ما
یلی : أ- تعريف ابن الطحان مصطلح الهمس ص 93 / س 3 بأنه :
" ضعف الاعتماد في المخرج ؛ المهموس : " حرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه "! ب تعريف ابن الطحان مصطلح الجهر ص 93/س 4
بنص ما في سيبويه ج 4 / ص 434 / س 7-8
ج تعريف ابن الطحان مصطلح الشدة ص 93/س 5-6
بنص متضمن لقيود سيبويه ج 4 / ص 234 / س 16 د تطابق تعريف ابن الطحان مصطلح الرخاوة ص 93س 7-8
كما في سيبويه ج 4 / 435/س 2 و إذا كان ابن الطحان اعتمد كتاب سيبويه مع اختلاف يسير في عد المخارج
من كتابه ( الدر المرصوف في وصف مخارج الحروف ( ص 25 / س 13 قائلا: " اعلم أن
غير تصريح باسمه ، فإن أبا المعالى الموصلي المتوفى سنة 621ه افتتح
العلماء اختلفوا في عدد مخارج الحروف ( الأصوات ( فذهب سيبويه في جماعة
من النحويين إلى أن للحروف ستة عشر مخرجا " وهو ما فى سيبويه، ثم واصل في عدها والكلام عليها، وعلى صفاتها ، وهو ما فطن إليه الدكتور غانم قدوري الحمد في تحقيقه للكتاب ، حيث يقرر في الحاشية (3) من الصفحة (28) قائلا: إن تعريف المهموس والمجهور هنا أي عند
الموصلى مقتبس من تعريف سيبويه "! و قد أطلنا في بيان علامات تأثير سيبويه في اثنين من مصنفات الصوتيات العربية التراثية المختصرة الخالصة لمسائلها ؛ لندلك على طبيعة الاستشهاد المرجعي الذي حظيت به المادة العلمية المعالجة لعلم الصوتيات العربية عند سيبويه من تقدير و التى وجدت طريقها لأدبيات هذا العلم المختصة به عند من جاء بعده ، وخلفه لتتجلى فى صورة اقتباس حرفى على مستوى بعض المخارج وتقسيماتها وصفاتها ، فضلا عن مستوى اقتباس تعریفات مصطلحات هذا العلم التي حدها هذا الرائد العظيم. 1/1/2/ أب فى مصنفات الأصوات الخالصة المطولة
و أهم الكتب المطولة التي فرغت الدراسة الأصوات العربية في التراث اللغوى كتاب أبي الفتح عثمان ابن جنى المتوفى سنة 392 الذي عنوانه ( سر صناعة |
لإعراب). و قد استوعب ابن جنى فيه تقريبا آراء سيبويه الصوتية ، وظهر في تعقيبه
على الاستشهاد منه ترجيحه لهذه الآراء في أحيان كثيرة . و فيما يلى بيان بمواضع استشهاد ابن جنى بآراء سيبويه في هذا المجال
في 45/1 س 13 نقل في بيان ترتيب الأصوات من الحلق إلى الشفتين شاهدا له بالصحة = وهو في سيبويه 433/4. في 1 46 س 16-17 مناقشة لبعض الآراء المخالفة لسيبويه لتقسيم بعض مخارج الحلق ، وتصحيحه رأى سيبويه و اعتماده ورد آراء غيره = وهو في -
433-431/4 سيبويه
- في 49/1 س 16 نقل و شرح لمعنى بين بين ، وهو شكل من أشكال نطق الهمزة وهو في سيبويه 541/3. و في 58/1 س 5 دفاع عما فهم خطأ عن سيبويه فى بعض مسائل الإدغام = وهو
في سيبويه 450/4 فيما يتعلق بدعوى إدغام الهاء في الحاء. و فى 74/1 س 8 نقل فى الوقف بقلب الألف همزة = وهو في سيبويه 285/2. و فيما يلى نورد أمثلة كثيرة لاستشهادات ابن جنى بآراء سيبويه في المسائل الصوتية : إشارة إليها ؛ لكثرتها :
3 79/1 س 3 (إمالة) و 84/1 س 7 إبدال) 219/1 س 1 (إدغام) و 519/2س 13 590/29 س 1 (إبدال) و 569/2 س 12 (إبدال و 701/2 س (إبدال) : (وقف) وهو استشهاد سبق منه وروده ؛ و 780/2 س 4 (وقف) : 792/2 س
4 إبدال)، 1/2/ب في مصنفات التجويد
و إذا كان كتاب ابن الطحان المتوفى بعد 560 من المصنفات النادرة التي
خلصت لمعالجة مسائل الصوتيات العربية من غير ارتباط منصوص عليه من جانبه
بالأداء القرآني ، أو ما يسمى في الاصطلاح العلمى بعلم التجويد - فإن التراث
العربي عرف عددا لا بأس به من المصنفات الصوتية التي عنيت بدراسة المسائل الصوتية العربية تخلصا إلى العناية بالتجويد ؛ أي بهدف خدمة القرآن الكريم أدائيا. و فيما يلى متابعة لسطوة آراء سيبويه على آراء الصوتيين العرب الذين جاءوا بعده من خلال فحص عدد من مصنفاتهم في علم التجويد
سيبويه بتقسيمه وعده وترتيبه ( ص (51). وفى كتابه اختلاف القراء في اللام والنون عند خوضه في مسألة إظهار النون
وإن يصرح بـ النقل عنه؛ حيث فسر سبب الإظهار عندها؛ و في سيبويه ( 454/4 س (12) تفسير لهذا الإظهار - بعبارة :" أن هذه الستة ( وهى أصوات الحلق : ء ه / ح ع / خ غ) تباعدت عن مخرج النون
وليس من قبيلها". و فى كتاب الموضح في التجويد لعبد الوهاب بن محمد القرطبي المتوفى سنة 461 نقول كثيرة ومطولة من سيبويه كما يلى :
- نقل في ص 73/ س 9 جاء به للتفريق بين الإشمام والروم وهو في الكتاب 168-169/4 صحيح أن النقل خاص بعلامات الظاهرتين الصوتيتين خطيا ، وهى النقطة بعد الحرف للإشمام ، لكن ذلك جاء لخدمة الظاهرة الصوتية ؛ أي أنه لا يصح الادعاء بأن هذا النقل غير خاص بالعلم الصوتي . نقل في ص 77 / س 6 نصا يعلن فيه اعتماده كلام سيبويه الخاص بتحقيق ذوات الأصوات ومخارجها، وبيان أجناسها، ومقصوده من ذوات الأصوات وبيان كيفية إنتاجها، يقول :" أما تحقيق ذواتها أى الأصوات وذكر مخارجها وتبيين أجناسها، وذكر مراتبها فى الاطراد، فنذكرها على ما ذكره سيبويه رضی الله عنه " . وهو الموجود في سيبويه (431/4) و قد استمرت مناقشة القرطبي | لإيجابية لما اعتمده من كلام سيبويه حتى بلغت الصفة (93). : وصفها
نقل في ص 129 / س 13 نصا يتعلق بتعريف الإدغام، وفسره = وهو في سيبويه 137/4 و الإدغام ظاهرة صوتية هي المماثلة الصوتية نقل في ص 171/ س 8 نصا يتعلق بتعليل إخفاء النون مع الأصوات الفموية على
حد تعبيره ؛ و يقصد بها أصوات المخارج من الله اة إلى الشفتين = وهو في
و في ص 208/ س 7 نقل خاص ببيان فارق ما بين الروم والإشمام = وهو في
سيبويه 168/4 وما بعدها. ومثل هذه السطوة التي رأيناها مهيمنة على بناء كتابى السعيدي، نجدها في ) تجويد القراءة ومخارج الحروف ( لابن وثيق الأندلسي المتوفى
کتاب سنة 645 ، حيث اعتمد ما عند سيبويه من عد المخارج، وتقسيماتها، وصفاتها
وتعريف مصطلحات هذه الصفات على ما نرى فى الصفحات التالية : ص 63/ س 13 عدد الأصوات إجمالا. موزعة في 16 مخرجا على ثلاثة أقسام كبرى. ص 69/ س 2 و الصفحات التالية لها : حيث تحدث عن صفات الأصوات بتعريف سيبويه لها . وتستمر علامات تكرارية الاستشهاد بكلام سيبويه بما هي علامة مرصودة لقياس سطوة آرائه على من جاء بعده من علماء الصوتيات العربية ، في فروع علم التجويد ، فتتجلى هذه العلامة عند واحد من أشهر علماء التجويد العرب كافة هو ابن الجزري المتوفى سنة 833 في كتابه التمهيد في علم التجويد ) ، حيث تكرر اعتماد كلام سيبويه ، والاستشهاد
به ، في المواضع التالية :
فى ص 113/ س 2 وما بعدها نقل عن سيبويه يتعلق بعد المخارج وحصرها في 16 مخرجا، وعلى الرغم من ذكره عد العلماء المختلفين للمخارج؛


النص الأصلي

-1- سطوة آراء سيبويه : مقال في شرعية العنوان . ظهر استعمال لفظ (السطوة) في عدد من أعمال اللسانيين العرب المعاصرين


تدليلا على صحة إطلاقه في البحوث اللغوية من دون شبهة مجافاة العلمية، ولو


احتمالا وهذان مثالان معاصران دالان على هذا الاستعمال : أولهما - سطوة القافية : أثر القافية في التطور الصوتي ( 2003م) .


و ثانيهما - سطوة الشهرة على آراء الباحثين في اللسانيات العربية (2008م) (2) ومن تأمل ما أورداه فيهما يتضح أن المقصود من استعمالهما هو السلطة التي ملكتها أراء سيبويه في الصوتيات ابتداء، ثم فرضتها على من جاء بعده من العلماء
الصوتيين العرب على امتداد التاريخ.
إن فحص الامتداد الذي حققته منجزات سيبويه في الصوتيات العربية يكشف
عن استقرار هذه الآراء لتمثل مؤسسة وكيانا يشبه أن يكون بناء تسلطيا على حد


تعبير الدكتور عبد السلام المسدى (3) سطوة آراء سيبويه فى الصوتيات العربية على من جاء بعده إذن قوة قاهرة لم يستطع أحد من الصوتيين العرب أن يفر من سلطتها وهيمنتها لاعتبارات


معرفية في المقام الأول.


ومن هنا فإن استعمال لفظ السطوة مرادفا في دلالته لألفاظ السلطة أو الطغيان أو القهر جاء استعمالا حقيقيا لا شبهة للمجاز أو للمبالغة فيه، ولا سيما في


سياق وروده في أعمال لسانية معاصرة. 2 كثافة الاستشهاد بما هي معيار لقياس سطوة آراء سيبويه


(مدخل)


تنبه الفكر المعاصر في ميادين كثيرة إلى استعمال معيار كثافة الاستشهاد للتدليل الظاهري على ما يمكن أن يحظى به شخص أو فكرة أو شيء ما من تقدير


و قياس وزن هذا التقدير.


وهذا المعيار المستعار من بنية علم المعلومات والمكتبات (5) صالح هنا في


قياس وزن ما يتمتع به عالم مثل سيبويه فى مجال بعينه هو الصوتيات العربية. ولسنا بدعا فى استعمال هذا المعيار صمودا إلى تقدير وزن عالم من العلماء


فقد سبق توظيفه لقياس الأثر الذي أحدثه عدد من العلماء المعاصرين وهو ما


يمكن أن يمثل مدخلا يبيح لنا ما صنعناه هنا.


في مجال تقدير ما حققه العالم الدكتور أحمد زويل كان توظيف هذا المعيار سبيلا لفحص هذا التقدير ، يقول في كتابه : رحلة عبر الزمن .... الطريق إلى نوبل :" وعقب الإعلان عن جائزة نوبل أعلن معهد المعلومات العلمية بفيلادلفيا والذي يقوم


بعمل إحصائيات تبين أهمية الأبحاث المنشورة استنادا إلى تكرارية الإشارة إليها، واستخدامها كمراجع أو حاشية في الأبحاث المناظرة ، والذي يعد دليلا على أهمية


البحوث، ومدى تأثيرها في مجالها أعلن هذا المعهد أن الفيمتو كيمياء قد ورد


كحاشية خمسين ألف مرة منذ ظهورها (4)


والتعبير الوارد في هذا النقل وهو تكرارية الإشارة ) هو الترجمة لما يسمى في علم المعلومات باسم كثافة الاستشهاد، وهو المعيار الذي لجأ إليه واحد من المعاهد العلمية العريقة - كما جاء في النقل - لتقدير الأثر العلمي الذي حققه


إنجاز أحمد زويل في العلم المعاصر عن طريق تتبع الاقتباسات التي تحاورت معه
في أشكالها المختلفة.
و في ميدان علم اللغة أو اللسانيات تم اللجوء إلى استعمال المعيار نفسه في تقدير الوزن الذي حازه اللغوى المعاصر نوعم تشومسكي ،


يقول ستيفن بنكر : " يعد


تشومسكي الآن واحدا من الكتاب العشرة الأول الذين يكثر الاستشهاد بهم في الدراسات الإنسانية ، وهو يتقدم على هيجل وشيشرون ولا يسبقه إلا ماركس


ولينين وشكسبير والإنجيل الحي من أفراد هذه المجموعة " (6)


وأرسطو وأفلاطون وفرويد - وهو الوحيد الحي من أفراد هذه المجموعة " (6) صحيح أن القائمة المختبر تكرارية الاستشهاد بها كلها غربى - وهو ما يكشف عن الخضوع لما يسمى بمركزية العقل الأوربي لكنه أمر دال على الوزن والتقدير الذي يحوزه نوعم تشومسكى على الأقل في بنية الثقافة الغربية المعاصرة. وهو الأمر الذي عاد و آلح عليه اللغوى العربي المعاصر الدكتور حمزة بن قبلان المزيني عندما قال إن " تشومسكى من أكثر من يستشهد به في العلوم المختلفة : فقد استشهد به فيما بين 1980م و 1992م أربعة الآف مرة في العلوم الإنسانية


و 1619 مرة فيما يسمى بالعلوم الصحيحة "(7)


ويستعمل الدكتور مصطفى صفوان وهو واحد من أعظم المحللين النفسانيين المعاصرين المقياس نفسه في تقدير قيمة الفيلسوف الأوربي المعاصر : دافيد


هيوم ، فيقرر قائلا ( ص 64 ) في كتابه ( الكلام أو الموت اللغة بما هي نظام اجتماعي دراسة تحليلية نفسية ) :" يعتبر كيلسون أن دافيد هيوم هو أكبر


فيلسوف على مدى العصور ، وهو يستشهد به بغزارة "! وواضح أن معيار الحكم بأهمية هذا الفيلسوف متضمن في هذا التذييل الذي


ختمت به العبارة السابقة. من مجموع هذه الأمثلة يظهر لنا أن استعمال معيار كثافة الاستشهاد أو تكراريته أمر مستقر في تقدير وزن ما حققه الأعلام من العلماء في الميادين


وهو ما لجأنا إليه هنا لإثبات إمامة سيبويه في ميدان الصوتيات المختلفة


العربية من منظور شكلى ظاهرى أولا.


وسوف نتوقف في رصد هذه التكرارية الاستشهادية بآرائه على امتداد التصنيف في الصوتيات العربية والدوائر المتصلة و القريبة منها منذ القديم إلى


العصر الحديث ، وفق ما يلى : الاستشهاد المرجعى بسيبويه في مصنفات الصوتيات العربية قديما حديثا


يمثل ظهور سيبويه بما هو نص مرجعى متسرب في الأدبيات الصوتية العربية الخالفة دليلا على ما سميناه بسطوة آرائه ، و في هذا المطلب سنكشف عن تغلغل المنجز المعرفي المتعلق بالصوتيات العربية في الكتاب لسيبويه في المصنفات


العربية التي ظهرت بعدها وفق التقسيم التالي :


1/2 الاستشهاد المرجعي بآراء سيبويه


في أدبيات الصوتيات العربية التراثية. في هذا الجزء من هذا المطلب يظهر أن آراء سيبويه ظهرت في المصنفات


العربية التي عالجت الصوتيات العربية على مستويات مختلفة، من عد المخارج وتقسيمها. وصفاتها، ومعانى مصطلحات هذه الصفات مما يسمى بالجهاز الا صطلاحي لعلم الصوتيات كما جاء عند سيبويه .


1/1/2] في مصنفات الأصوات الخالصة المختصرة.


و أول ما يقابلنا من الأدبيات الصوتية العربية التي خلصت لمعالجة الأصوات العربية وفق المستويات السابقة - كتاب أبى الأصبغ السماني الإشبيلي المعروف بابن الطحان المتوفى سنة 560، حيث ظهرت آراء سيبويه معتمدة في كتابه


مخارج الحروف و صفاتها كما يلى : عد الحروف ( الأصوات ) على تسعة وعشرين :


ا في ابن الطحان ص 79 س 1 = في سيبويه ح 4 ص 431 / س 13


ب موافقة ابن الطحان لما ورد عند سيبويه في تقسيم بعض المخارج ، و لما ورد


فيها من أصوات . في ابن الطحان ص 80 س 1-2 مخرج أقصى الحلق ) ء / ألف / هـ) = وفي سيبويه ج 4 / ص 433 / س 24 ، ومخرج وسط الحلق ( ع / ح ) في ابن


الطحان ص 80 / س 2 = و في سيبويه ج 4 / ص 433 / س 5 ، ومخرج أدنى الحلق في ابن الطحان ص 80 / س 3 ) و يسميه مخرج مما يلى الفم ) ( غ / خ) =
وفى سيبويه 433/4 س 5 ج- موافقة ابن الطحان لما ورد عند سيبويه فيما يتعلق بتقاسيم المخارج و إن اختلف عده عما ورد من عد سيبويه فهى أى المخارج فى ابن الطحان خمسة عشر مخرجا ، موزعة كما يلى : 3 مخارج للحلق / و 10 مخارج للسان، ومخرجان للشفتين - المجموع 15 مخرجا ، وهو ذات الترتيب عند سيبويه وإن زاد عند سيبويه مخرج يكمل العدة ستة عشر مخرجا وهو مخرج الخياشيم.


د ظهور سطوة سيبويه ظهورا واضحا على ابن الطحان في جانب تعريفات المصطلحات الصوتية بشكل يكاد يكون حرفيا ومن الأمثلة الدالة على ما تقرره ما


یلی : أ- تعريف ابن الطحان مصطلح الهمس ص 93 / س 3 بأنه :


" ضعف الاعتماد في المخرج ؛ حتى جرى النفس مع الحرف " وهو في سيبويه ح 4 ص 434 / س 12-13 بعد أن ورد تعليقا على الحرف ( الصوت )


المهموس : " حرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه "! ب تعريف ابن الطحان مصطلح الجهر ص 93/س 4


بنص ما في سيبويه ج 4 / ص 434 / س 7-8


ج تعريف ابن الطحان مصطلح الشدة ص 93/س 5-6


بنص متضمن لقيود سيبويه ج 4 / ص 234 / س 16 د تطابق تعريف ابن الطحان مصطلح الرخاوة ص 93س 7-8


كما في سيبويه ج 4 / 435/س 2 و إذا كان ابن الطحان اعتمد كتاب سيبويه مع اختلاف يسير في عد المخارج


من كتابه ( الدر المرصوف في وصف مخارج الحروف ( ص 25 / س 13 قائلا: " اعلم أن


غير تصريح باسمه ، فإن أبا المعالى الموصلي المتوفى سنة 621ه افتتح


العلماء اختلفوا في عدد مخارج الحروف ( الأصوات ( فذهب سيبويه في جماعة


من النحويين إلى أن للحروف ستة عشر مخرجا " وهو ما فى سيبويه، ثم واصل في عدها والكلام عليها، وعلى صفاتها ، معتمدا تعريفات سيبويه بنصها و تعبيراته ، وهو ما فطن إليه الدكتور غانم قدوري الحمد في تحقيقه للكتاب ، حيث يقرر في الحاشية (3) من الصفحة (28) قائلا: إن تعريف المهموس والمجهور هنا أي عند


الموصلى مقتبس من تعريف سيبويه "! و قد أطلنا في بيان علامات تأثير سيبويه في اثنين من مصنفات الصوتيات العربية التراثية المختصرة الخالصة لمسائلها ؛ لندلك على طبيعة الاستشهاد المرجعي الذي حظيت به المادة العلمية المعالجة لعلم الصوتيات العربية عند سيبويه من تقدير و التى وجدت طريقها لأدبيات هذا العلم المختصة به عند من جاء بعده ، وخلفه لتتجلى فى صورة اقتباس حرفى على مستوى بعض المخارج وتقسيماتها وصفاتها ، فضلا عن مستوى اقتباس تعریفات مصطلحات هذا العلم التي حدها هذا الرائد العظيم.


1/1/2/ أب فى مصنفات الأصوات الخالصة المطولة


و أهم الكتب المطولة التي فرغت الدراسة الأصوات العربية في التراث اللغوى كتاب أبي الفتح عثمان ابن جنى المتوفى سنة 392 الذي عنوانه ( سر صناعة |


لإعراب).


و قد استوعب ابن جنى فيه تقريبا آراء سيبويه الصوتية ، وظهر في تعقيبه


على الاستشهاد منه ترجيحه لهذه الآراء في أحيان كثيرة . و فيما يلى بيان بمواضع استشهاد ابن جنى بآراء سيبويه في هذا المجال


في 45/1 س 13 نقل في بيان ترتيب الأصوات من الحلق إلى الشفتين شاهدا له بالصحة = وهو في سيبويه 433/4.


في 1 46 س 16-17 مناقشة لبعض الآراء المخالفة لسيبويه لتقسيم بعض مخارج الحلق ، وتصحيحه رأى سيبويه و اعتماده ورد آراء غيره = وهو في -


433-431/4 سيبويه



  • في 49/1 س 16 نقل و شرح لمعنى بين بين ، وهو شكل من أشكال نطق الهمزة وهو في سيبويه 541/3. و في 58/1 س 5 دفاع عما فهم خطأ عن سيبويه فى بعض مسائل الإدغام = وهو


في سيبويه 450/4 فيما يتعلق بدعوى إدغام الهاء في الحاء. و فى 74/1 س 8 نقل فى الوقف بقلب الألف همزة = وهو في سيبويه 285/2.


و فيما يلى نورد أمثلة كثيرة لاستشهادات ابن جنى بآراء سيبويه في المسائل الصوتية : إشارة إليها ؛ لكثرتها :


3 79/1 س 3 (إمالة) و 84/1 س 7 إبدال) 219/1 س 1 (إدغام) و 519/2س 13 590/29 س 1 (إبدال) و 569/2 س 12 (إبدال و 701/2 س (إبدال) : (وقف) وهو استشهاد سبق منه وروده ؛ و 780/2 س 4 (وقف) : 792/2 س


4 إبدال)، 809/2 س 6 يظهر اعتماد رأى سيبويه في أن أصول الألف حرف علة أنها منقلبة عن واو وواضح من تأمل هذه النقول و غيرها سطوة آراء سيبويه في الصوتيات العربية على ابن جنى ، وهو ما اتضح من الاستشهادات والتفسيرات التي علقها على بعض المسائل الصوتية ، ومن حمله كلام سيبويه على أحسن محامله.


1/2/ب في مصنفات التجويد


و إذا كان كتاب ابن الطحان المتوفى بعد 560 من المصنفات النادرة التي


خلصت لمعالجة مسائل الصوتيات العربية من غير ارتباط منصوص عليه من جانبه


بالأداء القرآني ، أو ما يسمى في الاصطلاح العلمى بعلم التجويد - فإن التراث


العربي عرف عددا لا بأس به من المصنفات الصوتية التي عنيت بدراسة المسائل الصوتية العربية تخلصا إلى العناية بالتجويد ؛ أي بهدف خدمة القرآن الكريم أدائيا.


و فيما يلى متابعة لسطوة آراء سيبويه على آراء الصوتيين العرب الذين جاءوا بعده من خلال فحص عدد من مصنفاتهم في علم التجويد


ورد في خاتمة كتاب التنبيه على اللحن الجلى واللحن الخفى للسعيدي المتوفى سنة 400 تقريبا باب فى مخارج الأصوات أتى فيه على ما عند


سيبويه بتقسيمه وعده وترتيبه ( ص (51).


وفى كتابه اختلاف القراء في اللام والنون عند خوضه في مسألة إظهار النون


الساكنة والتنوين مع أصوات الحلق نلمح استعماله لتعابير سيبويه، وإن يصرح بـ النقل عنه؛ حيث فسر سبب الإظهار عندها؛ لأن مخرج النون والتنوين بعيد عن الحلق (ص (64) ، و في سيبويه ( 454/4 س (12) تفسير لهذا الإظهار - بعبارة :" أن هذه الستة ( وهى أصوات الحلق : ء ه / ح ع / خ غ) تباعدت عن مخرج النون


وليس من قبيلها". و فى كتاب الموضح في التجويد لعبد الوهاب بن محمد القرطبي المتوفى سنة 461 نقول كثيرة ومطولة من سيبويه كما يلى :



  • نقل في ص 73/ س 9 جاء به للتفريق بين الإشمام والروم وهو في الكتاب 168-169/4 صحيح أن النقل خاص بعلامات الظاهرتين الصوتيتين خطيا ، وهى النقطة بعد الحرف للإشمام ، و المدة بعده للروم ، لكن ذلك جاء لخدمة الظاهرة الصوتية ؛ أي أنه لا يصح الادعاء بأن هذا النقل غير خاص بالعلم الصوتي .


نقل في ص 77 / س 6 نصا يعلن فيه اعتماده كلام سيبويه الخاص بتحقيق ذوات الأصوات ومخارجها، وبيان أجناسها، ومقصوده من ذوات الأصوات وبيان كيفية إنتاجها، يقول :" أما تحقيق ذواتها أى الأصوات وذكر مخارجها وتبيين أجناسها، وذكر مراتبها فى الاطراد، فنذكرها على ما ذكره سيبويه رضی الله عنه " . وهو الموجود في سيبويه (431/4) و قد استمرت مناقشة القرطبي | لإيجابية لما اعتمده من كلام سيبويه حتى بلغت الصفة (93).


: وصفها


نقل في ص 129 / س 13 نصا يتعلق بتعريف الإدغام، وفسره = وهو في سيبويه 137/4 و الإدغام ظاهرة صوتية هي المماثلة الصوتية نقل في ص 171/ س 8 نصا يتعلق بتعليل إخفاء النون مع الأصوات الفموية على


حد تعبيره ؛ و يقصد بها أصوات المخارج من الله اة إلى الشفتين = وهو في


سيبويه 454/4. و في ص 208/ س 7 نقل خاص ببيان فارق ما بين الروم والإشمام = وهو في


سيبويه 168/4 وما بعدها. ومثل هذه السطوة التي رأيناها مهيمنة على بناء كتابى السعيدي، نجدها في ) تجويد القراءة ومخارج الحروف ( لابن وثيق الأندلسي المتوفى


کتاب سنة 645 ، حيث اعتمد ما عند سيبويه من عد المخارج، وتقسيماتها، وصفاتها


وتعريف مصطلحات هذه الصفات على ما نرى فى الصفحات التالية : ص 63/ س 13 عدد الأصوات إجمالا.


ص 65/ س 7 عدد المخارج وأقسامها ، موزعة في 16 مخرجا على ثلاثة أقسام كبرى.


ص 69/ س 2 و الصفحات التالية لها : حيث تحدث عن صفات الأصوات بتعريف سيبويه لها .


وتستمر علامات تكرارية الاستشهاد بكلام سيبويه بما هي علامة مرصودة لقياس سطوة آرائه على من جاء بعده من علماء الصوتيات العربية ، كما نرى


في فروع علم التجويد ، فتتجلى هذه العلامة عند واحد من أشهر علماء التجويد العرب كافة هو ابن الجزري المتوفى سنة 833 في كتابه التمهيد في علم التجويد ) ، حيث تكرر اعتماد كلام سيبويه ، والاستشهاد


( به ، في المواضع التالية :


فى ص 113/ س 2 وما بعدها نقل عن سيبويه يتعلق بعد المخارج وحصرها في 16 مخرجا، وعلى الرغم من ذكره عد العلماء المختلفين للمخارج؛ وهي 17 مخرجا عند الخليل ، و 14 مخرجا عند الفراء فإنه اعتمد عد سيبويه ، ووزع الأ صوات على وفاق عده ثم قال في ختام استشهاده بكلامه ص 114/ س 8 " و هذا على مذهب سيبويه ".


ولابن الجزري هذا كتاب مهم في هذا المجال المعرفي وهو منظومته المعروفة بالمقدمة الجزرية في علم التجويد ، ومن أشهر شروحها ) الطرازات المعلمة في شرح المقدمة ( لعبد الدائم الأزهرى المتوفى سنة


870هـ ، و فيه اقتباس لعدد من الآراء الصوتية التي ذكرها سيبويه في


كتابه من مثل نقله عنه : في ص 157/ س 6 رأيه الخاص بإدغام بعض الأ صوات لعلة ( التقارب ( فى المخرج أو الصفة، وليس لعلة ( التجانس ) التي هي الاتحاد في المخرج أو الصفة = وهو في سيبويه 433/4) على ما في اللام والراء اللذين هما مختلفان فى المخرج عنده ؛ لكنهما متقاربان ويتواصل ظهور الاستشهاد المرجعي بكلام سيبويه في الصوتيات في مصنفات التجويد حتى يصل إلى العصور المتأخرة على مشارف العصر


الحديث ، وهو ما نرى أدلته عند محمد بن أبي بكر المرعشى الملقب بساجقلی زاده المتوفى سنة 1150هـ في كتابه جهد المقل ) فهو قد استشهد بكلام سيبويه فى المسائل الصوتية المختلفة كما يلى :


ص 122 / س 2 نص صرح فيه بعد سيبويه للمخارج متحاورا معه ومفسرا جعل مخرج الألف من مخرج الهمزة مجازا بعلاقة المجاورة مبديا ما يشبه الاعتذار لسيبويه لقوله بعد المخارج ستة عشر مخالفة للخليل الذي


عدها سبعة عشر بعذر إرادة تقليل أقسام هذا المخرج ! وفى ص 125 س 5 نقول عن سيبويه يناقشه فيها ، فيما يتعلق بوصف بعض


الأصوات. و في ص 141 وما بعدها اعتماد لتعريفات مصطلحات صفات الأصوات من الجهر والهمس وغيرهما التي جاءت عند سيبويه ، وهو وإن لم يصرح بذكر سيبويه في هذا الجزء ، فذلك ربما يكون راجعا إلى شهرة نسبة هذه التعريفات


إلى سيبويه.


1/2/ج] في مصنفات القراءات


و في سياق الكشف عن ملامح سطوة آراء سيبويه في المصنفات التي يقتضى بناؤها المعرفى الانشغال بعدد من المسائل الصوتية النظرية والتطبيقية أو علميا ووظيفيا. ومن أشهر العلوم التي اعتنت بالانشغال ببعض ما ينضوى في بنية علم


الصوتيات علم القراءات القرآنية. وقد ظهر الاستشهاد بآراء سيبويه فى عدد كبير منها فيما يخص آراءه الصوتية واعتمادها، وتقديرها، ومناقشتها، والتحاور معها، مما يعكس ملمحا إيجابيا في التعامل مع الاستشهادات المرجعية بآرائه في هذا الفرع المهم من


فروع الدرس اللغوى .


وفيما يلى التمثيل بعدد من المصادر المعتبرة في علم القراءات القرآني يظهر من فحصها اعتماد آراء سيبويه في مسائل صوتية


من هذه المصنفات كتاب ( الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ) لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 1437 : وفيه من ا


لاستشهادات المنقولة عن سيبويه فى الصوتيات ما يلى : 55/1 س 13- نقل من سيبويه يتعلق بالإدغام فى ) ثوب بكر ) بين الباءين =


وهو في سيبويه 440/1 س 8 67/1 س 6 نقل من سيبويه في منع من أصوات المدواللين إذ تلاها غير


مشدد وهو في سيبويه 525/3.


و في 78/1 س 6 نقل عن سيبويه يبين أنه إذا توالی همزتان أولاهما مضمومة نطقت الثانية بين الهمزة و الياء = و في سيبويه 549/3 س 5 بإطلاق تخفيف الثانية.


و قد أحسن الدكتور محيى الدين رمضان عندما أورد المسائل المقتبسة من سيبويه في فهرس الأعلام الواردة فى كتاب مكى 480/2-481


وقد ظهر منها أن مكى بن أبى الطالب اقتبس في كتابه أقوالا خاصة بـ الصوتيات من سيبويه فيما يقرب من عشرين مرة. و في كتاب ( الاستكمال لبيان جميع ما يأتي في كتاب الله عز وجل من


مذهب لقراء السبعة في التفخيم و الإمالة ) (8) لابن غلبون المتوفى سنة 0389 أثر لهذه السطوة وواضح من العنوان أنه و إن كان الانتماء المعرفي للكتاب واردا ضمن علم القراءات القرآنية فإنه متماس مع علم الصوتيات فى بعض مسائله وهي


التفخيم و الإمالة ؛ ففيه في ( 345/ س 5 ) نقل من سيبويه يبين أن الأصل في


تاء ( توراة ) هو الواو أبدلت تاء = و في سيبويه 331/4-331
وفي كتاب حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة المتوفى في القرن الرابع الهجرى اقتباسات مرجعية من سيبويه تدعم تقدير وزن كتاب سيبويه في الدرس


الصوتي العربي بعده، ومن أمثلة اقتباساته لآراء سيبويه الصوتية ما يلى : - في حجة القراءات ص 167/ س 2 نقل يفسر زيادة الواو فى مثل (ربتهو) والألف في مثل (ضربتها) = وهو في سيبويه 189/4 س 3، وقد تكرر هذا النقل في 2/290 الحجة



  • وفى ص 276/ س 6 نقل فيه بيان لمخرج الألف من حيز أصوات الحلق و لذا ناسب فتح الهاء في مثل النهر والزهر والعين في مثل الظعن؛ لأنهما من حيز واحد ، أو من مخرج واحد عند سيبويه = وهو في سيبويه 433/4 . و في الحجة 299/ س 11 نقل عن سيبويه فى تفسير الإبدال الواقع في خطايا =


وهو في سيبويه 553/3 و فيها 437 س 13 نقل عن سيبويه فى تجويز إمالة نحو (يا ، وتا ، وها ) = وهو في سيبويه 135/4/ س 9 بشرط ألا يسمى بها ، فإن سمى بها لم يجز إمالتها والاقتباس يسقط هذا الشرط ؛ وهو إسقاط مفهوم ؛ لأنه يفسر إمالة هذه الحروف


في القرآن الكريم، ولم يسم بها فى الكتاب العزيز طبعا وتكرر في الحجة الا ستشهاد بآراء سيبويه المتعلقة بإمالة أمثال هذه الحروف في 595/س 3.


و فى الحجة 658/ س 3 ؛ س 11 نقول تتعلق بأثر الوقف و الوصل في إثبات بعض الأصوات و حذفها = وهى فى سيبويه 183/4.


1/2/د في المصنفات الأخرى


ولم تقف علامات تقدير منجز سيبويه فى الصوتيات العربية في اقتباسها استشهادات مرجعية فى الأنواع المختلفة من المصنفات التي فرض انتماؤها


المعرفي أن تحشد عددًا من المعلومات الصوتية المتنوعة ، ولكنها ؛ أي هذه العلا مات عرفت طريقها إلى عدد كبير آخر من مصنفات العلوم العربية ؛ كمصنفات البلا غة تعيينا.


وفيما يلى تمثيل ببعض هذه المصنفات لندلل على اتساع نسبة كثافة الا ستشهاد بآراء سيبويه فى الصوتيات العربية عند من خلفه من علماء العربية في


المجالات المختلفة.


ومن هذه المصنفات البلاغية التي قدمت بين يدى مباحثها بعدد من المسائل الصوتية كتاب (سر الفصاحة ) لابن سنان الخفاجي المتوفى سنة 466هـ وقد استشهد بآراء سيبويه ، ونص على ذلك ، ومن مواضع استشهاداته بآرائه في الصوتيات ما يلى : ص 25 / س 12 نقل في عد مخارج الأصوات ، ثم عقب قائلا :" وهذا على ترتيب


سيبويه " وهو في الكتاب 431/4 وما بعدها. ومثل ذلك فعله السكاكي المتوفى سنة 626 في مفتتح كتابه ( مفتاح العلوم ) ، وهو على الرغم مما يبدو من أنه اختط لنفسه ترتيبا وتقسيما حاول أن يبدو فيه مستقلا ، فإن هيمنة آراء سيبويه الصوتية ظاهرة على ما أورده في


مدخل كتابه من معلومات صوتية فى العلامات التالية : -1 عدد الأصوات 29 صوتا ؛ كما ورد في ص 5 س 9


2 عدد مخارج الأصوات 16 مخرجا ؛ كما في ص 5 س 20


وتوزيع الأصوات عليها ؛ كما ورد في ص 5 س 20-30 وهو بنص ما نقل في


سيبويه 433/4 س 3-1 من الصفحة 434 لقد سكنت الورقة هنا عن الحديث عن كتابين مهمين جدا في هذا الباب من


العلم اللغوى وهما :


-1- رسالة يعقوب الكندي في اللثغة. -2- رسالة أسباب حدوث الحروف ، لابن سينا.


لأنه لم يرد فيهما نقل صريح من سيبويه، ولكن عددا من القرائن تشير إلى احتمال قوى يقرر اعتماد ابن سينا تعيينا على آراء سيبويه، وهو ما يظهر على الأ


قل في الترتيب الذي أورده ابن سينا في رسالته المذكورة للأصوات، حيث بدأ بأصوات أقصى الحلق من غير تسمية المخرج وهى : أصوات الهمزة والهاء، ثم ثنى


بأصوات وسطه وهي : العين والحاء ، ثم بأصوات أدناه وهي : الخاء و القاف


وضم إليهما الغين ؛ صحيح أن ثمة تغييرا ظاهرا نلمسه بين الترتيبين ؛ لكنه دال بأمارات التشابه الكبرى على ما نرجحه ، بحيث يستمر الترتيب بعد ذلك : فيوالي بين الكاف ثم الجيم ثم الشين إلخ


و قد أسقط ابن سينا أصوات العلة ، و أوردها ختاما ، وهو ملحظ جر اختلافا ظاهريا بين ترتيبي الرجلين.


و لكن الحق يقتضى أن نقرر أن ترتيب سيبويه الذي لم يسقط أصوات العلة كان وفيا للمنهجية ؛ لأنه يرتب الأصوات على مخارجها من دون النظر إلى أقسامها


من حيث هي صامتة أو علة ، وهو ما خلط فيه ابن سينا (9).
أما رسالة الكندى فلم يتبين لنا قرائن يمكن معها ترجيح تأثير سيبويه من


)10( عدمه


1/2/ه ملاحظات على قائمة المصنفات التراثية التي استشهدت بآراء


سيبويه في الصوتيات


لقد طال هذا المطلب ؛ لأنه يعد العماد الشكلى لرصد القيمة التي حققها


سيبويه في تاريخ الدرس اللغوى عند العرب فى واحد من أهم مستويات دراسته ا لا وهو مستوى الدراسة الصوتية


و قد ظهر من تأمل هذه القائمة الانتقائية النوعية مجموعة من العلامات الدالة على طريق قراءة ملامح السطوة التي مارستها آراء هذا الإمام اللغوى في ميدان


الصوتيات العربية ، بما هي دليل ظاهر على إمامته في خدمة اللسان العربي . و فيما يلى رصد لها لما ظهر من هذه العلامات :


أولا الامتداد الزمانی ؛ فقد هيمنت آراء سيبويه في هذا المجال كما تجلى في الا ، قتباسات المرجعية من الكتاب على مستوى الأدبيات اللغوية و العربية التراثية بدءًا من القرن مفتتح القرن الثالث الهجرى أى بعد وفاته بعقود قليلة جدا، واستمر هذا الامتداد على مستوى التصنيف اللغوى والعربى التراثى حتى القرن الثاني عشر الهجري ، وهو ما يتضح من سنى وفيات العلماء أصحاب المصنفات التي


فحصنا أمر استشهادها بآراء سيبويه الصوتية ثانيا - الامتداد المكاني أو الجغرافي : بحيث لم يقتصر تأثير سيبويه على


الدرس اللغوى ) أو الصوتى ) فى المشرق العربي وحده ؛ بحكم انتمائه له ،


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Business: Busi...

Business: Business Goal: To become a trusted and go-to recruitment agency for both job seekers and ...

يمكن أن تتهدد ق...

يمكن أن تتهدد قواعد السلوك الأخلاقي للمحاسبين المهنيين في الممارسة العامة بشأن الالتزام بالمبادئ الأ...

مقدمة في آيات ا...

مقدمة في آيات الأحكام[1] الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما ب...

يمثل النظر اللغ...

يمثل النظر اللغوي في النقد الأدب البدايات الأولى للحركة النقدية العربية في العصور الإسلامية الأولى ،...

CS CamScanner م...

CS CamScanner مقدمة تاريخ التعليم في دولة الكويت (1) إن الحديث عن التعليم يعود بنا إلى التعليق على ا...

للطفل على عادات...

للطفل على عادات مجتمعه وتقليدها تقليدا عبوديا ،حتى يتوافق وينسجم مع بيئته ويندمج في مجتمعه ،وسيلتها...

في قرية نائية، ...

في قرية نائية، عاش "عمر" طفلًا يتيمًا، بعد أن فقد والدته في حادث مأساوي. عاش عمر مع جدته العجوز في ك...

أخذنا هذا النص ...

أخذنا هذا النص في رحلة عبر الزمن برفقة الشيخ زايد آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسوز...

Obesity is freq...

Obesity is frequently a comorbidity of type 2 diabetes (T2D) and up to an 85.2% of people with T2D a...

5 - المقدمة ظه...

5 - المقدمة ظهرت األديان كحالة جوهرية في الحياة اإلنسانية، وجاءت استجابة ألسئلة كبرى واجهتها تتعلق...

شهد المغرب في ف...

شهد المغرب في فترة الحماية استغلالا استعماريا خلف آثارا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. فما هي آلي...

نظرية التطور ال...

نظرية التطور التاريخي ينطلق دعاة هذه النظرية من مسلمة مؤداها أن أي مجتمع هو نتاج طبيعي لظروفه الخاصة...