لخّصلي

طبیعة الجمیلة التي یجب المحافظة على مواردھا وتوازنھا
لقد شجعت الكمیات الھائلة من النفایات الدول والمجتمعات على البحث عن أفضل
الطرق للتخلص الآمن بیئیاً منھا، ولمحاولة تدویرھا وإعادة استخدامھا بالطرق الممكنة، فنشأ لدینا ما یسمى الیوم بإدارة النفایات الصلبة وتدویرھا في جمیع دول
العالم، ولاسیما في المتقدمة منھا للمحافظة على الصحة والسلامة العامة )1(.
5
وتؤثر جمیع الأشكال السابقة على الإنسان والحیوان والنبات على المدى الطویل. 1- تلوث المخلفات الصلبة: Solid waste pollution
ظھرت مشكلة النفایات الصلبة غیر القابلة للتحلل الحیوي نتیجة للتطور الصناعي والزراعي الذي أعقب الثورة الصناعیة، وأصبحت مشكلة التخلص من ھذه النفایات تستحوذ على الكثیر من الجھد والمال، وعلیھ فان التعرف على مصادر النفایات الصلبة وكمیتھا وخصائصھا الفیزیائیة والكیمیائیة أصبح من الضرورات الھامة
لمعرفة كیفیة معالجتھا، ویمكن تقسیم النفایات الصلبة حسب مصدرھا كما یلي )2(:
1- النفایات الصلبة في المدن والتجمعات السكانیة والشركات والصناعات الصغیرة وتتمثل بمزیج غیر متجانس من الورق والكرتون وفضلات الحدائق والزجاج والمطاط والجلود والنسیج وفضلات الطعام والبلاستیك.
2- نفایات التعدین وتشكل نسبة عالیة تصل إلى ۷٥ % من مجموع النفایات الصلبة في الدول الصناعیة ومنھا الصخور والأتربة التي تنتج عن عملیات الحفر والتعدین والمعالجة والاستخلاص للمعادن الاقتصادیة المختلفة.
6
3- النفایات الزراعیة من مخلفات المحاصیل الزراعیة ومزارع الماشیة والدواجن ویمكن أن تصل إلى ما نسبتھ ۱۲ % في بعض الدول كالولایات المتحدة الأمریكیة، والأسمدة الكیماویة والعضویة وبقایا الأعلاف ومخلفات حصاد النبات.
4- نفایات الإنشاءات والبناء وتنتج عن عملیات ھدم وبناء المنشآت.
ویمثل تداول المخلفات الصلبة مشكلة في حد ذاتھ، لان معظم طرق التخلص من النفایات تعمل على تدمیر البیئة، فأماكن النفایات المكشوفة تسيء إلى المجال الطبیعي للأرض، وتوفر مأوى للفئران والحیوانات الأخرى الناقلة للأمراض، وقد تحتوي الأماكن المكشوفة وحفر الردم على مواد سامة قد تتسرب إلى المیاه الجوفیة أو مجاري المیاه والبحیرات ویكون الاحتراق غیر المراقب للمخلفات الصلبة دخاناً
وملوثات جویة أخرى.
2- تلوث المخلفات الخطرة )3(:
وتتكون من المواد المطروحة التي قد تھدد صحة البشر والبیئة ویعد المخلف خطراً إذا ما تسبب في تآكل المواد الأخرى أو انفجر أو اشتعل بسھولة أو تفاعل بشدة مع الماء أو كان ساماً، ومن مصادر ھذه المخلفات الخطرة المصانع والمستشفیات والمعامل، وفي مقدورھا أن تتسبب في إحداث الإصابات الفوریة إذا ما تنفسھا الناس أو ابتلعوھا أو لمسوھا وقد تلوث بعض المخلفات الخطرة ñ إذا ما دفنت في باطن
الأرض أو تركت مكشوفة- المیاه الجوفیة وقد تختلط بالمحاصیل الغذائیة.
لقد أدى سوء التداول والطرح غیر المقصود للمخلفات الخطرة إلى العدید من الكوارث في العالم ففي عام ۱۹۷۸ أدى تسرب كیمیائیات خطرة من مطرح للنفایات
7
قرب شلالات نیاجارا في ولایة نیویورك إلى تھدید صحة القاطنین بالقرب من ھذه المنطقة، مما اجبر المئات من الناس على ترك منازلھم، وفي عام ۱۹۸٤ أدى تسرب غاز سام من مصنع للمبیدات في مدینة بوبال الھندیة إلى قتل وإحداث تلف في عیون وأجھزة تنفس آلاف الأشخاص، ویمكن لبعض المخلفات الخطرة أن تحدث الأذى الشدید لصحة الناس والحیاة البریة والنباتات ومن ھذه المخلفات الإشعاع والمبیدات
والفلزات الثقیلة