لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

الفصل الثاني : آداب الحوار في السيرة النبوية للحوار الناجح الراقي آداب لا بد منها ، وللمحاور البارع المؤثر آداب يحسن وإحسانه إليه، وحذره مما ينافي ذلك. وما يندرج تحتها تمثل آداب الحوار، ولقد كان النبي يأخذ بتلك الآداب في حواراته مع : كافة الطبقات. —————— المبحث الأول : إقباله على محاوريه —- وترك مقاطعته، والبعد، والتشاغل عنه. وهذه الآداب من جملة ما كان يأخذ به النبي في حواراته. وفيما يلي بيان لتلك الآداب بشيء من البسط. والتعالي على المحاور والاستخفاف به من أشد آفات الحوار وأسباب إخفاقه؛ وأزرى به، أشعره ولو من طرف خفي - أنه أعلى منه رتبة ، والتعالي على الآخرين دليل السفه، وآية نقص العقل، يرفع من شأن الآخرين، ولا يترفع أو يتعالى عليهم. وطب نفساً عن كثير مما يعرض لك فيه صواب القول والرأي؛ ۱) وازدرائه، أو إشارة أو تعريضاً؛ فإن فيه ثلاثة محاذير : ———————— والإثم على فاعل ذلك الثاني : دلالته على حمق صاحبه ، وسفاهة عقله، وجهله. الثالث : أنه باب من أبواب إثارة الشر، والضرر على نفسه . (۱) المتواضعين للحق وللخلق. وجميع حواراته شاهدة بالتواضع، وترك الترفع. والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، ١ - ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال : « إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لَتَأْخُذُ بيد رسول الله الله فتنطلق به حيث شاءت» (۲) فهذا الفعل من نبي الأمة وإمامها غاية في التواضع وخفض الجناح. (۳) ولك أن تتصور ما يدور في ذلك الحوار؛ إذ إن اهتمامات تلك الأمة لا يمكن أن ترتقي بحال إلى أن تتجاوز كلمة قيلت في حقها ، أو سؤالاً ربما أقلقها وهو لا يحتل كبير شأن. ومع ذلك يتواضع لها هذا النبي الأكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. يقول ابن حجر الله في تعليقه على الحديث : وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع ؛ لذكره المرأة دون الرجل، وحيث عمم بلفظ « الإماء» أي أمة كانت ، وبقوله : «حيث شاءت» أي من الأمكنة، والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف، ولو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست في مساعدتها في تلك الحاجة المساعد على ذلك. وهذا دال على مزيد تواضعه ، وبراءته من جميع أنواع الكبر» . فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة ، فقال : « يا أم فلان انظري إلى أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق . (۲) ولسائل أن يقول : ماذا تريد تلك المرأة ؟. وما مدى اهتماماتها؟ وهل عند النبي له فراغ حتى يصرفه في محادثة تلك المرأة التي في عقلها شيء؟ هذه أسئلة قد تدور في ذهن من لا يدرك تلك النفس الواسعة، وذلك القلب الكبير الذي وسع الناس بحلمه وكرمه ، فكان لصغار الأمور وكبارها. وفي ذلك درس لمن يأنف من محادثة تلك الطائفة من الناس من ذوي المدارك الصغيرة؛ ويُحرَمُ الرحمة والنصر اللذين يستجلبان بسبب أولئك الضعفاء. ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي رفاعة قال : انتهيت إلى النبي وهو يخطب قال : فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه. —————- قال : فأقبل علي رسول الله الله وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي فأتم آخرها » . (۱) وذاك التواضع ؛ حيث ترك خطبته، فأي تواضع أعظم من ذلك ؟! قال النووي الله معلقاً على ذلك : «فيه استحباب تلطف السائل في عبارته ، وخفض جناحه لهم» (۲) فهذا حاله عليه الصلاة والسلام في حواراته؛ فأجدر بأتباعه أن يجعلوا هذا الأدب مَعْلَماً لهم في حياتهم، ليفتحوا بذلك قلوب محاوريهم، وليصلوا إلى مقصودهم في هداية الناس وإرشادهم؛ فإن الكبر من أعظم ما يصد عن الحق؛ فالطرف الآخر إذا رأى من محاوره ازدراء أو تعالياً بالقول أو الفعل - نفر منه ، وكره ما عنده من الحق؛ وكراهية المتكبرين. (۳) وسيأتي مزيد بيان لذلك في مباحث آتية. وحسن الاستماع سواء كان ذلك من المتقدمين أو المتأخرين، ولا تكاد تجد من يتحدث عن آفات الحوار، أو المحادثة إلا وتجد دم من لا يصغي المحاوره أو محدثه، إما بمقاطعته ، أو منازعته الحديث، أو بالتشاغل عنه، أو متابعة متحدث آخر، أو إجالة النظر يمنة ويسرة إلى غير ذلك مما ينافي أدب الحديث والحوار. ولهذا تتابعت الوصايا في الحث على أن يحسن الإنسان الأدب مع محاوره، فإن وأنسه بحديثه . (۱) بل إن المتحدث البارع هو المستمع البارع، وطرف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه. (۲) (۳) وقال عمرو بن العاص الله : « ثلاثة لا أملهم : جليسي ما فهم عني ، وثوبي ما سترني ، ودابتي ما حملت رجلي » . (٤) —————— وقال سعيد بن العاص : الجليسي علي ثلاث : إذا أقبل وسعتُ له، وإذا وقال الحسن : « إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، ولا تقطع على أحد حديثه» . (۲) وقال أبو عباد: «للمحدث على جليسه السامع الحديثه أن يجمع له باله، ويصغي إلى حديثه ، ويبسط له عذره » . وذكر رجل عبد الملك بن مروان فقال : إنه آخذ بأربع، تارك لأربع : آخذ بأحسن الحديث إذا حَدَّث، وبأحسن البشر إذا لقي، وكان تاركاً المحادثة اللئيم، ومنازعة اللجوج، ومماراة السفيه، المأبون (4) ) (٥) فقال : ما رأيت مثلهم أشد تناوباً في مجلس ، ولا أحسن (1) ولقد كان النبي أحسن الناس إصغاء وحسن استماع المحاوريه؛ ولا تجد في بل لقد وصفه ربه جل وعلا - بأحسن وصف من هذه الناحية؛ وكلمه ربه : مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (النجم : ۱۷). إذ لم يلتفت جانباً، والإخلال به أن يلتفت الناظر عن يمينه وعن شماله ، أو يتطلع أمام المنظور؛ والتطلع إلى ما أمام المنظور طغيان ومجاوزة؛ فكمال إقبال الناظر على المنظور ألا يصرف بصره عنه يمنة ولا يسرة ، ولا يتجاوزه. الأدب اللائقة بأكمل البشر . وتصادقاً فيما شاهده بصره؛ فتواطأ في حقه ولهذا قال ـ سبحانه وتعالى - : مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتَمَرُونَهُ عَلَى مَا يَرَى - ألا ترى أن موسى لما أقيم في مقام التكليم والمناجاة طلبت نفسه الرؤية؟ ونبينا لما أقيم في ذلك المقام وفاه حقه؛ لم يلتفت بصره ولا قلبه إلى غير (1) فهذا حاله عليه الصلاة والسلام مع ربه لما عرج به إلى السماء، وهذا وصف ربه جل وعلا - له. من جهة كمال الأدب، والإصغاء. والأمثلة على ذلك كثيرة ، وقد مضى شيء منها ، وسيأتي مزيد لها في الفقرة التالية وغيرها من فصول هذا البحث. وعامل من أعظم وإن التفريط به لآفة من آفات الحوار؛ ويدر من ذلك المتحدث خطأ يسير أو نحو ذلك سفهه، واستخف بحديثه دون أن : يسمع بقية كلامه ، أو يعطيه فرصة لإبداء وجهته. ومن هذا القبيل ما يوجد عند بعض الناس؛ فما إن يتكلم أحد في مجلس إلا وتبدأ بينهم النظرات المريبة ، التي تحمل استخفافاً وسخرية بالمتحدث. وهذا الصنيع لا يحسن أبداً، فهم ولا يرضون بإهانته في حضرتهم طالما أنه لم يحد ————- فإنهم يتغاضون عن خطئه ، ويتعامون عن زلته. وإذا ما كان الخطأ كبيراً فإنهم يبينون الخطأ، ويرشدون إلى الصواب بأجمل عبارة ، وألطف إشارة. فتراه إذا تحدث أحد أمامه بحديث ، أو خبر، إما بقصد الإساءة إليه، السامعين بأن حديثه معاد مكرور ، كنت تعلم حديثه من قبل، وإلى هذا المعنى الجميل يشير أبو تمام بقوله : من لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى به (۲) ومن مظاهر عدم إعطاء الفرصة القيام من المتحدث قبل أن يكمل حديثه؛ فلا يسوغ للمرء أن يقوم عن المتحدث قبل أن يكمل حديثه؛ لما في ذلك من استجلاب الضغينة، المتحدث إلا إذا احتاج السامع للقيام، واستأذن من محدثه فهنا ينتفي المحذور. قال أبو مجلز : « إذا جلس إليك رجل يَتَعَمَّدُك فلا تقم حتى تستأذنه وقال أسماء بن خارجة : «ما جلس إلي رجل إلا رأيت له الفضل علي حتى يقوم عني ) . (1) ومن مظاهر عدم إعطاء الفرصة المبادرة إلى تكذيب المحاور؛ فمن الناس من إذا طَرَقَ سَمْعَهُ من مُحاوره كلامٌ غريب - بادر إلى تكذيبه، أو تلميحاً، أو أن يهمز من بجانبه؛ ليشعره بأن المتحدث كاذب. فهذا العمل من العجلة المذمومة، ومن إساءة الظن بمن يتحدث، كمال الأدب والمروءة. بل عليه أن ينصت له، يستفصل من المتحدث ، ثم إن تأكد من كذبه فلينصح له على انفراد؛ فإن عاد إليه ، حتى يرتدع من تلك الخصلة الذميمة. تجدي نفعاً، ولا تعود بعائدة. أما حوارات النبي فكانت أعظم مثال لذلك الأدب، وإعطاء المحاور الفرصة الكافية. وهو مثال عظيم يشتمل على دروس كثيرة في أدب الحوار؛ فقد حكى محمد بن كعب القرظي قائلاً : حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيداً - قال يوماً وهو جالس في نادي قريش ورسول الله ﷺ جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه، وأعرض عليه أموراً لعله أن يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء، ويكف عنا وذلك حين ويكثرون. فقالوا : بلى يا أبا الوليد، حتى جلس إلى رسول الله ﷺ فقال : يا ابن أخي إنك منا حيث علمت من السطة (1) في العشيرة ،


النص الأصلي

الفصل الثاني : آداب الحوار في السيرة النبوية


للحوار الناجح الراقي آداب لا بد منها ، وللمحاور البارع المؤثر آداب يحسن


أن يتحلى بها.


وتلك الآداب تكاد ترجع إلى إقبال المحاور على صاحبه، ورفعه من شأنه،


وإحسانه إليه، وحذره مما ينافي ذلك. فهذه الآداب المجملة ، وما يندرج تحتها تمثل آداب الحوار، وما ينبغي أن يكون


عليه المحاور.


ولقد كان النبي يأخذ بتلك الآداب في حواراته مع : كافة الطبقات.


وهذا ما سيتبين في المباحث التالية.


——————
المبحث الأول : إقباله على محاوريه
—-
الإقبال على المحاور من أعظم آداب الحوار وأهمها ، ويتمثل ذلك بأمور كثيرة ، يأتي على رأسها : التواضع للمحاور، وحسن الاستماع له، والإصغاء إليه،


وترك مقاطعته، والبعد، والتشاغل عنه.


وهذه الآداب من جملة ما كان يأخذ به النبي في حواراته.


وفيما يلي بيان لتلك الآداب بشيء من البسط.


أولاً : تواضعه الله المحاوريه : فالتواضع للمحاور من أعظم آداب المحاور وأسباب نجاحه، والتعالي على المحاور والاستخفاف به من أشد آفات الحوار وأسباب إخفاقه؛ فمن الناس من إذا حاور غيره تعالى عليه، وأزرى به، وربما


أشعره ولو من طرف خفي - أنه أعلى منه رتبة ، وأرفع مقاماً. والتعالي على الآخرين دليل السفه، وآية نقص العقل، وإلا فالكريم العاقل


يرفع من شأن الآخرين، ولا يترفع أو يتعالى عليهم.


قال ابن المقفع : « تحفظ في مجلسك وكلامك من التطاول على الأصحاب، وطب نفساً عن كثير مما يعرض لك فيه صواب القول والرأي؛ مداراة؛ لئلا يظن


أصحابك أن دأبك التطاول عليهم .(۱)


وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي الله : «واحذر غاية الحذر من احتقار من تجالسه من جميع الطبقات، وازدرائه، والاستهزاء به قولاً، أو فعلاً ، أو إشارة


أو تصريحاً، أو تعريضاً؛ فإن فيه ثلاثة محاذير :
————————


أحدها : التحريم، والإثم على فاعل ذلك


الثاني : دلالته على حمق صاحبه ، وسفاهة عقله، وجهله.


الثالث : أنه باب من أبواب إثارة الشر، والضرر على نفسه . (۱)


ولقد كان النبي له متجافياً عن هذا الخلق الذميم، بل كان إمام الخاشعين


المتواضعين للحق وللخلق.


وجميع حواراته شاهدة بالتواضع، وترك الترفع.


والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، ومنها ما يلي :


١ - ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال : « إن كانت الأمة


من إماء أهل المدينة لَتَأْخُذُ بيد رسول الله الله فتنطلق به حيث شاءت» (۲)


فهذا الفعل من نبي الأمة وإمامها غاية في التواضع وخفض الجناح. (۳)


ولك أن تتصور ما يدور في ذلك الحوار؛ إذ إن اهتمامات تلك الأمة لا يمكن أن ترتقي بحال إلى أن تتجاوز كلمة قيلت في حقها ، أو سؤالاً ربما أقلقها وهو لا


يحتل كبير شأن.


ومع ذلك يتواضع لها هذا النبي الأكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم..


يقول ابن حجر الله في تعليقه على الحديث : وقد اشتمل على أنواع من


المبالغة في التواضع ؛ لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة.


وحيث عمم بلفظ « الإماء» أي أمة كانت ، وبقوله : «حيث شاءت» أي من


—————


الأمكنة، والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف، ولو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست في مساعدتها في تلك الحاجة المساعد على ذلك.


وهذا دال على مزيد تواضعه ، وبراءته من جميع أنواع الكبر» . (۱)


٢ - ما أخرجه مسلم عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء ، فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة ، فقال : « يا أم فلان انظري إلى أي السكك شئت، حتى أقضي


حتى فرغت من حاجتها .. لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق . (۲)


ولسائل أن يقول : ماذا تريد تلك المرأة ؟.


وما مدى اهتماماتها؟ وهل عند النبي له فراغ حتى يصرفه في محادثة تلك


المرأة التي في عقلها شيء؟


هذه أسئلة قد تدور في ذهن من لا يدرك تلك النفس الواسعة، وذلك القلب


الكبير الذي وسع الناس بحلمه وكرمه ، فكان لصغار الأمور وكبارها.


وفي ذلك درس لمن يأنف من محادثة تلك الطائفة من الناس من ذوي المدارك


الصغيرة؛ فيفوته بذلك بركة التأسي، ويُحرَمُ الرحمة والنصر اللذين يستجلبان


بسبب أولئك الضعفاء.


ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي رفاعة قال : انتهيت إلى النبي وهو يخطب قال : فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه، لا


يدري ما دينه.


—————-


قال : فأقبل علي رسول الله الله وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي


حَسِبْتُ قوائمه حديداً.


قال : فقعد عليه رسول الله له وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى إلى


خطبته ، فأتم آخرها » . (۱)


فانظر إلى هذا الإقبال، وذاك التواضع ؛ حيث ترك خطبته، وجعل يجيب ذلك


السائل مع أنه غريب؛ فأي تواضع أعظم من ذلك ؟! قال النووي الله معلقاً على ذلك : «فيه استحباب تلطف السائل في عبارته ، وفيه


تواضع النبي ورفقه بالمسلمين ، وشفقته عليهم، وخفض جناحه لهم» (۲)


فهذا حاله عليه الصلاة والسلام في حواراته؛ وتلك شمائله وأخلاقه؛ فأجدر بأتباعه أن يجعلوا هذا الأدب مَعْلَماً لهم في حياتهم، وسمة بارزة في حواراتهم؛ ليفتحوا بذلك قلوب محاوريهم، وليصلوا إلى مقصودهم في هداية الناس وإرشادهم؛ إذ المحاور الذي يأمل هداية الخلق أجدر الناس بالبعد عن


الكبر بشتى صوره؛ فإن الكبر من أعظم ما يصد عن الحق؛ فالطرف الآخر إذا


رأى من محاوره ازدراء أو تعالياً بالقول أو الفعل - نفر منه ، وكره ما عنده من





الحق؛ لأن النفوس جبلت على محبة المتواضعين ، وكراهية المتكبرين. (۳)


وسيأتي مزيد بيان لذلك في مباحث آتية.


ثانياً : إصغاؤه وحسن استماعه المحاوريه : فالإصغاء للمتحدث، وحسن


—————-


الاستماع للمحاور من أعظم آداب الحوار، ومن أكثر ما يَتَحَدَّثُ عنه مَنْ يتكلم في الحوار أو يُؤَلِّف فيه؛ فلا تكاد تجد مؤلفاً في الحوار أو أدب الحديث إلا ويذكر في مقدمة آدابه الإصغاء، وحسن الاستماع سواء كان ذلك من المتقدمين أو المتأخرين، ولا تكاد تجد من يتحدث عن آفات الحوار، أو المحادثة إلا وتجد دم من لا يصغي المحاوره أو محدثه، إما بمقاطعته ، أو منازعته الحديث، أو بالتشاغل عنه، أو متابعة متحدث آخر، أو إجالة النظر يمنة ويسرة إلى غير ذلك مما ينافي


أدب الحديث والحوار.


ولهذا تتابعت الوصايا في الحث على أن يحسن الإنسان الأدب مع محاوره، ومن يَتَقَصَّدُه بالحديث؛ فمن أدب المروءة حسن إصغاء الرجل لمن يحدثه؛ فإن


إقباله على محدثه بالإصغاء إليه يدل على ارتياحه المجالسته، وأنسه بحديثه . (۱)


بل إن المتحدث البارع هو المستمع البارع، وبراعة الاستماع تكون بالأذن،


وطرف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه. (۲)


قال ابن عباس رضي الله عنهما : « لجليسي علي ثلاث : أن أرميه بطرفي إذا أقبل، وأن أوسع له في المجلس إذا جلس ، وأن أصغي إليه إذا تحدث» . (۳)


وقال عمرو بن العاص الله : « ثلاثة لا أملهم : جليسي ما فهم عني ، وثوبي ما سترني ، ودابتي ما حملت رجلي » . (٤)


——————


وقال سعيد بن العاص : الجليسي علي ثلاث : إذا أقبل وسعتُ له، وإذا


جلس أقبلت إليه ، وإذا حَدَّثَ سمعتُ منه ) . (۱)


وقال الحسن : « إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ،


وتَعَلَّم حسن الاستماع كما تَعَلَّمُ حسن القول ، ولا تقطع على أحد حديثه» . (۲)


وقال أبو عباد: «للمحدث على جليسه السامع الحديثه أن يجمع له باله،


ويصغي إلى حديثه ، ويكتم عليه سره ، ويبسط له عذره » .(۳)


وذكر رجل عبد الملك بن مروان فقال : إنه آخذ بأربع، تارك لأربع : آخذ بأحسن الحديث إذا حَدَّث، وبأحسن الاستماع إذا حدث، وبأحسن البشر إذا


لقي، وبأيسر المؤونة إذا خولف. وكان تاركاً المحادثة اللئيم، ومنازعة اللجوج، ومماراة السفيه، ومصاحبة


المأبون (4) ) (٥)


وذكر الشعبي قوماً ، فقال : ما رأيت مثلهم أشد تناوباً في مجلس ، ولا أحسن


فهماً من محدث » . (1) ولقد كان النبي أحسن الناس إصغاء وحسن استماع المحاوريه؛ ولا تجد في


——————-


محاوراته شيئاً مما ينافي ذلك الأدب. بل لقد وصفه ربه جل وعلا - بأحسن وصف من هذه الناحية؛ فقال عز وجل عن نبيه حين أراه ما أراه عندما عُرج به إلى السماء، وكلمه ربه : مَا زَاغَ


الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (النجم : ۱۷).


قال ابن القيم له : «إن هذا وصف لأدبه في ذلك المقام؛ إذ لم يلتفت


جانباً، ولا تجاوز ما رآه ، وهذا من كمال الأدب.


والإخلال به أن يلتفت الناظر عن يمينه وعن شماله ، أو يتطلع أمام المنظور؛ فالالتفات زيغ ، والتطلع إلى ما أمام المنظور طغيان ومجاوزة؛ فكمال إقبال الناظر


على المنظور ألا يصرف بصره عنه يمنة ولا يسرة ، ولا يتجاوزه.


هذا معنى ما حصلته عن شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - » . (۱) إلى أن قال ابن القيم الله : « وفي هذه الآية أسرار عجيبة، وهي من غوامض


الأدب اللائقة بأكمل البشر .


تواطأ هناك بصره وبصيرته، وتوافقاً، وتصادقاً فيما شاهده بصره؛ فالبصيرة مواطئة له، وما شاهدته بصيرته فهو - أيضاً - حق مشهود بالبصر؛ فتواطأ في حقه


مشهد البصر والبصيرة. ولهذا قال ـ سبحانه وتعالى - : مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتَمَرُونَهُ عَلَى مَا يَرَى -


النجم.


—————————


ألا ترى أن موسى لما أقيم في مقام التكليم والمناجاة طلبت نفسه الرؤية؟ ونبينا لما أقيم في ذلك المقام وفاه حقه؛ لم يلتفت بصره ولا قلبه إلى غير


(۱) ما يقيم فيه البتة » . (1)


فهذا حاله عليه الصلاة والسلام مع ربه لما عرج به إلى السماء، وهذا


وصف ربه جل وعلا - له.


وأما أدبه مع الناس في حال محاورتهم - فكان السماء التي لا تطاولها سماء؛


من جهة كمال الأدب، وحسن الإنصات، والإصغاء.


والأمثلة على ذلك كثيرة ، وقد مضى شيء منها ، وسيأتي مزيد لها في الفقرة


التالية وغيرها من فصول هذا البحث.


ثالثاً : إعطاؤه محاوره الفرصة الكافية : وهذا أدب راق، وعامل من أعظم


عوامل نجاح الحوار.


وإن التفريط به لآفة من آفات الحوار؛ فمن الناس من إذا سمع متحدثاً يتحدث في


مجلس، ويدر من ذلك المتحدث خطأ يسير أو نحو ذلك سفهه، وبكته، واستخف


بحديثه دون أن : يسمع بقية كلامه ، أو يعطيه فرصة لإبداء وجهته.


ومن هذا القبيل ما يوجد عند بعض الناس؛ فما إن يتكلم أحد في مجلس إلا


وتبدأ بينهم النظرات المريبة ، التي تحمل استخفافاً وسخرية بالمتحدث.


وهذا الصنيع لا يحسن أبداً، وليس من صفات عظماء الرجال وأكابرهم؛ فهم


يجلون من يحاورهم ويحدثهم ، ولا يرضون بإهانته في حضرتهم طالما أنه لم يحد


————-


عن الرشد ، حتى ولو أخطأ؛ فإنهم يتغاضون عن خطئه ، ويتعامون عن زلته. وإذا ما كان الخطأ كبيراً فإنهم يبينون الخطأ، ويرشدون إلى الصواب بأجمل


عبارة ، وألطف إشارة.


ومن مظاهر قلة إعطاء الفرصة الكافية للمحاور ما تجده من بعض الناس؛ فتراه إذا تحدث أحد أمامه بحديث ، أو قصة ، أو خبر، وكان يعلم ذلك من قبل - بادر إلى إكمال ذلك عن المتحدث، إما بقصد الإساءة إليه، أو لإشعاره وإشعار


السامعين بأن حديثه معاد مكرور ، أو ليبين أنه يعلم ذلك من قبل (۱). وهذا ليس من صفات ذي المروءة؛ إذ المروءة تقتضي الإنصات للمتحدث ولو


كنت تعلم حديثه من قبل، وإلى هذا المعنى الجميل يشير أبو تمام بقوله : من لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه


وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى به (۲)


ومن مظاهر عدم إعطاء الفرصة القيام من المتحدث قبل أن يكمل حديثه؛ فهذا من قلة الأدب، ومما ينافي إكرام الجليس، فلا يسوغ للمرء أن يقوم عن المتحدث قبل أن يكمل حديثه؛ لما في ذلك من استجلاب الضغينة، واحتقار


المتحدث إلا إذا احتاج السامع للقيام، واستأذن من محدثه فهنا ينتفي المحذور. قال أبو مجلز : « إذا جلس إليك رجل يَتَعَمَّدُك فلا تقم حتى تستأذنه


———————


وقال أسماء بن خارجة : «ما جلس إلي رجل إلا رأيت له الفضل علي حتى


يقوم عني ) . (1)


ومن مظاهر عدم إعطاء الفرصة المبادرة إلى تكذيب المحاور؛ فمن الناس من إذا طَرَقَ سَمْعَهُ من مُحاوره كلامٌ غريب - بادر إلى تكذيبه، وتفنيد قوله، إما تصريحاً، أو تلميحاً، أو إشارة باليد أو العين ، أو أن يهمز من بجانبه؛ ليشعره بأن


المتحدث كاذب.


فهذا العمل من العجلة المذمومة، ومن إساءة الظن بمن يتحدث، وهو مما ينافي


كمال الأدب والمروءة.


فينبغي لمن استمع حديثاً من أحد ألا يبادر إلى تكذيبه، بل عليه أن ينصت له، وإن رأى في هذا الحديث وجه غرابة فلا يستعجل الحكم عليه بالكذب، بل


يستفصل من المتحدث ، لعله يبين له وجهته وأدلته.


ثم إن تأكد من كذبه فلينصح له على انفراد؛ لئلا يعاود الكذب مرة أخرى. فإن عاد إليه ، واقتضت المصلحة أن يُبين كذبه فلا بأس حينئذ من ذلك؛ حتى


يرتدع من تلك الخصلة الذميمة.


فهذه بعض المظاهر لعدم إعطاء المحاور الفرصة الكافية ، مما يجعل أكثر الحوارات لا


تجدي نفعاً، ولا تعود بعائدة.


أما حوارات النبي فكانت أعظم مثال لذلك الأدب، وهو حسن الإنصات، وإعطاء المحاور الفرصة الكافية.


——————


وإليك هذا المثال من السيرة النبوية الشريفة، وهو مثال عظيم يشتمل على دروس كثيرة في أدب الحوار؛ فقد حكى محمد بن كعب القرظي قائلاً : حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيداً - قال يوماً وهو جالس في نادي قريش ورسول الله ﷺ جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه، وأعرض عليه أموراً لعله أن يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء، ويكف عنا وذلك حين


أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله يزيدون ، ويكثرون. فقالوا : بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلمه، فقام إليه عتبة؛ حتى جلس إلى رسول الله ﷺ فقال : يا ابن أخي إنك منا حيث علمت من السطة (1) في العشيرة ، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظیم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها،


قال : فقال له رسول الله ﷺ : « قل يا أبا الوليد أسمع » . قال : يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا؛ حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا؛ حتى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً (۲) تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الأطباء، وبذلنا فيه أموالنا؛ حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع (۳) على الرجل ، حتى يداوى منه


أو كما قال له، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله الله يستمع منه ، قال : «أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: فاستمع مني قال : أَفْعَلُ، قال: «بسم الله الرحمن الرحيم حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابُ فُصِّلَتْ عَايَتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ )


(فصلت) ثم مضى رسول الله ﷺ فيها ، وهو يقرؤها عليه. فلما سمع عتبة أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره، معتمداً عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة منها ، فسجد ، ثم قال : «قد سمعت يا


أبا الوليد ما سمعت ، فأنت وذاك .


فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد


بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد


قال : ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالسحر، ولا


بالشعر، ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعوني، واجعلوها لي خلوا بين


الرجل وبين ما هو فيه؛ فاعتزلوه فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ؛ فإن تُصبه


العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه


عزكم، وكنتم أسعد الناس به.


قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، قال : هذا رأيي فيه ، فاصنعوا ما بدا لكم ). ففي هذه القصة دروس عظيمة وأصول نافعة، وآداب جليلة في باب


—————


الحوار، ولو استرسل الحديث في شأنها لطال المقام. والذي يعنينا في هذا الصدد، أن الرسول الكريم الأحسن الاستماع العتبة ،


وقال له : « قل يا أبا الوليد أسمع » .


وظل عتبة بن ربيعة يتكلم بلغة المتعالي بهذا الكلام المتهافت الذي يثير الغضب والذي حشوه التهم الباطلة، والاحتمالات السخيفة التي لو وجهت لأحد من الناس لثارت ثوائره وحق له ولم يسمح لمن واجهه بها أن يكمل حديثه. ومع ذلك ظل النبي الله منصتاً طيلة الحديث، ويسمع بغاية الاهتمام دون


مقاطعة ، أو إسكات العتبة ، أو احتقار أو تكذيب له ، أو قيام عنه. ولم يكتف - عليه الصلاة والسلام بذلك، وإنما قال له بعد أن فرغ عتبة من حديثه : « أو قد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم.


وهنا تلحظ الأدب النبوي العظيم؛ فلم يبدأ عليه الصلاة والسلام حديثه بمجرد سكوت عتبة، وإنما سأله حتى يطمئن إلى أنه قد أفرغ ما في جعبته ، وأنه


قد أخذ فرصته كاملة؛ فلربما يكون قد نسي شيئاً ، أو غفل عنه.


فلما استيقن - عليه الصلاة والسلام من فراغه مما لديه - بدأ التلاوة.


وهذا قمة الأدب، وغاية الذوق؛ حيث هيأ الطرف الآخر للاستماع. ثم لما انتهى سجد ، وقال لعتبة : « قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذاك » . أي أنت وما تختاره ؛ فلم يفرض عليه أمراً معيناً، وإنما وكله إلى عقله.


فماذا كان من عتبة لما قوبل بهذا الأدب الجميل ، وسمع النبي يكنيه في أول الحوار وآخره بهذا الخطاب الراقي «يا أبا الوليد» ؟


——————


ولا شك أن مناداة الإنسان بكنيته معنى محبب للنفس؛ لما فيه من التقرب


والتآلف ، والإشعار بالرضا؛ فماذا كان من عتبة ؟ لقد أثرت فيه تلك المعاملة، وتسلل ذلك الخطاب العالي إلى سويداء قلبه؛ فرجع إلى قومه متثاقل الخطى، متأثراً بما سمع؛ فقرأ أصحابه التغير في قسمات وجهه؛ فجاء إليهم، وقال لهم ما قال، وصار يدعوهم إلى الحياد في شأنه؛ فإن ظهر وعز فذلك له ولقومه ، وإن ظهر عليه العرب فقد كفي قومه حربه؛ لذلك


قال له قومه : «لقد سحرك يا أبا الوليد . فهذا الموقف العظيم يحمل في طياته دروساً وعبراً وهي أن يحسن المحاور الاستماع، ويصبر على صاحبه، ثم يجيب بلغة الواثق الهادئ، لا المتزعزع


المتضعضع المضطرب. (۱)


وليس هذا هو المثال الوحيد؛ بل هو قطرة من بحر، وسيأتي قريباً من ذلك


موقفه - عليه الصلاة والسلام مع زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن أبي سلول ،


ومع غيره من محاوريه


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...

اعداد خطة عمل ع...

اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...