خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
شروط الحسية وإستحالة رأي الموضوع الإديولوجي لحسي : يقول دايلي إن الفلاسفة كما علماء الاجتماع يعملون أولا على قاعدة رأيهم خاصة للعالم إن الحي يعرف الموت لكن لا يصدق أن يفهمه يمكن أن يقدم رأي ميردال الذي يقول لا يوجد شكل آخر لدراسة الواقع الاجتماعيتغير دراستهم من وجهة نظر المثل الإنسانية، فالعلم الاجتماعي الغيري الخالي من المصلحة لم يوجد أبداً ولا يمكن أن يوجد منطقية ومثل مجال القيمة لمفاهيمنا الرئيسية. مصلحتنا في هذه القضية ويعطي الاتجاه لأفكارنا والمغزى لإستنزاجاتنا، فهو أي مجال القيمة يطرح القضايا ويقدم لها الأجوبة بآن واحد. يؤكد ألكس إنكليز أن أغلب علماء الاجتماعي يصدرون في دراستهم عن نماذج تحولت لديهم الى توجيهات ايديولوجية ملزمةإن النظرية السيولوجية في فرنسا وألمانيا تظهر نشوء اتجاهات وطنية حقيقية مرتبطة بخصوصية مجتمعات من وطنية. فقد كان علم اجتماع الفرنسي منذ بدايته خاضعا ولا يزال حتى اليوم المؤثر التوجيهي النظري المتعلقة بالتكامل الاجتماعي والسياسي. فسيطرة فلسفة الوضعية في علم الاجتماع الفرنسي نجد تفسيرها ببساطة من خلال تاريخ العلاقة بين علم اجتماع الدولة الجمهورية في فرنسا. والتزام علماء الاجتماع بالدولة إن الجمهورية ثالثةهي مرحلة إعداد اجتماع العلم الاجتماعي الوضعاني الذي أصبح أحد الأعمد النظرية والإديولوجية الجمهورية الثالثة. إن علم اجتماع ملتزم في عملية بناء هذه الجمهورية. علم الإجتماع أصبح علماً قائماً في النظام الجمهوري الجديد وعلماً للجمهورية من جهة أخرى. الوضع الاجتماعي في فرنسا أثر بعمق على النظرية الاجتماعية في ألمانيا. إن الأعمال التي تندرج في إطار هذه المقاربة والنظرية غالباً ما تكون إديولوجياً. المنظرون في علم اجتماع يعالجون المجتمع الذي ينتمون إليه، فإن رؤاهم للعالم تحضر في تحليلاتهم كما في نظرياتهم. إن عالم اجتماع حر لو كان مشاهداً عن بعد، إلا أنه يبقى متوارطاً عن وعي في المجتمع. إن النظرية كما رؤية العالم موجهتان نحو المستقبل وتساؤلات حول معنى الأعمال، وكذلك حول معنى الموجودات في إطار تاريخ. المشكل الذي يعيق عن اجتماع عن بلوغة المصداقية العلمية المتحررة القائمة بذاتها لم يعد المنهج والأدوات ولا حتى المفاهيم إنما الذي يعوق هو عدم تخليص من النزعة الذاتية العقائديةوبالتالي، كما يقول آلاند تورين، لا يمكن لنظرية السوسيولوجيا أن تفرض نفسها إلا عندما يضمحل صوت الإديولوجية السائلة، وحتى تحليل المجتمع لا يسعه إلى أن يكون مجرد تعليق على التفسير الرسمي. ان تأثر الذات المنظرة السيولوجية بالبعد الإديولوجي وإعادة إنتاجية يتجلى في عدة أمثلة تاريخية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مسييرة من قبل أحد المتخصصين في العلوم الاجتماعية وهو الأستاذ كسنجر متخرج من جامعة هارفردوإن الإديولوجية المهيمة للعلوم الاجتماعية والمنتشرة بشكل واسع في الولايات المتحدة وعلى مساحات واسعة من العالم تستند إلى دراسة موضوعية للواقعات الاجتماعية وقائمة باسم علم يزعم الحياة. وعلى نتائج تكون رهن إشارة الجميع بشكل ديمقراطي. فالذات المنظرة السوسيولوجية تعاملت مع العوائق التي حملتها المنظومة الفلسفية الغربية عند النشأة. ويوضح ذلك السوسيولوجي نسبت في قوله إن المفاهيم الأساسية لعلم الاجتماع خلال مرحلة نشأته الأولى صدرت كرد للإديولوجيات التي تضمنتها فلسفة عصر الاستنارة والتي كانت تعلى من قدر الإنسان والفردية والعلمانية والعقلية. وبذلك وبحكم أن معظم واضعي حجر أساسي للاجتماع الغربي كونت سان سيمون الذين عملوا على تطوير منهجه أو مناهجه العلمية دوركايم باريتو فيبر بارسونزينتمون إلى نفس الإطار المعرفي والفكر والفلسفي لقد اجتهدت المنظومة الفلسفية الغربية ومن بعدها وتطبيق لمسلماتها النظرية السوسيولوجية الغربية على اختزال المنهج العلمي في عناصره التجربية والحسية. وهدفت إلى مقاومة كل تفكير يخرج عن دائرة الحس سواء كان تفكيراً دينياً أو متافيزيقياً أو عقلياً فهي لا ترى المنطق السليم سوى في المعرفة الواقعية المنتزعة من الحس. إنها تستهل التجربة كآدات إديولوجية لسد الطريق أمام تفكير الديني الذي قامت على إنقاضه تبيانا لبرهان تناقص المنظومة الفلسفية الغربية في مستوها الحسي المتعلق أساساً بالإديولوجية. نحاول إظهار ذلك من خلال أعمال الاكبري للمنضرين السوسيولوجين كونت، وفيبر وماركس كان لاحتكاك أوكيست كونت مع الفيلسوف سان سيسمون تأثير عميق في تشكيل خياراته الفلسفية الإديولوجية حيث اتجه كونت نحو الإديولوجية المحافظة والتي ظهرت من خلال كتاباته لنظام السياسة الوضعية، ففلسفة أوكيست كونت غير الرافضة للدين كانت أساس المذهبية الوضعية. وفلسفة كارل ماركس الرافضة للدين كانت حقيقة مستلهمة من كثير من المعاني الواردة في الديانة اليهودية وكانت أساساً المذهبية المادية ففي فرنسا متحرر حديثاً من اللاهوت الكنيسي لم تستطع تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي وعدت به ثورتها فكان الوضع يشبه السوق الكبير حيث الكل يتكلم ولا أحد يشتري أو يسمع إنه صراع بين عدة إديولوجيات حاولت قتطف ثمار الثورة المحافظة والثورية القومية وراديكالتية وحتى الدينية فحالة الفوضى إستعادة ظهور تفكير وخطاب مجتمعي يفهم الوضعية ويقدم تصوراته للخروج منها فعلم اجتماع لم يكن ضرورة معرفية فحسب، بل كان مطلباً اديولوجياً أيضاً، فكونت يرى أنه هو الحل الوسط القادر على تجاوز تناقضات القوى المحافظة والقوى الثورية، أي التأليف بصورة إيجابية ان الفلسفة الوضعية التي أسسها كونت كانت دوافعها إديولوجية بحثة، والإيجابي يؤيد ويساند الأوضاع الاجتماعية والسياسية القائمة، حيث يعتبر التغيير تفكير شاذ ومرفوض فالتغيير الشامل للنسق الاجتماعي قضية غير مطروحة، والتقدم لا يتم عن طريق النقد والصراع الطبقي والنشاط الثوري، بل عن طريق التوفيق بين الاتجاهات والطبقات المتسارعة. فالإصلاح حسب الفلسفة الوضعية سيتم وفق الخطة التي يحددها الساسة. فالوضعية الكونتية تستمد مسلمات وقضايا تذكيرها مباشرة من فلسفة التنوير. جذورها تمتد من موقفها العدائي من الاديولوجيات الثالثة الرئيسية التي كانت سائدة في عصرها وهي الليبرالية الاشتراكية والشيوعية محاولة الحد من انتشارها فكانت فلسفة كونت الوضعية في الكثير من الأسس التي قامت عليها محاولة للرد على تلك الاديولوجيات التي لا تؤدي حتى وجهة نظره إلى الا الصراع والتفكك والانقسام. ويؤكد كونت تمسكه بالإديولوجية الرأسمالية والتي هي أفرزطبيعي للفلسفة الوضعية لأن المجتمع الإنساني يعيش على التنظيم أكثر مما يعيش على الإديولوجية وإن أفضل صورة لحياة اقتصادي وسياسية هي الرأسمالية وبالذات الرأسمالية الأوروبية وبالتالي هي بنظره تتويج لتاريخ تطور إنساني ولمواجهة مشكلة الصراع الطبقي والصراع بين الأحزاب المحافظة والتقديمية حاول كونت أن يثبت إمكانية التوفيق وتحقيق التكامل بين الجوانب الثابتة والحركية للمجتمع كما سبق وذكرنا بين النظام والتقديم التغيير في مقابل المنهج الماركيسي الجدلي قدم كونت الوضعية والمنهج الوضعيان النظرية السوسيولوجية التي بدأت تتشكل صورتها مع وضعية كونت ليست سوى تعبير بين الإديولوجية الوضعية المنبثقة عن واقع المجتمع الفرنسي بعد الثورة. من الرجوع إلى المناخ الاجتماعي والثقافي الذي عايشه وإلى تاريخه والفروض الخلفية الموجهة لفكره. فالسوسيولوجيا الوضعية هدفها التحكم والسيطرة انطلاقا من النظريات العقلانية التي تكشفها حول المجتمع وهذه المعرف السوسيولوجية الوضعية هي المحرك وموجه للإصلاح الاجتماعي. ان النضرية السيولوجية الوضعية ليست سوى تعبير عن الإديولوجية الوضعية المنبثقة من واقع المجتمع الفرنسي بعد الثورة التي استهدفت الوقوف أمام فلسفات العصر التنوير وفلسفات الثورية حيث يؤكد كونت هذا الاختيار الإديولوجي والحزم للنظرية الوضعية. فلولا لما أمكن أن توجد نظرية تتقدم ولما أمكن تبعا لذلك أن يوجد العلم الاجتماعي. لما أمكن أن توجد نظرية التقدم ولما أمكن أن يوجد العلم الاجتماعي ولما أمكن أن توجد الفلسفة الوضعية فالفلسفة الوضعية حسب ماركيوز تلزم المفكر الاجتماعي بموقف غير نقدي في مواجهة الوضع القائم وبالتالي موفق سياسي محافظ لا يمكن اعتباره بأي حال حيادي وبذلك تتحول منهج الوضع العقلاني إلى معول إيديولوجي حاول كونت من خلاله اقصاء الجماهير عن إدارة المجتمع وتنظيمه وعن رسم السياسة العليا له على أساس أن هذه الوظيفة هي وظيفة علماء الاجتماع وخبراء التنظيم فهذه الصفوة العلمية هي السلطة النهائية القادرة على رسم الطريق الصحيح لتحسين حالة أبناء طبقات الدنيا وذهب حتى إلى أنه ليس من حق الجماهير التساؤل عن أشياء تعلو قدراتهم ومؤهلاتهم ان السيولوجية الوضعية للكونتية اعتمدت بشكل جلي على مقدمات اديولوجية وهذا بالطبع لا يمثل تناقضاً مع ابستيمولوجيته ومنهجته فحسب بل جاء حتمية لها فالمنهج الوضعي التجريبي يستعمل بوضوح وصرامة كهدف اديولوجية لتهديم اغالط تفكير غير العلمي جميعها وكان كونت يهدف كفيلوسف الى غرس اعقلية لا تفكر باصلاحات غير علمية وترفض قضايا اللاهوت التقليدي والميتافيزيقي بكل بساطة على أساس أنها غير علمية. إنها ليست آدات معرفية بقدر ما هي آدات إيديولوجية. فذات المنظرة السوسيولوجية الوضعية اختارت الإيديولوجية كموضوع ترى من خلاله بقية المواضيع والظواهر الاجتماعية الأخرى، حتى وإن لم تكن حسية أخلاقية تبريرية مصلحية. جاءت النظارية السوسيولوجية الوظيفية مع إيميل دوركايم تطبيقاً لفلسفة الأستاذ الوضعية. لكن دوركايم استطاع أن ينقل النظرية السوسيولوجية من مجرد فلسفات اجتماعية حول المجتمع. إن النظرية لها موضوعها الممثل في الظواهر الشيئية ومنهجها الخاص، فدوركايم استطاع أن يضع الإديولوجيا المحافظة ضد الثورية في سياق تنظيري مستخدماً منهجياً العقلانية البرهنة على صحة أهدافه الإديولوجية. فمشاكل المجتمع الفرنسي في عصره جعلته يهتم بمشكلة النظام العام وطبعت نظريته بطابع المحافظ فمن خلال مناخ فكري اجتماعي خاص وظروف مجتمعية شهدتها فرنسا انذاك دفعت بعض الدارسين القول بأن فهم علم اجتماع عند دوركايم شأنه وشأن غيره لمن عصره يجب ان يبدأ من تحليل علاقته بالفكر الاشتراكي والحركة الاشتراكية التي سادت في عصره فرفض دوركيم الاديولوجيا الماركسية يعبر عن الموقف الناشئة اصلا عن عدائه لمبدأ حتمية صراع الطبقي في المجتمع وقدما بدلا من أن يتقبل فكرة المجتمع والتغيير الاجتماعي الذي تسلم بوجود طبقات الصراع بينه وضع نظريته المشهورة عن التماسك العضوي الذي يميز المجتمع الحديث فكان دائما يحاول إقامة نموذج للمجتمع والتغيير يختلف كلية عن النموذج الماركيسي بل ويناقضه تماما. كما عمل جاهدا لإنشاء فلسفة وضعية إيجابية بنائية تعارض الفلسفة السلبية النقدية. إن النظرية السيولوجية الوظيفية كانت الغطاء العلمي الإديولوجيا المحافظة التي حاول دوركايم تبريرها فكان يقوم بصياغة مشكلات العصر الذي عاش فيه على هيئة فروض يحاول التحقق منها. إن دوركايم يتبع هذا المسار على المستوى النظري وعلى المستوى السياسي وذلك من خلال الانتزام في السياسة التربوية تعليمية وأخلاقية في الجبهورية. وبذلك ومن خلال نظرية الوظيفية خان دوركايم مبادءه التي روج لها فقد أكد على استحالة الوصول إلى الحقيقة الموضوعية أو إقامة عن اجتماع ما لم يستطع هذا الاخر والوقوف فوق كل انتماء سياسي. لكنه فشل في التعرف على حقيقة بسيطة مفادها أن علم اجتماع الذي أقامه حسب القواعد منهجية صارمة كان علما منحازا وملتزما بقيم أخلاقية وسياسية ولو أنه طبق على علمه الاجتماعي نفس المعايير التي طالب الآخرين بمراعاتها لما كان لديه حق الصراع العالي الذي أسكت به الآخرينإن التحرر في كل فكرة سابقة هي المقولة التي تلخص الموقف الإديولوجي أو الدعائي للوضعية والوظيفية، فهي واحدة من مقومات الأسلوب العلمي، ولكنها مع الوضعية تفقد دلالتها المعرفية لتأخذ بعضاً إديولوجياً. فمعنى أن نتحرر من كل فكرة سابقة وأن نعتبر الظواهر الاجتماعية أشياء ندرسها كأشياء، معناه أن نسد الطريق أمام كل تفكير خارجي مهما كان مصدره ذاتياً أو دينياً في فهم الظواهر الاجتماعية. اقصاء كل معرفة اجتماعية لا تقوم على الحس وحده وكل تفكير ديني بما في ذلك الوحي نفسه ويعتبر تذكيرا داخليا استنباطيا وخارجا من دائرة العلم وليس الا ضربا من الخيال. ان النضرية السوسيولوجية للفعل الاجتماعي والتي حاول ماركس فيبر من خلالها فهم المشكلات الاجتماعية المعاصرة له بألمانيا فقد تكونت من خلال حواره مع طيف ماركس حاله حال كونت و دوركايم اذ عاشا ظروفا تاريخيا مشابهة في ظروف نمو الحضارة الغربية وما صاحب هذا النمو من المشكلات انعكست آثارها واضحة على النظم ومكونات المجتمع فالمنطلقات الاديولوجية واضحة عند فيبر حيث أنه يلقب من طرف زيلتن بماركس البرجوازي ويتجسد ذلك اكثر من خلال محافظة حياته الاجتماعية والعلمية، وفلقد كان من كبار النقاد خلال الحرب العالمية الأولى في المسائل السياسية والاقتصادية. لقد تميزت أفكاره السياسية بنزعة تحريرية تعكس الجو السائد في حياته الأسرية. نقول أن حياة فيبر انقسمت قسم عادل بين العلم والسياسة. إن نظرية الفعل الاجتماعي نبهت أهمية فهم المعنى الداخلي لأفعال اجتماعية. ويستعمل فيبر للوصول للمعنى الحقيقية لتلك الأفعال من فهم القيم، ولديها دور حاسم للوصول للحقيقة العلمية. فالواقع كما يراه على غرار المذهب الكانطي المحدث لا نهائي مجهول. وحل هذه المعضلة يتمثل في انتقاء أجزاء من الواقع حسب اهتمامنا التي تتحدد استناد الى القيم التي تحملها او تنتمي اليها. في الواقع هذا هو الدور الوحيد الذي يمكن أن تقوم به القيم، فبانتهاء هذه الخطوة يجب علينا أن نضعها جانباً ونباشر التفسير السببي العلمي الذي ليس فيه للقيم دور إطلاقاً. وطبعاً لابد علينا من التزام قيمة وحيدة علمية هي البحث عن الحقيقة، بل إن النتيجة النهائية يجب أن تكون متعلقة بأحكام الوقائع بينما يتم كبث الأحكام القيمية. إن هذا في رأينا مجرد تمويه لحكم قيمي في شكل مطلب منهجي. يوضح جولدنر سبب تركيز فيبر على العوامل الدينية والقيمية كمنطق لفهم بناء المجتمع ونظمه وعلاقاته وتغييره كان يستهدف في المجال الأول دحض الماركيسية التي تحاول إرجاع حركة المحتجين أو المذهب البروتستانتي إلى طبيعة التغييرات الاقتصادية داخل المجتمع الاروبي فأهمية النظام الديني عند زيبر يظهر من خلال ما يتمخص عنه من توجيهات قيمية كعامل فعال في تحديد طبيعة النظام الاقتصادي داخل المجتمع. على عكس تماما من النظارية الماركيسية التي ترى الدين والقيم والأفكار والفلسفات والإيديولوجيات ليست سوى عناصر البناء العلوي للمجتمع. ذلك الذي يتشكل من خلال بناء الأساسي المجتمع أو علاقات إلانتاج. ان الاديولوجية القومية واضحة من أعمال فيبر، والتي كان لها أثر سلبي على رؤيته للحقيقة، وشوهت تصوره الكثير من القضايا، مثل قضية الأخلاق البروتستانسية، وقد وصل به الجنون القومي إلى الترحيب بالحرب العالمية الأولى، وعتبر أن هذه الحرب عمل عظيم ورائع، بل أنه دفع عن حق ألمانيا في احتلال بعض المناطق، وحتى دعوته إلى نظرية سوسيولوجية متحررة من القيم. لا يبرز حرص هذا الأخير على استقلالية الجامعة والعلم من الأهواء، بل أنه يؤكد على سبب آخر هام يتمثل في الدفاع عن الدولة ومؤازرتها من خلال منع علماء من التدخل في سياسة من التطاحن الفئوي وتصادم القيم. ان لنظرية السوسيولوجية الماركسية لا تخفي أهدافها الإديولوجية التي واجهت بها الآلة البرجوازية الجشعة والمتسلطة فلقد ظهرت الماركسية كنتيجة حتمية لرفع الضم وحل صراعات الفكر الطبقي وتصفية أسباب الاضطرابات السياسية بانتقادها لأسس كلاسيكية الاقتصاد السياسي لتحقيق العدل الاجتماعي باستنادها لحتمية الحل الديموقراطية في توزيع لثروة من خلال المادية الجدلية كأرضية فلسفية للبرهنة على ميكانيزمات التغيير الذي ينبغي أن يفهم في ضوء المراحل الثلاثة الأولية إثبات الموضوع، ثم تصالح الأضداد او مركب الموضوع، وتستمر العملية الجدلية عند هذا المستوى بصراعات جديدة وتوافقات جديدة تتسم بها العملية التاريخية دائما برز ماركس انتقال المجتمعات في نظريته المادية التاريخية فهي تنسم إلى نزعة حتمية اقتصادية التي تذهب إلى أن العامل الاقتصادي هو المحدد الأساسي لبناء المجتمع وتطوره وهذا العامل الذي يتكون من وسائل الإنتاج يحدد النظام الاجتماعي للإنساج، هذا يعني العلاقات التي ينبغي على الناس أن يدخلوا فيها، وأن هذا التنظيم الاقتصادي يتشكل من التنظيم السياسي والقانوني والديني والفلسفي والادبي والعلمي والاخلاقي ذاته فالمجتمع الأوروبي المتحرر يتكون وفق التقسيم الماركيسي من طبقتين، تمثل إحداهما نظام الإنتاج البائد، بينما الثانية هي نظام آخر في التكوين. والصراع الطبقي هو الوسيلة التي تنقل المجتمع من مرحلة إلى أخرى. واتبع هذا المنطق الجدلي في تحليله للمجتمع الغربي المعاصر الذي دعاه بالمجتمع الرأسمالي. والمنقسم إلى طبقتين، طبقة البرجوازية أو المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا العمال. والصراع حتا لا مفر منه سوف يؤدي من خلال الوعي الطبق والعملى العسكري إلى تدمير النظام الموجود ليرثه النظام الاشتراكي الذي يتميز بالملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ان تحليل النظرية الماركسية يبين أنها تبحث عن الحقيقة فلسيولوجية في باطن الطبقة. فكيف تتحقق الموضوعية؟ ولذلك يبدو جليا أن النظرية الماركسية هي نظرية ثورية تمثل مصالح البروليتاريا ثم أنها تقف إلى جانب الفكر البلوريتاري وحده. فالماركسية إيديولوجيا بالمعنى الشمولي للكلمة. فهي في الوقت الذي تستخدم المنهج المادي الديالكتيتي للكشف عن مواقع محددة تمثل جوهر النظام الرأسمالي. فائض القيمة الربح البضاعة التناقض الأساسي وتناقضات ثانوية فإنها تسعى وراء مشروع سياسي كبير بناء عالم شيوعي خالي من القهر الطبقي والسياسي والاجتماعي بناء علاقات إنسانية حرة جديدة وبعيدة عن الاستغلال. والذي يؤكد هذا مبدأ حزبية الإلتزام الإديولوجي اللينينية الذي تسترشد به الأحزاب الماركسية اللينينية هو سلاح حاد لا بدل له في الصراع ضد التحريفية المعاصرة ان الموضوع الإنساني والاجتماعي على عكس الموضوع الطبيعي موضوع مزدوج، يهتم المفكرون منذ نشأة الإجتماع والانتشار الإديولوجية الماركسية، سابقيهم بجهل القوانين الوضعية التي تسير عليها المجتمع. إلى أن هذه النظرية تتغير جذريا عندما نلاحظ أن المقاربة السوسيولوجية تغيب مسألة إضفاء المعنى وتسقط في فخ وهم الواقعية. الذي يحسر الواقع في مجموعة من الممارسات الخالية المرجعية التي تؤسسها. ويسترسلAcovn قائلا يفكر أعضاء أي مجتمع كان حول ذاته انطلاقا من أسطورة إديولوجية نشأته إن الأسطورة ليست تاريخيا ميتا وضع قصد تلبية رغبة السماع إلى القصة الخيالية أو على كيان إجتماعي الحالي. إن الحرص على وصف ظروف نشأة المجتمع يدل على أهمية كاملة السؤال. ذلك ما حدث بالنسبة لنظرية العقل الاجتماعي. إذا االجوء إلى أسطورة ايديولوحية نابغة من العقل، الإنسان يدل على العجز الذي وصل إليه التنظير إنها المعضلة المعرفية التي يتخبط فيها علم الاجتماع الوضعي أثر توهمه بإمكانية الوصول إلى حقائق نشأة المجتمع. إن المستوى الخارجي من التحليل الإبستيمولوجي والذي تتبع حوار الحادث بين الذات والموضوع، يظهر أن نظرية فسيولوجية متورطة من خلال أوادها حتى نخاع في التوظيفات وتبريرات إديولوجية، بل أنه من غير ممكن تكون تلك النظريات تاريخيا ومعرفيا إلا بالانتباه للبعد الإديولوجي الذي كان المنطق والمنتهي من النظرية السوسيولوجية الوضعية. فابعتبارظواهر المجتمع كموضوع لتلك النظرية يدرك من خلال الرؤية الإيديولوجية المسبقة للذات المنظرة بالتالي فهي تبحث عن عناصر غير قابلة للملاحظة الحسيئة التي تفرضها المنظمة الفلسفية الغربية ومن خلالها المنهج الوضعي.
شروط الحسية وإستحالة رأي الموضوع الإديولوجي لحسي :
يقول دايلي إن الفلاسفة كما علماء الاجتماع يعملون أولا على قاعدة رأيهم خاصة للعالم إن الحي يعرف الموت لكن لا يصدق أن يفهمه يمكن أن يقدم رأي ميردال الذي يقول لا يوجد شكل آخر لدراسة الواقع الاجتماعيتغير دراستهم من وجهة نظر المثل الإنسانية، فالعلم الاجتماعي الغيري الخالي من المصلحة لم يوجد أبداً ولا يمكن أن يوجد منطقية ومثل مجال القيمة لمفاهيمنا الرئيسية. مصلحتنا في هذه القضية ويعطي الاتجاه لأفكارنا والمغزى لإستنزاجاتنا، فهو أي مجال القيمة يطرح القضايا ويقدم لها الأجوبة بآن واحد. يؤكد ألكس إنكليز أن أغلب علماء الاجتماعي يصدرون في دراستهم عن نماذج تحولت لديهم الى توجيهات ايديولوجية ملزمةإن النظرية السيولوجية في فرنسا وألمانيا تظهر نشوء اتجاهات وطنية حقيقية مرتبطة بخصوصية مجتمعات من وطنية. فقد كان علم اجتماع الفرنسي منذ بدايته خاضعا ولا يزال حتى اليوم المؤثر التوجيهي النظري المتعلقة بالتكامل الاجتماعي والسياسي.فسيطرة فلسفة الوضعية في علم الاجتماع الفرنسي نجد تفسيرها ببساطة من خلال تاريخ العلاقة بين علم اجتماع الدولة الجمهورية في فرنسا.والتزام علماء الاجتماع بالدولة إن الجمهورية ثالثةهي مرحلة إعداد اجتماع العلم الاجتماعي الوضعاني الذي أصبح أحد الأعمد النظرية والإديولوجية الجمهورية الثالثة. إن علم اجتماع ملتزم في عملية بناء هذه الجمهورية.علم الإجتماع أصبح علماً قائماً في النظام الجمهوري الجديد وعلماً للجمهورية من جهة أخرى.الوضع الاجتماعي في فرنسا أثر بعمق على النظرية الاجتماعية في ألمانيا. إن الأعمال التي تندرج في إطار هذه المقاربة والنظرية غالباً ما تكون إديولوجياً. المنظرون في علم اجتماع يعالجون المجتمع الذي ينتمون إليه، فإن رؤاهم للعالم تحضر في تحليلاتهم كما في نظرياتهم. إن عالم اجتماع حر لو كان مشاهداً عن بعد، إلا أنه يبقى متوارطاً عن وعي في المجتمع. إن النظرية كما رؤية العالم موجهتان نحو المستقبل وتساؤلات حول معنى الأعمال، وكذلك حول معنى الموجودات في إطار تاريخ.المشكل الذي يعيق عن اجتماع عن بلوغة المصداقية العلمية المتحررة القائمة بذاتها لم يعد المنهج والأدوات ولا حتى المفاهيم إنما الذي يعوق هو عدم تخليص من النزعة الذاتية العقائديةوبالتالي، كما يقول آلاند تورين، لا يمكن لنظرية السوسيولوجيا أن تفرض نفسها إلا عندما يضمحل صوت الإديولوجية السائلة، وفيما عاد ذلك يظل مضايقا ومنفيا، وحتى تحليل المجتمع لا يسعه إلى أن يكون مجرد تعليق على التفسير الرسمي.ان تأثر الذات المنظرة السيولوجية بالبعد الإديولوجي وإعادة إنتاجية يتجلى في عدة أمثلة تاريخية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مسييرة من قبل أحد المتخصصين في العلوم الاجتماعية وهو الأستاذ كسنجر متخرج من جامعة هارفردوإن الإديولوجية المهيمة للعلوم الاجتماعية والمنتشرة بشكل واسع في الولايات المتحدة وعلى مساحات واسعة من العالم تستند إلى دراسة موضوعية للواقعات الاجتماعية وقائمة باسم علم يزعم الحياة. وعلى نتائج تكون رهن إشارة الجميع بشكل ديمقراطي. فالذات المنظرة السوسيولوجية تعاملت مع العوائق التي حملتها المنظومة الفلسفية الغربية عند النشأة. ويوضح ذلك السوسيولوجي نسبت في قوله إن المفاهيم الأساسية لعلم الاجتماع خلال مرحلة نشأته الأولى صدرت كرد للإديولوجيات التي تضمنتها فلسفة عصر الاستنارة والتي كانت تعلى من قدر الإنسان والفردية والعلمانية والعقلية. وبذلك وبحكم أن معظم واضعي حجر أساسي للاجتماع الغربي كونت سان سيمون الذين عملوا على تطوير منهجه أو مناهجه العلمية دوركايم باريتو فيبر بارسونزينتمون إلى نفس الإطار المعرفي والفكر والفلسفي لقد اجتهدت المنظومة الفلسفية الغربية ومن بعدها وتطبيق لمسلماتها النظرية السوسيولوجية الغربية على اختزال المنهج العلمي في عناصره التجربية والحسية.وهدفت إلى مقاومة كل تفكير يخرج عن دائرة الحس سواء كان تفكيراً دينياً أو متافيزيقياً أو عقلياً فهي لا ترى المنطق السليم سوى في المعرفة الواقعية المنتزعة من الحس. إنها تستهل التجربة كآدات إديولوجية لسد الطريق أمام تفكير الديني الذي قامت على إنقاضه تبيانا لبرهان تناقص المنظومة الفلسفية الغربية في مستوها الحسي المتعلق أساساً بالإديولوجية. نحاول إظهار ذلك من خلال أعمال الاكبري للمنضرين السوسيولوجين كونت، دوركايم ، وفيبر وماركس كان لاحتكاك أوكيست كونت مع الفيلسوف سان سيسمون تأثير عميق في تشكيل خياراته الفلسفية الإديولوجية حيث اتجه كونت نحو الإديولوجية المحافظة والتي ظهرت من خلال كتاباته لنظام السياسة الوضعية، دروس في فلسفة الوضعية. ففلسفة أوكيست كونت غير الرافضة للدين كانت أساس المذهبية الوضعية. وفلسفة كارل ماركس الرافضة للدين كانت حقيقة مستلهمة من كثير من المعاني الواردة في الديانة اليهودية وكانت أساساً المذهبية المادية ففي فرنسا متحرر حديثاً من اللاهوت الكنيسي لم تستطع تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي وعدت به ثورتها فكان الوضع يشبه السوق الكبير حيث الكل يتكلم ولا أحد يشتري أو يسمع إنه صراع بين عدة إديولوجيات حاولت قتطف ثمار الثورة المحافظة والثورية القومية وراديكالتية وحتى الدينية فحالة الفوضى إستعادة ظهور تفكير وخطاب مجتمعي يفهم الوضعية ويقدم تصوراته للخروج منها فعلم اجتماع لم يكن ضرورة معرفية فحسب، بل كان مطلباً اديولوجياً أيضاً، فكونت يرى أنه هو الحل الوسط القادر على تجاوز تناقضات القوى المحافظة والقوى الثورية، أي التأليف بصورة إيجابية ان الفلسفة الوضعية التي أسسها كونت كانت دوافعها إديولوجية بحثة، إنها تعني الإيجابية، والإيجابي يؤيد ويساند الأوضاع الاجتماعية والسياسية القائمة، حيث يعتبر التغيير تفكير شاذ ومرفوض فالتغيير الشامل للنسق الاجتماعي قضية غير مطروحة، والتقدم لا يتم عن طريق النقد والصراع الطبقي والنشاط الثوري، بل عن طريق التوفيق بين الاتجاهات والطبقات المتسارعة. فالإصلاح حسب الفلسفة الوضعية سيتم وفق الخطة التي يحددها الساسة. فالوضعية الكونتية تستمد مسلمات وقضايا تذكيرها مباشرة من فلسفة التنوير.جذورها تمتد من موقفها العدائي من الاديولوجيات الثالثة الرئيسية التي كانت سائدة في عصرها وهي الليبرالية الاشتراكية والشيوعية محاولة الحد من انتشارها فكانت فلسفة كونت الوضعية في الكثير من الأسس التي قامت عليها محاولة للرد على تلك الاديولوجيات التي لا تؤدي حتى وجهة نظره إلى الا الصراع والتفكك والانقسام.ويؤكد كونت تمسكه بالإديولوجية الرأسمالية والتي هي أفرزطبيعي للفلسفة الوضعية لأن المجتمع الإنساني يعيش على التنظيم أكثر مما يعيش على الإديولوجية وإن أفضل صورة لحياة اقتصادي وسياسية هي الرأسمالية وبالذات الرأسمالية الأوروبية وبالتالي هي بنظره تتويج لتاريخ تطور إنساني ولمواجهة مشكلة الصراع الطبقي والصراع بين الأحزاب المحافظة والتقديمية حاول كونت أن يثبت إمكانية التوفيق وتحقيق التكامل بين الجوانب الثابتة والحركية للمجتمع كما سبق وذكرنا بين النظام والتقديم التغيير في مقابل المنهج الماركيسي الجدلي قدم كونت الوضعية والمنهج الوضعيان النظرية السوسيولوجية التي بدأت تتشكل صورتها مع وضعية كونت ليست سوى تعبير بين الإديولوجية الوضعية المنبثقة عن واقع المجتمع الفرنسي بعد الثورة. من الرجوع إلى المناخ الاجتماعي والثقافي الذي عايشه وإلى تاريخه والفروض الخلفية الموجهة لفكره.فالسوسيولوجيا الوضعية هدفها التحكم والسيطرة انطلاقا من النظريات العقلانية التي تكشفها حول المجتمع وهذه المعرف السوسيولوجية الوضعية هي المحرك وموجه للإصلاح الاجتماعي.ان النضرية السيولوجية الوضعية ليست سوى تعبير عن الإديولوجية الوضعية المنبثقة من واقع المجتمع الفرنسي بعد الثورة التي استهدفت الوقوف أمام فلسفات العصر التنوير وفلسفات الثورية حيث يؤكد كونت هذا الاختيار الإديولوجي والحزم للنظرية الوضعية. فلولا لما أمكن أن توجد نظرية تتقدم ولما أمكن تبعا لذلك أن يوجد العلم الاجتماعي.لما أمكن أن توجد نظرية التقدم ولما أمكن أن يوجد العلم الاجتماعي ولما أمكن أن توجد الفلسفة الوضعية فالفلسفة الوضعية حسب ماركيوز تلزم المفكر الاجتماعي بموقف غير نقدي في مواجهة الوضع القائم وبالتالي موفق سياسي محافظ لا يمكن اعتباره بأي حال حيادي وبذلك تتحول منهج الوضع العقلاني إلى معول إيديولوجي حاول كونت من خلاله اقصاء الجماهير عن إدارة المجتمع وتنظيمه وعن رسم السياسة العليا له على أساس أن هذه الوظيفة هي وظيفة علماء الاجتماع وخبراء التنظيم فهذه الصفوة العلمية هي السلطة النهائية القادرة على رسم الطريق الصحيح لتحسين حالة أبناء طبقات الدنيا وذهب حتى إلى أنه ليس من حق الجماهير التساؤل عن أشياء تعلو قدراتهم ومؤهلاتهم ان السيولوجية الوضعية للكونتية اعتمدت بشكل جلي على مقدمات اديولوجية وهذا بالطبع لا يمثل تناقضاً مع ابستيمولوجيته ومنهجته فحسب بل جاء حتمية لها فالمنهج الوضعي التجريبي يستعمل بوضوح وصرامة كهدف اديولوجية لتهديم اغالط تفكير غير العلمي جميعها وكان كونت يهدف كفيلوسف الى غرس اعقلية لا تفكر باصلاحات غير علمية وترفض قضايا اللاهوت التقليدي والميتافيزيقي بكل بساطة على أساس أنها غير علمية. تلك هي حقيقة التجربة، ففي النزعة الوضعية، إنها ليست آدات معرفية بقدر ما هي آدات إيديولوجية. فذات المنظرة السوسيولوجية الوضعية اختارت الإيديولوجية كموضوع ترى من خلاله بقية المواضيع والظواهر الاجتماعية الأخرى، حتى وإن لم تكن حسية أخلاقية تبريرية مصلحية.جاءت النظارية السوسيولوجية الوظيفية مع إيميل دوركايم تطبيقاً لفلسفة الأستاذ الوضعية. لكن دوركايم استطاع أن ينقل النظرية السوسيولوجية من مجرد فلسفات اجتماعية حول المجتمع. إن النظرية لها موضوعها الممثل في الظواهر الشيئية ومنهجها الخاص، التفسير ومفاهيمها المبتكرة، تقسيم العمل، انتحار والدين. فدوركايم استطاع أن يضع الإديولوجيا المحافظة ضد الثورية في سياق تنظيري مستخدماً منهجياً العقلانية البرهنة على صحة أهدافه الإديولوجية.فمشاكل المجتمع الفرنسي في عصره جعلته يهتم بمشكلة النظام العام وطبعت نظريته بطابع المحافظ فمن خلال مناخ فكري اجتماعي خاص وظروف مجتمعية شهدتها فرنسا انذاك دفعت بعض الدارسين القول بأن فهم علم اجتماع عند دوركايم شأنه وشأن غيره لمن عصره يجب ان يبدأ من تحليل علاقته بالفكر الاشتراكي والحركة الاشتراكية التي سادت في عصره فرفض دوركيم الاديولوجيا الماركسية يعبر عن الموقف الناشئة اصلا عن عدائه لمبدأ حتمية صراع الطبقي في المجتمع وقدما بدلا من أن يتقبل فكرة المجتمع والتغيير الاجتماعي الذي تسلم بوجود طبقات الصراع بينه وضع نظريته المشهورة عن التماسك العضوي الذي يميز المجتمع الحديث فكان دائما يحاول إقامة نموذج للمجتمع والتغيير يختلف كلية عن النموذج الماركيسي بل ويناقضه تماما. كما عمل جاهدا لإنشاء فلسفة وضعية إيجابية بنائية تعارض الفلسفة السلبية النقدية.إن النظرية السيولوجية الوظيفية كانت الغطاء العلمي الإديولوجيا المحافظة التي حاول دوركايم تبريرها فكان يقوم بصياغة مشكلات العصر الذي عاش فيه على هيئة فروض يحاول التحقق منها. إن دوركايم يتبع هذا المسار على المستوى النظري وعلى المستوى السياسي وذلك من خلال الانتزام في السياسة التربوية تعليمية وأخلاقية في الجبهورية. وبذلك ومن خلال نظرية الوظيفية خان دوركايم مبادءه التي روج لها فقد أكد على استحالة الوصول إلى الحقيقة الموضوعية أو إقامة عن اجتماع ما لم يستطع هذا الاخر والوقوف فوق كل انتماء سياسي.لكنه فشل في التعرف على حقيقة بسيطة مفادها أن علم اجتماع الذي أقامه حسب القواعد منهجية صارمة كان علما منحازا وملتزما بقيم أخلاقية وسياسية ولو أنه طبق على علمه الاجتماعي نفس المعايير التي طالب الآخرين بمراعاتها لما كان لديه حق الصراع العالي الذي أسكت به الآخرينإن التحرر في كل فكرة سابقة هي المقولة التي تلخص الموقف الإديولوجي أو الدعائي للوضعية والوظيفية، والمقولة ليست خاطئة في أساسها، فهي واحدة من مقومات الأسلوب العلمي، ولكنها مع الوضعية تفقد دلالتها المعرفية لتأخذ بعضاً إديولوجياً. فمعنى أن نتحرر من كل فكرة سابقة وأن نعتبر الظواهر الاجتماعية أشياء ندرسها كأشياء، معناه أن نسد الطريق أمام كل تفكير خارجي مهما كان مصدره ذاتياً أو دينياً في فهم الظواهر الاجتماعية.اقصاء كل معرفة اجتماعية لا تقوم على الحس وحده وكل تفكير ديني بما في ذلك الوحي نفسه ويعتبر تذكيرا داخليا استنباطيا وخارجا من دائرة العلم وليس الا ضربا من الخيال. ان النضرية السوسيولوجية للفعل الاجتماعي والتي حاول ماركس فيبر من خلالها فهم المشكلات الاجتماعية المعاصرة له بألمانيا فقد تكونت من خلال حواره مع طيف ماركس حاله حال كونت و دوركايم اذ عاشا ظروفا تاريخيا مشابهة في ظروف نمو الحضارة الغربية وما صاحب هذا النمو من المشكلات انعكست آثارها واضحة على النظم ومكونات المجتمع فالمنطلقات الاديولوجية واضحة عند فيبر حيث أنه يلقب من طرف زيلتن بماركس البرجوازي ويتجسد ذلك اكثر من خلال محافظة حياته الاجتماعية والعلمية، وفلقد كان من كبار النقاد خلال الحرب العالمية الأولى في المسائل السياسية والاقتصادية. لقد تميزت أفكاره السياسية بنزعة تحريرية تعكس الجو السائد في حياته الأسرية. لكل هذه الأسباب، نقول أن حياة فيبر انقسمت قسم عادل بين العلم والسياسة. إن نظرية الفعل الاجتماعي نبهت أهمية فهم المعنى الداخلي لأفعال اجتماعية. ويستعمل فيبر للوصول للمعنى الحقيقية لتلك الأفعال من فهم القيم، ولديها دور حاسم للوصول للحقيقة العلمية. فالواقع كما يراه على غرار المذهب الكانطي المحدث لا نهائي مجهول. تستحيل معرفته في كليته. وحل هذه المعضلة يتمثل في انتقاء أجزاء من الواقع حسب اهتمامنا التي تتحدد استناد الى القيم التي تحملها او تنتمي اليها. في الواقع هذا هو الدور الوحيد الذي يمكن أن تقوم به القيم، فبانتهاء هذه الخطوة يجب علينا أن نضعها جانباً ونباشر التفسير السببي العلمي الذي ليس فيه للقيم دور إطلاقاً. وطبعاً لابد علينا من التزام قيمة وحيدة علمية هي البحث عن الحقيقة، ليس هذا فقط، بل إن النتيجة النهائية يجب أن تكون متعلقة بأحكام الوقائع بينما يتم كبث الأحكام القيمية. إن هذا في رأينا مجرد تمويه لحكم قيمي في شكل مطلب منهجي.يوضح جولدنر سبب تركيز فيبر على العوامل الدينية والقيمية كمنطق لفهم بناء المجتمع ونظمه وعلاقاته وتغييره كان يستهدف في المجال الأول دحض الماركيسية التي تحاول إرجاع حركة المحتجين أو المذهب البروتستانتي إلى طبيعة التغييرات الاقتصادية داخل المجتمع الاروبي فأهمية النظام الديني عند زيبر يظهر من خلال ما يتمخص عنه من توجيهات قيمية كعامل فعال في تحديد طبيعة النظام الاقتصادي داخل المجتمع. على عكس تماما من النظارية الماركيسية التي ترى الدين والقيم والأفكار والفلسفات والإيديولوجيات ليست سوى عناصر البناء العلوي للمجتمع. ذلك الذي يتشكل من خلال بناء الأساسي المجتمع أو علاقات إلانتاج.ان الاديولوجية القومية واضحة من أعمال فيبر، والتي كان لها أثر سلبي على رؤيته للحقيقة، وشوهت تصوره الكثير من القضايا، مثل قضية الأخلاق البروتستانسية، وقد وصل به الجنون القومي إلى الترحيب بالحرب العالمية الأولى، وعتبر أن هذه الحرب عمل عظيم ورائع، بل أنه دفع عن حق ألمانيا في احتلال بعض المناطق، وحتى دعوته إلى نظرية سوسيولوجية متحررة من القيم. لا يبرز حرص هذا الأخير على استقلالية الجامعة والعلم من الأهواء، بل أنه يؤكد على سبب آخر هام يتمثل في الدفاع عن الدولة ومؤازرتها من خلال منع علماء من التدخل في سياسة من التطاحن الفئوي وتصادم القيم.ان لنظرية السوسيولوجية الماركسية لا تخفي أهدافها الإديولوجية التي واجهت بها الآلة البرجوازية الجشعة والمتسلطة فلقد ظهرت الماركسية كنتيجة حتمية لرفع الضم وحل صراعات الفكر الطبقي وتصفية أسباب الاضطرابات السياسية بانتقادها لأسس كلاسيكية الاقتصاد السياسي لتحقيق العدل الاجتماعي باستنادها لحتمية الحل الديموقراطية في توزيع لثروة من خلال المادية الجدلية كأرضية فلسفية للبرهنة على ميكانيزمات التغيير الذي ينبغي أن يفهم في ضوء المراحل الثلاثة الأولية إثبات الموضوع، نقيض الموضوع أو النفي، ثم تصالح الأضداد او مركب الموضوع، وتستمر العملية الجدلية عند هذا المستوى بصراعات جديدة وتوافقات جديدة تتسم بها العملية التاريخية دائما برز ماركس انتقال المجتمعات في نظريته المادية التاريخية فهي تنسم إلى نزعة حتمية اقتصادية التي تذهب إلى أن العامل الاقتصادي هو المحدد الأساسي لبناء المجتمع وتطوره وهذا العامل الذي يتكون من وسائل الإنتاج يحدد النظام الاجتماعي للإنساج، هذا يعني العلاقات التي ينبغي على الناس أن يدخلوا فيها، وأن هذا التنظيم الاقتصادي يتشكل من التنظيم السياسي والقانوني والديني والفلسفي والادبي والعلمي والاخلاقي ذاته فالمجتمع الأوروبي المتحرر يتكون وفق التقسيم الماركيسي من طبقتين، تمثل إحداهما نظام الإنتاج البائد، بينما الثانية هي نظام آخر في التكوين. والصراع الطبقي هو الوسيلة التي تنقل المجتمع من مرحلة إلى أخرى. واتبع هذا المنطق الجدلي في تحليله للمجتمع الغربي المعاصر الذي دعاه بالمجتمع الرأسمالي. والمنقسم إلى طبقتين، طبقة البرجوازية أو المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا العمال. والصراع حتا لا مفر منه سوف يؤدي من خلال الوعي الطبق والعملى العسكري إلى تدمير النظام الموجود ليرثه النظام الاشتراكي الذي يتميز بالملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ان تحليل النظرية الماركسية يبين أنها تبحث عن الحقيقة فلسيولوجية في باطن الطبقة. فكيف تتحقق الموضوعية؟ ولذلك يبدو جليا أن النظرية الماركسية هي نظرية ثورية تمثل مصالح البروليتاريا ثم أنها تقف إلى جانب الفكر البلوريتاري وحده. ومن هنا كانت الماركسية متحيزة ثم إنها محتزية. فالماركسية إيديولوجيا بالمعنى الشمولي للكلمة. فهي في الوقت الذي تستخدم المنهج المادي الديالكتيتي للكشف عن مواقع محددة تمثل جوهر النظام الرأسمالي.فائض القيمة الربح البضاعة التناقض الأساسي وتناقضات ثانوية فإنها تسعى وراء مشروع سياسي كبير بناء عالم شيوعي خالي من القهر الطبقي والسياسي والاجتماعي بناء علاقات إنسانية حرة جديدة وبعيدة عن الاستغلال. والذي يؤكد هذا مبدأ حزبية الإلتزام الإديولوجي اللينينية الذي تسترشد به الأحزاب الماركسية اللينينية هو سلاح حاد لا بدل له في الصراع ضد التحريفية المعاصرة ان الموضوع الإنساني والاجتماعي على عكس الموضوع الطبيعي موضوع مزدوج، موضوع ذاتي داخلي، وموضوع خارجي عن العقل. يهتم المفكرون منذ نشأة الإجتماع والانتشار الإديولوجية الماركسية، سابقيهم بجهل القوانين الوضعية التي تسير عليها المجتمع. إلى أن هذه النظرية تتغير جذريا عندما نلاحظ أن المقاربة السوسيولوجية تغيب مسألة إضفاء المعنى وتسقط في فخ وهم الواقعية. الذي يحسر الواقع في مجموعة من الممارسات الخالية المرجعية التي تؤسسها. ويسترسلAcovn قائلا يفكر أعضاء أي مجتمع كان حول ذاته انطلاقا من أسطورة إديولوجية نشأته إن الأسطورة ليست تاريخيا ميتا وضع قصد تلبية رغبة السماع إلى القصة الخيالية أو على كيان إجتماعي الحالي.إن الحرص على وصف ظروف نشأة المجتمع يدل على أهمية كاملة السؤال. ذلك ما حدث بالنسبة لنظرية العقل الاجتماعي. إذا االجوء إلى أسطورة ايديولوحية نابغة من العقل، الإنسان يدل على العجز الذي وصل إليه التنظير إنها المعضلة المعرفية التي يتخبط فيها علم الاجتماع الوضعي أثر توهمه بإمكانية الوصول إلى حقائق نشأة المجتمع. إن المستوى الخارجي من التحليل الإبستيمولوجي والذي تتبع حوار الحادث بين الذات والموضوع، أي كيف تدرك الذات الموضوع. يظهر أن نظرية فسيولوجية متورطة من خلال أوادها حتى نخاع في التوظيفات وتبريرات إديولوجية، بل أنه من غير ممكن تكون تلك النظريات تاريخيا ومعرفيا إلا بالانتباه للبعد الإديولوجي الذي كان المنطق والمنتهي من النظرية السوسيولوجية الوضعية.فابعتبارظواهر المجتمع كموضوع لتلك النظرية يدرك من خلال الرؤية الإيديولوجية المسبقة للذات المنظرة بالتالي فهي تبحث عن عناصر غير قابلة للملاحظة الحسيئة التي تفرضها المنظمة الفلسفية الغربية ومن خلالها المنهج الوضعي. وكتحصيل منطقي تقرار نظرية في تناقض عندما تصل في نهاياته إلى عناصر غير محسوسة وغير قابلة للتجميع
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
الملف التعريفي هو بمثابة عرض تقديمي احترافي للشركة وأعمالها وأنشطتها وغالبًا ما يتضمن قصة مقنعة حول ...
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...
is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....
شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...
"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...
لقد حقق قسم بحوث المكافحة المتكاملة إنجازات متعددة تعكس دوره الحيوي في تطوير الزراعة المستدامة. يتمث...
Introduction Global warming is one of the most pressing environmental issues of our time. It refers ...
في إيطاليا، سبق عصر النهضة الأصلي "نهضة ما قبل النهضة" الهامة في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن...
لاحظات هامة: • لا تنقضي شركة التوصية البسيطة بوفاة أحد الشركاء الموصين (غير المتضامنين) أو بالحجر عل...
يطلق مصطلح الفن الإسلامي على جميع الفنون التي تم إنتاجها في البلدان التي كان الإسلام فيها هو الدين ا...
This rule places minimum responsibility on the seller, who merely has to make the goods available, s...