لخّصلي

يتناول النص ظهور النظام الدولي الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وظهور الولايات المتحدة كقوة مهيمنة. يشرح عوامل هذا الظهور، بدءًا من تغير العلاقات السوفياتية الأمريكية عام 1987، وتفكك الاتحاد السوفياتي، وانهيار النظام الشيوعي، و ضعف الاقتصاد السوفياتي وعجزه عن مواكبة التحديات الاقتصادية والتكنولوجية. ويُحدد النص خصائص هذا النظام الجديد، بالتأكيد على الهيمنة العسكرية الأمريكية، مُبرزًا زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وتدخلها العسكري في عدة مناطق. كما يوضح الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة من خلال دعمها للعولمة، وتشجيعها على إقامة التكتلات الاقتصادية، مُشيرًا إلى حجم اقتصادها الضخم وسيطرة الدولار الأمريكي. يُسلط النص الضوء على الهيمنة التكنولوجية الأمريكية، بإنتاجها الكبير في الصناعات التكنولوجية، واستثمارها الكبير في البحث العلمي. كما يُناقش المظهر الثقافي للهيمنة الأمريكية من خلال تصدير ثقافتها عبر وسائل الإعلام المختلفة. أخيرًا، يُحلل النص آثار النظام الدولي الجديد على العالم العربي، مُشيرًا إلى تدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول العربية، وتأثير ذلك على الأمن القومي العربي، ودعمها للكيان الصهيوني، ومحاولات تفتيت الدول العربية وإجهاض أي تقارب عربي.

1 عوامل ظهور النظام الدولي الجديد
بعد انهيار االتحاد السوفياتي ظهرت الواليات المتحدة االمريكية كقطب أحادي ،ومنذ
زيارة رئيس االتحاد السوفياتي " غورباتشوف" الى الواليات المتحدة األمريكية عام 1987م،
حدث تغير في العالقات السوفياتية األمريكية .
كما شهد االتحاد السوفياتي تفكك وحداته السياسية،وانفصال الكثير من القوميات عن
االتحاد السوفياتي ، وتراجع النظام الشيوعي ،إيذانا بانتهاء الحرب الباردة ووقف السباق عن
التسلح .

• ضعف االقتصاد السوفياتي ،وعجزه عن مواكبة التحديات االقتصادية، والثورة التكنولوجية .
  -2خصائص النظام الدولي الجديد:
  صرح الرئيس األمريكي جورج بوش في خطابه بتاريخ 29 جانفي 1991أن الواليات
  المتحدة األمريكية وحدها من بين دول العالم تمتلك من المستوى األخالقي من اإلمكانيات ما
  يكفي لخلق نظام دولي جديد ،ومن بين خصائص النظام الدولي الجديد:
  -1 الهيمنة العسكرية :
  بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 اتجهت السياسة األميركية الى مضاعفة قدراتها
  العسكرية لمواجهة اإلرهاب، وصرح رئيس الواليات المتحدة األمريكية بتاريخ
  2001/09/20 عن إستراتيجية أمنية لمحاربة اإلرهاب .
  وقد تضاعف حجم االنفاق العسكري األمريكي بعد أحداث سبتمبر،2001 ففي عام
  1997 كان االنفاق العسكري في حدود 259 ألف مليار لدوالر، وفي سنة 2000 وصل الى
  290 مليار دوالر، ليبلغ 379 مليار دوالر عام ،2003 و450 مليار دوالر خالل عام
  2007م، وبذلك تكون الواليات المتحدة األمريكية تنفق أكبر من باقي الدول التي تليها في مرتبة االنفاق العسكري على األبحاث وتطوير منظومة الدفاع العسكري ، والذي يقدر بــــ50
  بالمائة من االنفاق العالمي في المجال العسكري .
  وفي اطار مواجهة اإلرهاب تدخلت القوات األمريكية في عديد المناطق الساخنة في العالم في
  العراق وأفغانستان والصومال والسودان ....الخ .
  -2 الهيمنة االقتصادية:
  المالحظ في العصور السابقة حتى الحرب العالمية الثانية كانت الدول األقوى عسكريا
  هي األقوى اقتصاديا خاصة الدول التقليدية المهيمنة على النظام الدولي) فرنسا – بريطانيا
  ( ، لكن في القرن الحالي أصبحت الدولة التي تمتلك اقتصاد قوي تهيمن على السياسة
  الدولية.
  من هذا المنطلق ركزت الواليات المتحدة األمريكية على العولمة االقتصادية ودعم
  التبادل التجاري ،شجعت الواليات المتحدة على إقامة تكتالت اقتصادية إقليمية ، وتكتالت
  صغيرة على مستوى العالم الثالث لخدمة مصالحها .
  وأدركت الواليات المتحدة أهمية هذه التكتالت لتقوية مركزها السياسي ، ففي هذا
  الشأن تم انشاء تكتل شمال أمريكا الذي تأسس عام 1993م، وضم كل من و.م.أ،
  كندا،المكسيك ،ورغم أنه ضم ثالث دول في أمريكا الشمالية ، إال أنه يعد أكبر تكتل
  اقتصادي للتجارة الحرة في العالم .
  وبلغ الناتج النحلي األمريكي عام 2010 حوالي 14.66 تريليون دوالر ، وهو بذلك يمثل
  خمس الناتج العالمي الذي يصل الى 70 تريليون دوالر ، كما تجاوزت نسبة النمو
  األمريكي 2.9 .
  أما عن التجارة الخارجية فقد بلغت الصادرات 1.2 تريليون دوالر ،و1.9
  تريليون دوالر للواردات ، في حين بلغت 0.7 لكل من بريطانيا وفرنسا واليابان .
  ومن حيث العملة فإننا نجد الدوالر األمريكي يشكل العملة االحتياطية األولى في
  العالم حيث يستولي الدوالر على ثلثي احتياطات النقد الدولي ، وأكثر من 50بالمائة يتم
  صرفها بالدوالر األمريكي
  3المظهر التكنولوجي :
  تعد الواليات المتحدة األمريكية مهد الصناعات التكنولوجية الدقيقة والبيولوجية ، فقد
  بلغت عائداتها من الصناعات التقنية الحيوية أكثر من 50 مليار دوالر ، وهو يشكل 5
  أضعاف ما تحققه أوروبا ، وتهيمن عل 76 بالمائة من عائدات التقنية الحيوية .
  وتخصص الواليات المتحدة األمريكية ميزانية لتطوير البخت العلمي ، فحسب
  تقرير االستثمار العالمي الصادر عن هيئة األمم المتحدة عام ،2005 فإن الواليات
  المتحدة األمريكية تحتل المرتبة األولى عالميا من حيث االنفاق على البحث العلمي ، ثم وتبوأت الواليات األمريكية المراتب األولى في انتاج األجهزة والبرامج
  التكنولوجية ، الخاصة بالحاسوب وبرامجه ، وشبكات األنترنت ووسائط االتصال .
  وقد وظفت الواليات المتحدة األمريكية الثورة التكنولوجية والمعلوماتية لتطوير منظومتها
  العسكرية واألمنية .
  -3 المظهر الثقافي :
  لعبت السياسة الثقافية دور كبير في الدعاية األمريكية ، لتصدير القيم والثقافة
  األمريكية ،وتغلغلت الثقافة األمريكية عبر وسائل كثيرة روجتها الواليات المتحدة
  األمريكية ، كاإلنتاج السنيمائي ) هوليود(، كذلك الكتب والمجالت والموسيقى ...الخ.
  كما تمارس الواليات المتحدة األمريكية العولمة إلزالة الحدود ، ونشر الثقافة
  األمريكية عبر وسائل االتصال كاألنترنت والفيسبوكواألنستغرام وغيرها .
  -4أثار النظام الدولي الجديد على العالم العربي :
  برز النظام الدولي الجديد بزعامة الواليات المتحدة األمريكية بعد سقوط االتحاد
  السوفياتي ، وكان له انعكاس على المنطقة العربية ، وارتبط النظام الدولي الجديد بالعولمة
  وإزالة الحدود السياسية واالقتصادية والثقافية لتسهيل التبادل الحر، وتدفق رؤوس األموال
  واألشخاص والمعلومات دون قيود أو شرط .
  كما تدخلت الواليات المتحدة األمريكية في شؤون الدول بحجة القضاء على األنظمة
  االستبدادية واحالل النظم الديمقراطية ، والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل ـ كما حدت
  في العراق في الحرب الخليجية األولى والثانية ، وفي أفغانستان والصومال والسودان
  وغيرها من البلدان العربية واإلسالمية .


• إن حالة االنقسام والتصدع التي تشهدها اآلمة العربية ، والتناقضات السياسية واالجتماعية
  جعلت األمن القومي العربي مهددا في ظل الهيمنة األمريكية، وسعت هذه األخيرة لتقوية
  نفوذها في المنطقة العربية وإقامة القواعد العسكرية في الخليج العربي ) السعودية وقطر (


• وجود الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية ، والذي لقي الدعم العسكري والسياسي من
  الواليات المتخذة األمريكية ، مما يشكل تهديدا حقيقيا لألمن القومي العربي .


• أصبحت القضية الفلسطينية مهددة في ظل النظام الدولي ، فقد سارعت بعض العربية الى
  التطبيع مع الكيان الصهيوني بمباركة الواليات المتحدة األمريكية التي تسعى الى إقامة
  مصالح إستراتيجية وعالقات تعاون مع إسرائيل ،وبذلك تضمن الواليات الحفاظ على
  مصالحها اإلستراتيجية في المنطقة العربية .


• محاولة تغيير الخريطة السياسية للعالم العربي، وتفتيت الدول القطرية الى وحدات سياسية كما
  حدث مع السودان .


• إجهاض أي تقارب عربي يؤدي الى الوحدة والتعاون المشترك ، وإبقاء المنطقة العربية
  مجزأة وضعيفة