لخّصلي

هناك العديد من الدراسات التي تطرقت للموضوع الشمول المالي وموضوع الميزة التنافسية، اغلب هذه الدراسات اجريت بعد الازمة العالمية حيث ظهر مفهوم الشمول المالي كحل للأزمة المالية، لكن هذه الدراسات لم تتناول العلاقة بين الشمول المالي والميزة التافسية بشكل مباشر، فقد وجد (حسنية، 2018) أن 80%من السكان البالغين في الجزائر لا يحصلون على خدمات مالية وأن المشكلة لا تتمثل في انعدام الطلب، بل في جانب العرض أي ان مقدمي الخدمات المالية لا يجدون حوافز كبيرة لخدمة أصحاب الدخول المتدنية أما (عبدالله، 2018) وجد ان المشكلة تكمن في طريقة الوصول للخدمات المالية فقد بين أن توافر خدمة الدفع عبر لهاتف تعمل على تغطية عدد كبير من الفئات المستبعدة ماليا، وأن انتشار وكلاء تقديم الخدمات المالية من أكثر المتغيرات التي تعزز الشمول المالي، وأيده (Han & Melecky, 2013)، وذلك باستخدام نموذج الانحدار في 95 دولة، فقد تبين أن سهولة الوصول الى الخدمات المالية تعمل على زيادة الودائع بنسبة 10%، مما يعمل على تعزيز مرونة قاعدة التمويل المعززة بشكل عام للشمول المالي، و أضاف (Mehrotra & yetman, 2015) أن انتشار الشمول المالي يسهل عمليات استهلاك الافراد للخدمات المالية وذلك يعمل على تسهيل جهود البنوك المركزية في الحفاظ على الاستقرار المالي، أما ((humphrey,1994 فقد بين أن أجهزة الصراف الآلي تقدم خدمات سهلة ومريحة للعملاء ولكن تكلفة هذه الخدمات مرتفعة قليلاً .حيث تبين أن زيادة عدد أجهزة الصراف الآلي خفضت من تكلفة معاملة المودع . ومع ذلك، عندما زاد عدد المودعين فإن مبلغ التكاليف الإجمالية كان مساوياً أو أعلى قليلاً من التكاليف السابقة، أي أن الاعتماد البنكي الإضافي الذي توفره أجهزة الصراف الآلي أدى إلى زيادة الإيرادات وأرباح البنوك، ولكن هذه الزيادة ضعيفة. و أيده chen& Divanbeigi, 2019)) فقد وجد أن انتشار مزودي الخدمات المالية وحده لايكفي لتعزيز الشمول المالي وانما يجب توافر هده الخدمات بأسعار معقولة تناسب فئات الدخل المحدود وتمكنهم من التخطيط لأهداف طويلة الاجل، ففي نيجيريا استخدام (Jegede, 2014) البيانات الأولية التي تم جمعها من البنوك لدراسة ما إذا كانت أجهزة الصراف الآلي يكون لها تأثير إيجابي على القطاع المصرفي، وذلك من خلال تحليل استجابات الموظفين المجيبين على 100 استبيان، وجدت الدراسة أن أجهزة الصراف الآلي فعالة في البنوك النيجيرية المتأثرة وتعزز من نمو البنك.
أما بالنسبة لدراسة ((Alfonse, 2012 فقد استخدم المنهج الوصفي للفحص تأثير بطاقات الائتمان على أداء البنوك الكينية. شملت العينة 120 شخص من حاملي بطاقات الائتمان من ستة بنوك، ووجدوا أن استخدام بطاقات الائتمان تحسن الإيرادات المصرفية.
وباستخدام مؤشر الشمول المالي المبني على نهج (سارما) وبالاعتماد على فرضية قوة السوق لقياس المنافسة المصرفية عن طريق مؤشر boone وlerner وجد (pham&other, 2018) أن مؤشرات المنافسة تعزز الشمول المالي وتعتبر مؤشرات مهمة للتخفيف من قيود التمويل. وأشار (owen &Pereira, 2018) أن زيادة تركيز الصناعة المصرفية مرتبط بزيادة الوصول الى حسابات الايداع والقروض، وان الدول التي تسمح فيها البنوك للافراد بالمشاركة في الانشطة المالية تتمتع بقدر عالي من الشمول المالي وذلك باستخدام panel data في 83 دولة وعلى مدار 10 سنوات، وبالاعتماد على نظرية الوساطة المالية المدعومة بنظرية نمو التمويل ونظرية المعلومات غير المتماثلة و باستخدام بيانات 43 بنك تجاري في كنيا وجدmusau, 2018) ) أن توافر البنوك له تأثير هام على استقرارها وذلك من خلال زيادة عدد الفروع و أجهزة الصراف الالي حيث أن ذلك يزيد عدد العملاء الذي من شأنه ان يزيد حجم ودائع البنك وبالتالي زيادة قدرته التنافسية و من ثم تشكيل فطاع مالي شامل ومستقر. اما في فلسطين وخلال الفترة ما بين (1995 - 2014) بين (أبودية، 2016)، إن التفرع المصرفي له تأثير ايجابي لانتشار الخدمات المالية وحشد المدخرات وزيادة ودائع الجمهور وهدا يزيد من تنافسية المصارف.
وجد portet,2008)) أن كل صناعة لها هيكل أساسي أو خاصية اقتصادية أوتقنية أساسية تؤدي إلى وجود قوة تنافسية لذلك يجب على البنك أن يسعى لوضع نفسه في أفضل وجه في بيئة الصناعة أو التأثير على تلك البيئة لصالحه.
في كينيا ، تتميز صناعة البنوك التجارية بالمنافسة الشديدة حيث يتم استدراج الموظفين الموهوبين من بنك إلى آخر، و قد تم تكثيف هذا الموقف من خلال إدخال منتجات مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا وأكثر ملاءمة للعملاء و تم تصميم منتجات مختلفة لتناسب فئات مختلفة من العملاء (Cytonn,2016) . بين(Mostak,2015) ان الشمول المالي يعتمد على مستوى التنافسية في السوق ،وان التنافسية المصرفية هي واحدة من العوامل المحددة الهامة التي تؤثر على الاستقرار المصرفي وان تأثير نقص الوصول المالي يعتمد على القدرة التنافسية في السوق. و أثبتت ذلك دراسة أجرتها O’Toole & McCann,2014) ) أن المنافسة المصرفية عنصر رئيسي في توسيع نطاق الوصول المالي.
و بين تقرير التنمية المالية العالمية لعام 2013 أيضًا أن القوة السوقية الكبيرة قد تقنع البنوك بزيادة فرص الإقراض، و تفترض دراسة أجراها Claessens & Laeven, 2005)) أن الشمول المالي أسهل في القطاعات المصرفية الأكثر تنافسية حيث أثبتوا في دراستهم أن المنافسة في السوق المصرفية تقلل من تكلفة التمويل وتزيد من توافر الائتمان.