لخّصلي

ومن هنا فقد أصبحت المؤسسات التربوية في عالم اليوم من أكثر
المؤسسات أهمية في تشكيل حياة الإنسان، وفي صقل شخصية المواطن الصالح وتنمية مواهبه وقدراته وتكوين اتجاهاته، وتعميق إيمانه بقيمه، ومن ثم فقد كانت هناك رؤية واضحة لدى المسؤولين عن التربية والتعليم في العالم بأسره على ضرورة إعطاء الأولوية في الخطط والبرامج التعليمية والتربوية لتحديث النظام التعليمي، بحيث يكون له دور فاعل ومؤثر في إعداد الإنسان بما يتلاءم مع متطلبات العصر، وبما يتسم بالمرونة والانفتاح لمواكبة الثورة العلمية والطفرة المعلوماتية والإفادة منهما وتوظيفهما لخدمة الإنسان ونماء مجتمعه
وبيئته.
ورغم أهمية كل مرحلة من المراحل التعليمية وأثر كل منها في إعداد الفرد للحياة داخل مجتمعه وفي القيام بدوره نحو نهضته، إلا أن المرحلة الثانوية ما تزال تتميز بوضع خاص في السلم التعليمي لكونها حلقة الوصل بين مرحلة التعليم الأساسي والتعليم الجامعي مما يجعل من أمر تطوير مناهجها وفقا للمستجدات العلمية ومعطيات القرن الحادي والعشرين ضرورة شديدة الإلحاح [5].
ومرحلة المراهقة مرحلة حساسة حيث تشتمل على تغيرات معقدة وسريعة سواء كانت تغيرات جسمية أو نفسية أو عقلية، وهذه التغيرات قد تنعكس إيجابا أو سلبا على حياة المراهق في المستقبل، لذا علينا أن ندرك إلى أي مدى "يجب على التعليم الثانوي أن يوفر فرصة لجميع الطلاب لتنمية رغباتهم الواسعة المتنوعة ومقابلة حاجاتهم الملحة وتطوير قدراتهم العقلية، وكشف مواهبهم" [3].
والمرحلة الثانوية مرحلة مهمة حيث تركز عليها الحكومات في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط وذلك بتوجيه الطلاب وفق احتياجات التنمية
الاقتصادية للمجتمع بما يتناغم مع حاجات الطلاب ورغباتهم [6]. وقد بات من الضروري أن يقوم التعليم الثانوي بتوفير مجموعة من البرامج التعليمية الواضحة والمخطط لها، لتحقق الرغبات والحاجات والقدرات والميول والمواهب والاستعدادات المختلفة والمتنوعة لمجموعة الطلاب في هذه المرحلة لتحقيق تعليم متمايز. وتعتمد هذه البرامج على رؤية واضحة تستند على أسس ومبادئ
المجتمع الدينية الثقافية والاجتماعية [3].
المقررات في كل من مدارس البنين والبنات وهي التجربة الأولى في التطوير بالنسبة لتعليم البنات والبنين.
واستجابة للتوجهات الحديثة والمطالب المعاصرة وسعياً لمخرجات تحمل كفاءة عالية مزودة بالمعارف العلمية والمهارات المتوافقة مع مهارات القرن الحادى والعشرين التي تؤهلهم لحل مشكلاتهم ومشكلات مجتمعهم، وقد روعي في بنية هذا النظام تلافي جميع سلبيات التجارب السابقة للتعليم الثانوي العام، إذ نصت أهداف الخطة الجديدة للتعليم الثانوي إلى "إحداث نقلة نوعية في التعليم الثانوي، بأهدافه وهياكله وأساليبه ، ومضامينه، من أجل إعداد الطالب والطالبة للحياة؛ ومن خلال ذلك انبثقت مجموعة من الأهداف الرئيسة والتي ميزت هذا النظام عن التعليم الثانوي العام القائم ومن هذه المزايا: تقليل عدد المقررات التي يدرسها الطالب في الفصل الواحد لتصبح بحد أقصى سبع مقررات دراسية * الاهتمام بالجانب التطبيقي المهاري من خلال تقديم مقررات مهارية متطلبة لجميع الطلاب والطالبات * مراعاة