لخّصلي

اإلسالم منهج حياة اإلسالم دين شمولي، وقد تكفل باالعتناء بجيمع مناحي الحياة، االجتماعية،
واالقتصادية، والسياسية، نبين ذلك فيما يأتي:
ح المنهج اإلجتماعي في اإلسالم ما يأتي:
]١[ ينشر اإلسالم بين العباد ثقافة تقبل اآلخرين واحترامهم رغم اختالفهم، في جو تسوده
نَا ُكْم ُشعُوبًا
ْ
ل
نثَى َو َجعَ
ُ
نَا ُكم ِِّمن َذ َكٍر َوأ
ِنَّا َخلَقْ
َها النَّا ُس إ
ُّ
ي
َ
المودة والرحمة والتآلف، قال تعالى: )يَا أ

ٌم َخبِي ٌر(.
ـهَ َعِلي
َّ
َّن الل
ِ
تْقَا ُكْم إ
َ
ـ ِه أ
َّ
َ ْكَر َم ُكْم ِعن َد الل
َّن أ
ِ
َرفُوا إ
َوقَبَاِئ َل ِلتَعَا

ْؤ ِمنُوا
ْؤ ِمنُوا، وال تُ

َجنَّةَ حتَّى تُ
ُو َن ال
]٢[ وقد ح ِّث النِّبي صلى هللا عليه وسلم أمته قائال:ً )ال تَ ْد ُخل

بْينَ ُكْم(.
َ
ُشوا ال َّسالم
ْم؟ أفْ
ُموهُ تَحابَ ْبتُ
تُ
ْ
ل
ُكْم علَى شيٍء إذا فَعَ
ُّ
َوال أ ُدل
وا، أ
ُّ
حتَّى تَحاب

ُمعافى والمريض المنتج

]٣[ فاوت هللا -سبحانه وتعالى- بين البشر فجعل منهم الغني والفقير وال
والمستهلك وغيرهم؛ وذلك لتنظيم العالقات بين الناس وضبطها، وتحقيق العدل فيما بينهم،
بتوزيع المصالح بينهم ك ٌل له دوره وأثره في بناء المجتمع ونمائه، فمن مقاصد الشريعة
َس ْمنَا
ِس ُمو َن َر ْح َم َت َربِِّ َك نَ ْح ُن قَ
ُه ْم يَقْ
َ
اإلسالمية جلب المصالح ودرء المفاسد، قال تعالى: )أ

ًّا
ِخ َذ َب ْع ُض ُهم بَ ْع ًضا ُس ْخِري
يَتَّ
ِّ
ْو َق َب ْع ٍض َد َر َجا ٍت ِل

ْعنَا بَ ْع َض ُهْم فَ
َو َرفَ
دْنيَا
َحيَاةِ ال ُّ
ْ
ُهْم فِي ال
ُهم َّمِعي َشتَ
بَ ْينَ
َو َر ْح َم ُت َربِِّ َك َخْي ٌر ِِّمَّما َي ْج َمعُو َن(.

ِّهم على الرقابة الذاتية، التي تنبع من داخل العبد ليستشعر تقوى هللا

]٤[ و ِّجه اإلسالم العباد وحث
-تعالى- ويمتنع عن الوقوع في ال ِّزالت، فعن أبي هريرة رضي هللا عنه أن الرسول صلى هللا

َراهُ فإنَّه يَ َرا َك(.
ْم تَ ُك ْن تَ
َراه،ُ فإ ْن لَ
َك تَ
َكأنَّ
ْعبُ َد ََّّللاَ
عليه وسلم قال: )اإل ْح َسا ُن أ ْن تَ
]٥[ ضبط اإلسالم العالقات بين األفراد بأبهى صورها، وكان الرسول -عليه الصالة والسالم-
قد ح ِّث أصحابه وأمته بعدد من األحاديث التي تُنظم حياة العباد، وتؤدي لتحقيق المودة
والرحمة بينهم، وتُبعدهم عن العداوة والبغضاء كقوله صلى هللا عليه وسلم: )َمن كا َن يُ ْؤ ِم ُن با ََّّللِ
ْكِر ْم َضْيفَهُ(، ]٦[ وقوله:
يُ
ْ
َره،ُ و َمن كا َن يُ ْؤ ِم ُن با ََّّللِ واليَوِم اآل ِخِر فَل

واليَوِم اآل ِخِر فال يُ ْؤِذ جا

ُمو َن ِمن ِلسانِ ِه ويَ ِدِه(.
ُم ْسِل
ال
َ
ُم َمن َسِلم
ُم ْسِل
ْ
)ال
]٧[ ح ِّث اإلسالم على ضرورة تمسك ولي األمر بالعدل، وأن يكون العدل أسلوب حياة، وقد
ِن َوإيتا ِء ِذي القُربى
ِإلحسا
ـهَ يَأ ُمُر بِالعَد ِل َوا
َّ
َّن الل
ِ
وضحت العديد من اآليات ذلك كقوله تعالى: )إ

َن
ُمُر ُكْم أ
ْ
ـهَ يَأ
َّ
َّن الل
ِ
ُكم تَ َذ َّكرو َن(،]٨[ وقوله: )إ
َّ
ل
يَ ِع ُظ ُكم لَعَ

ُمن َكِر َوالَبغيِ

َوَينهى َع ِن الفَحشا ِء َوال

َّن
ِ
ـهَ نِ ِعَّما يَ ِع ُظ ُكم بِ ِه إ
َّ
َّن الل
ِ
ْد ِل إ
عَ
ْ
َن تَ ْح ُكُموا بِال

َح َكْمتُم بَ ْي َن النَّا ِس أ
َذا
ِ
َوإ
َها
ْهِل
َ
لَى أ
ِ
َمانَا ِت إ
دوا ا ْألَ
ُّ
َؤ
تُ
ـهَ َكا َن َسِميعًا بَ ِصي ًرا(.
َّ
الل
ِّط اإلسالم الضوء على العالقة الزوجية، وأهميتها في بناء المجتمع، و ِضبَط العالقة بين
]٩[ سل
األزواج ونظم األحكام فيما بينهم، وقد بينها هللا تعالى في القرآن الكريم بآيات عدة كقوله

ِق
ِّ
َوفِ
ِ ْصَال ًحا يُ
ِري َدا إ
ِن يُ
َها إ
ْهِل
َ
َو َح َكًما ِِّم ْن أ
ْهِل ِه
َ
َح َكًما ِِّم ْن أ

ِهَما فَاْبعَثُوا

ْم ِشقَا َق بَ ْينِ
ْن ِخْفتُ
ِ
َوإ
تعالى: )

ـهَ َكا َن َعِلي ًما َخبِي ًرا(.
َّ
َّن الل
ِ
ـهُ بَ ْيَن ُهَما إ
َّ
الل
]١٠[ ر ِّكز الدين اإلسالمي على بناء القيم من خالل العبادات التي فرضها هللا -سبحانه وتعالى-
، لتعود بالخير والصالح على المجتمع، فالصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصوم يُعزز
ُخلق الصبر، والزكاة تُقوي عالقة األفراد ببعضهم وتُنمي روح التكافل والرحمة والعطف بين
أفراد المجتمع الواحد.
]١١[ ر ِّسخ اإلسالم مفاهيم السالم واألمن االجتماعي، ويتمثل ذلك بالمنهج التربوي القرآني،
لكل زمان ومكان، وقادراً على

الذي يتصف بالوسطية واالعتدال والكمال؛ ليكون صالحاً
إصالح ما قد يُواجهه المجتمع من انحرافات أخالقية واجتماعية، باتباع ما تضمنه القرآن
الكريم من آيات تُعالج الجريمة وتردعها، كاآليات القصاص وإقامة الحد والتعزير.
ِّظم اإلسالم حياة العبد وسلوكه االجتماعي؛ ألن من غاياته وأهدافه تحقيق السعادة للعباد
]١٢[ ن
في الدنيا واآلخرة، وتتحقق هذه السعادة بالتزام العبد بأوامر هللا -سبحانه وتعالى- واجتناب
نواهيه، والسعي المتثال قوانين اإلسالم ومبادئه والحرص على تطبيقها.
]١٣[ منهج االقتصاد في اإلسالم يتوضح لنا المنهج االقتصادي في اإلسالممن خالل النقاط
اآليتة: نظام االقتصاد اإلسالمي هو نظام ُمنفرد مستقل عن باقي األنظمة االقتصادية األخرى،
باألحكام والتشريعات اإلسالمية، وهو قائم بشكل أساسي

فهو ُمنضبط ومرتبط ارتباطاً وثيقاً

ُمعامالت التي قد تظلم الفرد،ألنه

على أخالق اإلسالم وقيمه؛ كاالعتدال والتوازن، وخا ٍل من ال
تشريع إلهي منزه عن الخطأ.
]١٤[ يتميز النظام االقتصادي اإلسالمي بتسليط الضوء على الجانب اإلنساني األخالقي، إذ
يسوده التراحم والتعاون الذي يُحقِّق األلفة والمودة بين الغني والفقير، ويُتيح تحقيق الفرص
ٍو للجميع، فيحرص اإلسالم على توزيع الثروات بين أيدي العباد دون استثناء، وذلك

بشكل ُمسا

َء
فَا
َ
لتحقيق التنوع االقتصادي وعدم اقتصار المال أو الثروة بيد فئة واحدة، قال تعالى: )َّما أ
ِل
ِن ال َّسبِي
ِن َواْب
َم َسا ِكي
ْ
َمى َوال
َيتَا
ْ
ْربَى َوال
قُ
ْ
َوِلل َّر ُسو ِل َوِلِذي ال
ـ ِه
َّ
ِلل
َرى فَ
قُ
ْ
ْه ِل ال
َ
َعلَى َر ُسوِل ِه ِم ْن أ
ـهُ
َّ
الل

ـهَ
َّ
َواتَّقُوا الل
ُهوا
َها ُكْم َعْنهُ فَانتَ
َو َما نَ
َو َما آتَا ُكُم ال َّر ُسو ُل فَ ُخذُوهُ

ْغنِيَا ِء ِمن ُكْم
َبْي َن ا ْألَ
َك ْي َال َي ُكو َن ُدولَةً
ِعقَا ِب(.
ْ
ـهَ َشِدي ُد ال
َّ
َّن الل
ِ
إ
]١٥[]١٦[ يعترف نظام االقتصاد اإلسالمي بالملكية الفردية، وهي حق مشروع للجميع على
ـهَ ِمن
َّ
ُوا الل
ل
َ
َسْب َن َوا ْسأ
ِصي ٌب ِِّمَّما ا ْكتَ
َسا ِء نَ
َوِللنِِّ
َسبُوا
ِصي ٌب ِِّمَّما ا ْكتَ
ِل نَ
ِِّر َجا
ل
ِّ
حٍِّد سواء قال تعالى: )ِل

ُك ِلِّ َش ْيٍء َعِلي ًما(.
ـهَ َكا َن بِ
َّ
َّن الل
ِ
فَ ْضِل ِه إ

ِذي
َّ
ـ ِه ال
َّ
ِل الل
َوآتُو ُهم ِِّمن َّما

]١٧[ والمال مال هللا -سبحانه وتعالى- كما ورد في قوله: )
آتَا ُكْم(،]١٨[ واالنتفاع به مشروع؛ ولكن يجب أن يحرص العبد على استثماره في االستخالف
ٌم يحرص على استغالل جميع

األرض، وإعطاء كل ذي ح ِّق حقِّه.]١٩[ االقتصاد اإلسالمي عل

َو َس َّخ َر لَ ُكم َّما

ُمباحة واالنتفاع بها، فاهلل تعالى سخرها لعباده، يقول تعالى: )

الموارد المتاحة وال

ْوٍم يَتََف َّكُرو َن(،]٢٠[ وحض على
قَ
ِّ
َّن فِي َذِل َك َآليَا ٍت ِل
ِ
ْر ِض َجِميعًا ِِّمْنهُ إ

َوا ِت َو َما فِي ا ْألَ
فِي ال َّس َما
إنتاج السلع والخدمات التي تعود على المجتمع وأفراده بما يُرضي هللا تعالى٢٨[ من شمولية
اإلسالم أنه اعتنى بجميع جوانب الحياة، ويظهر ذلك من خالل اعتنائه بالنواحي االجتماعية،
واالقتصادية، والسياسية. ثمرات اإلسالم لتطبيق الشريعة اإلسالمية ثمرات متعددة منها، نذكر
منها األمور اآلتية:]٢٩[ تفرد المسلمين وتميزوا بأعمالهم، وذلك إلخالصهم في السعي لفعل
الخيرات، والحرص على القيام بكل ما يعود بالنفع على المسلمين وغيرهم، فيقومون باألعمال
على أكمل وجه، وذلك إليمانهم بعقيدتهم، وبأن هللا تعالى سيُجازيهم باألجر العظيم والنعيم
ُمقيم في الدنيا واآلخرة.]٣٠[ استقرار المجتمع من الناحية االقتصادية واالجتماعية، وانتشار
ال
السكينة والطمأنينة في أرجائه، وذلك لخلوه من الجرائم والفساد والظلم واالنحراف، عند
معالجته بأوامر هللا تعالى.]٣١[ مضاعفة األجر في اآلخرة والفوز بالحياة الطيبة في الدنيا قال
َج َر ُهم
ُهم أ
نَجِزَينَّ
َولَ
َحياةً َطِيِّبَةً
نُحِييَنَّهُ
نثى َو ُهَو ُمؤ ِم ٌن فَلَ
ُ
َو أ
تعالى: )َمن َعِم َل صاِل ًحا ِمن َذ َكٍر أ
َح َس ِن ما كانوا َيعَملو َن(.]٣٢[ إخراج الناس من الظلمات الى النور، ومغفرة الذنوب السابقة
بِأ

ب ما قبله، واحتساب أجر صالح األعمال ولو كان ذلك قبل الهداية.
ُّ
جميعها؛ ألن اإلسالم َي َج
إجتناب نار جهنم والفوز بالجنة. انشراح ال ِّصدر لإلسالم يؤدي الى النور والسكينة والطمأنينة
والرضى القلب. اإلسالم دين فطري ُمتكامل وشامل، يتخذه المسلمون كمنهج لحياتهم في
جوانبها المختلفة، كالجانب اإلجتماعي واإلقتصادي والسياسي، والمرجع فى نظامه وقوانينه
هو التشريعات واألحكام اإلسالمية، القائمة على عقيدة التوحيد واإليمان بخالق الكون هللا
تعالى، والتباع منهج اإلسالم فوائد عدة تم بيانها في المقال. المراجع