لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

قصة حادثة للكاتب نجيب محفوظ
كان يتكلم في تليفون الدُكان بصوت مُرتفع، يُسمَع صوتُه رغم ضوضاء شارع الجيش الصاخب، وجعل يميل بنصفه الأعلي داخل الدُكّان ليبتعد ما أمكن عن الضوضاء،ثم ختم حديثه بقوله: "إنتظرني سأحضر فوراً". طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. مُكَّور الذقن وأما صلعته فلم يبقي فوق مرآتها إلا جذور شعر أبيض مثل منابت شعر ذقنه، وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات، علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج.وبدا أنه ينظر إلي الداخل لا إلي الطريق ثم مال يُمنة بمحاذاة صف من اللوريّات الواقفة نسق التوار حتي وجد منفذا إلي الشارع، مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخري، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوه بسرعة فائقة.وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة،ولكنه لسبب ما لعلُه المفاجئة أو سوء التقدير وثب إلي الأمام وهو يهتف "ياساتر يارب" وجرت الحوادث متلاحقة.ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، وفوق إفريز محطة الترام صدر عن فرملة الفورد صوت محشرج متشنج ممزق وهي تزحف علي الأرض بعجلات متوقفة جامدة وهرع نحو الضحية في ثوان عشرات وعشرات كأسراب الحمام، حتي تكون منهم سور غليظ منيع وانتشر في المنطقة الهرج، ولم ينبض جسم الرجل بحركة واحدة، وكان منكفئا علي وجهه ولا يجرؤ أحد علي لمسه وإحدي رجليه ممدودة إلي آخرها والأخري منثنية منحسرة البنطلون عن ساق نحيلة غزيرة الشعر، وقد فقدت حذائها،الرجل وهو يرتفع في الفضاء امتارا ثم يهوي فوق الأرض كشيء، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"،وإذا لم يجد وجها مستجيبا عاد ليقول بلهجة خطابية: "لم يكن بإمكاني تفادي الصدمة"."لكنه طار في الهواء والعياذ بالله"
وجاء شرطي مسرعا وفتح له وقع قدميه ثغرة في السور الآدمي، نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا خطوات.خطوات فقط وعينهم لا تتحول عن الرجل ولا تخفي حِدة تطلعها وإشفاقها وقال إنسان:"سيبقي هكذا حتي يموت ونحن لا نفعل شيئا"
فأجابه الشرطي بلهجة رادعة "أقل لمسة قد تقتله، وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه"
واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة.فضاق بها حتي تحركت في بطء شديد وتجمعت في صفوف ممتدة ومتداخلة وهي تصرخ وتعوي بلا فائدة، ومن ركابها تطلعت أعين إلي الضحية في اهتمام وأعين تجنبت النظر في جذع.وجاء بوليس النجدة وراء صفارته الحلزونية فاتسعت الحلقة وغادرت القوة السيارة إلي الرجل الملقي وكان الضابط حاسما وحازما، فأصدر أمرا بتفريق المتجمعين، وتفحص الرجل بنظرة شاملة وسأل الشرطي:"ألم تحضر الإسعاف ؟"
وإذ لم تكن ثمة ضرورة إلي السؤال فإنه لم يلق بالا إلي الجواب، وتسائل مرة أخري:"هل من شهود؟"
فتقدم ماسح أحذية وسائق لوري وصبي كبابجي كان عائدا بصينية فارغة، وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون.وجاءت سيارة الإسعاف وأحاط رجالها بالرجل،وتفحصه رئيسهم بعناية وحذر وهو يجلس القرفصاء، ثم نهض متوجها إلي الضابط فبادره هذا قائلا: "أظن يجب نقله إلي الإسعاف"،وأدرك الضابط ما يعنيه ذلك علي حين استطرد رجل الإسعاف قائلا:"أعتقد أن الحالة خطيرة جدا".وعندما أُرقِد الرجل بحجرة الفحص في مستشفي الدمرداش، ثم التفت إلي مساعده قائلا: "إصابة خطيرة في الرئة اليسري،"عملية!" فهز رأسه قائلا: "إنه يحتضر!"
وصدقت فراسة الطبيب فلقد تحرك الرجل حركة شاملة كالرعشة واضطرب صدره اضطرابا متلاحقا متحشرجا، ثم شهق شهقة خفيفة واستكن،وجاء ضابط النقطة والراجل ما يزال راقدا بكامل ملابسه، عدا فردة الحذاء المفقودة، وقال الطبيب: "هذه الحوادث لا تنتهي"، فقال الضابط وهو يوميء إلي الفقيد:"وشهادة الشهود ليست في صالحه"،وشرع في عمله علي حين بسط له الشاويش المرافق له ورقة فوق منضدة، ودس الضابط يده برفق في جيب الجاكتة الداخلي فاستخرج حافظة نقود قديمة متوسطة الحجم ومضي يفتشها جيبا جيبا، ويملي علي الشاويش:"خمسة وأربعون قرشا من العملة الورقية، روشتة للدكتور فوزي سليمان"، وألقي نظرة عابرة علي أسماء الأدوية، إذ أن تعليمات شبيهة صدرت إليه من طبيبه في نفس الشأن، ثم واصل إملاؤه وأصابعه تستخرج من الحافظة محفوظاتها. ولما لم يجد شيئا اخر في الحافظة قال بضيق:"لا توجد بطاقة تحقيق شخصية "، وانتقل إلي الجيب الداخلي وما لبث أن قال في فتور:"ثلاثة قروش ونصف عملة معدنية" وتوالي التفتيش وتتابع الإملاء، فأمِل أن يصادف فيها ما يستطيع أن يستدل به علي شخصية الرجل.نظر أول ما نظر علي الإمضاء ولكنه لم يزد عن "أخوك عبد الله"،فعاد إلي رأس الصفحة ولكن الرسالة كانت موجهة "إلي أخي العزيز أدامه الله" فاستاء من هذه المعاندة ولم يجد بُدا من قرائتها. وامتد بصره فوق الوجه الأسطر إلي الوجه الباهت المشئوب بزرقة مخيفة المغلق كسر، ذلك الذي تحقق له أكبر أمل في الحياة وتسائل الطبيب عثرت علي شيء؟
فانتبه إلي نفسه وابتسم ابتسامة إستهانة ليدل علي اعتياده أي شيء وقال "اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة" بذلك بدأت الرسالة وعاد إلي القراءة متجنبا النظر إلي عيني الطبيب، "فقد انزاحت عن صدري الأعباء المريرة، أمينة وبهية وزينب في بيوتهن، وكلما ذكرت الماضي بمتاعبه وكدحه وشقاءه أحمد الله المنان، وهذا هو النصر المبين" ، واسترق النظر مرة أخري إلي الإنسان الراحل الذي لايدري أحد مقره، الذي يثير الدهشة بصمته و انعزاله وارتداده العميق إلي المجهول، وبعد تفكير طويل، قرّ رأيي علي ترك الخدمة فعلا
ة
1) ماذا يمكن أن
تستنتج من العبارة التي تحتها خط ؟ تكونت لديك عن وصف الراوي له؟ سيارة (فورد) نحوه بسرعة فائقة. وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم ســـرعة السيارة، ولكنه لسبب ما - لعله المفاجأة أو سوء التقدير - وثـب إلى الأمام، وهو يهتف، (يا ساتر يا رب) وجـرت الحوادث متلاحقة، نـدث عن الرجل صرخة كالغواء، وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين على الطوار، وفوق إفريز محطة الثرام. صدر عن (فرملة الفورد) صوت محشرج متشنج ممزق، وهرع نحو الضحية في ثوان عشـــراث وعشرات كأسراب الحمام، وانتشر في المنطقة الهرج. ولم ينبض جسـم الرجل بحركة واحدة، وكان منكفئا على وجهه، ولا يجرؤ أحد على لمسـه، وإحدى رجليه ممدودة إلى آخرها، وقد فقدت حذاءها، وتغشاه صمت بخلاف كل شيء حوله، وكأن الأمر لا يعنيه ألبتة، الرجل وهو يرتفع في الفضاء أمتارا، وراح يخاطب مجموعة من الحفاة أحدقت به على سبيل المراقبة: * لا ذنب لي، وبسرعة، ودون أن ينظر إلى يساره كما يجب، وإذا لم يجد وجها مستجيبا، عاد ليقول بلهجة خطابية:
الذات، وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج. وبدا أنـه ينظر إلى الداخل لا إلى الطريق ، ثم مال يمنة بمحاذاة صف من اللوريات الواقفة لصق الطوار حتى وجد منفذا إلى الشارع. مرق من المنفذ؛


النص الأصلي

قصة حادثة للكاتب نجيب محفوظ
كان يتكلم في تليفون الدُكان بصوت مُرتفع، يُسمَع صوتُه رغم ضوضاء شارع الجيش الصاخب، وجعل يميل بنصفه الأعلي داخل الدُكّان ليبتعد ما أمكن عن الضوضاء،ثم ختم حديثه بقوله: "إنتظرني سأحضر فوراً".كان في الستين أو نحوها، طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. مُكَّور الذقن وأما صلعته فلم يبقي فوق مرآتها إلا جذور شعر أبيض مثل منابت شعر ذقنه، وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات، علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج.وبدا أنه ينظر إلي الداخل لا إلي الطريق ثم مال يُمنة بمحاذاة صف من اللوريّات الواقفة نسق التوار حتي وجد منفذا إلي الشارع، مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخري، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوه بسرعة فائقة.وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة،ولكنه لسبب ما لعلُه المفاجئة أو سوء التقدير وثب إلي الأمام وهو يهتف "ياساتر يارب" وجرت الحوادث متلاحقة.ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، وفوق إفريز محطة الترام صدر عن فرملة الفورد صوت محشرج متشنج ممزق وهي تزحف علي الأرض بعجلات متوقفة جامدة وهرع نحو الضحية في ثوان عشرات وعشرات كأسراب الحمام، حتي تكون منهم سور غليظ منيع وانتشر في المنطقة الهرج، ولم ينبض جسم الرجل بحركة واحدة، وكان منكفئا علي وجهه ولا يجرؤ أحد علي لمسه وإحدي رجليه ممدودة إلي آخرها والأخري منثنية منحسرة البنطلون عن ساق نحيلة غزيرة الشعر، وقد فقدت حذائها، وكأن الأمر لا يعنيه البتة.الرجل وهو يرتفع في الفضاء امتارا ثم يهوي فوق الأرض كشيء، أندفع هو من أمام اللوري فجأة، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"،وإذا لم يجد وجها مستجيبا عاد ليقول بلهجة خطابية: "لم يكن بإمكاني تفادي الصدمة". حي،"لكنه طار في الهواء والعياذ بالله"
"ولو عفو ربنا كبير، لا يوجد دم؟"
"عند فمه انظر."كل ساعة حادثة من هذا النوع"
وجاء شرطي مسرعا وفتح له وقع قدميه ثغرة في السور الآدمي، نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا خطوات.خطوات فقط وعينهم لا تتحول عن الرجل ولا تخفي حِدة تطلعها وإشفاقها وقال إنسان:"سيبقي هكذا حتي يموت ونحن لا نفعل شيئا"
فأجابه الشرطي بلهجة رادعة "أقل لمسة قد تقتله، وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه"
واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة.فضاق بها حتي تحركت في بطء شديد وتجمعت في صفوف ممتدة ومتداخلة وهي تصرخ وتعوي بلا فائدة، ومن ركابها تطلعت أعين إلي الضحية في اهتمام وأعين تجنبت النظر في جذع.وجاء بوليس النجدة وراء صفارته الحلزونية فاتسعت الحلقة وغادرت القوة السيارة إلي الرجل الملقي وكان الضابط حاسما وحازما، فأصدر أمرا بتفريق المتجمعين، وتفحص الرجل بنظرة شاملة وسأل الشرطي:"ألم تحضر الإسعاف ؟"
وإذ لم تكن ثمة ضرورة إلي السؤال فإنه لم يلق بالا إلي الجواب، وتسائل مرة أخري:"هل من شهود؟"
فتقدم ماسح أحذية وسائق لوري وصبي كبابجي كان عائدا بصينية فارغة، وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون.وجاءت سيارة الإسعاف وأحاط رجالها بالرجل،وتفحصه رئيسهم بعناية وحذر وهو يجلس القرفصاء، ثم نهض متوجها إلي الضابط فبادره هذا قائلا: "أظن يجب نقله إلي الإسعاف"،وأدرك الضابط ما يعنيه ذلك علي حين استطرد رجل الإسعاف قائلا:"أعتقد أن الحالة خطيرة جدا".وعندما أُرقِد الرجل بحجرة الفحص في مستشفي الدمرداش، ثم التفت إلي مساعده قائلا: "إصابة خطيرة في الرئة اليسري، تهدد القلب مباشرة"
"عملية!" فهز رأسه قائلا: "إنه يحتضر!"
وصدقت فراسة الطبيب فلقد تحرك الرجل حركة شاملة كالرعشة واضطرب صدره اضطرابا متلاحقا متحشرجا، ثم شهق شهقة خفيفة واستكن،فالتفت المدير نحو مساعده وهو يقول انتهي.وجاء ضابط النقطة والراجل ما يزال راقدا بكامل ملابسه، عدا فردة الحذاء المفقودة، وقال الطبيب: "هذه الحوادث لا تنتهي"، فقال الضابط وهو يوميء إلي الفقيد:"وشهادة الشهود ليست في صالحه"،وشرع في عمله علي حين بسط له الشاويش المرافق له ورقة فوق منضدة، وتأهب بدوره لتسجيل المحضر، ودس الضابط يده برفق في جيب الجاكتة الداخلي فاستخرج حافظة نقود قديمة متوسطة الحجم ومضي يفتشها جيبا جيبا، ويملي علي الشاويش:"خمسة وأربعون قرشا من العملة الورقية، روشتة للدكتور فوزي سليمان"، وألقي نظرة عابرة علي أسماء الأدوية، إذ أن تعليمات شبيهة صدرت إليه من طبيبه في نفس الشأن، ثم واصل إملاؤه وأصابعه تستخرج من الحافظة محفوظاتها.مجلد صغير من الصور القرانية، ولما لم يجد شيئا اخر في الحافظة قال بضيق:"لا توجد بطاقة تحقيق شخصية "، وانتقل إلي الجيب الداخلي وما لبث أن قال في فتور:"ثلاثة قروش ونصف عملة معدنية" وتوالي التفتيش وتتابع الإملاء،سلسة مفاتيح،ساعة يد، فأمِل أن يصادف فيها ما يستطيع أن يستدل به علي شخصية الرجل.نظر أول ما نظر علي الإمضاء ولكنه لم يزد عن "أخوك عبد الله"،فعاد إلي رأس الصفحة ولكن الرسالة كانت موجهة "إلي أخي العزيز أدامه الله" فاستاء من هذه المعاندة ولم يجد بُدا من قرائتها. اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة"، وامتد بصره فوق الوجه الأسطر إلي الوجه الباهت المشئوب بزرقة مخيفة المغلق كسر، الجامد كتمثال، ذلك الذي تحقق له أكبر أمل في الحياة وتسائل الطبيب عثرت علي شيء؟
فانتبه إلي نفسه وابتسم ابتسامة إستهانة ليدل علي اعتياده أي شيء وقال "اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة" بذلك بدأت الرسالة وعاد إلي القراءة متجنبا النظر إلي عيني الطبيب، "فقد انزاحت عن صدري الأعباء المريرة، انزاحت جميعا والحمد لله، أمينة وبهية وزينب في بيوتهن، وها هو علي يتوظف، وكلما ذكرت الماضي بمتاعبه وكدحه وشقاءه أحمد الله المنان، وهذا هو النصر المبين" ، واسترق النظر مرة أخري إلي الإنسان الراحل الذي لايدري أحد مقره، الذي يثير الدهشة بصمته و انعزاله وارتداده العميق إلي المجهول، وبعد تفكير طويل، قرّ رأيي علي ترك الخدمة فعلا


ة



  1. ماذا يمكن أن


تستنتج من العبارة التي تحتها خط ؟ تكونت لديك عن وصف الراوي له؟ سيارة (فورد) نحوه بسرعة فائقة. وقال أحد الشهود فيمـا بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة، وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم ســـرعة السيارة، ولكنه لسبب ما - لعله المفاجأة أو سوء التقدير - وثـب إلى الأمام، وهو يهتف، (يا ساتر يا رب) وجـرت الحوادث متلاحقة، نـدث عن الرجل صرخة كالغواء، وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين على الطوار، وفوق إفريز محطة الثرام. صدر عن (فرملة الفورد) صوت محشرج متشنج ممزق، وهي تزحف على الأرض بعجلات متوقفة جامدة، وهرع نحو الضحية في ثوان عشـــراث وعشرات كأسراب الحمام، حتى تكون منهم سور غليظ منيع، وانتشر في المنطقة الهرج. ولم ينبض جسـم الرجل بحركة واحدة، وكان منكفئا على وجهه، ولا يجرؤ أحد على لمسـه، وإحدى رجليه ممدودة إلى آخرها، والأخرى منثنية منحسرة (البنطلون) عن ساق نحيلة غزيرة الشعر، وقد فقدت حذاءها، وتغشاه صمت بخلاف كل شيء حوله، وكأن الأمر لا يعنيه ألبتة، الرجل وهو يرتفع في الفضاء أمتارا، ثم يهوي فوق الأرض كشـيء ، وألصق سـائق الفورد ظهرة بالسيارة من باب الحيطة، وراح يخاطب مجموعة من الحفاة أحدقت به على سبيل المراقبة: * لا ذنب لي، اندفع هو من أمام اللوري فجأة، وبسرعة، ودون أن ينظر إلى يساره كما يجب، وإذا لم يجد وجها مستجيبا، عاد ليقول بلهجة خطابية:


الذات، على ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة، وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج.. وبدا أنـه ينظر إلى الداخل لا إلى الطريق ، ثم مال يمنة بمحاذاة صف من اللوريات الواقفة لصق الطوار حتى وجد منفذا إلى الشارع.. مرق من المنفذ؛ ليعبر الشارع إلى ضفته الأخرى، وما كاد يجاوز مقدمة اللوري الأخير حتى شـعر باندفاع



  • لم يكن بالإمكان أن أتجنب الصدمة. وند عن المصاب صوت كالزفير المكتوم، وتحرك حركة شاملة مباغتة، ثانية واحدة، ثم غرق في اللامبالاة.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Liquidity ratio...

Liquidity ratios are used to measure a company's ability to meet its short-term obligations with its...

أعاد الموقِدُ إ...

أعاد الموقِدُ إلى بيَْتِنَا الدّفْءَ والحَرَارةَ يَا بنَُيّ، وأرَْدَفَتْ قَائِلةً في نفسِها: النَّاَ...

Themes The Str...

Themes The Struggle Between Reason and Emotion In his opening lines to Demetrius, Philo complains t...

موقع ما قبل الت...

موقع ما قبل التاريخ.بيار كادنة 1 الموقع أخذ إسمه لقربه من الأثار الرومانية، المعروفة اليوم بكولومنات...

يعتمد الطالب فى...

يعتمد الطالب فى مواجهته للمواقف الأكاديمية وغير الأكاديمية على مجموعة المعتقدات والافتراضات والرؤى ...

الفلسفة سؤال: ا...

الفلسفة سؤال: الفصل الأول الفلسفة والإنسان الفلسفة ضرب من التأمل المنظم يرتبط بالتجربة الذاتية لكل ف...

على الرغم من ال...

على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها نظم المعلومات الإدارية (MIS) لإدارة الموارد البشرية، إلا أن...

L'avènement des...

L'avènement des grands ordinateurs numériques dans les années 1960 a marqué un tournant décisif dans...

A young woman n...

A young woman named Sasha stands in the bathroom of the Lassimo Hotel, when she notices a bag on the...

ENGLISH Compla...

ENGLISH Complaints, Complaints Lesson objectives 1. Form sentences using need to be (done) corre...

شهدت صفحات التا...

شهدت صفحات التاريخ الإسلامي عصورًا متميزة، اتّسمت بإنجازات حضارية وثقافية هائلة، برزت فيها الدولة ال...

لتحسين بيئة الم...

لتحسين بيئة المدرسة، يمكن اتباع الحلول التالية: 1. تعزيز الاتصال والتفاعل الإيجابي بين الطلاب والمع...