لخّصلي

يعتبر الاستعداد الوظيفي هو أحد العوامل التي ترفع قدرة الأفراد على اتخاذ الخيارات المهنية، وصنع القرار، وحل المشكلات، والتي يمكن تقييمها من خلال النظر في قدرة الفرد على اتخاذ قرار وظيفي مع مراعاة العوامل المعرفية والعاطفية والمواقفية، ومن ناحية أخرى تعتبر الكفاءة الذاتية المهنية هي القدرة على تحقيق هدف وظيفي محدد من خلال تخطيط وتنفيذ الحلول التي تأخذ في الاعتبار قدرات الفرد، بدلا من مجرد امتلاك المهارات والمعلومات المتعلقة بالمهنة (Mahmud, 2022, p. 2) .
وقد تم تسليط الضوء على أهمية تصميم برامج الاستعداد الوظيفي نظرا لأنها تعمل على توفير نتائج تعليمية لتلبية توقعات أصحاب العمل، كما يعمل الاستعداد الوظيفي على دمج الطلاب الجدد من جميع التخصصات المختلفة للعمل معا لتحقيق هدف مشترك يؤهلهم في الاندماج في سوق العمل، ويعزز أيضا العمل الجماعي، وتقييم المشكلات، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والإبداع، والابتكار، والتواصل بين الأشخاص، وبالتالي، تعتبر تجربة الطلاب الجدد ذات طبيعة تجريبية للغاية وستقوم ببناء الجسور بين التخصصات المتنوعة التي لا تتفاعل تقليديا (Simpson, 2019, p. 121) .
ويساعد الاستعداد الوظيفي على اكتساب وامتلاك المهارات المناسبة والمعرفة اللازمة التي تؤهل للعمل في المنظمات، فالمعرفة هي الأساس التي يبني عليه الأفراد حياتهم المهنية، مما يمكنهم من التكيف مع بيئات العمل المتغيرة، والتفوق في أدوارهم والسعي وراء فرص جديدة، لذلك، يجب أن يتمتع الأفراد بالمعرفة والمهارة الكافية للتعرف على الفرص الجديدة وترجمة هذه الفرص إلى ثورة، كما يمكن الاستعداد الوظيفي الأفراد من تبادل الأفكار والتعاون ويشجع الحصول على أحدث المعلومات والوصول إليها(Raut, 2024, p. 2) .
هناك بعض النقاط التي توضح أهمية الاستعداد الوظيفي، وتتضح في فيما يلي:

1. سيقوم الطلاب بإظهار المسؤولية الشخصية وعادات العمل الفعالة في الفصول الدراسية


2. يعبر الطلاب عن أفكارهم بوضوح وإيجاز، وبشكل فعال في أشكال مكتوبة وشفوية للأشخاص داخل وخارج برنامج العمل الاجتماعي


3. سيتعرف الطلاب على نقاط القوة والمعرفة والمهارات لدى الفرد وأيضا الخبرات ذات الصلة بالمناصب المرغوبة والأهداف المهنية، وتحديد المجالات اللازمة للنمو المهني


4. سوف يمارس الطلاب التفكير السليم لتحليل القضايا واتخاذ القرارات والتغلب على المشكلات (Moore, 2023, P. 3) .
   يساعد الاستعداد الوظيفي على تحقيق الكثير بالنسبة للطلاب حيث تكمن أهميته في بعض النقاط ومنها:


5. الانتقال بسلاسة من التعليم إلى العمل: فالنسبة لبعض الخريجين الجدد، قد يكون الانتقال من كونك طالبا إلى كونك موظف أمرا صعبا، فالتحضير الوظيفي يمكن أن يسهل هذه العملية


6. العثور على مهنة مُرضية كجزء من التطور الشخصي: حيث يمكن للطلاب إجراء دراسة شاملة حول العديد من الوظائف التي يمكن أن يصل إليها إذا كان يمارس الاستعداد الوظيفي


7. تطوير المهارات الأساسية: تتيح المهارات القابلة للتحويل استخدام العديد من المواهب في مجموعة من المهن، وهو أمر مفيد للعاملين الذين يرغبون في استكشاف وظائف في صناعات أخرى


8. اكتساب الثقة: يعد اكتساب الثقة اللازمة للانضمام إلى القوى العاملة بنجاح ميزة مهمة أخرى للاستعداد الوظيفي، حيث يساعد أثناء التحدث مع أصحاب العمل المحتملين عند حضور المقابلات (Sharma, 2022, p. 10066) .
   وعليه فقد أصبح الاستعداد الوظيفي قضية بالغة الأهمية لتعزيز فرص توظيف الخريجين، ويُعزز التواصل بين مؤسسات التعليم العالي والجهات الحكومية والقطاع الخاص والطلاب أنفسهم، ويجب على هؤلاء الأطراف أن يلعبوا دورًا فعالاً في تنمية المهارات المطلوبة في سوق العمل والاعتراف بها، والتي تُعد عنصر أساسي للنمو المستقبلي للتوظيف، وتتشكل قابلية توظيف الخريجين من خلال العديد من العوامل والمخاوف، بما في ذلك توقعات أصحاب المصلحة كما أن مشهد التعليم العالي قد يؤثر على عملية تنمية المهارات وقابلية توظيف الخريجين، لذلك، من الأهمية بمكان زيادة التركيز على قابلية التوظيف بدلاً من مجرد التوظيف، ويتطلب ذلك وضع السياسات والممارسات اللازمة لتعزيز الانتقال الناجح من التعليم العالي إلى سوق العمل وتنمية المهارات المطلوبة (Ng, 2022, P.290) .