لخّصلي

علم من اعلام التربية
سيد قطب

نشأته :
هو سيد قطب ابراهيم حسين شاذلي ، ولد في قرية موشة و تعتبر تابعة لقرى محافظة اسيوط في 9 / 10 / 1906م ، نشأ في اسرة متدينة و كان لوالديه اثر كبير في تربيته ، حيث تركا بصماتهما على الكثير من جوانب شخصيته و غرسا فيه الايمان و الطهر و العفاف ، فابوه كان صالح ملتزم ، و امه كانت من المحافظات على دينها من المؤديات لفرائض الاسلام متعلقة بالقرآن و اثرت هذه التربية في نفسه ، فنشأ على تعليمات الاسلام و كان حريصا على اداء الصلوات في المساجد و هو طفل صغير .
جمع قطب العديد من السمات التي تتعلق بالنفسية و الفكرية و الخلقية الحسنة كان من ابرزها : "المثابرة و الاجتهاد و النشاط الدؤوب ، تمتعه بذاكرة قوية ، غيرته الشديدة على دينه ، الجود و العطاء و الايثار و التضحية ، الانفتاح على المفكرين و الادباء و الاعلاميين و الادباء و الاعلاميين ، الجرأة في قول الحق و عدم المهادنة فيه ، الثبات على المبدأ و الاصرار على الحق ، الاستعلاء على المساومات و الاغراءات و الزهد في متاع الحياة ، الصبر على المحن و الرضا بقضاء الله ".(1) قام سيد بحفظ القرآن و هو يبلغ من العمر ثامنة و بعد ثلاث سنوات اكمل حفظ القرآن بالكامل ، و قد كان دخول سيد لكلية العلوم سنة 1929 و تخرج منها سنة 1933 حاملا لشهادة البكالوريوس في الاداب ، عند دخوله الاربعين تولى رئاسة تحرير لمجلة الفكر الجديد لدى محمد المنياوي ، و قد كان سيد تلميذا على يد العقاد ، و طه حسين ، و تميزت حياته بالثراء و التنوع ، كونه اديب و مفكر و ناقد ، و يربي حيث كان مولع بقراءة الكتب منذ صغره .(2)

مؤلفاته :
ترك سيد رحمه الله تراثا ادبيا و فكريا في مختلف الموضوعات : التربوية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية ، و قد عرفت مؤلفاته انتشارا واسعا في العالم العربي و الاسلامي ، و التي تمثل ارث في كتاباته للمقالات في مختلف المجلات و الجرائد .
مهمة الشاعر في الحياة : اول مؤلفات قطب كتابا في النقد الادبي ، و كان دليل قاطع على تفتح مواهبه النقدية مبكرا
نقد كتاب مستقبل الثقافة في مصر : و هو عبارة عن تفنيد لاراء طه حسين من وجهة نظر تربوية وتعليمية .
التصوير الفني في القرآن : يعتبر من اوائل مؤلفاته الاسلامية و الذي يعتبره قطب اساسا لمشروع علمي ادبي قام بتسميته مكتبة القرآن الجديدة .
الاطياف الاربعة : و هو كتاب اشتراك فيه مع اخونه في كتابته .
طفل من القرية : و تسجيل لسيرته الذاتية لحياته الاولى و قام باهدائه الى د.طه حسين
كتب و شخصيات : كان كل فصل يتحدث فيه عن موضوع مستقل في عالم المعرفة و الاداب الانسانية .
و ايضا من مؤلفاته : مشاهد القيامة في القرآن – النقد الادبي اصوله و مناهجه – العدالة الاجتماعية في الاسلام – معركة الاسلام و الرأسمالية – السلام العالمي و الاسلام – في ظلال القرآن - دراسات اسلامية – هذا الدين – المستقبل لهذا الدين – خصائص التصور الاسلامي و مقوماته – الاسلام و مشكلات الحضارة – معالم في الطريق - هذه بعض الكتب التي تم طبعها بحياته .(3)
كان لسيد قطب اسهامات عديدة فيما يتعلق بمجال الادب و ايضا في مجال التربية و التعليم ، حيث كانت من كتبه نقد لكتاب مستقبل الثقافة في مصر للكاتب طه حسين ، و الف للناشئة ، و الف ايضا من كتب مدرسية . (4)

اراءه التربوية و مناقشتها :
سيد قطب يرى ان منهج الاسلام في التربية مرتبط بين العبادة و حقائق العقيدة في الضمير و يجعل العبادة من الوسائل لاستحياء هذه الحقيقة ، و توضيحها في صورة حية تتخلل المشاعر و لا تتوقف عند حدود الفكر .
يعتبر سيد ان الدين من الحاجات الفطرية في نفس البشر ، مثل الحاجة للطعام و الشراب ، فالعقيدة هي مطلب اساسي اعلى من الشراب و الطعام .
" يعتبر سيد قطب ان اعلى قيمة يجب ان يحوزها الانسان كي يفوز في الدارين هي الايمان بكل اركانه ، فقيمة الايمان و الصلاح و الاخلاص يقوم عليها استخلاف الانسان في الارض ، و بالتالي على الانسان ان يعلي هذه القيم مع تحقيقه القيم المادية و بذلك تبدو نظرة قطب القيم متعدلة و متوازنة اذا ما روعيت في تربيتنا ، نتج عنها توازن في شخصية الفرد "
هنا يقيم سيد قطب الناس على اساس الاعمال الصالحة ، رافضا لمبدأ التفاضل الذي يكون اساسه المكانة المادية بين الناس باعتبارها زائلة ، فالمجتمع الذي اساسه قائم على القيم الايمانية و الانسانية هو مجتمع متقدم .
" حتى تقوم الاسرة المسلمة بوظائفها التربوية تجاه الابناء ، لابد من توافر بعض المقومات في الابوين ، على رأسها الالتزام بالاسلام و لذا يوصي قطب الرجل المسلم ، بأن يبحث عن الفتاة الصالحة الامينة اذا اراد يبني بيتا مسلما "
يرى قطب انه التربية السليمة تقوم بالاهتمام بالاسرة و دائما ما يحصر اراءه حول التربية و ما يتعلق بقواعد الايمان و التقوى ، و يرى ان الاسلام مرجعيته الالهية تتوافق مع طبيعة و فطرة الانسان .(5)
" يشير قطب الى ان الطفل الانساني في حاجة ماسة الى رعاية الاسرة و ملازمة الابوين اكثر من حاجة اي طفل لحيوان آخر و ذلك لان الطفل الانساني هو اطول الاحياء طفولة من غيره ، كما ان مرحلة الطفولة هي فترة اعداد و تهيئة و تدريب للدور المطلوب من كل حي باقي حياته "
للاسرة اهمية انها تعتبر اولى مدرسة تربوية في حياة اي انسان ، لذا بين قطب عظمة دور الاسرة في حياة الطفل و ذلك لتحسين و اعداد هذا الطفل مستقبلا .
" ان الطفل الذي يحرك من محضن الاسرة ، ينشأ شاذا غير طبيعي في كثير من جوانب حياته ، مهما توافرت له وسائل الراحة و التربية في غير محيط الاسرة "
هنا ذكر قطب الاثر السلبي الناتج عن اقصاء الطفل في بداية حياته عن اسرته .(1)

المراجع :
(1) معالم الفكر التربوي عند سيد قطب من خلال تفسيره في ظلال القرآن ، محمد خليل ابو دف ، الجامعة الاسلامية ، غزة ، 2002م ، ب.ص
(2) سيد قطب من الميلاد الى الاستشهاد ، صلاح عبدالفتاح الخالدي ،دار القلم ، دمشق ، 1999م ، ص15
(3) الجوانب التربوية في فكر سيد قطب السياسي ، امجد عايش عبدالهادي ابو لحية ، جامعة اليرموك ، 2002م ، ص46
(4) سيد قطب و منهجه في التفسير ، محمد المنتصر الريسوني ، ص92
(5) التربية في الفكر الاسلامي المعاصر محمد الغزالي نموذجا ، رسالة دكتوراه ،زيرق دحمان ، جامعة محمد خيضر ، 2016م ، ص204
2