لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

فَهُمْ وَحْدَهُمْ يَتَخَبَّطونَ بَيْنَ مَسْؤوليَّةِ رَسْمِ المُسْتَقْبَلِ وَتَبَدُّلاتٍ نَفْسيَّةٍ تؤَثِّرُ في بِناءِ شَخْصيَّتِهِم. وَلَكِنَّ التَّحدّيَ الأَكْبرَ هوَ الِاخْتيارُ بَيْنَ ما يُفضِّلونَهُ وَما يَتَوَقَّعُهُ المُجْتَمَع. فَالصّوَرُ النَّمَطيَّةُ في مُجْتَمَعاتِنا، غالِبًا ما تَنْجَحُ في تَحديدِ الخِياراتِ بِما يُرْضي المِزاجَ العامّ. لَقَدْ نَشَأَ مُعْظَمُنا كَما نَشَأَ أَهْلُنا عَلى النَّظْرَةِ السَّلْبيَّةِ تِجاهَ التَّعْليمِ المِهْنيِّ وَالحِرْفيّ؛ وَذَلِكَ يَعودُ - رُبَّما - إِلى عَوامِلَ مِنْها:
أَنَّ شُروطَ القُبولِ في مَراكِزِ التَّعْليمِ المِهْنيِّ تَقِلُّ عَنِ التَّعليمِ الأَكاديميِّ تَعْقيدًا وَكُلْفَة، وَتَسْتغرِقُ عامَيْنِ أوْ ثَلاثَةَ أعْوامٍ في مُعْظَمِ الأَحْيان؛ فَتَتَكَوَّنُ اعْتِقاداتٌ خاطِئَةٌ بِعَدَمِ تَقْديمِها مادَّةً ذاتَ شَأْنٍ كَغَيْرِها. كَما لا يُمْكِنُنا إِهْمالُ الِاعْتِباراتِ المادّيَّةِ وَالمَكانَةِ الِاجْتِماعيَّةِ الَّتي يَحْتَلُّها الفَرْدُ العَرَبيُّ حَسَبَ مِهْنَتِهِ وَما يَجْنيهِ مِنْها، ما يُرْضي أَمْزِجَتَنا مِنَ الموضَةِ في الأَزْياءِ وَغَيْرِها مِنَ الفاسِدِ وَالثَّمين، بَيْنَما نَتَجاهَلُ ما لا نُحِبُّهُ مِنْ دونِ مَنْحِهِ فُرْصَةً للمُرورِ بِالمَنْطِقِ الَّذي نَبْرَعُ في تَهْميشِه. فَالبِلادُ المُتَحَضِّرَةُ بِحَقٍّ تُعْلي مِنْ شَأْنِ اليَدِ العامِلَة، وَتَسْتَجْلِبُ أَرْبابَ الحِرَفِ مِنْ أَنْحاءِ العالَمِ لِتُحْدِثَ التَّوازُنَ في المُجْتَمَع. فَأَيُّ حَضارَةٍ ستَنْتُجُ مِنْ بَلَدٍ مواطِنوهُ أَطِبّاءُ أَوْ مُهَنْدِسونَ أَوْ صَيادِلَةٌ كُلُّهُم؟
تَرْتَكِزُ هَذِهِ النَّظْرَةُ الفَقيرَةُ وَتِلْكَ التَّصَوُّراتُ في أَصْلِها عَلى عاداتٍ باليَة، وَوُجوهِهِمِ المَسْرورَةِ أَمامَ مَراكِزِ التَّعْليمِ المِهْنيّ. وَإِنَّ مَسْؤوليَّةَ الحُكوماتِ تِجاهَ هَذا الواقِعِ لَيْسَتْ أَقَلَّ مِنْ مَسْؤوليّةِ المُرَبّينَ وَالمؤَثِّرينَ وَالمُراهِقينَ نَفْسِهِم، فَيُمْكِنُ إِعادَةُ صياغَةِ شُروطِ القُبولِ في التَّعْليمِ المِهْنيِّ ليَصيرَ مُكافِئًا للتَّعْليمِ الأَكاديميّ، كَما يُمكِنُ تَحْسينُ فُرَصِ العَمَلِ وَظُروفِهِ لِخِرّيجي هَذِهِ المؤَسَّسات، الَّذينَ يَتَعلَّمونَ بِأَيْديهِمْ وَيَكْتَشِفونَ أَسْرارَ المِهَنِ بِأَكُفِّهِم،


النص الأصلي

يَتَعَرَّضُ مُراهِقو العَصْرِ إِلى ضَغْطٍ عَظيم، فَهُمْ وَحْدَهُمْ يَتَخَبَّطونَ بَيْنَ مَسْؤوليَّةِ رَسْمِ المُسْتَقْبَلِ وَتَبَدُّلاتٍ نَفْسيَّةٍ تؤَثِّرُ في بِناءِ شَخْصيَّتِهِم. وَلَكِنَّ التَّحدّيَ الأَكْبرَ هوَ الِاخْتيارُ بَيْنَ ما يُفضِّلونَهُ وَما يَتَوَقَّعُهُ المُجْتَمَع. فَالصّوَرُ النَّمَطيَّةُ في مُجْتَمَعاتِنا، غالِبًا ما تَنْجَحُ في تَحديدِ الخِياراتِ بِما يُرْضي المِزاجَ العامّ.


لإِثْباتِ صِحَّةِ هَذِهِ النَّظَريَّة، أَدْعوكُمْ إِلى إِعادَةِ النَّظَرِ في أَسْبابِ إِحْجامِ الشُّبّانِ عنِ الِالْتِحاقِ بِالمَعاهِدِ وَمؤَسَّساتِ التَّعْليمِ المِهْنيّ، مَهْما كانَتْ مَجالاتُها مُحَبَّبَةً إِلى الشَّخْصِ نَفْسِهِ بِمُجَرَّدِ وُجودِ بَديلٍ أَكاديميٍّ واحِد.

لَقَدْ نَشَأَ مُعْظَمُنا كَما نَشَأَ أَهْلُنا عَلى النَّظْرَةِ السَّلْبيَّةِ تِجاهَ التَّعْليمِ المِهْنيِّ وَالحِرْفيّ؛ إِذْ يَعُدُّهُ أَكْثَرُ النّاسِ أَقَلَّ شَأْنًا مِنَ التَّعَلُّمِ الأَكاديميّ، وَذَلِكَ يَعودُ - رُبَّما - إِلى عَوامِلَ مِنْها:

أَنَّ شُروطَ القُبولِ في مَراكِزِ التَّعْليمِ المِهْنيِّ تَقِلُّ عَنِ التَّعليمِ الأَكاديميِّ تَعْقيدًا وَكُلْفَة، وَتَسْتغرِقُ عامَيْنِ أوْ ثَلاثَةَ أعْوامٍ في مُعْظَمِ الأَحْيان؛ فَتَتَكَوَّنُ اعْتِقاداتٌ خاطِئَةٌ بِعَدَمِ تَقْديمِها مادَّةً ذاتَ شَأْنٍ كَغَيْرِها.


كَما لا يُمْكِنُنا إِهْمالُ الِاعْتِباراتِ المادّيَّةِ وَالمَكانَةِ الِاجْتِماعيَّةِ الَّتي يَحْتَلُّها الفَرْدُ العَرَبيُّ حَسَبَ مِهْنَتِهِ وَما يَجْنيهِ مِنْها، لا حَسَبَ قيمَتِهِ الإِنْسانيَّةِ وَدَوْرِهِ في إِعْمارِ الأَرْض.

وَالمؤْسِفُ أَنَّنا نَسْتَعيرُ، مِنَ الشُّعوبِ الَّتي نَنْعَتُها بِـ"المُتَحَضِّرَة"، ما يُرْضي أَمْزِجَتَنا مِنَ الموضَةِ في الأَزْياءِ وَغَيْرِها مِنَ الفاسِدِ وَالثَّمين، بَيْنَما نَتَجاهَلُ ما لا نُحِبُّهُ مِنْ دونِ مَنْحِهِ فُرْصَةً للمُرورِ بِالمَنْطِقِ الَّذي نَبْرَعُ في تَهْميشِه. فَالبِلادُ المُتَحَضِّرَةُ بِحَقٍّ تُعْلي مِنْ شَأْنِ اليَدِ العامِلَة، وَتَسْتَجْلِبُ أَرْبابَ الحِرَفِ مِنْ أَنْحاءِ العالَمِ لِتُحْدِثَ التَّوازُنَ في المُجْتَمَع. فَأَيُّ حَضارَةٍ ستَنْتُجُ مِنْ بَلَدٍ مواطِنوهُ أَطِبّاءُ أَوْ مُهَنْدِسونَ أَوْ صَيادِلَةٌ كُلُّهُم؟

عَجيبٌ كَيْفَ نَنْجَحُ عِنْدَ هَذِهِ الحَقيقَةِ في تَحْويلِ أَنْظارِنا عَنْ تِلْكَ الدّوَل!


تَرْتَكِزُ هَذِهِ النَّظْرَةُ الفَقيرَةُ وَتِلْكَ التَّصَوُّراتُ في أَصْلِها عَلى عاداتٍ باليَة، لا تَأْخُذُ اهْتِماماتِ المَرْءِ وَتَغَيُّرَ أَنْماطِ الحَياةِ وَمَلَكاتِ الإِنْسانِ وَمَواهِبَهُ بِعَيْنِ الِاعْتِبار! فَلا بُدَّ مِنَ التَّفْكيرِ بِعُمْق، وَتَعَلُّمِ احْتِرامِ رَغَباتِ الآخَرينَ قَبْلَ احْتياجاتِهِم، حَتّى نَتَمَكَّنَ مِنْ إِعدادِ جيلٍ يَتَقَبَّلُ الآخَرَ تَقَبُّلًا أَعْمَقَ مِنَ الشِّعارات. وَمِنْ هُنا، قَدْ نَجِدُ يَوْمًا طابورًا طَويلًا مِنْ أَبْناءِ الطَّبَقاتِ المَيْسورَةِ بِطَلَباتِ انْتِسابِهِم، وَوُجوهِهِمِ المَسْرورَةِ أَمامَ مَراكِزِ التَّعْليمِ المِهْنيّ. فَإِنَّ هَذا التَّعْليمَ ليْسَ حَكْرًا عَلى ذَوي الحاجَة…

وَإِنَّ مَسْؤوليَّةَ الحُكوماتِ تِجاهَ هَذا الواقِعِ لَيْسَتْ أَقَلَّ مِنْ مَسْؤوليّةِ المُرَبّينَ وَالمؤَثِّرينَ وَالمُراهِقينَ نَفْسِهِم، فَيُمْكِنُ إِعادَةُ صياغَةِ شُروطِ القُبولِ في التَّعْليمِ المِهْنيِّ ليَصيرَ مُكافِئًا للتَّعْليمِ الأَكاديميّ، كَما يُمكِنُ تَحْسينُ فُرَصِ العَمَلِ وَظُروفِهِ لِخِرّيجي هَذِهِ المؤَسَّسات، الَّذينَ يَتَعلَّمونَ بِأَيْديهِمْ وَيَكْتَشِفونَ أَسْرارَ المِهَنِ بِأَكُفِّهِم، فَيَجْمَعونَ بَيْنَ العِلْمِ وَالمَهارَةِ اللَّذَيْنِ يَفْتَقِدُ مُعْظَمُنا اجْتِماعَهُما.

اِسْمَحوا لي نِهايَةً بِوَصْفِ النَّظْرَةِ السَّلْبيَّةِ للتَّعْليمِ المِهْنيِّ بِالقاصِرَة، فَهيَ تُمَثِّلُ دَوْرًا أَساسًا في رَسْمِ مَلامِحِ الحَيْرَةِ وَالأَسى وَالإِحْباطِ في ضَميرِ جيلِ المُسْتَقْبَلِ الرّاغِبِ في إِرْضاءِ أَهْلِهِ وَذَويه، وَالسّاعي إِلى رَدِّ الجَميل.

فَهَلّا أَعَنّاهُمْ كُلُّنا - آباءُ وَأُمَّهاتٌ وَمُرَبّون - عَلى إِرْضائِنا؟ وَهَلّا تَمَسَّكْتَ ـ أَيُّها المُسْتَقْبَل - بِحَقِّكَ في اخْتيارِ أَدَواتِك؟

أقل


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تعريف وظيفة fnB...

تعريف وظيفة fnBox العرض، والطول، والارتفاع، وpvolume، وpsurface.وهي مسؤولة عن حساب حجم ومساحة سطح د...

لخّصلي لخّصلي خ...

لخّصلي لخّصلي خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة نتي...

لا ريب في أن ال...

لا ريب في أن النهضة واقعة في الأقطار العربية، مستطيرة في أرجائها استطارة الشرر يضرم في كل جهة نارًا ...

iWorking as a m...

iWorking as a medical physicist with responsibility for the optimization of radiographic procedures,...

التربية في المج...

التربية في المجتمعات البدائية هناك سمات رئيسة ومعالم مميزة للتربية في المجتمعات البدائية، من أهمها ...

الفصل الأول الف...

الفصل الأول الفكر التربوى والعوامل المؤثرة فيه الفكر: الفكر الإنسانى Human Thought هو محصلة التعبير ...

فتحة نافذة غرفت...

فتحة نافذة غرفتي الخشبية في حلى، كانت السيارة تتطلق إلى داخل قريتنا مخلفة وراءها غبارا كثيفا، أغلقت ...

الفكرة الرئيسية...

الفكرة الرئيسية تخزن الأحماض النووية المعلومات الوراثية وتنقلها. الربط مع الحياة أصبح فحص DNA شيئًا...

. Materials of ...

. Materials of an especially high caliber are used as raw materials in the pharmaceutical industry. ...

to any analysis...

to any analysis. In this chapter we consider how context, and in particular cultural context, can be...

A better unders...

A better understanding of the physics of entropy generation at multiple length scales (micro—to macr...

الهوية تؤثر على...

الهوية تؤثر على التواصل عبر الثقافات بعدة طرق، منها: التوجهات والتصورات: الأفراد يتفاعلون مع الآخري...