لخّصلي

الباب السابع عشر: إلى الرفيق الأعلى

بدأ هذا الباب بذكر وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووصف حالته قبل وفاته، وكيفية وفاته، ومكان وفاته، وكيفية غسله وتكفينه ودفنه.

ثم تحدث الباب عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وكيف أن المسلمين كانوا في حزن شديد عليه، وكيف أن الله تعالى نزل عليهم العزاء.

وذكر الباب أيضاً بعض المواقف التي حدثت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، مثل حادثة سقيفة بني ساعدة، وحادثة البيعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين، 12 ربيع الأول، من السنة الحادية عشرة للهجرة، عن عمر يناهز ستين عاماً.

وكانت وفاته في المدينة المنورة، في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها.

وقد سبقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمرض استمر لمدة ثلاثة أيام.

صفات النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بغسله، وكان معه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وقد غسل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، بكل مرة ماء وكافوراً.

ثم كفنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ثلاثة أثواب، اثنان من القطن، وواحد من الكتان.

وبعد ذلك، دفن النبي صلى الله عليه وسلم في قبر حفرته السيدة عائشة رضي الله عنها.

المواقف التي حدثت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حدثت بعض المواقف التي تعبر عن حزن المسلمين عليه.

فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "لقد فقدنا سيدنا ومولانا، ولن نرى مثله أبداً".

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "لقد انقطعت النبوة، فلا نبي بعده".

وقام المسلمون بإقامة العزاء على النبي صلى الله عليه وسلم، لمدة سبع ليالٍ.

حادثة سقيفة بني ساعدة

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة، لاختيار خليفة له.

وكان المسلمون في هذا الوقت مختلفين حول من يخلف النبي صلى الله عليه وسلم.

فكان هناك من ينادي بمبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان هناك من ينادي بمبايعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان هناك من ينادي بمبايعة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وبعد مناقشات طويلة، تم الاتفاق على مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ليكون خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم.

حادثة البيعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الناس، وبايعه المسلمون على السمع والطاعة.

وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته: "أيها الناس، إني قد رضيت لكم من نفسي، رضيتم به؟".

فقال المسلمون: "نعم، رضينا".

ثم قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "أبايعكم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والمنشط والمكره، والمنشط والمكره، إلا أن أطيع الله ورسوله".

فقال المسلمون: "سمعنا وأطعنا".

وهكذا أصبحت الخلافة في الإسلام، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، في يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.