لخّصلي

تفاصيل ثورة الشريف بومعزة في منطقة الشلف والظهرة وتنس

ينتسب محمد بن عبد الله بن وداح الى اولاد خويدم في حوض الشلف واصله من تارودانت بالمغرب الاقصى وقد ارتبط منذ الصغر بالطريقة الدرقاوية التي نشأت بالمغرب الاقصى وانتشرت في الجزائروشب في وسط ديني تحت كفالة امراة متدينة يعتقد فيها الناس الصلاح والولاية ومال الى حياة الزهد والتقشف وقد اثار بوحدته وتزهده انظار الناس فاعتبروه شريفا وعمت شهرته كا مناطق جبال الظهرة وحوض الشلف وجبال الونشريس فحفزه ذلك على اظهار ما كان يكنه في ضميره ودعوة الناس الى الثورة وحمل السلاح ضد الاحتلال الصليبي وخلال نشاطه الدعائي عام 1844اضطر الجنرال بيجو الى تجنيد عدد كبير من القوات لمحاربته بقيادة كل من الجنرال بورجللي والجنرال ريفو والكولونيل سانت ارنو ولادريمولت بيليسي

في مارس 1845 قطع وادي عبدي واتجه الى السواحلية فرع قبيلة اولاد يونس ونزل لدى الحاج حامد اليونسي ففرح الحاج بقدومه واقام له ضيفة وحفلة تعارف جمع لها كا وجهاء المنطقة حدثهم خلالها بومعزة عن اهدافه كما ادعى ان رصاص الفرنسيس لا يؤثر فيه وانه سيهاجم مدينة الاصنام وكل المزارع التي يمتلكها الاوربيون المحتلون

وقد زوده السكان بالاموال والاسلحة والذخائر والبغال والاحمرة وصنعوا لها علما للجهاد من الحرير فعين الكتاب وجباة الاموال والشواش والجنود والفرسان والاغوات وخصص لاغوات العسكر مرتبا شهريا بملبغ 10 دورو وعين كاتبا له يسمى سي الصادق

وبعد كل هذه الاستعدادات غادر بومعزة اولاد يونس وعسكر على قرب قبة سيدي عيسى ناحية تاوقريت وشن غارة على قائد مديونة الحااج الصادق الذي كان معارضا له وتمكن من قتله وفي افريل 1845اتجه الى عرش الصبيحات في الشلف وخرجت من الاصنام قوات فرنسية لاعتراضه وتعرفت على مكانه بسبب وشاية رجلين من جنود قائد الصبيحات فتوقفت في واد راس بالصبحة وتوقف بومعزةفي كرونانسة وهناك جرت معركة بينه وبين القوات الفرنسية عرفت بمعركة قرى بعين مران فقد فيها بومعزة 60 رجلا واسر له 15 اخرين اعدمهم الفرنسيس الصليبيون حتى يتخلى الناس عنه
وعلى اثر هذه المعركة التي لم تكن في صالحه انسحب ومن معه الى مازونة واخذ يحرض الناس ويحثهم على الجهاد فاستقبله المازونيون بحفاوة وجندوا له 300 رجلا فلاحقه سانت ارنو وعسكر امام مازونة ( الرنو بلدية سيدي محمد بن علي قرب مازونة ) ثم انتقل الى سيدي عيسى حيث لحقت به قوات اخرى قادمة من تنس تجند بومعزة وعدد ةكبير من اخواله فرسان اولاد عبد الله فرع اولاد بوهني وعندما حاول الضابط الفرنسي بياتريكس القادم من تنس ان يعترض سبيلهم في غابة واد ريحان هاجموه وقتلوه وقطعوا راسه ويديه وحملوها الى المناطق الجبلية ليشجعوا الناس على حمل السلاح وذلك في يوم 20 افريل 1845
وكان بومعزة قد خاض قبلها بيومين معركة كبيرة في منطقة برج البعل حاصر فيها فرقتين فرنسيتين ولم ينج القائد كانروبير الا بصعوبة واستغل بومعزة هذا الانتصار فوجه مبعوثين منه الى منطقة شرق تنس اولاد حيجة ليحفزوهم على حمل السلاح فاستقبلهم القائد محمد بن هني بحفاوة واستجاب وقومه الى نداء الثورة فهاجموا جميعا معسكر المضايق بحوالي 500 رجل وجددوا الهجوم عليه يوم 22 ابريل واقتربوا من المدينة وقتلوا خلال المعركة ضابط الحربية الفرنسي وفي يوم 23 ابريل تعرض الثوار لقافلة فرنسية في طريقها من مدينة تنس وذلك في واد علالة وخاضوا ضدها معركة دامت يوما كاملا وحاصر فريق ءاخر مدينة تنس وقطعوا الطريق بينها وبين الاصنام واضطر سانت ارنو ان يخطر الجنرال بورجللي بخطورة الوضع وثورة سكان 22 قرية بين تنس والبعل وعلى راسهم بني حوا وبنو حجا وامتداد الثورة الى بني مناصر بشرشال ومتيجة مما ازم الوضع على المحتل الفرنسي ويذكر بول ازان بانه ظهر بومعزة اخر في بني مناصر فاعدمه الفرنسيون امام الناس

بعدها دخل بومعزة حوض الشلف وانضم اليه سكان الصبيحات وراسله سكان جنوب الاصنام وحملوا السلاح فاضطر العدو الفرنسي الى تحصين مدينة الاصنام بالاسوار والخنادق وقد حاول بومعزة مرات عديدة اختراق التحصينات ودامت مناوشاته 3 اشهر وقد ارتكب بيليسي حماقة كبيرة ضد سكان اولاد رياح الثائرين الذين اعتصموا في المغاور الجبلية بعد ان داهمتهم القوات الفرنسية ورفضوا الاستسلام وكان عددهم حوالي 500 شخصا فاشعال النيران في افواه المغارات وماتوا جميعا من جراء الحرق والاختناق ...يتبع

الدكتور يحيى بوعزيز جامعة وهران من كتاب المقاومة في جبال الونشريس وحوش الشلف وجبال الظهرة ضد الاستعمار الفرنسي