لخّصلي

ومن أقدم التعريفات التي تطرقت إلى مهنة العمل االجتماعي- نستعرضها ليس من باب االستعراض وإنما من باب
التدرج التاريخي في مختلف التعريفات- بداية بكونه خدمة عالجية ثم خدمة مهنية مع األفراد والجماعات، ثم اعتباره فن وعلم
مع ذكر المستويات الثالث للعمل االجتماعي )الفرد، الجماعة، المجتمع( ثم الدور الوقائي )بمعنى كل األعمال واألفعال التي
يقوم بها األخصائيون االجتماعيون بهدف تجنب الوقوع في المشكالت االجتماعية( والعالجي )بمعنى مساعدة األفراد
والجماعات والمجتمعات عـلى اسـتعادة قـدراتهم عـلى األداء االجتماعي، وعـلى التغلب على صعوبات التوافق االجتماعي مع
أنفسهم ومع اآلخرين( واإلنمائي )التنموي( واإلنشائي )يتم من خالله التعامل مباشرة مع تحديات التنمية والمساهمة االيجابية
1 في رفع المستوى االقتصادي واالجتماعي على حد سواء والمساهمة في إحداث التغيير نحو األفضل بأي شكل من األشكال
،)
وذلك كما يلي:
 تعريف وليم هدسون )Hadson.W )عام :1925 هو نوع من الخدمة تعمل من جانب على مساعدة الفرد أو جماعة
األسرة التي تعاني من مشكالت لتتمكن من الوصول إلى مرحلة سوية مالئمة، وتعمل من جانب آخر على أن تزيل
العوائق بقدر اإلمكان التي تعرقل األفراد على أن يستثمروا أقصى قدراتهم؛
 تعريف أرلين جونسون )Jonson.A )عام :1943 خدمة مهنية تؤدى للناس بغرض مساعدتهم كأفراد أو في جماعات
ليتبادلوا عالقات مرضية وليصلوا إلى مستويات للحياة تتماشى مع رغباتهم الخاصة وقدراتهم وتتماشى مع أهداف
المجتمع؛
 تعريف ستروب )Steroup.M )عام :1948 فن توصيل الموارد المختلفة إلى الفرد والجماعة والمجتمع إلشباع
احتياجاتهم عن طريق استخدام طريقة علمية لمساعدة الناس على مساعدة أنفسهم.
 تعريف بسنو )Bisno )عام :1952 هو توفير الخدمات المخصصة لمساعدة األفراد إما بدورهم في جماعات للتغلب
على العوائق االجتماعية والنفسية الحالية والمستقبلية التي تعوق، أو من المحتمل أن تعوق، مساهمتهم الكاملة الفعالة
في المجتمع.
وقد قدم لنا "مدحت محمد أبو النصر" جملة من التعريفات تناولت مفهوم العمل االجتماعي كمهنة والتي سنحاول
عرضها على النحو التالي:
• يعرف "والتر فريدالندر" )Fridlander .W )مهنة العمل االجتماعي بأنها نوع من الخدمات المهنية تعتمد على
قاعدة علمية من المعارف والمهارات العديدة في ميدان العالقات اإلنسانية، وهي تهدف إلى مساعدة األفراد كحاالت
أو كجماعات للوصول إلى مستوى من التوافق والنضج واالعتماد على النفس، وهي تمارس كإحدى وظائف
المؤسسات االجتماعية"؛
• عرفتها الجمعية القومية لألخصائيين االجتماعيين في و م أ بأنها "نشاط مهني يهدف إلى مساعدة األفراد والجماعات
والمجتمعات على تقوية أو استعادة قدراتهم على األداء االجتماعي، وإيجاد األوضاع االجتماعية المحققة لهذا
الهدف..."؛
1
وتجدر اإلشارة هنا أن هذه األدوار الثالث هناك من المراجع من يطلق عليها مناهج... والمهم في كل هذا بأن يشترط التكامل بينها مثلما يشترط التكامل في
المستويات الثالث )الفرد والجماعة والمجتمع( كما يشترط التكامل بين المجاالت العديدة لمهنة العمل االجتماعي ففي المجال األسري نحتاج إلى مجال التعليم وفي
هذا األخير قد نحتاج فيه إلى مجال الصحي والطبي أو مع الفئات الخاصة وهكذا...
العمل االجتماعي إعداد األستاذة وحدي
3
• يعرفها "مكس سيبورن" (Siporin Max (بأنها "طريقة اجتماعية تهدف إلى مساعدة الناس على عالج مشكالتهم
االجتماعية والوقاية منها، وتدعيم أدائهم لوظائفهم االجتماعية"؛
• ويعرفها كل من "باير وفيدريكو" (Federico & Baer (بأنها "مهنة تهتم بالتفاعالت بين الناس ونظم المجتمع،
والتي تؤثر على قدراتهم على أداء أدوارهم االجتماعية وتحقيق طموحاتهم وتخفيف آالمهم..."؛
• أما "روبرت باكر" (Barker Robert (فيعرفها بأنها علم تطبيق لمساعدة الناس على تحقيق مستوى فعال من األداء
النفسي واالجتماعي، وإحداث تغييرات مجتمعية فعالة لتعزيز الرفاهية لجميع الناس"؛
• ومن جهته "عبد الفتاح عثمان" فقد عرفها بأنها خدمة فنية تستهدف مساعدة الناس أفرادا وجماعات لتحقيق عالقات
إيجابية بينهم ومستوى أفضل من الحياة في حدود قدراتهم ورغباتهم".
وع ّرف االتحاد الدولي للعمل االجتماعي و لألخصائيين االجتماعين من جهته مهنة العمل االجتماعي على أنها المهنة
التي تعمل على التطور الوظائفي لألفراد والجماعات عن طريق نشاطات تركز على العالقات كعامل تواصل بين الفرد وبيئته.
هذه النشاطات غايتها إحداث التغيير االجتماعي، وحل المشكالت )الحد منها(، وتمكين األفراد وتحريرهم من أجل تعزيز
رفاهم، وذلك باستعمال النظريات العلمية، وباالستناد إلى مبادئ حقوق اإلنسان والعدالة االجتماعية و المحافظة على قدرات
الشخص المعرضة لالنهيار والعمل على صيانة وظائفه االجتماعية.