لخّصلي

يتناول النص سمات اللعب الفردي وقيمته التربوية، مُحدداً عدة أنماط سلوكية يمارسها الطفل: أولاً، اللعب الاستكشافي: يبدأ الطفل باستكشاف بيئته عبر حواسّه وحركاته، مُتطوراً من حركات عشوائية إلى حركات إرادية ناضجة، مُستخدمًا حركته للوصول إلى الأشياء البعيدة وتوسيع معرفته خلال السنة الأولى من عمره، ويستمر هذا التطور حتى سن الثالثة، مُصاحباً لعبًا بالدمى. ثانياً، اللعب العشوائي: سلوك عفوي حرّ، يُستخدم فيه الطفل أطرافه وحواسه، مُتطوراً من حركات تلقائية إلى مداعبات مع أفراد الأسرة مع نهاية السنة الأولى. ثالثاً، اللعب الاستكشافي (التخريبي): يمارس الطفل فيه إتلاف الأشياء دون قصد بسبب عدم نضج حركاته، مُستمتعاً بالعبث دون اكتراث بالعواقب، مُشدداً النص على ضرورة عدم معاقبة الطفل بل تعليمه. رابعاً، تقليد حركات الراشدين: يحاول الطفل تقليد الكبار في أفعالهم اليومية، ويجب تشجيعه على ذلك لدوره في تطوير الإبداع والنمو النفسي. خامساً، اللعب السلبي: يمارس الطفل هذا النوع مع نهاية السنة الثانية، مُتفرجاً على أطفال أكبر منه، مُستمتعاً بالدمى، الألعاب، القصص، الموسيقى، والصور. سادساً، اللعب الإيهامي: تتحدث الطفلة مع دميتها كأنها إنسان، مُظهرة إيجابية ونشاطاً. ثم ينتقل النص إلى مراحل تطور اللعب الاجتماعي: اللعب المتوازي (بجانب أطفال آخرين دون تفاعل مباشر)، اللعب المتشارك (تبادل مواد اللعب وتفاعل بسيط)، واللعب التعاوني (اللعب الجماعي لتحقيق هدف مُشترك).

سمات اللعب الفردي وقيمته التربوية

يحاول الطفل أثناء ممارسة هذا اللون من اللعب القيام بأنماط سلوكية مختلفة

من اللعب، وهذه الأنماط هي :
۱- استكشاف معطيات البيئة اللصيقة به.

يبدأ الطفل باستخدام عينيه في النظر إلى الأشياء المحيطة به، والأشخاص المتحركين من حوله . كما أنه يستخدم الحركات العشوائية غير الناضجة من يديه فيحاول عن طريقها أن يلمس أو يلتقط أشياء البيئة من حوله، وبالذات القريبة منه .

وتستمر هذه الحركات الاستكشافية في النمو والتطور حتى تصبح حركات إرادية ناضجة. يستطيع عن طريقها النقاط الأشياء وتفحصها باللمس والنظر. ثم يتطور هذا اللون من اللعب الاستكشافية، بتطور قدرة الطفل على التنقل والمتمثلة في الحبو والمشي ليصل نفسه بالمعطيات البيئية التي لم يستطع تناولها باليد، لتوسيع قاعدة معرفته بالأشياء المحيطة في أثناء السنة الأولى من عمر الطفل . فتتوسع باللعب الاستكشافي قدرته على الحركة حتى سن الثالثة. وفي أثناء هذه الفترة يميل الطفل إلى اللعب بالدمى وغيرها من الألعاب الفردية، ثم يبدأ اهتمامه يقل بممارسة اللعب بالدمى، مع تقدمه بالعمر.

٢ - اللعب العشوائي:

وهو سلوك فردي يمارسه الطفل مع ذاته بصورة عفوية، ويقوم على الحرية

وعدم التقيد بقواعد، أو ضوابط، أو شروط .

يستخدم الطفل في هذا النوع من اللعب الأطراف يداه ورجلاه) إضافة إلى

حواسه . ويتمثل اللعب في هذه الحالة في تحريك البدين والرجلين بصورة تلقائية، ثم

يتطور إلى التقاط الدمى وما يماثلها من الأدوات الخفيفة.
ويدخل اللعب العشوائي مرحلة الحركات المفاجئة، وتتميز بالقفر والوثب والحيو والزحف والتدحرج والمناغاة والصراخ، وتحريك الأشياء الخفيفة والصغيرة التي تكون في متناول يده، بعيدا عنه ، ثم يحاول اللحاق بها .

ومع نهاية السنة الأولى، ينتقل إلى مرحلة لعب المداعبة، مع أمه وبقية أفراد الأسرة، عن طريق القيام بحركات الاختفاء القصيرة عن النظر والظهور من جديد . وتشكل عملية الرؤية ثانية من داعبه مصدر فرح ومرح، وضحك، وصراخ مليء بالسعادة .

٣- اللعب الاستكشافية :

يمارس الطفل في هذه المرحلة إتلاف وتخريب الأدوات التي يلعب بها، دون أن يقصد هو ذلك، بل بسبب عدم قدرته على الاتساق الحركي بين أجزاء الجسم . لكنه في هذه المرحلة يشعر بالمتعة وهو يعبث بالأشياء، دون أي اكتراث بالعواقب - مع الأخذ بعين الاعتبار المبدأ الذي يقول : " إن الطفل حين يخطيء لا يخطىء لأنه يريد أن يخطئ ، بل لأنه ما يتعلم بعد كيف لا يخطىء" .

لذلك يتوجب أن لا يتم ايقاع العقوبة بالطفل بمجرد قيامه بممارسة خطأ ما ، وإنما لا بد من إعطائه فرصة أخرى بعد أن يتم تعليمه كيفية عدم الوقوع بالخطأ، وإفهامه معايير الخطأ والصواب .

• تقليد حركات الراشدين من حوله :

تحمل الطفلة دميتها والأشياء التي تلعب بها، وتحاول أن تجلسها أو تحملها على صدرها ، كما تعمل أمها . كما يحاول الأطفال ذكور أو إناثا تقليد الكبار في الجلوس علىالكراسي ، وتناول الشاي أو قراءة الصحيفة، أو محاولة الكتابة، أو تقطيع الخضار، أو التطريز، أو محاولة الولوج في عالم الكبار يتوجب أن يتم تشجيع الأطفال على مثل هذه الممارسات ووعدم الاستهزاء بهم أو الاستخفاف بهم ، سيما وإن بعض هذه الممارسات ربها يؤدي بهم إلى السلوك الإبداعي ، مما يؤدي بهم فيما بعد إلى مزيد من الارتقاء الفكري والنمو النفسي المتكامل .

• اللعب السلبي

يلعب الطفل مع نهاية السنة الثانية، مع الأطفال الآخرين الذين هم أكبر منه سنة فيقف متفرجا عليهم وهم يلعبون دون مشاركتهم لعبهم هذا ، ويستمر الطفل في بداية السنة الثالثة في ممارسة اللعب بالدمى التي تمثل الإنسان أو الحيوانات، وألعاب الكرة والأسلاك ، وقطع الخشب، والرمل، والماء، والأقلام ، والورق . كما يستمر في تقليد الكبار، ويأنس السماع القصص الخيالية منهم، على الرغم من عدم فهمه للمعاني التي تحملها هذه القصص، ويستمتع في هذه المرحلة بالاستماع إلى الموسيقى والأغاني والصور الملونة والأفلام الكرتونية المتحركة.

٦- اللعب الإيهامي :

يلاحظ أن الطفلة في هذه المرحلة من العمر تتحدث مع الدمية وكأنها آدمي قادر على الكلام والحركة ( الإحيائية ) ، فتراها تداعب وتحادث وتعاقب هذه الدمى على اختلاف أشكالها وأنواعها ، ومع هذا التطور فإن اللعب في هذه المرحلة يبقى على حالته الفردية والذاتية، ويتميز بالإيجابية والنشاط، ويتوسع في دائرة اللعب الإيهاميوالتمثيلي - ثم يتطور اللعب الفردي الذي كان الكفل فيه يلعب لوحده إلى اللعب المتوازي أو المتناظر .

اللعب المتوازي أو المتناظر

يمارس الطفل هذا اللون من اللعب وهو بجوار الأطفال الآخرين وليس مختلطة معهم وهو في السنة الثانية، ويمثل هذا اللعب امتدادا للعب الفردي. ولكن اللعب المتوازي لا يستمر على حاله مع نمو الطفل، فحينما يصبح في السنة الثالثة، ويدخل روضة الأطفال فإنه يقترب من الأطفال الآخرين، ويتبادل معهم مواد اللعب. ثم بيشاركهم اللعب، حيث يتطور لعب الطفل إلى مرحلة اللعب التشاركي.

اللعب التشاركي

يتفاعل الطفل في هذا النوع من اللعب مع الأطفال الآخرين، ويكون في هذه المرحلة لعب غير منظم، ولا يقوم على سلوك تعاوني، وينتهي مع نهاية السنة الثالثة. بعد ذلك يتطور اللعب المشارك إلى لعب تعاوني .

اللعب التعاوني:يمارس الطفل اللعب التعاوني هذا، عن طريق الانضمام إلى مجموعات يتعاول أفرادها لتنفيذ فكرة لعب تقوم على التعاون بين الأطفال، بغرض التنافس مع فريق لعب

آخر، و ويسعى لتحقيق غايات .