لخّصلي

رواية الطفلة إيمان هي احدى روايات الكاتب حزام بن راشد التي تم نشرها عام ٢٠١٧. حزام بن راشد هو مهندس تخطيط سعودي، هوايته الكتابة ولديه عدة إصدارات منها الشيخة روان وانثى المعراج. اغلب كتاباته تتحدث عن مشاكل اجتماعية.
رواية الطفلة إيمان تتمثل أهميتها في التركيز على احدى القضايا المجتمعية في الوطن العربي. انها رواية مؤثرة ومؤلمة حيث شعرت بإيمان ووصلني احساسها، وقد تأثرت بقصتها كثيراً لأنني اقرأ عن حالات اختطاف الأطفال لأول مرة، مما جعلني اشعر بالأسى على حظ هؤلاء الأطفال السيئ. ونجح الكاتب بتقمص شخصية الطفلة ببراعة مما جعلني أتأثر بها كثيرا. في البداية شدني غلاف القصة وكان هناك توافق بينه وبين المضمون. الطبعة التي بين يدي طبعت في عام ٢٠١٨ في دار نشر نوفا بلس في الكويت وهذه الطبعة الرابعة.

تبدأ احداث هذه الرواية عندما قررت عائلة الطفلة إيمان التي تبلغ من العمر ١٣ عاما للذهاب الى رحلة الى احدى مناطق المملكة. واثناء طريقهم توقفوا لأداء الصلاة وتلبية بعض الحاجات. ومع التهاء أهلها ولعبها تعرضت ايمان للخطف في مصلى النساء من قبل امرأة عجوز، أحد أعضاء عصابة مجهولة، لتبدأ رحلة الألم والصدمات والتعذيب والحرمان. لقد خُطفت ايمان من قبل عصابة تخطف الأطفال وتتاجر بهم اما للتسول او لبيعهم على عصابات اخرى. وجدت ايمان نفسها في منزل مليء بالأطفال الذين مارسوا عليهم اشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي. سلبت براءتهم، احلامهم، وابتسامتهم. كانت مجبورة على اتباع تعليمات رئيس العصابة لأنها لم تعد تستحمل الألم الذي تشعر به عندما كانت ترفض التسول مع باقي الأطفال. أشد طرق التعذيب التي تعرضت اليها ايمان كانت حرق اللسان، حيث أصبحت لا تستطيع الكلام. مع مرور الوقت وجدت نفسها تتجول مجبرة بين ثلاث دول برفقة من خطفها، أخطر فئات البشر، وإحدى الاطفال المختطفين يحيى. وعندما واجه رئيس العصابة الكثير من المشاكل مع ايمان ويحيى التي كانت ستؤدي الى امساك الشرطة بهم، قرر ان يبيعهما على عصابة اخري في باكستان. وعاشت اسوء أيام حياتها هناك عندما أجبرت على الزواج من رجل كبير في العمر وتعرضت للظلم والقسوة من اجل النقود. عندما كانوا في باكستان وجد يحيى والده الذي باعه لهذه العصابة. هربوا الى والد يحيى لعله يساعد ايمان للعودة إلى وطنها، لكنه اتضح انه قاسي القلب ولم يساعدها بعد ان عرض عليه زوج إيمان مبلغ من المال. مع الأسف الشديد جميع محاولاتها هي وصديقها يحيي للهروب باتت للفشل حيث انه يتم الإمساك بهم في كل مره، فقدو الامل لكنهم لم يستسلموا، ظلوا يحاولون الى ان اتى اليوم الذي قام يحيى بقتل والده الذي ظلمهم ظلماً شديداً. مع الأسف تم القبض على ايمان ويحيى بتهمة القتل والقى بهم في السجن. وكان هذا اخر لقاء بينها هي ويحيى، هي في سجن، وهو في سجن آخر. رفضت إيمان بالإفصاح عن اسمها الحقيقي معللة ذلك أن بقائها مختطفة في نظر عائلتها أفضل من أن يعيشوا بقهر وحسرة.

استطاع الكاتب تقمص شخصية الطفلة المختطفة ببراعة فأوصل لي جميع احاسيسها من خوف، ألم، حزن، وضياع. استطاع الكاتب على الموازنة ما بين الوصف، السرد، والحوار. شرح الكثير من المعلومات من مقالات كتبت عن احداث حقيقية لتوضيح السياسات التي اتبعتها الحكومة بشأن هذه القضية. احداث هذه الرواية تحبس الانفاس، لم أستطع التوقف عن القراءة، وكذلك المفاجآت المخبئة بين طيات الرواية وعنصر التشويق الذي يجعلك لا تتوقف عن القراءة.

نجد ان الحبكة في هذه القصة حدثت عندما خطفت ايمان من وطنها وتجولت ثلاث دول مع العصابة التي تتاجر بالأطفال، الصراع كان محاولات ايمان بالهرب التي جميعها باءت بالفشل. دارت بعض احداث هذه الرواية تحديدا في عام ٢٠٠٥ في السعودية، وبعضها في باكستان، انتهت في اليمن، وقد تعددت شخصيات هذا الرواية، الرئيسية منها والثانوية. إيمان ورفيقها يحيى، رئيس العصابة وزوجته، عائلة ايمان، والد يحيى، والرجل الكبير الذي تزوجها، ولا ننسى بقية الأطفال المختطفين.

الرواية مهمة لأنها تتحدث عن احدى اهم القضايا المجتمعية الحساسة والخطرة، بسبب حالة عدم الاستقرار التي تمر بها معظم الدول. سمعنا الكثير من الحوادث التي تشبه حادثة ايكان.
الرسالة من الكاتب حميلة وفي محلها حيث نصح بان ينتبه الاب والام للأطفال بكل الأماكن العامة، وتحفيظهم المعلومات الأساسية كالعنوان وارقام الهواتف، وكل ما يفيد بحالات الاختطاف او الضياع. كانت النهاية مفتوحة لا نعلم ما كان مصير ايمان، فمن يدري، ربما هي بيننا الآن وقد حصلت نسختها من الرواية، وربما لا شيء من هذا كله.