لخّصلي

احسست بساقي تجران بقية جسمي الى اسفل في لحظه لا أدري هل طالت ام قصرت وتحول دوي النهر الى ضوضاء مجلجله في اللحظة عينها لمع ضوءضوء حاد كأنه لمع برق ثم ساد السكون والظلام فتره لا اعلم طولها بعدها لمحت السماء تبعد وتقرب والشاطئ يعلو ويهبط وأحسست فجأة برغبة جارفة لم تكن مجرد رغبة كانت جوعا كانت ظمأ وقد كانت تلك لحظة اليقظة من الكابوس استقرت السماء واستقر الشاطئ وسمعت طقطقة مضخة الماء وأحسست ببروده الماء ولكنني ليت جزءا منه فكرت انني اذا مت فإنني اكون قد مت كما ولدت دون ارادتي طوال حياتي لم اختر ولم اقرر إنني أقرر الآن انني اختار الحياه.

قادتني قدماي الى الشاطئ وقد لاحظت تباشير الفجر في الشرق .
سأنفس عن غيظي بالسباحه .
كانت الاشياء على الشاطئين نصف واضحه تبين وتختفي بين النور والظلام .
كان النهر يدوي بصوته القديم المألوف متحركا كأنه ساكن لا صوت غير دوي النهر وطقطه مضخات الماء .
وأخذت أسبح نحو الشاطئ الشمالي وظللت أسبح وأسبح حتى استقرت تحركات جسمي مع قوى الماء الى تناسق مريح ومضيت أسبح وقد استقر عزمي على بلوغ الشاطئ الشمالي هذا هو الهدف.
كان الشاطئ امامي يعلو ويهبط والأصوات تنقطع كلية ثم تضج.
وقليلا قليلا لم اعد اسمع سوى دوي النهر يغور ويطفو كنت أرى امامي نصف دائرة ثم اصبحت مثل العمى والبصر.
كنت أعي ولا أعي .
هل أنا نائم أم يقظان؟
هل انا حي أم ميت؟
ومع ذلك كنت ما ازال ممسكا بخيط واهن الاحساس بأن الهدف أمامي لا تحتي وأنني يجب ان أتحرك الى الامام لا الى الاسفل ولكن الخيط وهن حتى كاد ينقطع ووصلت إلى نقطه أحسست فيها أن قوى النهر في القاع تشدني اليها .
سرى الخدر في ساقي وفي ذراعي اتسع الله و وتسارع تجاوب الأصداء .
الان وفجأة وبقوة لا ادري من أين جأتني رفعت قامتي في الماء سمعت دوي النهر وطقطقة مضخة الماء.
تلفت يمنة وسرة فإذا انا في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب.
لن استطيع المضي ولن استطيع العوده .
انقلبت على ظهري وظللت ساكنا أحرك ذراعي وساقي بصعوبه بالقدر الذي يبقيني طافيا على السطح.
كنت اشعر بقوى النهر الهدامه تشدني الى اسفل وبالتيار يدفعني الى الشاطئ الجنوبي في زاويه منحنيه لن أستطيع أن احفظ توازني مده طويلة إن عاجلا او آجلا ستشدني قوى النهر الى القاع واحسست اني استسلم لقوى النهر الهدامه.
احسست بساقي تجران بقية جسمي الى اسفل في لحظه لا أدري هل طالت ام قصرت وتحول دوي النهر الى ضوضاء مجلجله في اللحظة عينها لمع ضوءضوء حاد كأنه لمع برق ثم ساد السكون والظلام فتره لا اعلم طولها بعدها لمحت السماء تبعد وتقرب والشاطئ يعلو ويهبط وأحسست فجأة برغبة جارفة لم تكن مجرد رغبة كانت جوعا كانت ظمأ وقد كانت تلك لحظة اليقظة من الكابوس استقرت السماء واستقر الشاطئ وسمعت طقطقة مضخة الماء وأحسست ببروده الماء ولكنني ليت جزءا منه فكرت انني اذا مت فإنني اكون قد مت كما ولدت دون ارادتي طوال حياتي لم اختر ولم اقرر إنني أقرر الآن انني اختار الحياه.
سأحيا لأن ثمة أناسا قليلين أحب ان ابقى معهم اطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب. ان اؤديها.
وحركت قدمي وذراعي بصعوبة وعنف حتى صارت قامتي كلها فوق الماء وبكل ما بقيت من طاقة صرخت وكأنني ممثل هزلي يصيح في المسرح النجدة النجدة.