لخّصلي

يست السياحة مجرد نشاط ترفيهي لتسلية الانسان ، بل هي صناعة بكافة
أبعادها ومجالاتها. وتمتد آثارها الاجتماعية والثقافية والانسانية ، إذ إن السياحة
وسيلة تعاون وتفاهم، فضالً عن كونها مناخاً مشبعاً بروح التسامح والتقارب بين
والشعوب، وكذلك تقارب الاديان أيضاً الحضارات في الوحدة النسائية والمجتمعية.
كما وأن السياحة تمتاز بأهميتها الاقتصادية، كونها الارض الخصبة الاستثمارية
السياحية المحلية والعالمية، بسبب إي ارداتها المتحققة من العملة الصعبة، فضالً
عن دورها ومساهمتها في دعم الاقصاد القومي، وتقريب مستويات ميزان
المدفوعات في إجازته أو زيارته ألي مقصد سياحي، أكثر بكثير من معادلة
إنفاقه في بلده الاصلي أي في محل إقامته. لذا تسهم السياحية في تثبيت العاملات
الاجنبية)كونها تجارة غير منظورة(، وبالتالي؛ تسهم في الاثر المضاعف للنفقات
السياحية بتوليد سلسلة متعاقبة من الدخول الاضافية التي تدخل الاقتصاد عن كل
وحدة نقد يقوم السائح بإنفاقها.
ًر مركباً في الاقتصاد، وخلقت
وبذلك، كلما تحركت الوحدة المالية، أعطت تأثي ا
مصاد اخرى جديدة للدخل القومي. ً
ً
وفي مجال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، فتشهد السياحة تواجدا

لكل تسعة عمال يعملون في الصناعات االخرى، وتصل عدد الوظائف المرتبطة
باألنشطة السياحية الى )350( مليون وظيفة في عام .2005 كما وتشهد السياحة اكثر من )200( مليون شخص حول العالم، وبمعدل عامل في صناعة السياحة

لكل تسعة عمال يعملون في الصناعات الاخرى، وتصل عدد الوظائف المرتبطة

توليدا %10.3( من جملة األجور العالمية بما يعادل )1.7( تريليون دوالر ً يبلغ )
وبنسبة )%10.1( من جملة الناتج المحلي االجمالي. لذلك فين السياحة تحتل
أهمية كبيرة كنشاط إقتصادي في مختلف دول العالم.
ً حقيقة ثابتة راسخة في الوقت الحاضر، ووصلت الى مرحلة
فالسياحة إذا
الالعودة كمطلب وحق مكتسب لإلنسان المعاصر، ولهذا اعتمدتها األمم المتحدة،
وأقامت لها منظمة عالمية متخصصة وباركت االستثمار في جميع هيئاتها
المتخصصة. وأكدت على ذلك رسالة األمين العام لمنظمة السياحة العالمية في
27 أيلول/ سبتمبر 2011 بمناسبة يوم السياحة العالمي التي جاء فيها: إن عبو ر
)940( مليون سائح للحدود الدولية عام 2010 هو مؤشر على أنه لم يسبق
لشعوب العالم وثقافاتها أن تواصلت كما تتواصل حاليا،ً فعن طريق السياحة
يتقارب ماليين الناس أكثر فأكثر كل يوم. وفي ذلك تعبير عن دور السياحة في
تذليل العوائق القائمة بين الثقافات، وفي تعزيز التسامح والتفاهم واالحترام المتبادل،
وهذه القيم األساس الذي عليه يقوم مستقبل يعمه مزيد من السالم.
لقد توقعت منظمة السياحة العالمية أن يصل عدد السياح في العالم إلى ما
يقرب من )1،6( مليار بحلول عام ،2020 كما توقعت المنظمة أن تسجل مناطق
شرق آسيا والمحيط الهادئ والشرق األوسط وأفريقيا معدالت نمو تزيد على )%5(
سنويا،ً مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ )%4،1(. وبعد األزمة االقتصادية العالمية
عامالً رئيسياً ألخراج العالم من األخيرة، إعتبر الخبراء أن السياحة يمكن أن تكون
حالة الركود االقتصادي