لخّصلي

بماذا كرم الاسلام المرأة ؟

1. المرأة في الاسلام :
   يولي الإسلام للمرأة أهمية كبيرة وينظر إليها بكرامة واعتزاز. والمرأة في الإسلام خطيبة ، زوجة ، أم ، أخت ، بنت ، خالة، وجدة ، وهن شريكات في مسؤوليات الرجل.
   يعتقد المسلمون أن الإسلام أعطى المرأة الحقوق التي فقدتها في الجاهلية وأهمها الحق في الحياة.
   يتفق علماء الدين المسلمون عمومًا على أنه في الأيام الأولى للإسلام ، في أوائل القرن السادس الميلادي ،
   وسع النبي محمد صلى الله عليه وسلم حقوق المرأة لتشمل الميراث ، وملكية الممتلكات ، والزواج ، والنفقة ، وغيرها من الحقوق.
   كما نهى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن الإساءة للمرأة وأمرها بمعاملتها باللطف والرحمة.
   قال أثناء حجه الوداع: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولي».
   2.حقوق المرأة في الاسلام :
   لقد حرص الإسلام على حقوق المرأة وكرمها، وأعطاها حقوقها كاملة بما يتناسب مع غرائزها و طبيعة تعليمها. وذلك لأن دين الإسلام ليس حكماً على الإنسان، بل هو وحي من مجد الخالق.
   له الكتاب و السنة، قال الله تعالى { ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ؟} عمربن الخطاب،قال : وهذا حال النساء الأوائل الجاهلا تقبل الإسلام، وهذه حالة الجهل في القرن العشرين، وتغيرت الوسيلة ولكن الأثر هو نفسه.
   لهذا السبب قالت الدكتورة كاري آن أوين من الولايات المتحدة : أحببت أن الإسلام يحترم التربية الجنسية ويضمن حقوق المرأة[2].
   
   تحولت كاري إلى الإسلام بحثًا عن حقوقها كامرأة. هذه شهادة امرأة متعلمة رأت وسمعت وعاشت معاملة النساء خارج الإسلام. يحظى الإسلام باحترام كبير للنساء، سواء كن زوجات و بنات وأخوات ونساء أخريات.
   حق المرأة بالتعلم
   لم يأتِ في الإسلام ما يمنع طلب العلم وتحصيله للنساء، بل على العكس تماماً طلبه من المسلمين وجعله فرضٌ عليهم، وحثَّ عليه دون تفريق بين المرأة أو الرجل، والدليل عليه قول الرسول -عليه السلام-: (مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَه)
   حق المرأة في العمل وكسب المال
   يسمح الإسلام للمرأة بالعمل والسعي وراء حياة ودخل حلال ، ويشرع لها حرية الحصول على دخل حلال ، سواء أكان ذلك تجارة أو وسائل أخرى كسب المال ، ويسمح لهم بالسيطرة على العمل بموجب قوانين معينة ، وهذه الشروط أو الضوابط هي: العمل لا يترتب عليه حظر قانوني. لا تنفردوا بالرجال الأجانب.
   التقيد بقواعد اللباس القانوني للمرأة
   الحقوق المالية للمرأة في الإسلام
   يمنح الإسلام المرأة العديد من الحقوق المالية ويمنع أي شخص ، سواء كان زوجها أو والدها ، من إجبارها على إنفاق المال لتلبية احتياجات معينة أو منعها من إنفاق المال ومن هذه الحقوق على سبيل المثال: حقها في النفقة والسكن الذي ينتقل من الأب إلى الزوج بمجرد إبرام عقد الزواج الصحيح .
   حق المهر
   جعل الإسلام للمرأة الحق في طلب المهر مِمَّن يريد الزواج بها، لتفادي وقوع ظُلمٍ محتمل عليها من هذا الزوج الذي أعطاه الله حق الطلاق، فأعطاها الحق بأخذ مبلغ من المال يسجّل في العقد كحق للمرأة في ذمة الزوج، وليمنعه من استرداده وظلمها، ودليل هذا الحق قول الله -تعالى-: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً).

حق الميراث

جعل الإسلام للمرأة حق الميراث ممَّن تستطيع أن ترث منهم، بناءً على درجة القرابة وترتيبها بين باقي القرابات؛ سواء كانت ابنة أو زوجة أو حفيدة وغير ذلك، أما الدليل على أنَّ للمرأة الحق في الميراث فهو قول الله -تعالى-: (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا)، فقد بيّنت هذه الآية أنَّ للمرأة حقّ الميراث كما هو حقٌ للرجل .

الحقوق الاجتماعية للمرأة في الإسلام
كفل الإسلام للمرأة حقوقها وعرّفها إيّاها، منها:
ضَمِن الإسلام للمرأة إشباع غريزتها بالزواج إذا طلبت ذلك، وعدم منعها من ذلك إذا كانت قادرةً على أداء واجباتها كما هو مطلوب منها.
شرع الإسلام للزّوجة أن تفسخ عقد زواجها من زوجها إذا لم يستطع أداء حقوقها أو تسبّب في أضرارٍ لها وأرادت الانفصال عنه. جعل الإسلام للأرامل والعجائز من النساء حقّاً في بيت مال المُسلمين، فيُنفق عليهنّ منه ولا يُتركن يتكفّفن الناس وينتظرن الصدقات.
ضَمِن الإسلام للمرأة حقّها في اختيار الزوج الذي ترتضيه لها ولا يجوز لأحدٍ إجبارها على الزواج من رجلٍ لا ترغب بالارتباط به، وفي حال أجبر الوليّ الفتاة البِكْر أو الثيّب أن تتزوج من رجلٍ لا تريده، فلها أن تفسخ العقد ويتحمّل الوليّ تكاليف الفسخ.
صان الإسلام كرامة المرأة وهيبتها في نفوس من حولها فحرّم عليها الابتذال والسّماح للأجنبي أن يستمتع بجسدها، وقد شرّع لذلك المُباعدة بين الرجال والنساء في كلّ شيء وحتى في أداء العِبادات، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ صفوفِ الرجالِ أولُها، وشرُّها آخرُها، وخيرُ صفوفِ النساءِ آخرُها، وشرُّها أولُها)، وذلك توجيهاً من الإسلام للمباعدة بين صفوف الرجال والنساء خلال الصلاة.
راعى الإسلام ظروف المرأة الخاصّة حيث إنّه خفّف عنها بعض التكاليف كالنّفقة، وأسقط عنها بعضها كالجهاد، وأسقط عنها بعض الفرائض بشكلٍ مؤقتٍ فترة الحيض والنفاس، كالصّلاة والصيام.

حق المساواة

هو حق أصلي ثابت، فجميع النفوس البشرية عند الله تستوي بالأصل الواحد، والذي لا يكون فيه تفريق بين الذكر أو الأنثى، ووجودهم في هذه الحياة إنما هو تنوع ضروري تقتضيه الطبيعة البشرية لكي تتمكن من الاستمرار في العيش في هذه الحياة، قال الله -عز وجل-: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءَ).

حق المشاركة السياسية

جعل الإسلام المسؤولية في كل أنواعها سواء الاجتماعية أو السياسية مسؤوليةً مشتركة بين الجنسين الذكر والأنثى، قال الله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ).

ثم إذا كانت المرأة زوجة فإن الإسلام يحترمها ويوصيها بزوجها ويأمر بالرحمة في علاقتها. قال تعالى: {وَ عاشروهن بالمعروف } النساء (19).
قال صلى الله عليه و سلم : "إستوصوا بالنساء خيرا ". [5] ويخبرنا الإسلام أيضًا أن للزوجة على زوجها نفس الحقوق التي يتمتع بها الزوج عليها ، إلا أن مسؤوليات الزوج في الإنفاق ورعاية شؤون المنزل تزيد من رتبتها.
قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (228).
3. ضمانات حقوق المرأة:
كرم الإسلام للمرأة إذا كانت بنتاً ، فيتمنى أجرًا عظيمًا ومكافآت عظيمة على حسن تربيتها وعهدها معها.
بل على العكس من النبي صلى الله عليه وسلم ، وجعله سببا للدخول إليه في الجنة ، كما روى ابن ماجة في حديث عقبة بن عامر في حديثه رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه: مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[6].