لخّصلي

يُعتبر الدكتور عبد الملك مرتاض من أعلام الأدب والنقد في العالم العربي، ورمزًا للتعددية الفكرية والبحثية في الجزائر والعالم العربي. يُعدّ مرتاض أكاديميًا وباحثًا وكاتبًا موسوعيًا، إذ أثرى المكتبة العربية بما يزيد عن ثمانين مؤلفًا ودراسة تناولت جوانب متنوعة من الأدب والتراث العربي. تجمع بين التراث العربي العريق والتجديد الفكري. إذ لم يُقيد نفسه بمجال واحد بل تنقّل بين الدراسات النظرية والبحث العملي في ميادين متعددة مثل نظرية الرواية، فقد التحق بمعهد ابن باديس بقسنطينة عام 1954، وانتقل بعدها إلى جامعة الرباط حيث حصل على شهادة الليسانس في الآداب عام 1963. بل تابع دراسته العليا نالًا درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة الجزائر عام 1970، ثم درجة دكتوراه الدولة من جامعة السوربون الثالثة بباريس عام 1983. إذ عمل مدرسًا في التعليم الابتدائي والثانوي قبل أن يُعيّن أستاذًا جامعيًا في جامعة وهران. منها رئاسة دائرة اللغة العربية وآدابها، وإدارة معهد اللغة العربية، وتولي منصب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر بين عامي 1998 و2001، أسهم عبد الملك مرتاض في إثراء الفكر النقدي والأدبي بعدد هائل من المؤلفات التي تغطي مجالات متعددة، • المؤلفات التراثية: دراسات حول الأدب العربي القديم مثل "القصة في الأدب العربي القديم" و"السبع المعلقات" و"الأدب الجزائري القديم". حيث استفاد من مناهج متعددة دون التقيد بمنهج واحد، مما أكسب أعماله عمقًا ومرونةً تحليليةً مميزةً. نال عبد الملك مرتاض العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال الأدب والنقد؛ من بينها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية التي تُعدّ أحد أبرز الجوائز الثقافية في العالم العربي. كما أشاد به مؤرخون ونقاد وكبار المسؤولين في الجزائر والعالم العربي، مما جعله مرجعًا أساسيًا لكل من يرغب في فهم الأدب العربي بعمق. وقد عبّر عدد من معاصريه وطلابه عن تقديرهم لشخصيته الأكاديمية والأدبية التي جمعت بين التواضع والعلم الوفير،

يُعتبر الدكتور عبد الملك مرتاض من أعلام الأدب والنقد في العالم العربي، ورمزًا للتعددية الفكرية والبحثية في الجزائر والعالم العربي. يُعدّ مرتاض أكاديميًا وباحثًا وكاتبًا موسوعيًا، ترك أثرًا بالغًا في ميادين النقد الأدبي واللغة والثقافة، إذ أثرى المكتبة العربية بما يزيد عن ثمانين مؤلفًا ودراسة تناولت جوانب متنوعة من الأدب والتراث العربي.
من خلال مسيرته العلمية والأدبية الممتدة لأكثر من نصف قرن، جسّد عبد الملك مرتاض رؤية نقدية متجددة اعتمدت على تحليل النصوص الأدبية بأساليب متنوعة، تجمع بين التراث العربي العريق والتجديد الفكري. وقد كان له دور بارز في تأصيل النقد الأدبي في الجزائر، إذ لم يُقيد نفسه بمجال واحد بل تنقّل بين الدراسات النظرية والبحث العملي في ميادين متعددة مثل نظرية الرواية، والنقد السيميائي، والبلاغة، فضلاً عن أعماله الإبداعية في القصة والرواية والمسرح.
ولد عبد الملك مرتاض في 10 أكتوبر 1935 بمدينة مجيعة التابعة لولاية تلمسان في أقصى الغرب الجزائري. نشأ في بيئة تربوية دينية حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ الفقه والنحو في كُتّاب والده.
بدأت مسيرته التعليمية في المغرب؛ فقد التحق بمعهد ابن باديس بقسنطينة عام 1954، ثم التحق بجامعة القرويين بفاس عام 1955، وانتقل بعدها إلى جامعة الرباط حيث حصل على شهادة الليسانس في الآداب عام 1963. لم يكتفِ بذلك، بل تابع دراسته العليا نالًا درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة الجزائر عام 1970، ثم درجة دكتوراه الدولة من جامعة السوربون الثالثة بباريس عام 1983.
شغل مرتاض مناصب أكاديمية وإدارية عدة؛ إذ عمل مدرسًا في التعليم الابتدائي والثانوي قبل أن يُعيّن أستاذًا جامعيًا في جامعة وهران. وقد تقلد أيضًا مناصب قيادية، منها رئاسة دائرة اللغة العربية وآدابها، وإدارة معهد اللغة العربية، وتولي منصب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر بين عامي 1998 و2001، إضافةً إلى مشاركته في هيئات ثقافية ونقدية محلية وإقليمية.
أسهم عبد الملك مرتاض في إثراء الفكر النقدي والأدبي بعدد هائل من المؤلفات التي تغطي مجالات متعددة، منها:
• الدراسات النقدية: مثل "فن المقامات في الأدب العربي" و"في نظرية الرواية" و"نظرية النص الأدبي"، والتي أصبحت مراجع هامة في الدراسات الأدبية والنقدية.
• المؤلفات التراثية: دراسات حول الأدب العربي القديم مثل "القصة في الأدب العربي القديم" و"السبع المعلقات" و"الأدب الجزائري القديم".
• الإبداعات الأدبية: حيث كتب روايات وقصصًا قصيرة ومسرحيات مثل "نساء البيع" و"الخنازير" و"رباعية الدم والنار"، مما يبرهن على تعددية مواهبه بين النقد والإبداع.
لقد اعتمد مرتاض في مقاربته النقدية على ما أسماه بـ"اللامنهج"، حيث استفاد من مناهج متعددة دون التقيد بمنهج واحد، مما أكسب أعماله عمقًا ومرونةً تحليليةً مميزةً.
نال عبد الملك مرتاض العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال الأدب والنقد؛ من بينها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية التي تُعدّ أحد أبرز الجوائز الثقافية في العالم العربي. كما أشاد به مؤرخون ونقاد وكبار المسؤولين في الجزائر والعالم العربي، مؤكدين دوره في ترسيخ قيم اللغة العربية والثقافة والتراث.
ترك الدكتور مرتاض إرثًا ثقافيًا وعلميًا غنيًا يتجاوز عدد مؤلفاته، فقد تميز بقدرته على تحفيز جيل كامل من الباحثين والطلاب على التفكير النقدي والتحليل العميق للنصوص. كان له حضور إعلامي بارز في مسابقات الشعر والنقد، كما شارك في هيئات تحريرية واستشارية في مجلات ثقافية وأدبية، مما جعله مرجعًا أساسيًا لكل من يرغب في فهم الأدب العربي بعمق.
وقد عبّر عدد من معاصريه وطلابه عن تقديرهم لشخصيته الأكاديمية والأدبية التي جمعت بين التواضع والعلم الوفير، مؤكّدين أن إرثه سيظل نبراسًا يُضيء دروب البحث العلمي والنقدي في العالم العربي.
يمكن القول إن الدكتور عبد الملك مرتاض كان وما زال رمزًا للحداثة في النقد الأدبي العربي، فقد استطاع من خلال منهجيته المتجددة أن يجمع بين أصالة التراث العربي وروح التجديد الفكري. وقد ترك بصمة لا تُمحى في مسيرة البحث العلمي والثقافي، وما يزال أثره ينبض في كل نص أدبي ونقدي يُدرس في الجامعات والمؤسسات الثقافية. ورغم رحيله في 3 نوفمبر 2023، فإن إرثه الفكري سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.