لخّصلي

كان يامكان في قديم الزمان ، في جو مثلج كان هناك ملكة جميلة تحيك ثوبا على نافذة قصرها ، وعلى غفلة منها شكت الابرة اصبعها ، فنزلت قطرات من دمها على الثلج شديد البياض ، تمنّت أن ترزق طفلا ذو شعر أسود وبشرة كالثلج في البياض وشفاه حمراء كلون الدم ، وفي وقت غير بعيد رزقت بما تمنت ، فأنجبت فتاة بيضاء كالثلج أسمتها بياض الثلج أو فلة ، وبعد فترة مرضت الملكة مرضا شديدا ثم توفيت على اثره ، وتركت الطفلة فلة والملك وحيدان في قصر كبير .
تزوج الملك امرأة جميلة، وأصبحت هي الملكة الجديدة، ولكنها لا تهتم بأحد إلا نفسها، فقد كانت مغرورة بجمالها، وتمتلك مرآة سحرية، تسألها كل يوم: يا مرآتي ! هل توجد فتاة أكثر منّي جمالا، فتجيبها بأنها الأجمل ،فبعد أن أصبحت فلّة في السابعة من عمرها ، سألت الملكة مرآتها..
يا مرآتي ! هل في البلاد أحد أجمل منّي، فأجابتها أنت جميلة لكن فلّة أجمل منك ،صُدمت الملكة بهذا الجواب و أصاب قلبها الكره على فلى فقررت قتلها .
طلبت الملكة من خادمها الصياد أن يأخذ فلّة الى الغابة ويقتلها ، ويأتي اليها بقلبها وكبدها مقابل مكافئة ، فقبل الصياد وأخذ فلة معه الى الغابة وأخبرها أن الملكة طلبت منه قتلها ،فأخذت تبكي وتستعطفه بألا يقتلها فأشفق عليها وقرر أن يتركها بشرط أن لا تعود الى القصر ، فقرّر أن يقتل غزالا ويأخذ قلبه وكبده على أنهما لفلّة ، وعند عودته للملكة فرحت فرحا شديدا وكافأته .
بقيت فلّة تائهة ، خائفة ، جائعة ، لوحدها في الغابة ، فرأت كوخا صغيرا فركضت اليه تحتمي فيه ، وعندما دخلت وجدت طعاما مجهزا على مائدة لـــ 7 أشخاص ، فأكلت من كل طبق بعض الطعام ،كي يتبقى ما يكفي من الطعام لكل 1 من سكان الكوخ لــ 7 أقزام يعملون نهارا ويعودون ليلا ، وعند عودتهم رأوها نائمة في سريرهم ، وفي الصباح أخبرتهم بقصتها فحزنوا لحالها وسمحوا لها أن تبقى معهم في الكوخ الصغير .
ــ أما الملكة فقد استيقظت و السعادة تغمرها، وسألت مرآتها، يا مرآتي: هل في البلاد واحد أجمل منّي. فقالت نعم يا سيدتي ، فلة أجمل منك وهي الآن في كوخ الأقزام وسط الغابة ، غضبت الملكة وقررت أن تذهب للكوخ متنكرة بزي عجوز وتعطي فلة تفاحة مسمومة ، وعندما وصلت للكوخ رأت فلّة ، وأهدتها تفاحة مما معها ، ففرحت فلّة و أكلت التفاحة نصفها ، فوقعت على الأرض من أثر السّم في التفاحة ، وغادرت الملكة فرحة بموتها ، عندما وصلوا الأقزام رأوا فلّة ملقاة على الأرض، فحزنوا ووضعوها في تابوت زجاجي، ثم طرق باب الكوخ أمير يبحث عن مكان للرّاحة فأدخلوه الأقزام ، وعندما رأى فلّة وقع في حبّها وطلب منهم أن يأخذوا تابوتها الزجاجي لقصره ، فوافقوا بعدما أخبروه بقصتها الحزينة فقلب منهم التابوت عند سحبه ، سقطت من فم فلة قطعة التفاح المسمومة ، فتنفست من جديد ، ففرح الأقزام والأمير وأخرجوها من الصّندوق وعادوا بها الى قصر أبيها و أخبــــــــــــروه كل القصّة ، فسعد بعودتها وقبل أن يتزوّجها الأمير.