لخّصلي

منهجية البحث
منهج البحث:
هذا البحث هو من الأبحاث النوعية ومن أهم سمات البحث النوعي في طريقة المعالجة أنه لا يتناول المعالجة بالطريقة الرقمية الإحصائية وإنما يعتمد أكثر علي الأساليب الكيفية وليست الكمية التي تستخدم في جمع البيانات والمعلومات ومن ثم تحليلها ولذلك سوف اتبع في هذا البحث منهج دراسة الحالة، وهو منهج قائم علي تنسيق وتحليل المعلومات التي يتم جمعها عن مفردة البحث وعن البيئة التي تعيش فيها مفردة البحث ومن ثم القيام بتحليل ووصف دقيق للموقف الذي يمر به الشخص وبيان الأسباب التي دعت إلي دراسة الحالة ومثال علي ذلك عندما تكون لدي الباحث مشكلة كمشكلة تدني الدافعية في تعلم اللغة العربية فإن منهج دراسة الحالة سوف يساعدنا في التعرف علي هذه المشكلة وتحديدها بدقة ووصفها وصفا صحيحا من خلال منهج دراسة الحالة الذي يوضع مظاهر السلوك بتعمق من خلال الخبرة الفردية التي يعتمد عليها الباحث في جمع معلوماته من خلال الملاحظة أو المقابلة أو التحاور مع مفردة البحث، وبالتالي فإن الباحث اعتمد علي منهج دراسة الحالة في جمع بيانات كيفية ووصفيه تفصيلية عن الحالة التي نحن بصدد دراستها والتي تعاني من تدني الدافعية لتعلم اللغة العربية.

تواجد وحضور الباحثة:
نحن بصدد بحث نوعي يستخدم منهج دراسة الحالة والباحثة هنا في هذا البحث يمكن وصفها كأداة حيث أن الباحثة تشكل أداة لجمع بيانات البحث من خلال الملاحظات التي تقوم بها في الميدان، ومن خلال المقابلات التي تجريها مع الحالة التي تقوم بدراستها وبالتالي فالباحثة هنا تقوم بالملاحظة والمقابلة مع الطالبة التي تعاني من تدني دافعية تعلم اللغة العربية من خلال ملاحظة سلوكها حين تتعلم اللغة العربية.
وبالاعتماد علي هذا سوف تقوم الباحثة بالعديد من المراحل كي تقوم بجمع المعلومات:
1- تحاول الباحثة التعرف علي الحالة التي سوف تقوم بدراستها والتي تعاني من تدني دافعية تعلم اللغة العربية.
2- تقوم الباحثة باستخدام الملاحظة في ميدان البحث لجمع بيانات ومعلومات لفهم الحالة فهما صحيحا ومعرفة جوانب الضعف التي تعاني منها الحالة، وجوانب تدني الدافعية لدي الحالة.
3- تصنع الباحثة جدول أعمالها الذي سوف تقوم به والذي يتضمن عدة جلسات مع الحالة.
4- تكرر الباحثة العديد من الجلسات مع الحالة كي تقوم بالتعرف أكثر علي الحالة وجمع البيانات من خلال الملاحظة والمقابلة ووثائق المدرسة حول الحالة التي تقوم بدراستها.

ميدان البحث:
ميدان البحث هو مدرسة الرفعة للتعلم الأساسي التابعة لمنطقة العين التعليمية بإمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد اختارت الباحثة حالة سوف تقوم بملاحظتها وإجراء عدة مقابلات وجلسات معها حيث أن هذه الحالة تعاني من تدني دافعية تعلم اللغة العربية.
البيانات ومصادرها:
سوف تقوم الباحثة بجمع البيانات والمعلومات كما ذكرنا سابقا عن طريق الملاحظة والمقابلة والوثائق الموجودة بالمدرسة حول الحالة التي تعاني من تدني الدافعية وبالتالي فإن الباحثة سوف تعتمد علي نوعين من البيانات فالنوع الأول من البيانات سوف تجمعها من خلال جلسات صفية داخل صفوف تعلم اللغة العربية بالمدرسة لكي تقوم الباحثة بوضع تصور عن الدافعية الداخلية والخارجية للحالة التي تقوم بدراستها، أما النوع الثاني من البيانات التي سوف تقوم الباحثة بجمعها فهي بيانات سوف تجمعها من خلال المقابلات والمحاورات مع الحالة التي تقوم بدراستها لوضع تصور عن الدافعية الداخلية والخارجية للحالة لتعلم اللغة العربية.
أسلوب جمع البيانات:
أسلوب جمع البيانات الذي اعتمدت عليه الباحثة في هذا البحث باعتباره بحث نوعي هي كالآتي:
1- الملاحظة بالمشاركة:
الملاحظة بالمشاركة وهي عبارة عن أسلوب يستخدم في جمع البيانات والمعلومات في الدراسات والأبحاث النوعية.
والملاحظة بالمشاركة استخدمتها الباحثة داخل الصف للتعرف علي جوانب تدني الدافعية لدي الحالة، كما استخدمتها في جلسات التحاور التي عقدتها مع الطالبة بمفردها خارج الصف الدراسة.
ومن خلال الملاحظة بالمشاركة سوف تتمكن الباحثة من معرفة مدي مشاركة الحالة في عملية تعلم اللغة العربية في الصف الدراسي وخارج الصف الدراسي، ولمعرفة مدي اهتمام الحالة بشرح المعلم لمادة اللغة العربية، وأيضا لمعرفة رغبة الحالة في فهم وتعلم اللغة العربية وتحديد المشكلات التي تعاني منها بالاستعانة بآراء المعلم عن الحالة
2- المقابلة:
سوف تقوم الباحثة بجمع البيانات والمعلومات من خلال إجراء المقابلات مع معلم اللغة العربية الذي يدرس للحالة داخل الصف الدراسي، ومع الحالة نفسها، وهي أداة نفسية بعد عملية الملاحظة بالمشاركة، وهي من الأدوات المستخدمة دائما في الأبحاث والدراسات النوعية، واستطاعت الباحثة من خلال عقد مقابلات مع مدرس اللغة العربية الخاص بالحالة ومع الحالة نفسها بأن تجمع معلومات عن أسباب تدني الدافعية لتعلم اللغة العربية لدي الحالة.
3- الوثائق والمستندات:
استخدمت الباحثة الوثائق الموجودة لدي المدرسة الخاصة بالحالة والتي تشير إلي مستوي التحصيل الدراسي لدي الحالة في اللغة العربية والذي تبين بطبيعة الحال أنه متدني نظرا لأن الحالة تعاني من تدني الدافعية لتعلم اللغة العربية.

تحليل البيانات:
يعتمد هذا البحث باعتباره بحث نوعي على تحليل البيانات بالطريقة الاستقرائية والتحليل الاستقرائي هو تحليل البيانات بطريقة كيفية والذي يسعي إلي تحديد فاعلية البيانات وتنظيمها وعرضها بطريقة تمكن من الوصول إلي نتيجة أو خلاصة معينة، كما يلي في الشكل التالي.

1- جمع البيانات:
قامت الباحثة بجمع بياناتها من خلال الأساليب المتبعة في جمع البيانات في الدراسات النوعية وهي المقابلة والملاحظة والوثائق المتعلقة بموضوع البحث.

2- تصنيف البيانات
الغرض من تصنيف البيانات هو تخفيض البيانات حيث أن الباحثة استطاعت الحصول علي العديد من البيانات المتعلقة بموضوع البحث حذفت منها البيانات الغير مهمة وأبقت علي البيانات المحورية التي سوف تفيد في دراسة الحالة.
3- عرض البيانات:
المقصود بعرض البيانات هو عملية تنظيمها وتصنيفها بشكل موضوعي وشامل.
4- الاستنتاج:
هو الخطوة الأخيرة في الطريقة الاستقرائية لجمع البيانات والمعلومات والتي تم تحديدها لتحليل البيانات في هذا البحث باعتباره بحث نوعي قائم علي التحليل الاستقرائي، فالخطوة الأخيرة هي الاستنتاج وهو استنتاج ما توصل إليه الباحث وتفسيره.

المبحث الثاني
عرض البيانات وتحليلها ومناقشتها

تعليم اللغة العربية بمدرسة الرفعة:

من خلال الملاحظات والمقابلات التي أجرتها الباحثة مع مديرة المدرسة ومع معلمي اللغة العربية تبين أن مدرسة الرفعة من المدارس المتقدمة والفريدة من نوعها في تدريس اللغة العربية في مدينة العين، وبالتالي فإن بيئة المدرسة التي تتلقي فيها الطالبة (الحالة) هي بيئة مناسبة لتعلم اللغة العربية، ولكن هناك بعض الملاحظات علي تعليم اللغة العربية داخل الصفوف الدراسية بهذه المدرسة وهو أن معلمي اللغة العربية لا يستخدمون إلا وسيلة واحدة أو وسيلتين في تعليم اللغة العربية وبالتالي فإن بيئة المدرسة ولو كانت مناسبة ولديها كادر قوي لتعليم اللغة العربية إلا أن مدرسي اللغة العربية بمدرسة الرفعة للتعليم الأساسي يفتقرون إلي تنوع الأساليب في تعليم اللغة العربية مما يشجع الطلاب علي تعلمها وبالتالي فإن أحد أسباب تدني دافعية تعلم اللغة العربية داخل المدرسة هو عدم وفرة أساليب متنوعة لتدريبها من قبل معلمين اللغة العربية داخل المدرسة.

أما عن بيئة المدرسة فهي بيئة مناسبة وجيدة لتلقي تعليم اللغة العربية، وقد تبين ذلك من خلال الاطلاع علي وثائق المدرسة فيما يتعلق بمستوي التحصيل الدراسي للحالات الأخرى ولكافة الطلاب داخل المدرسة فتبين أن مستوي تحصيل مادة اللغة العربية في المدرسة مستوي جيد.

عوامل فقدان دافعية الطالبة لتعلم اللغة العربية:
العوامل الداخلية لفقدان دافعية الطالبة لتعلم اللغة العربية:
1- كفاءة التأسيس المنخفضة في الصفوف السابقة:
اتضح من خلال الوثائق والمستندات التي تم الاطلاع عليها بعد الحصول علي أذن من إدارة المدرسة تدني مستويات التحصيل الدراسي لدي الطالبة في الصفوف السابقة في مادة اللغة العربية حيث أنها حصلت علي درجات في مادة اللغة العربية قريبة من الحد الأدنى وبالتالي فإن تدني دافعية تعلم اللغة العربية لدي الحالة ليست وليدة اللحظة وإنما وليدة ماضي سابق حيث أن الطالبة لم تتلقي تأسيسا وتعليما جيدا في الصفوف السابقة التي درستها في تعلم اللغة العربية مما كان له الأثر الكبير علي تدني دافعيتها في تلقي المعلومات وتحصيل اللغة العربية داخل الصف.
2- الموقف السلبي لدي اللغة العربية:
من خلال جلسة عقدتها مع الحالة وبسؤالها هل تحبين اللغة العربية، فأجابت الإجابة لا، فسألتها لماذا؟ فقالت فيما معناه أن اللغة العربية هي لغة صعبة وبها العديد من المفردات والتراكيب الصعبة خاصة فيما يتعلق بالنحو والإعراب كما أنني لم أحب مدرسين اللغة العربية الذين قاموا بتدريسي في الصفوف الدراسية الماضية، وبالتالي نستنتج من هذه المقابلة أن تدني دافعية اللغة العربية لدي الحالة ترجع إلي موقفها السلبي تجاه اللغة العربية استنادا إلي الخبرة الماضية والسابقة لعدم حبها للغة العربية سواء كان ذلك نابع من موقف سلبي من الحالة نفسها أو من عدم رغبتها في تعلم اللغة العربية علي يد معلمين ومدرسين في السابق لم تكن تحبها.
العوامل الخارجية لفقدان دافعية الطالبة لتعلم اللغة العربية:
1- خصائص اللغة العربية الصعبة لدي الطلاب:
من خلال مقابلة أجريتها مع معلم اللغة العربية للحالة ومع الحالة نفسها، تبين أن خصائص اللغة العربية المعقدة تؤدي إلي تدني مستوي الدافعية لدي الحالة وتؤدي إلي عدم رغبتها في تعلم اللغة العربية، وهذا ما تم ملاحظته علي الحالة بالفعل حينما سألتها عن مدي حبها للغة العربية أو كرهها، وأبدت أنها قليلة الرغبة لتعلم اللغة العربية لأن بها الكثير من الكلمات التي يصعب فهمها وبها الكثير من الكلمات التي يصعب نطقها.
2- طرق التدريس
من خلال الملاحظة التي قمت بتدوينها أثناء المشاركة في أحد الصفوف الدراسية مع الحالة، تبين لي أن طرق التدريس التي يتبعها معلمي اللغة العربية في المدرسة لا تتميز بالتنوع، فهم يتبعون طريقة واحدة وهي طريقة التلقين والشرح علي الطلاب من خلال السبورة فقط ولا توجد لديهم أية دافعية أو رغبة في التنويع من أساليب وطرق اللغة العربية مما يصيب الطلاب بالملل وعدم الرغبة وفقدان الدافعية في تعلم اللغة العربية.
كما أن معلمي اللغة العربية داخل الصفوف لا يعتمدون علي الأنشطة التعليمية أو طريقة التعليم باستخدام الألعاب، أو التعليم التعاوني، أو العصف الذهني لجمع المعلومات من الطلاب، أو المشاركة الصفية عن طريق المسابقة والكثير من الطرق الأخرى التي افتقدها معلمي اللغة العربية داخل المدرسة، وبالتالي فإن معلمي اللغة العربية يتعبون طرق تقليدية وقديمة في تدريس وتعليم اللغة العربية مما يجعل الطلاب بصفة عامة والحالة التي نحن بصدد دراستها بصفة خاصة تعاني من تدني الدافعية لتعلم اللغة العربية داخل مدرسة الرفعة للتعليم الأساسي.
3- فقدان المعلمين أنفسهم للدافعية:
إن فقدان المعلمين أنفسهم للدافعية يترتب عليه تدني دافعية الطلاب لتعلم اللغة العربية ففاقد الشئ لا يعطيه، لاحظت من خلال الملاحظة بالمشاركة داخل الفصل الدراسي والتي حضرتها بنفسي أن معلمي اللغة العربية ليست لديهم الوسائل التحفيزية المناسبة التي يتبعونها مع الطلاب لتحفيزهم وتشجيعهم علي تعلم وتلقي اللغة العربية داخل الفصول الدراسية، كل ما يعتمدون عليه هو التدريس والتلقين وشرح بعض الأمثلة وحل بعض التدريبات، أما عن توافر أي معززات إيجابية كحافز أو مكافأة للطلاب أو هدية لهم أو تنظيم رحله لهم أو تدريسهم خارج الفصل الدراسي في المعلم مثلا فإن هذا لم ألاحظه بالمرة وبالتالي فإن فقدان المعلم للدافعية والرغبة في نقل الدافعية لهؤلاء الطلاب لتشجيعهم علي تعلم اللغة العربية يعتبر سببا أساسيا في تدني الدافعية لتعلم اللغة العربية لدي الطلاب أنفسهم.
البيئة والوسائل التعليمية:
البيئة الدراسية كما ذكرت سابقا مناسبة تماما كوجود فصول دراسية لا تتمتع بأية كثافة طلابية كبيرة وبالتالي فإن البيئة الدراسية الصفية هي مناسبة من الجوانب المادية من حيث توافر الصفوف والمقاعد وعدم الازدحام داخل الفصول الدراسية، وتوافر المعلمين ذوي الخبرة، وتوافر العديد من الأنشطة الطلابية الرياضية داخل المدرسة، وبالتالي فإن البيئة الدراسية بيئة العمل كبيئة مادية هي بيئة صالحة لتعلم وتلقي اللغة العربية.
أما فيما يتعلق بالوسائل التعليمية التي توفرها وزارة التعليم فإن معلمي اللغة العربية داخل مدرسة الرفعة للتعليم الأساسي يعتمدون علي الكتاب المدرسي فقط في الشرح وحل التدريبات، وهذا ما تم ملاحظته بالفعل، وفي سؤال للحالة عن الأسباب التي تجعلها لا تحب اللغة العربية ولا تقبل عليها، قالت بأن الكتاب المدرسي مليء بالمعلومات التي لا يمكن تذكرها واستذكارها في حصة واحدة أو حتي الذهاب إلي المنزل.
ويتبين من طريقة جواب الحالة أن الكتاب المدرسي الخاص باللغة العربية يتميز بأنه مليء بالمعلومات ويفتقر إلي العرض الجيد للمعلومات التي تجعل الطالب يرغب في تعلم اللغة العربية، وبالتالي نجد أن أحد أسباب تدني مستوي الدافعية لدي الحالة لتعلم اللغة العربية هو عدم كفاءة الوسيلة التعليمية من حيث عرض البيانات المتعلقة بالمادة الدراسية للغة العربية داخل الكتاب مما ينفر الطالب من دراسة أو استذكار المادة في الصف أو عند الرجوع إلي البيت.