خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
تعد نظرية العجز المتعلم إحدى النظريات المهمة في علم النفس والتي تتمثل في اكتساب الفرد العجز عن طريق تعلمه، نتيجةً لمروره بالعديد من المواقف المؤلمة التي تجعله يعزف عن المحاولة في إنجاز مهمة ما (الطيباني، وظهر مفهوم العجز المتعلم لأول مرة على يد عالم النفس مارتن سليجمانSligman) )، وذلك في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين من خلال تجاربه التي أجراها على الحيوانات (الكلاب)، حيث لاحظ سليجمانSligman) ) أن الحيوانات قد تعلمت خلال فترة قصيرة عدم القدرة على التحكم في المواقف المؤلمة، والذي يعد ذلك الاعتقاد عاملًا مهمًا ومساهمًا في العجز المتعلم (Gindrich, وتوصلت تلك التجارب التي أجريت على الحيوانات إلى أن تكرار الإخفاق لأكثر من مرة في تجنب الصدمات الكهربائية أدى إلى الوصول بها إلى مرحلة الاستسلام واليأس وتقبل تلك الصدمات المؤلمة حتى مع وجود مخرج واضح لذلك الموقف التجريبي (شاهين، 2016) وعلى الرغم من ذلك فقد أجرى سليجمان وزملاؤه العديد من الدراسات التجريبية للتعرف على مدى تأثير عدم القدرة على التحكم في المواقف المؤلمة والنظر إلى ذلك من المنظور الإنساني (Gindrich, وتتكون حالة العجز المتعلم لدى الفرد عند تعرضه لعقبات منفرة أو مواقف ضاغطة تجعله يعزف عن المحاولة وبذل المزيد من الجهد (عبدالحميد، في حين يُفسر العجز المتعلم: بأنه مرور الفرد بضغوط خارجة عن إرادته بشكل متكرر، والذي يُطوِّر لديه تصور بانعدام قدرته على تغيير الظروف البيئية المحيطة (wurm, وقد يواجه الطلاب والطالبات من ذوي صعوبات التعلم في مرحلتهم التعليمية مواقف وتحديات صعبة تجعلهم غير قادرين على السيطرة عليها، والتي قد تصل بهم إلى مرحلة الاستسلام وصعوبة التأقلم، وتعرف هذه المرحلة بـ (مرحلة العجز المتعلم)، وهي من إحدى المشكلات التي تظهر على ذوي صعوبات التعلم (Aljuhani & Ali , ومن ذلك تكمن الحاجة إلى ضرورة مساعدة ذوي صعوبات التعلم للتغلب على الشعور بالعجز المتعلم الذي يظهر لديهم نتيجةً؛ لوجود بعض المحفزات المساعدة على ذلك ومنها: ضعف تقدير الذات، والتعرض للإخفاقات المتكررة (حسن، وقد أكد كل من: عيسى وأبو السعود (2018) بأن الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم أكثر عرضةً للشعور بالعجز المتعلم مقارنةً بأقرانهم؛ وتقديم ما يحتاجون إليه لمواجهة العجز المتعلم وتحقيق المزيد من فرص النجاح، ومن ذلك: خلق بيئات تعليمية مناسبة تساعدهم على بذل الجهد، والقيام بتبسيط المهارات المطلوبة للوصول إلى مرحلة الإتقان مع البقاء على مستوى عالٍ من الدافعية، وإعطاؤُهم الوقت الكافي للتعامل مع المواقف التعليمية، وفتح الفرصة لمشاركة زملائهم في غرفة الصف وتبادل المعرفة، والتخلص من الأفكار السلبية وغير الواقعية. كما أشار الصبحيين (2015) إلى أن الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم الذين يعانون من العجز المتعلم تظهر لديهم مشكلات في العديد من الجوانب المختلفة سواءً أكاديمية، كما أن حالة العجز المتعلم ليست مقتصرة على عمر محدد، ولكنها تشمل مختلف الأعمار وتنتشر بين كل من: الذكور والإناث، وذلك يدل على الحاجة الضرورية إلى البرامج الإرشادية التي تساعدهم على التخلص من العجز المتعلم. وقد تناولت العديد من الدراسات العربية والأجنبية العجز المتعلَّم من جوانب مختلفة، من حيث التعرف على علاقته مع العديد من المتغيرات، ومن حيث إعداد البرامج التدريبية والإرشادية والتدخلية التي قد تسهم في التخفيف من العجز المتعلم لدى الطلاب والطالبات من ذوي صعوبات التعلم، ومن حيث التعرف على أفضل الإستراتيجيات والممارسات التي تساعد المعلمين والمعلمات على مواجهة العجز المتعلم لدى طلابهم في فصولهم الدراسية. وأبو السعود (2018) إلى دراسة هدفت إلى التعرف على نسبة العجز المتعلم لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية، كما هدفت إلى اختبار فاعلية البرنامج الإرشادي في التخفيف من العجز المتعلم لديهم، حيث اشتملت العينة على (24) طالبًا بالصف الخامس الابتدائي، منهم (12) طالبًا من ذوي صعوبات تعلم: (القراءة والرياضيات) الذين يمثلون المجموعة الضابطة، و(12) طالبًا من ذوي صعوبات تعلم: (القراءة والرياضيات) الذين يمثلون المجموعة التجريبية، واستخدم الباحثان المنهج شبة التجريبي، وتوصلت النتائج إلى أن نسبة العجز المتعلم لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم تصل إلى 40% ، كما توصلت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا على مقياس العجز المتعلم لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم تبعًا لنوع الصعوبة: (قراءة، بينما كانت هناك فروق دالة إحصائيا بين درجات الطلاب في المجموعة التجريبية على مقياس العجز المتعلم في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، ووجدت فروق دالة إحصائياً بين درجات أفراد المجموعتين على مقياس العجز المتعلم في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية. وسعت دراسة حسن (2019) إلى التعرف على فعالية برنامج تدريبي في تنمية الانفعالات الأكاديمية الإيجابية: (التفاؤل، والحماس) وأثر هذا البرنامج في خفض العجز المتعلم لدى ذوي صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، والتعرف على بقاء أثر فعالية البرنامج التدريبي، واحتوت عينة الدراسة على (16) طالبًا وطالبة من ذوي صعوبات التعلم بالصف السادس الابتدائي الذين أظهروا العجز المتعلم، قُسموا إلى مجموعة تجريبية عددها (8) طلاب وطالبات، ومجموعة ضابطة عددها (8) طلاب وطالبات، حيث استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي، واشتملت أدوات دراسته على: مقياس الانفعالات الأكاديمية الإيجابية، بالإضافة إلى البرنامج التدريبي، وتوصلت النتائج إلى فعالية البرنامج التدريبي في تنمية الانفعالات الأكاديمية الإيجابية وتأثيره في خفض العجز المتعلم، كما أظهرت النتائج بقاء أثر البرنامج التدريبي في الانفعالات الأكاديمية الإيجابية والعجز المتعلم لدى المجموعة التجريبية. أما دراسة المصري (2019) فقد هدفت إلى التعرف على القدرة التنبؤية لمفهوم الذات السلبية والتفاؤل والتشاؤم بالعجز المتعلم لدى الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم، واحتوت العينة على (53) طالبًا وطالبة من ذوي صعوبات التعلم، حيث استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، واشتملت أدوات الدراسة على: مقياس العجز المتعلم، في حين توصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع مستوى كل من: العجز المتعلم، والتشاؤم لدى طلاب وطالبات صعوبات التعلم، وقد توصلت أيضًا إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في العجز المتعلم تعزى للجنس ولصالح الإناث. كما هدفت دراسة الدوة وخليل (2020) إلى اقتراح برنامج للتدخل يساعد الطالبات من ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الجامعية من التغلب على أعراض العجز المتعلم، واحتوت عينة الدراسة على (8) طالبات في مقرر علم النفس العصبي، واستخدم الباحثان منهج دراسة الحالة، واشتملت الأدوات على: تقييم معدل الذكاء، ومقياس التقييم الذاتي للعجز المتعلم، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن البرنامج لم يسفر بتقدم واضح في الأداء الأكاديمي إلا أن الطالبات ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الجامعية حققن نجاحًا في مقرر علم النفس العصبي والذي يعد إنجازا كبيرا بالنسبة إليهن، ومن ذلك فقد خلص الباحثان إلى نجاح البرنامج في مساعدة الطالبات على خفض العجز المتعلم والآثار السلبية لديهن، وزيادة أدائهن في الوظائف التنفيذية. وهدفت دراسة العلياني (2020) إلى معرفة الفروق في العجز المتعلم والأسلوب المعرفي: (التروي/ الاندفاع) لدى طلاب المرحلة المتوسطة ذوي صعوبات التعلم والعاديين، والتعرف على العلاقة بين العجز المتعلم والأسلوب المعرفي لديهم، حيث احتوت عينة الدراسة على مجموعتين: مجموعة الطلاب العاديين وعددهم (117) طالبًا، ومجموعة الطلاب ذوي صعوبات التعلم وعددهم (89) طالبًا، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، واشتملت أدوات الدراسة على اختبار تزاوج الأشكال المألوفة، وتوصلت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيًا في الأسلوب المعرفي: (التروي/ الاندفاع) بين طلاب المرحلة المتوسطة ذوي صعوبات التعلم والعاديين، وخلصت بأن العاديين أكثر ترويًّا، في حين كان ذوي صعوبات التعلم أكثر اندفاعًا، كما توصلت النتائج إلى وجود علاقة بين العجز المتعلم والأسلوب المعرفي: (التروي/ الاندفاع) لدى عينة الدراسة. بينما ذهب الحارثي (2020) إلى دراسة العجز المتعلم وعلاقته بالمهارات الاجتماعية لدى الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية، حيث احتوت العينة على (149) طالبًا و(49) طالبةً بالصف الخامس والسادس من ذوي صعوبات تعلم (القراءة، واشتملت أدوات الدراسة على مقياس العجز المتعلم، ومقياس المهارات الاجتماعية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيا في درجات العجز المتعلم لصالح الإناث، كما توصلت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين ذوي صعوبات القراءة وذوي صعوبات الرياضيات في درجات العجز المتعلم. وهدفت دراسة Aljuhani & Ali (2021) إلى التعرف على مستوى العجز المتعلم وعلاقته بالتوافق الاجتماعي لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية تبعًا لمتغير (درجة التوافق الاجتماعي، حيث احتوت العينة على (22) طالبة من الصف الخامس والصف السادس، واشتملت أدوات الدراسة على استبانة للتوافق الاجتماعي ومقياس للعجز المتعلم، واستخدمت الباحثتان المنهج الوصفي العلائقي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع العجز المتعلم لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم وخاصة في مادة الرياضيات، كما توصلت النتائج إلى عدم وجود علاقة بين متوسط درجات التوافق الاجتماعي والعجز المتعلم وارتفاع مستوى الإعاقة لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية. في حين هدفت دراسة Gindrich (2021) إلى التعرف على مستويات أبعاد التقييم الذاتي للعجز المتعلم لدى طلاب وطالبات المدارس الثانوية، واحتوت العينة على (180) طالبًا وطالبة، قُسموا إلى مجموعتين، مجموعة الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم ومجموعة الطلاب والطالبات العاديين، واشتملت أدوات الدراسة على: تقييمات المعلمين لصعوبات التعلم، واستبيان مركز التحكم للمراهقين، ومقياس تصنيف العجز الفكري، وذلك باستخدام المنهج شبه التجريبي، وتوصلت النتائج إلى أن مجموعة الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم حصلوا على مستويات أعلى من العجز المتعلم في كل من: مركز التحكم (الطوارئ)، والعجز الفكري (الإدراك)، والكفاءة الذاتية (السلوك) مقارنة بمجموعة الطلاب والطالبات الذين لا يعانون من صعوبات التعلم. تنوعت الدراسات في تطرقها لظاهرة العجز المتعلم من جوانبه المختلفة، الجامعية) مع الطلاب والطالبات من ذوي صعوبات التعلم، وذلك باستخدام المناهج العلمية المختلفة والأدوات المتنوعة، وتتميز الدراسة الحالية عما سبقها من الدراسات بهدفها إلى التعرف على التجارب الميدانية لمعلمات صعوبات التعلم في مواجهة العجز المتعلم لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، من حيث التعرف على المسببات التي ساهمت في ظهور العجز المتعلم وتطوره لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم من وجهة نظر معلمات صعوبات التعلم، والتعرف على أهم المشكلات التي يسببها العجز المتعلم لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم، وأخيرًا التعرف على الطرق التي اتبعتها معلمات صعوبات التعلم في مواجهة العجز المتعلم لدى طالباتهن، كما تتميز باعتمادها على المنهج النوعي في الإجابة عن أسئلة الدراسة الحالية، وذلك باستخدام (الأسلوب الظاهراتي) للتوصل إلى وصف عميق لتجارب معلمات صعوبات التعلم مع ظاهرة العجز المتعلم، واهتمت بمعلمات صعوبات التعلم اللاتي يتعاملن مع الطالبات ذوات صعوبات التعلم اللاتي يظهر لديهن خصائص العجز المتعلم؛ وذلك لأن المعلمات يشكلن ركيزةً أساسية في العملية التعليمية وتقع على عاتقهن المسؤولية الكبيرة في التعامل مع الطالبات ذوات صعوبات التعلم.
تعد نظرية العجز المتعلم إحدى النظريات المهمة في علم النفس والتي تتمثل في اكتساب الفرد العجز عن طريق تعلمه، نتيجةً لمروره بالعديد من المواقف المؤلمة التي تجعله يعزف عن المحاولة في إنجاز مهمة ما (الطيباني، 2019 )، وظهر مفهوم العجز المتعلم لأول مرة على يد عالم النفس مارتن سليجمانSligman) )، وذلك في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين من خلال تجاربه التي أجراها على الحيوانات (الكلاب)، ومن ثم على الإنسان Braunwell, 2016))، حيث لاحظ سليجمانSligman) ) أن الحيوانات قد تعلمت خلال فترة قصيرة عدم القدرة على التحكم في المواقف المؤلمة، والذي يعد ذلك الاعتقاد عاملًا مهمًا ومساهمًا في العجز المتعلم (Gindrich, 2021)، وتوصلت تلك التجارب التي أجريت على الحيوانات إلى أن تكرار الإخفاق لأكثر من مرة في تجنب الصدمات الكهربائية أدى إلى الوصول بها إلى مرحلة الاستسلام واليأس وتقبل تلك الصدمات المؤلمة حتى مع وجود مخرج واضح لذلك الموقف التجريبي (شاهين، 2016) وعلى الرغم من ذلك فقد أجرى سليجمان وزملاؤه العديد من الدراسات التجريبية للتعرف على مدى تأثير عدم القدرة على التحكم في المواقف المؤلمة والنظر إلى ذلك من المنظور الإنساني (Gindrich, 2021)، وتتكون حالة العجز المتعلم لدى الفرد عند تعرضه لعقبات منفرة أو مواقف ضاغطة تجعله يعزف عن المحاولة وبذل المزيد من الجهد (عبدالحميد، 2019)، في حين يُفسر العجز المتعلم: بأنه مرور الفرد بضغوط خارجة عن إرادته بشكل متكرر، والذي يُطوِّر لديه تصور بانعدام قدرته على تغيير الظروف البيئية المحيطة (wurm, 2021).
وقد يواجه الطلاب والطالبات من ذوي صعوبات التعلم في مرحلتهم التعليمية مواقف وتحديات صعبة تجعلهم غير قادرين على السيطرة عليها، والتي قد تصل بهم إلى مرحلة الاستسلام وصعوبة التأقلم، وتعرف هذه المرحلة بـ (مرحلة العجز المتعلم)، وهي من إحدى المشكلات التي تظهر على ذوي صعوبات التعلم (Aljuhani & Ali ,2021)، ومن ذلك تكمن الحاجة إلى ضرورة مساعدة ذوي صعوبات التعلم للتغلب على الشعور بالعجز المتعلم الذي يظهر لديهم نتيجةً؛ لوجود بعض المحفزات المساعدة على ذلك ومنها: ضعف تقدير الذات، وانخفاض التحصيل الدراسي، وضعف الدافعية للتعلم، والاستسلام وفقدان الأمل، والتعرض للإخفاقات المتكررة (حسن، 2019).
وقد أكد كل من: عيسى وأبو السعود (2018) بأن الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم أكثر عرضةً للشعور بالعجز المتعلم مقارنةً بأقرانهم؛ ولذلك كان من المهم التدخل المبكر، وتقديم ما يحتاجون إليه لمواجهة العجز المتعلم وتحقيق المزيد من فرص النجاح، ومن ذلك: خلق بيئات تعليمية مناسبة تساعدهم على بذل الجهد، والقيام بتبسيط المهارات المطلوبة للوصول إلى مرحلة الإتقان مع البقاء على مستوى عالٍ من الدافعية، وإعطاؤُهم الوقت الكافي للتعامل مع المواقف التعليمية، وفتح الفرصة لمشاركة زملائهم في غرفة الصف وتبادل المعرفة، والتحفيز المستمر، والتخلص من الأفكار السلبية وغير الواقعية. كما أشار الصبحيين (2015) إلى أن الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم الذين يعانون من العجز المتعلم تظهر لديهم مشكلات في العديد من الجوانب المختلفة سواءً أكاديمية، أو اجتماعية، أو شخصية، أو سلوكية، كما أن حالة العجز المتعلم ليست مقتصرة على عمر محدد، ولكنها تشمل مختلف الأعمار وتنتشر بين كل من: الذكور والإناث، وذلك يدل على الحاجة الضرورية إلى البرامج الإرشادية التي تساعدهم على التخلص من العجز المتعلم.
وقد تناولت العديد من الدراسات العربية والأجنبية العجز المتعلَّم من جوانب مختلفة، من حيث التعرف على علاقته مع العديد من المتغيرات، ومن حيث إعداد البرامج التدريبية والإرشادية والتدخلية التي قد تسهم في التخفيف من العجز المتعلم لدى الطلاب والطالبات من ذوي صعوبات التعلم، ومن حيث التعرف على أفضل الإستراتيجيات والممارسات التي تساعد المعلمين والمعلمات على مواجهة العجز المتعلم لدى طلابهم في فصولهم الدراسية.
وذهب كل من: عيسى، وأبو السعود (2018) إلى دراسة هدفت إلى التعرف على نسبة العجز المتعلم لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية، كما هدفت إلى اختبار فاعلية البرنامج الإرشادي في التخفيف من العجز المتعلم لديهم، حيث اشتملت العينة على (24) طالبًا بالصف الخامس الابتدائي، منهم (12) طالبًا من ذوي صعوبات تعلم: (القراءة والرياضيات) الذين يمثلون المجموعة الضابطة، و(12) طالبًا من ذوي صعوبات تعلم: (القراءة والرياضيات) الذين يمثلون المجموعة التجريبية، واستخدم الباحثان المنهج شبة التجريبي، وتوصلت النتائج إلى أن نسبة العجز المتعلم لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم تصل إلى 40% ، كما توصلت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا على مقياس العجز المتعلم لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم تبعًا لنوع الصعوبة: (قراءة، رياضيات)، بينما كانت هناك فروق دالة إحصائيا بين درجات الطلاب في المجموعة التجريبية على مقياس العجز المتعلم في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، ووجدت فروق دالة إحصائياً بين درجات أفراد المجموعتين على مقياس العجز المتعلم في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
وسعت دراسة حسن (2019) إلى التعرف على فعالية برنامج تدريبي في تنمية الانفعالات الأكاديمية الإيجابية: (التفاؤل، والاستمتاع، والفخر، والحماس) وأثر هذا البرنامج في خفض العجز المتعلم لدى ذوي صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، والتعرف على بقاء أثر فعالية البرنامج التدريبي، واحتوت عينة الدراسة على (16) طالبًا وطالبة من ذوي صعوبات التعلم بالصف السادس الابتدائي الذين أظهروا العجز المتعلم، قُسموا إلى مجموعة تجريبية عددها (8) طلاب وطالبات، ومجموعة ضابطة عددها (8) طلاب وطالبات، حيث استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي، واشتملت أدوات دراسته على: مقياس الانفعالات الأكاديمية الإيجابية، ومقياس العجز المتعلم، بالإضافة إلى البرنامج التدريبي، وتوصلت النتائج إلى فعالية البرنامج التدريبي في تنمية الانفعالات الأكاديمية الإيجابية وتأثيره في خفض العجز المتعلم، كما أظهرت النتائج بقاء أثر البرنامج التدريبي في الانفعالات الأكاديمية الإيجابية والعجز المتعلم لدى المجموعة التجريبية.
أما دراسة المصري (2019) فقد هدفت إلى التعرف على القدرة التنبؤية لمفهوم الذات السلبية والتفاؤل والتشاؤم بالعجز المتعلم لدى الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم، واحتوت العينة على (53) طالبًا وطالبة من ذوي صعوبات التعلم، حيث استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، واشتملت أدوات الدراسة على: مقياس العجز المتعلم، ومقياس مفهوم الذات السلبية، ومقياس التفاؤل والتشاؤم، في حين توصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع مستوى كل من: العجز المتعلم، ومفهوم الذات السلبية، والتشاؤم لدى طلاب وطالبات صعوبات التعلم، وقد توصلت أيضًا إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في العجز المتعلم تعزى للجنس ولصالح الإناث.
كما هدفت دراسة الدوة وخليل (2020) إلى اقتراح برنامج للتدخل يساعد الطالبات من ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الجامعية من التغلب على أعراض العجز المتعلم، واحتوت عينة الدراسة على (8) طالبات في مقرر علم النفس العصبي، واستخدم الباحثان منهج دراسة الحالة، واشتملت الأدوات على: تقييم معدل الذكاء، واختبار الوظيفة التنفيذية، ومقياس التقييم الذاتي للعجز المتعلم، وتتبع الأداء الأكاديمي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن البرنامج لم يسفر بتقدم واضح في الأداء الأكاديمي إلا أن الطالبات ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الجامعية حققن نجاحًا في مقرر علم النفس العصبي والذي يعد إنجازا كبيرا بالنسبة إليهن، ومن ذلك فقد خلص الباحثان إلى نجاح البرنامج في مساعدة الطالبات على خفض العجز المتعلم والآثار السلبية لديهن، وزيادة أدائهن في الوظائف التنفيذية.
وهدفت دراسة العلياني (2020) إلى معرفة الفروق في العجز المتعلم والأسلوب المعرفي: (التروي/ الاندفاع) لدى طلاب المرحلة المتوسطة ذوي صعوبات التعلم والعاديين، والتعرف على العلاقة بين العجز المتعلم والأسلوب المعرفي لديهم، حيث احتوت عينة الدراسة على مجموعتين: مجموعة الطلاب العاديين وعددهم (117) طالبًا، ومجموعة الطلاب ذوي صعوبات التعلم وعددهم (89) طالبًا، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، واشتملت أدوات الدراسة على اختبار تزاوج الأشكال المألوفة، ومقياس العجز المتعلم، وتوصلت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيًا في الأسلوب المعرفي: (التروي/ الاندفاع) بين طلاب المرحلة المتوسطة ذوي صعوبات التعلم والعاديين، وخلصت بأن العاديين أكثر ترويًّا، في حين كان ذوي صعوبات التعلم أكثر اندفاعًا، كما توصلت النتائج إلى وجود علاقة بين العجز المتعلم والأسلوب المعرفي: (التروي/ الاندفاع) لدى عينة الدراسة.
بينما ذهب الحارثي (2020) إلى دراسة العجز المتعلم وعلاقته بالمهارات الاجتماعية لدى الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية، حيث احتوت العينة على (149) طالبًا و(49) طالبةً بالصف الخامس والسادس من ذوي صعوبات تعلم (القراءة، والرياضيات)، واشتملت أدوات الدراسة على مقياس العجز المتعلم، ومقياس المهارات الاجتماعية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيا في درجات العجز المتعلم لصالح الإناث، كما توصلت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين ذوي صعوبات القراءة وذوي صعوبات الرياضيات في درجات العجز المتعلم.
وهدفت دراسة Aljuhani & Ali (2021) إلى التعرف على مستوى العجز المتعلم وعلاقته بالتوافق الاجتماعي لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية تبعًا لمتغير (درجة التوافق الاجتماعي، ونوع صعوبة التعلم)، حيث احتوت العينة على (22) طالبة من الصف الخامس والصف السادس، واشتملت أدوات الدراسة على استبانة للتوافق الاجتماعي ومقياس للعجز المتعلم، واستخدمت الباحثتان المنهج الوصفي العلائقي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع العجز المتعلم لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم وخاصة في مادة الرياضيات، كما توصلت النتائج إلى عدم وجود علاقة بين متوسط درجات التوافق الاجتماعي والعجز المتعلم وارتفاع مستوى الإعاقة لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية.
في حين هدفت دراسة Gindrich (2021) إلى التعرف على مستويات أبعاد التقييم الذاتي للعجز المتعلم لدى طلاب وطالبات المدارس الثانوية، واحتوت العينة على (180) طالبًا وطالبة، قُسموا إلى مجموعتين، مجموعة الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم ومجموعة الطلاب والطالبات العاديين، واشتملت أدوات الدراسة على: تقييمات المعلمين لصعوبات التعلم، واستبيان مركز التحكم للمراهقين، ومقياس تصنيف العجز الفكري، ومقياس الكفاءة الذاتية ، وذلك باستخدام المنهج شبه التجريبي، وتوصلت النتائج إلى أن مجموعة الطلاب والطالبات ذوي صعوبات التعلم حصلوا على مستويات أعلى من العجز المتعلم في كل من: مركز التحكم (الطوارئ)، والعجز الفكري (الإدراك)، والكفاءة الذاتية (السلوك) مقارنة بمجموعة الطلاب والطالبات الذين لا يعانون من صعوبات التعلم.
تنوعت الدراسات في تطرقها لظاهرة العجز المتعلم من جوانبه المختلفة، ومع متغيرات عديدة وفي جميع المراحل التعليمية (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية، الجامعية) مع الطلاب والطالبات من ذوي صعوبات التعلم، وذلك باستخدام المناهج العلمية المختلفة والأدوات المتنوعة، وتتميز الدراسة الحالية عما سبقها من الدراسات بهدفها إلى التعرف على التجارب الميدانية لمعلمات صعوبات التعلم في مواجهة العجز المتعلم لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، من حيث التعرف على المسببات التي ساهمت في ظهور العجز المتعلم وتطوره لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم من وجهة نظر معلمات صعوبات التعلم، والتعرف على أهم المشكلات التي يسببها العجز المتعلم لدى الطالبات ذوات صعوبات التعلم، وأخيرًا التعرف على الطرق التي اتبعتها معلمات صعوبات التعلم في مواجهة العجز المتعلم لدى طالباتهن، كما تتميز باعتمادها على المنهج النوعي في الإجابة عن أسئلة الدراسة الحالية، وذلك باستخدام (الأسلوب الظاهراتي) للتوصل إلى وصف عميق لتجارب معلمات صعوبات التعلم مع ظاهرة العجز المتعلم، واهتمت بمعلمات صعوبات التعلم اللاتي يتعاملن مع الطالبات ذوات صعوبات التعلم اللاتي يظهر لديهن خصائص العجز المتعلم؛ وذلك لأن المعلمات يشكلن ركيزةً أساسية في العملية التعليمية وتقع على عاتقهن المسؤولية الكبيرة في التعامل مع الطالبات ذوات صعوبات التعلم.
لخص هذه المقدمة
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
ﺍﻤﻟﺮﺍﺟﻌـــــــــــﺔﺍﻟﺸﻬــﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﺃ / ﻣﺤﻤــﺪ ﺻـــﻼﺡ ـ ﻣﻌﻠــــﻢ ﺍﻟﻠﻐــــﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـــــﺔ ـ...
ا. تعريف عقد الإيجار في الفقه الإسلامي: تعددت تعريفات عقد الإجارة في الفقه الإسلامي وذلك على النحو ...
تسعى الإبستمولوجيا التكوينية إلى توضيح المعرفة، والمعرفة العلمية بصفة خاصة وذلك استناداً إلى تاريخها...
الفصل الأول الرسوم التعلیمیة • تعر�ف الرسوم التعل�م�ة • أهم�ة الرسوم التعل�م�ة • أنواع الرسوم التعل...
قدمة : التعبير عن اإلرادة ضرورة تفتضيها الرغبة في إظهارها وبيانها والتدليل على وجودها لتصبح حقيقة مل...
يرى أصحاب النظريات السياقية أن فهم المعنى لا يتأتى من مجرد رؤية المشار إليه أو وصفه أو تعريفه، بل من...
الواقعي (الحقيقي) في اللسانيات والعلوم الطبيعية يقدم واينبرق Weinberg وصفاً للواقعي (الحقيقي) في ال...
شهد العالم خلال العقود الأخيرة تطورا هائلا في مجال التكنولوجيا والإتصالات، حيث أصبح الأنترنت جزءا أس...
تسعى وظيفة التموين إلى توفير كل متطلبات النشاط الاستغلالي للمؤسسة، فيما يخص المشتريات: سلع خدمات، مو...
حنظلة ۱ "١" وحيدي حنظلة. هذا هو شهر أغسطس من عام ۲۰۰۰ .. فيه حاصرتني مشاعر الوداع. هي المرة الأو...
(3.2.3) The magnetic susceptibility is defined as x = M / H Using Eq. (3.2.2), we derive for the ma...
الصلح المسقط للقصاص ينتج أثره بمجرد انعقاده ويؤدي إلى انقضاء الخصومة في الحق الشخصي وسقوط القصاص بعد...