لخّصلي

تواجه المؤسسات الحديثة على اختلاف أنواعها و مهامها و أهدافها في ظل التغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية العديد من المشاكل و المعوقات التي تحول دون نجاحها و احتلالها مكانة تنافسية في الأسواق العالمية مما يجعلها تبحث عن طرق لحل المشكلات التي تواجهها ، فمنظمات اليوم تعيش في عالم متغير ، وهذا التغير أوجب ضرورة وجود افكار إبداعية تساعد المنظمات على إعادة النظر في اهدافها و الوسائل التي تمكنها من تحقيقها و تمكنها من كسب ثقة موظفيها و زبائنها وضمان ولائهم لمنتجاتها وخدماتها ، ورغم ما توفره المؤسسة من إمكانيات مادية و جهود بشرية إلا أنها تبقى في كثير من الأحيان عاجزة عن التصدي للمنافسة الشرسة في مجال الإبداعات و الابتكارات المطروحة من المؤسسات المنافسة و تلبية حاجات زبائنها المتنامية، مما جعل حاجتها إلى التغيير و التجديد من خلال دعم الإبداع و تشجيع الإبتكار خياراً حتميًا وضرورة لابد منها إلا انها في طريقها لتصادف العديد من معوقات الإبداع التي تشكل حاجزًا أمام انطلاق الأفكار و مختلف العوامل التي تؤثر في الإبتكار
و يمكن أن نصنف معوقات الإبداع إلى :
1- معوقات بيئية : تتعلق بالبيئة المحيطة بالمنظمة من أنظمة و سياسات تنموية و النشاط الاقتصادي و النظام السياسي في البلد و كذلك الانظمة والقوانين المتعلقة بالبحث و التطوير الوطني و حماية البيئة و مكافحة البطالة و الفقر
2- معوقات اجتماعية: تتضمن العادات و التقاليد، وقيم و أعراف المجتمع و النظام الثقافي
3-معوقات تنظيمية: هي الأنظمة و القوانين الداخلية التي تعمل بموجبها المنظمة و يمكن أن تقف عائقاً أمام عملية الإبداع فالسياسات و الأهداف و الإجراءات و فلسفة الإدارة قد تكون معيقًا لعملية الإبداع
4- معوقات شخصية : هي خاصة بالفرد و تكوينه الجسمي و الفسيولوجي و الجانب السلوكي الذي يمكن أن يكون مع الإبداع او معيقًا لعملية الإبداع و كذلك التربية الأسرية و المجتمعية التي تكبت إبداع الفرد و تحد من إمكانياته و إبداعاته في المنظمة وكذلك ضعف الإنتماء او الولاء التنظيمي
5- معوقات مالية : حيث أن عملية الإبداع تحتاج إلى أموال كبيرة تستثمر في خدمة المبدعين وهو الذي قد لا يتوفر لدى كثير من منظمات الأعمال، لإن كثيرًا من المنظمات المعاصرة تعاني من شح في الموارد المالية
و لمواجهة المعوقات والتحديات التي تواجه الإبداع والابتكار، يمكن تبني السبل التالية:
تطوير ثقافة التفكير الإبداعي: تشجيع الموظفين على التفكير خارج الصندوق وتقديم الأفكار الجديدة من خلال توفير بيئة داعمة للإبداع والابتكار.
تشجيع التجريب وقبول الفشل: تعزيز ثقافة التجريب والقبول المسبق للفشل كجزء من عملية الابتكار، مما يحفز الموظفين على المخاطرة وتجربة الأفكار الجديدة.
تعزيز التواصل والتعاون: تشجيع التفاعل بين أفراد المنظمة وتبادل الأفكار والمعرفة، مما يمكن أن يثري عملية الابتكار ويساهم في توليد الحلول الإبداعية.
توفير الموارد والدعم: تخصيص الموارد اللازمة وتقديم الدعم المالي والتقني لتطوير الأفكار الابتكارية وتنفيذها بنجاح.
تحفيز القيادة الإبداعية: تشجيع القادة على دعم وتحفيز فرق العمل على تحقيق الإبداع والابتكار من خلال إظهار القيادة الإبداعية والمثالية.
تطبيق أساليب إدارة مرنة: اعتماد أساليب إدارة مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات، مما يمكن المنظمة من التعامل بفعالية مع التحديات والفرص الجديدة.
من خلال تبني هذه السبل، يمكن للمنظمات تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار وتحقيق نتائج إيجابية تساهم في تطويرها ونجاحها على المدى الطويل.