لخّصلي

تضطرب الروايات بشأن تاريخ تعيين موسى بن نصير وليا على المغرب ما بين القائلين بسنة 268م و 766م لكنها تتفق على توجيه جيوشه نحو المغرب سنة 766م، وإرسال ابنيه إلى جنوب البالد، اتسمت حتى قيل عنه والمرجح أنه فرض على كل القبائل عددا من الرهائن استعملهم في جيشه، تحت قيادة طارق بن زياد الذي أصبح وذلك في الوقت الذي استمر فيه وباستغالل التناقضات القائمة في شبه الجزيرة اإليبيرية بين القوط ومختلف الحكام واستنفار الزعماء المغاربة، غير أن موسى بن نصير ألقى القبض على طارق بن زياد وعزله، فقام بتنصيب ابنه عبد العزيز على والية األندلس وابنه عبد الملك على والية المغرب. نصير سنة 767م، ومنها تعيين ثمانية والة بعده وتغييرهم المستمر. كما ثار السكان على العديد منهم ولقي معظمهم حتفه بالمنطقة، مثل يزيد بن أبي مسلم. وتوجد إشارات في مختلف ثنايا المصادر تبين أن وفدا مغربيا لم يتمكن من إبالغ الشكوى من المعاملة والسيرة السيئة للوالة األمويين بدمشق. الخمس على اإلنتاج. "وتعدى في فعلى الرغم، من تأخر ذكر هذا العامل المحفز على الثورة حتى القرن السابع الهجري من طرف ابن عذاري المراكشي،

تضطرب الروايات بشأن تاريخ تعيين موسى بن نصير وليا على المغرب ما بين القائلين بسنة 268م و 766م
لكنها تتفق على توجيه جيوشه نحو المغرب سنة 766م، وإرسال ابنيه إلى جنوب البالد، في اتجاه درعة. اتسمت
معاملته للمغاربة بالعنف والقسوة، ففرض مغارم كثيرة وسبى العديد من المغاربة وخصوصا النساء، حتى قيل عنه
"لم يسمع قط بمثل سبايا موسى بن نصير في اإلسالم". وهو األمر الذي أحنق األمازيغ، فظلوا يتربصون الفرص
لالنقضاض عليه.
والمرجح أنه فرض على كل القبائل عددا من الرهائن استعملهم في جيشه، تحت قيادة طارق بن زياد الذي أصبح
وليا على بالد طنجة وما واالها من السوس األدنى واألقصى ومكلفا بإتمام الغزو. وذلك في الوقت الذي استمر فيه
موسى بن نصير وليا على القيروان، مع تمكنه من استمالة حاكم سبتة وطنجة يوليان الغماري.
وباستغالل التناقضات القائمة في شبه الجزيرة اإليبيرية بين القوط ومختلف الحكام واستنفار الزعماء المغاربة،
تمكن طارق بن زياد مع عدد كبير من المغاربة من دخول األندلس وضمه إلى الخالفة األموية سنة 766م. غير أن
موسى بن نصير ألقى القبض على طارق بن زياد وعزله، فتم توجيهه إلى دمشق قبل أن تنقطع أخباره، فقام
بتنصيب ابنه عبد العزيز على والية األندلس وابنه عبد الملك على والية المغرب.
توجد العديد من المؤشرات الدالة على انعدام االستقرار السياسي في المغرب بعد انقضاء فترة حكم آل موسى بن
نصير سنة 767م، ومنها تعيين ثمانية والة بعده وتغييرهم المستمر. كما ثار السكان على العديد منهم ولقي
معظمهم حتفه بالمنطقة، مثل يزيد بن أبي مسلم. وتوجد إشارات في مختلف ثنايا المصادر تبين أن وفدا مغربيا لم
يتمكن من إبالغ الشكوى من المعاملة والسيرة السيئة للوالة األمويين بدمشق.
ونشير في هذا السياق إلى اندالع ثورة قوية في شمال المغرب األقصى خالل الثلث األول من القرن الثامن
الميالدي تحت قيادة ميسرة المدغري- أوالمطرغي في نصوص أخرى- بفعل تخميس األمازيغ، أي فرض ضريبة
الخمس على اإلنتاج. كما قام عبد هللا المرادي العامل على بالد طنجة، بإساءة معاملة األمازيغ، "وتعدى في
الصدقات والعشر وأراد تخميس البربر وزعم أنهم فيء للمسلمين )...( وإنما كان الوالة يخمسون من لم يؤمن ولم
يجب إلى اإلسالم" )البيان، 6 -76-76 .)فعلى الرغم، من تأخر ذكر هذا العامل المحفز على الثورة حتى القرن
السابع الهجري من طرف ابن عذاري المراكشي، لكن يظهر أن لب النزاع بين األمازيغ والوالة األمويين هو
التمييز والجور والضغط الضريبي. فما كان من المغاربة إال الثورة عليه وقتله سنة 746م. كما قتلوا كذلك العامل
على سوس إسماعيل بن عبيد ه