لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (52%)

تضـافـرت آراء أكـثـر العلماء الناظرين في التاريخ الـطـبـيـعى للأديان على أن
الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني . والبعض القليل يقول : إن لم يكن
هناك توليـد فـهـمـا أخوان، أبوهما التغلب وأمهما الرياسة . بينهما رابطة الحاجة على التعاون لتذليل الإنسان . والمشاكلة بينهما أنهما حاكمان ، والآخر في عالم القلوب . والفـريـقـان مـصـيبان في حكمهما بالنظر إلى مغزى أساطير الأولين والقسم
التاريخي من التوراة والرسائل المضافة إلى الإنجيل، الأقسام التعليمية الأخلاقية فيهما، كما هم مخطئون إذا نظروا إلى أن القرآن جاء
وليس من العـذر في(۱) شيء أن يقولوا(٢): نحن لا
ندرك دقائق القرآن نظرا لخـفـائـهـا علينا في طي بلاغته ووراء العلم بأسباب نزول
آياته، وإنما نبنى نتيجتنا على مقدمات ما نشاهد عليه المسلمين منذ قرون إلى الآن
من استعانة مستبديهم بالدين . يقول هؤلاء المحررون : إن التعاليم الدينية ومنها الكتب السماوية تدعو البشر
إلى خشية قوة عظيمة هائلة لا تدرك العقول كنهها، في الحياة فقط ، النصارى والإسلام، فتستسلم للخبل والخمول، نجـاة وراءها نعـيـم مـقـيم، والقسوس وأمثالهم، حتى إن أولئك الحجاب في بعض
الأديان يحجزون فيما يزعمون لقاء الأرواح بربها ما لم يأخذوا عنها مكوس المرور
وهؤلاء المهيمنون على الأديان كم
ثم
يرشدونهم إلى أن لا خلاص ولا مناص لـهـم إلا بالالتجاء إلى سكان القبور الذين
لهم دالة بل سطوة على الله فيحمونهم من غضبه . ويقولون : إن السياسيين يبنون كذلك استبدادهم على أساس من هذا القبيل ، ويذلونهم بالقهر والقوة
وسلب الأموال حتى يجعلوهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم يتمتعون بهم كأنهم
يتفاخرون . ويرون أن هذا التشاكل في بناء ونتائج الاستبدادين الديني والسياسي جعلهما في
وجعلهما في
مثل روسيا مشتبكين في الوظيفة كأنهما اللوح والقلم يسجلان الشقاء على الأمم . وهم السواد الأعظم ، والرفعة عن السؤال، بناء عليه لا يرون لأنفسهم حقا
في مراقبة المستبد لانتفاء النسبة بين عظمته ودناءتهم . وبعبارة أخرى يجد العوام
وهم هم، ليس من شأنهم أن يفرقوا مثلا بين «الفعال المطلق»، والحاكم بأمره وبين «لا يسأل
عـمـا يفعل» وغـيـر مـسـئـول، بناء عليه يعظمون الجبابرة تعظيمهم الله ، ويزيدون تعظيمهم على التعظيم الله
وأما انتقام الجبار فعاجل حاضر . والعوامكما يقال : عقولهم في عيونهم، حتى
صلوا ولا صاموا، القرآن، على اليمين بالله . وهذه الحال هي التي سهلت في الأمم الغابرة المنحطة دعـوى بعض المسـتـبـدين
حتى يقال إنه ما من
علاقة مع الله . باسم الله، بعضها بعضا، فتتهاتر قوة الأمة ويذهب ريحها، ويفرخ، وهذه سياسة الإنكليز في المستعمرات لا يؤيدها شيء مثل انقسام الأهالي
على أنفسهم وإفنائهم بأسهم بينهم بسبب اختلافهم في الأديان والمذاهب . رعاياهم، للدين، حتى بتشكيل مجالس «إنكيز سيون» وقيام الحاكم الفاطمي والسلاطين
لم يكن إلا
وأعظم ما
يلائم مصلحة المستبد ويؤيدها أن الناس يتلقون قواعده وأ
ه وأحكامه بإذعان بدون بحث
ولهذا القصـد عـينه
كثيرا ما يحاولون بناء أوامرهم أو تفريعها على شيء من قواعد الدين . أحدهما في أمة جر الآخر إليه، وإن صلح (أي ضعف)
أحدهما صلح ـ أي ضعف ـ الثاني . منها زمان ولا مكان . ويمثلون بالسكسون، قبلوا البروتستانتية، التاريخ والاستقراء، أي تشدد فيه، إلا واختل نظام دنياه وخسر أولاده وعقباه . والحاصل أن كل المدققين السياسيين يرون أن السياسة والدين يمشيان متكاتفين، وربما كـان أول من سلك هذا المسلك، السياسي، هم حكماء اليونان، أخذوها عن
إلى غير ذلك من التوزيع، وجعلوا لإله الآلهة حق النظارة عليهم ، وحق الترجيح عند وقوع الاختلاف بينهم . ثم بعد تمكن هذه العقيدة في الأذهان ، بما ألبست من جلالة المظاهر وسحر البيان، سهل على أولئك الحكماء دفعهم الناس
وبأن تكون إدارة الأرض كإدارة
فانصاع ملوكهم إلى ذلك مكرهين . وهذه هي الوسيلة العظمى التي مكنت
وكذلك فعل الرومان . وهذا
فضلا عـن كـونـهـا باطلة في ذاتها، نتج عنها
أخيرا رد فعل أضر كثيرا، كالـصـفـات القـدسـيـة والتصرفات
وكان قبل ذلك لا يتهجم على مثلها غير أفراد من الجبابرة كنمرود إبراهيم
ثم صار يدعـيـهـا البرهمي والبادرى والـصـوفى . انتشرت وعمت
وجندت جيشا عرمرم يخدم المستبدين . وقد جاءت التوراة بالنشاط ، فخلصتهم من خمول الاتكال بعد أن بلغ فيهم أن
وجاءتهم بالنظام بعد فوضى الأحلام، عقيدة التشريك مستبدلة مثلا بأسماء الآلهة المتعددة الملائكة، ولكن لم يرض بعض
ملوك آل كوهين بالتوحيد فأفسدوه . وكان أيضا مؤيدا لناموس التوحيد، الذين بادروا لـقـبـول
أن الأبوة والنبوة صفتان مجازيتان يعبر بهما عن معنى لا
كمسألة القدر التي ورثت الإسلامية التفلسف فيها عن
أديان الهنود وأوهام الـيـونـان . المحسوسات، الله ، فكبر عليهم أن يعتقدوا في عيسى عليه السلام صفة هي دون مـقـام أولئك
الملوك . ثم لما انتشرت النصرانية ودخلها أقوام مختلفـون، مـضـافـة على شـعـائر
الإسرائيليين، وأشياء من الأساطير وغيرها، وأشياء من مظاهر الملوك ونحوها . وهكذا صارت النصرانية تعظم رجال الكهنوت إلى درجة اعـتـقـاد النيابة عن الله
والعصمة عن الخطا وقوة التشريع، ونحو ذلك مما رفضه أخيرا البروتستانت، أي
الراجعون في الأحكام لأصل الإنجيل . هادما للتـشـريك بالكلية، الديمقراطية والأريستقراطية، ووضع شريعة حكمة إجمالية صالحة لكل
وأوجـد مـدنـيـة فطرية سامية، وأظهر للوجود حكومة
حتى
ولـم يـخـلـفـهـم فـيـهـا بين المسلمين أنفسهم خلف، فإن هؤلاء الخلفاء
الراشدين فـهـمـوا معنى ومغـزى القرآن النازل بلغتهم وعملوا به واتخذوه إماما، وأحدثوا في المسلمين عواطف أخوة وروابط هيئة اجتماعية اشتراكية لا
لكل منهم
ووظيفة عائلية ووظيفة قومية. الرياسة هو الطراز النبوى المحمدي لم يخلفـه فيه حقـا غير أبي بكر وعمر ثم أخذ
تلك الأمم التي، قد استفادت
ومن جملتها قول بلقيس ملكة سبأ، من عرب تبع ، تخاطب
« قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون
سورة النمل : ٣٢-٣٤). فهذه القصة تعلم كيف ينبغي أن يستشير الملوك الملأ، وألا
يقطعوا أمرا إلا برأيهم، يخصص الملوك بالتنفيذ فقط، الملوك المستبدين . ومن
مع فرعون في قوله
تعالى : « قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم (109) يريد أن يخرجكم من
۱۱۰). بعضهم لبعض : ماذا رأيكم؟ * قالوا » خطابا لفرعون وهو قرارهم : « قالوا أرجه
وأخاه وأرسل في المـدائـن حـاشـرين (11) يأتوك بكل سـاحـر عليم» ، مذاكراتهم بقوله تعالى : « فتنازعوا أمرهم » أي رأيهم « بينهم وأسروا النجوى »
طه : ٦٢). ".
بناء عليه لا مجال لرمي الإسلامية بتأييد الاستبداد مع تأسيسها على مئات من
أي في الشأن ، وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » (سورة النساء: 59)، أي أصحاب الرأى
والشأن منكم، وهم
ومما يؤيد هذا المعنى أيضا قوله تعالى : ( وما أمر
فرعون » (سورة هود : 97). وحديث : «أميرى من ا الملائكة جبريل
وليس بالأمر الغريب ضياع معنى «أولى الأمر» على كثير من الأفهام بتضليل
منكم » أي المؤمنين منعـا لـتطرق أفكار المسلمين إلى التـفـكـر بأن الظالمين لا
ثم التدرج إلى معنى آية « إن الله يأمر بالعدل ﴾ (النحل :
90)، أي التساوى، « وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ﴾ (النساء : ٥٨)
ثم ينتقل إلى معنى آية : « ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون ﴾ (المائدة : 44). والأغرب من هذا
جسارتهم على تضليل الأفهام في معنى «أمر» في آية : * وإذا أردنا أن نهلك قريةأمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ﴾ (الإسراء : 16)، . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . .
العذاب) . والأغرب من هذا وذاك أنهم جعلوا للفظة العدل معنى عرفيا هو الحكم بمقتضى
مع أ أن العدل
وهذا هو المراد في آية : « إن الله
يأمر بالعدل » ، وكذلك القصاص في آية : « ولكم في القصاص حياة ﴾ (البقرة :
لا المعاقبة بالمثل فقط على مـا يتبادر إلى أذهان الأسراء
الذين لا يعرفون للتساوى موقعا في الدين غير الوقوف بين يدى القضاة . وقد عدد الفقهاء من لا تقبل شهادتهم لسقوط عدالتهم، ماشيا في الأسواق، ولكن شيطان الاستبداد أنساهم أن يفسقوا الأمراء الظالمين
فيردوا شهادتهم . مواقع أخرى، إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر » (آل عمران : ١٠٤) إلى أن هذا
الفرض هو فرض كفاية لا فرض عين؟ والمراد منه سيطرة أفراد المسلمين بعضهم
للخير، فخصصت منهـا جـمـاعـات باسم مـجـالس نواب وظيـفـتـهـا السيطرة
أليست هذه السيطرة وهذا الاحتساب بأهم من السيطرة على
الأفراد؟ ومن يدرى من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسئولية حتى
وأوجبوا الصبر عليهم إذا ظلموا، وعدوا كل معارضة
لهم بغيا يبيح دماء المعارضين؟!
اللهم إن المستبدين وشركاءهم قد جعلوا دينك غير الدين الذي أنزلت ، فلا حول
يقولوا : لا يكون الأمين الأعظم إلا وليا من أولياء الله ، ولا يأتى أمرا إلا بإلهام من
ويتصرف فيها قطب الغوث باطنا! ألا سبحان
نعم، حيث أرسـل لـهـم رسـولا من
أسس لهم أفضل حكومة أسست في الناس ، راع وكلكم مسئول عن رعيته»، وهذه
جاء من
كما حرفوا معنى الآية : « والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أ
بعض » (التوبة : ٧١) إلى ولاية الشهادة دون الولاية العامة . اللغة، الاستقلال، بل جعلوهم لا يعقلون كيف تحكم أمة نفسها بنفسها دون
سلطان قاهر . لا فضل لعربي على عـجـمى إلا بالتـقـوى»(1). وهذا الحديث من أصح
الحجرات : 13)، بقوله : « ولقد كرمنا بني آدم» (الإسراء : ٧٠)، للمتقين فقط ، ومعنى التقـوى لغة ليس كثرة العبادة كـما صار ذلك حقيقة غرسها
التقوى لغة هي الاتقاء أي الابتعاد عن رذائل الأعمال احترازا من عقوبة الله. إن أكرمكم عند الله أتقاكم» كقوله إن أفضل الناس أكثرهم ابتعادا عن الآثام
وسوء عواقبها . وتحكم بأمـرهـا بالعـدل والمساواة والقسط والإخاء، والتحابب . أي شـورى
أهل الحل والعقد في الأمـة بـعـقـولـهـم لا بسـيـوفـهـم. التشريع الديمقراطي، أي الاشتراكي حسبما يأتى فيما بعد. المعلوم أنه لا يوجد في الإسلامية نفوذ ديني مطلقا في غير مسائل إقامة شعائر الدين، كلها من أجل وأحسن
ولكن واأسفاه على هذا الدين الحر ، الحكيم، الظاهرة فيه آثار الرقى على غيره من سـوابقـه، فهجروا حكمة القرآن ودفنوها في قبور الهوان، واتخذوه وسيلة
وجعلوه آلة لأهوائهم السياسية، وحيروا أهله بالتفريع والتوسيع، حتى جعلوه دينا حرجا يتوهم
الناس فـيـه أن كل مـا دونه المتفننون بين دفتي كـتـاب ينسب |
وبمقتضاها ألأيقوى على القيام بواجباته وآدابه ومريداته إلا من لا علاقة له
بل أصبحت بمقتضاها حياة الإنسان الطويل العمر ، العاطل عن كل
موقفه الأول، قد سكت تعبا وكلالا من المشاغبة . وبهذا التشديد الذي أدخله على الدين منافسو المجوس، انفتح على الأمة باب
التلوم على النفس، وأن لا نجاة ولا مخرج ولا إمكان
فضلا عن محاسبة الحكام المنوط بهم قيام العدل والنظام . الإهمال للمراقبة، وهو إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبهذا وذاك ظهر حكم حديث : «لتأمرن
العذاب»(1). وإذا تتبعنا سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع الأمة، ونائلين التربية النبوية لم تترك الأمة معهما المراقبة
دينهم بالنظر إلى القرآن والمتواترات من الحديث وإجماع السلف الأول، و«ضاهوا» في الأوصاف والأعـداد أوصـاف وأعـداد البطارقة، و«حاكوا» مظاهر القديسين وعجائبهم، والحمية وتوقيتها . و«قلدوا» الوثنيين الرومانيين في الرقص على أنغام الناي، بالأزهار . والترنحات ووزنها ، وإقـامـة الكنائس على الـقـبـور، وشـد الرحـال لزيارتها، والإسراج عليها، والخضوع لديها، وتعليق الآمال بسكانها . من احترام الذخيرة
وقدسية العكاز، من إمرارها
و «انتزعوا» الحقيقة من السر، الآثار أن الاستبداد أخفى تاريخ الأديان وجعل أخبار منشئها في ظلام مطبق، حتى
السلام، كما شوش الاستبداد في المسلمين تاريخ آل البيت عليهم الرضوان، والخلاصة أن البدع التي شوشت الإيمان وشوهت الأديان تكاد كلها تتسلسل
والناظر المدقق في تاريخ الإسلام يجد للمستبدين من الخلفاء والملوك الأولين
تضليلا للأمة عن سبيل الحكمة، يريدون بها إطفاء نور العلم وإطفاء
نور الله ، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ، شمس العلوم وكنز الحكم من أن تمسه يد التحريف، بالتأويل، وهذا أيضا من معجزاته، لأنه أخبر عن ذلك في قوله : ( فأما الذين في
قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله » (آل عمران : ۷) . الحكماء من أن يفسروا قسمى الآلاء والأخلاق من القرآن تفسيرا مدققا، لأنهم
المعاصرين، الدين لم يقدروا أن يوفوها حقها من البحث ، السلف قولا مجملا من أنها قصور الطاقة عن الإتيان بمثله في فصاحته وبلاغته . وأنه أخبر عن أن الروم من بعـد غلبـهـم سـيـغـلبـون . التدقيق وحرية الرأي والتأليف كـمـا أطلق عنان التخريف لأهل التأويل والحكم
ولرأوا فيه كل يوم آية
ولجعلوا الأمة تؤمن بإعجازه عن برهان
وعيان لا مجرد تسليم وإذعان . لكاشفيها ومخترعيها من علماء أوربا وأمريكا، والمدقق في القرآن يجد أكثرها ورد
به التصريح أو التلميح في القرآن منذ ثلاثة عشر قرنا، وما بقيت مستورة تحت غشاء
من الخـفـاء إلا لتكون عند ظهـورهـا مـعـجـزة للقرآن شـاهدة بأنه كلام رب لا يعلم
الغيب سواه. وقد وصف
القرآن بدء التكوين فقال : «ثم استوى إلى السماء وهي دخان » (فصلت : ۱۱). وكشفوا أن الكائنات في حركة دائمة دائبة والقرآن يقول : « وآية لهم الأرض الميتة
وحققوا أن الأرض منفتقة في النظام الشمسي والقرآن يقول : « أن السموات
القمر: ۱). وحققوا أن طبقات الأرض سبع والقرآن يقول : « الله الذي خلق سبع سموات
ومن الأرض مثلهن » (الطلاق : ۱۲). دورتها، والقرآن يقول : ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم » (النحل : 15). وكشفوا أن سر التركيب الكيمياوى، بل والمعنوى، هو تخالف نسبة المقادير
والقرآن يقول : « وكل شيء عنده بمقدار » (الرعد : ۸) . كل شيء حي) (الأنبياء : ٣٠) ۔
ترقى من الجماد والقرآن يقول :
* ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾ (المؤمنون : ۱۲). تنبت الأرض ﴾ (يس : 36). ٥٣). أي التصوير الشمسي، والقرآن يقول * ألم تر إلى
ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ﴾ (الفرقان :
وكشفوا تسيير السفن والمركبات بالبخار والكهرباء والقرآن يقول، الدواب والجواري بالريح : * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون » (يس : ٤٢). .
وكـشـفـوا وجـود المكروب وتأثيره، والقـرآن
يقول: « وأرسل عليهم طيرا أبابيل ﴾ (الفيل : 3)،


النص الأصلي

الاستبداد والـدين
تضـافـرت آراء أكـثـر العلماء الناظرين في التاريخ الـطـبـيـعى للأديان على أن
الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني . والبعض القليل يقول : إن لم يكن
هناك توليـد فـهـمـا أخوان، أبوهما التغلب وأمهما الرياسة . أو هما صنوان قويان
بينهما رابطة الحاجة على التعاون لتذليل الإنسان . والمشاكلة بينهما أنهما حاكمان ،
أحدهما في مملكة الأجسام، والآخر في عالم القلوب .
والفـريـقـان مـصـيبان في حكمهما بالنظر إلى مغزى أساطير الأولين والقسم
التاريخي من التوراة والرسائل المضافة إلى الإنجيل، ولكنهم مخطئون في حق
الأقسام التعليمية الأخلاقية فيهما، كما هم مخطئون إذا نظروا إلى أن القرآن جاء
مؤيدا للاستبداد السياسي، وليس من العـذر في(۱) شيء أن يقولوا(٢): نحن لا
ندرك دقائق القرآن نظرا لخـفـائـهـا علينا في طي بلاغته ووراء العلم بأسباب نزول
آياته، وإنما نبنى نتيجتنا على مقدمات ما نشاهد عليه المسلمين منذ قرون إلى الآن
من استعانة مستبديهم بالدين .
يقول هؤلاء المحررون : إن التعاليم الدينية ومنها الكتب السماوية تدعو البشر
إلى خشية قوة عظيمة هائلة لا تدرك العقول كنهها، قوة تتهدد الإنسان بكل مصيبة
في الحياة فقط ، كما عند البوذية واليهودية، أو في الحياة وبعد الممات كـما عند
النصارى والإسلام، تهديدا ترتعد منه الفرائص فتخور القوى، وتنذهل منه العقول
فتستسلم للخبل والخمول، ثم تفتح هذه التعاليم أبوابا للنجاة من تلك المخاوف ،نجـاة وراءها نعـيـم مـقـيم، ولكن على تلك الأبواب حجاب من البراهمة والكهنة
والقسوس وأمثالهم، الذين لا يأذنون للناس بالدخول ما لم يعظموهم، مع التذلل
والصغار، ويرزقوهم باسم نذر أو ثمن غفران، حتى إن أولئك الحجاب في بعض
الأديان يحجزون فيما يزعمون لقاء الأرواح بربها ما لم يأخذوا عنها مكوس المرور
إلى القبور وفدية الخلاص من مطهر الأعراف . وهؤلاء المهيمنون على الأديان كم
يرهـبـون الناس من غضب الله وينذرونهم بحلول مـصـائـبـه وعـذابه علـيـهـم ، ثم
يرشدونهم إلى أن لا خلاص ولا مناص لـهـم إلا بالالتجاء إلى سكان القبور الذين
لهم دالة بل سطوة على الله فيحمونهم من غضبه .
ويقولون : إن السياسيين يبنون كذلك استبدادهم على أساس من هذا القبيل ،
فهم يسترهبون الناس بالتعالى الشخصي والتشامخ الحسى، ويذلونهم بالقهر والقوة
وسلب الأموال حتى يجعلوهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم يتمتعون بهم كأنهم
نوع من الأنعام التي يشـربـون ألـبـانـهـا ويأكلون لحـومـهـا ويـركـبـون ظـهـورها وبها
يتفاخرون .
ويرون أن هذا التشاكل في بناء ونتائج الاستبدادين الديني والسياسي جعلهما في
مثل فرنسا خارج باريس مشتركين في العمل كأنهما يدان متعاونتان، وجعلهما في
مثل روسيا مشتبكين في الوظيفة كأنهما اللوح والقلم يسجلان الشقاء على الأمم .
ويقررون أن هذا التشاكل بين القوتين ينجر بعوام البشر، وهم السواد الأعظم ،
إلى نقطة أن يلتبس عليهم الفرق بين الإله المعبود بحق وبين المستبد المطاع بالقهر ،
فيختلطان في مضايق أذهانهم من حيث التشابه في اسـتـحـقـاق مزيد التعظيم ،
والرفعة عن السؤال، وعدم المؤاخذة على الأفعال . بناء عليه لا يرون لأنفسهم حقا
في مراقبة المستبد لانتفاء النسبة بين عظمته ودناءتهم . وبعبارة أخرى يجد العوام
معبودهم وجبارهم مشتركين في كثير من ا الحالات والأسماء والصفات ،
وهم هم،
ليس من شأنهم أن يفرقوا مثلا بين «الفعال المطلق»، والحاكم بأمره وبين «لا يسأل
عـمـا يفعل» وغـيـر مـسـئـول، وبين «المنعم وولى النعم» وبين «جل شأنه» وجليل
الشأن . بناء عليه يعظمون الجبابرة تعظيمهم الله ، ويزيدون تعظيمهم على التعظيم الله
لأنه حليم كريم ولأن عذابه أجل غائب ، وأما انتقام الجبار فعاجل حاضر . والعوامكما يقال : عقولهم في عيونهم، يكاد لا يتجاوز فعلهم المحسوس المشاهد، حتى
يصح أن يقال فيهم : لولا رجاؤهم بالله وخوفهم منه فيما يتعلق بحياتهم الدنيا لما
صلوا ولا صاموا، ولولا أملهم العاجل لما رجحوا قراءة الدلائل والأوراد على قراءة
القرآن، ولا رجحوا اليمين بالأولياء المقربين، كما يعتقدون، على اليمين بالله .
وهذه الحال هي التي سهلت في الأمم الغابرة المنحطة دعـوى بعض المسـتـبـدين
الألوهية على مراتب مختلفة حسب استعداد أذهان الرعية، حتى يقال إنه ما من
مستبد سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقام ذي
علاقة مع الله . ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس
باسم الله، وأقل ما يعينون به الاستبداد تفريق الأمم إلى مذاهب وشيع متعادية تقاوم
بعضها بعضا، فتتهاتر قوة الأمة ويذهب ريحها، فيخلو الجو للاستبداد ليبيض
ويفرخ، وهذه سياسة الإنكليز في المستعمرات لا يؤيدها شيء مثل انقسام الأهالي
على أنفسهم وإفنائهم بأسهم بينهم بسبب اختلافهم في الأديان والمذاهب .
ويعللون أن قيام المستبدين من أمثال «أبناء داود» و«قسطنطين» في نشر الدين بين
رعاياهم، وانتـصـار مـثل «فيليب الثاني» الإسباني و«هنري الثامن» الإنكليزي
للدين، حتى بتشكيل مجالس «إنكيز سيون» وقيام الحاكم الفاطمي والسلاطين
الأعاجم في الإسلام بالانتصار لغلاة الصوفية، وبنائهم لهم التكايا، لم يكن إلا
بقصد الاستعانة بمسوح الدين وببعض أهله المغفلين على ظلم المساكين، وأعظم ما
يلائم مصلحة المستبد ويؤيدها أن الناس يتلقون قواعده وأ
ه وأحكامه بإذعان بدون بحث
أو جدال فـيـودون تأليف الأمة على تلقى أوامـرهم بمثل ذلك ، ولهذا القصـد عـينه
كثيرا ما يحاولون بناء أوامرهم أو تفريعها على شيء من قواعد الدين .
ويحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لا تنفك، متى وجد
أحدهما في أمة جر الآخر إليه، أو متى زال زال رفيقه، وإن صلح (أي ضعف)
أحدهما صلح ـ أي ضعف ـ الثاني . ويقولون : إن شواهد ذلك كثيرة جدا، لا يخلو
منها زمان ولا مكان . ويبرهنون على أن الدين أقوى تأثيرا من السياسة، إصلاحا
وإفسادا، ويمثلون بالسكسون، أي الإنكليز والهولنديين والأميركان والألمان، الذين
قبلوا البروتستانتية، فأثر التحرير الديني في الإصلاح السياسي والأخلاق أكثر منتأثير الحرية المطـلقـة السـيـاسـيـة فـي جـمـهـور اللاتين، أي الفرنسيين والطـليـان
والإسبانيول والبرتغال . وقد أجمع الكتاب السياسيون المدققون، بالاستناد إلى
التاريخ والاستقراء، (على)(۱) أن ما من أمة أو عائلة أو شخص تنطع في الدين ،
أي تشدد فيه، إلا واختل نظام دنياه وخسر أولاده وعقباه .
والحاصل أن كل المدققين السياسيين يرون أن السياسة والدين يمشيان متكاتفين،
،
ويقدرون أن إصلاح الدين أسهل وأقوى وأقرب طريقا للإصلاح السياسي .
وربما كـان أول من سلك هذا المسلك، أي اسـتـخـدم الدين في الإصـلاح
السياسي، هم حكماء اليونان، حيث تحيلوا على ملوكهم المستبدين في حملهم على
قبول الاشتراك في السياسة بإحيائهم عقيدة الاشتراك في الألوهية، أخذوها عن
الآشوريين ومزجوها بأساطير المصريين، بصورة تخصيص العدالة بإله والحرب بإله
والأمطار باله، إلى غير ذلك من التوزيع، وجعلوا لإله الآلهة حق النظارة عليهم ،
وحق الترجيح عند وقوع الاختلاف بينهم . ثم بعد تمكن هذه العقيدة في الأذهان ،
بما ألبست من جلالة المظاهر وسحر البيان، سهل على أولئك الحكماء دفعهم الناس
إلى مطالبة جبابرتهم بالنزول من مـقـام الانفراد، وبأن تكون إدارة الأرض كإدارة
السماء، فانصاع ملوكهم إلى ذلك مكرهين . وهذه هي الوسيلة العظمى التي مكنت
اليونان أخيرا من إقامة جمهوريات أثينا وإسبارطة . وكذلك فعل الرومان . وهذا
الأصل لم يـزل المثـال الـقـديم لأصـول توزيع الإدارة في الحكومـات الملكيـة
والجمهوريات على أنواعها إلى هذا العهد .
إنما هذه الوسيلة، أي التشريك، فضلا عـن كـونـهـا باطلة في ذاتها، نتج عنها
أخيرا رد فعل أضر كثيرا، وذلك أنها فتحت للمشعوذين من سائر طبقات الناس بابا
واسعا لدعـوى شيء من خصائص الألوهية، كالـصـفـات القـدسـيـة والتصرفات
الروحية، وكان قبل ذلك لا يتهجم على مثلها غير أفراد من الجبابرة كنمرود إبراهيم
وفـرعـون مـوسى، ثم صار يدعـيـهـا البرهمي والبادرى والـصـوفى . ولملاءمة هذه
المفسدة لطباع البشر من وجوه كثيرة، ليس بحثنا هذا محلها، انتشرت وعمت
وجندت جيشا عرمرم يخدم المستبدين .وقد جاءت التوراة بالنشاط ، فخلصتهم من خمول الاتكال بعد أن بلغ فيهم أن
يكلفـوا الله ونبيه يقاتلان عنهم، وجاءتهم بالنظام بعد فوضى الأحلام، ورفعت
عقيدة التشريك مستبدلة مثلا بأسماء الآلهة المتعددة الملائكة، ولكن لم يرض بعض
ملوك آل كوهين بالتوحيد فأفسدوه . ثم جاء الإنجيل بسلسبيل الدعة والحلم فصادف
أفئدة محروقة بنار القساوة والاستبداد، وكان أيضا مؤيدا لناموس التوحيد، ولكن
لـم يـقـو دعـاتـه الأولون على تفـهـيم تلك الأقـوام المنحطة، الذين بادروا لـقـبـول
النصرانية قبل الأمم المترقية، أن الأبوة والنبوة صفتان مجازيتان يعبر بهما عن معنى لا
يقبله العقل إلا تسليما، كمسألة القدر التي ورثت الإسلامية التفلسف فيها عن
أديان الهنود وأوهام الـيـونـان . ولهـذا تلقت تلك الأمم الأبوة والبنوة بمعنى توالد
حقيقى لأنه أقرب إلى مـداركـهـم البسيطة التي يصعب عليـهـا تناول مـا فـوق
المحسوسات، ولأنهم كانوا قد ألفوا الاعتقاد في بعض جبابرتهم الأولين أنهم أبناء
الله ، فكبر عليهم أن يعتقدوا في عيسى عليه السلام صفة هي دون مـقـام أولئك
الملوك . ثم لما انتشرت النصرانية ودخلها أقوام مختلفـون، تلبست ثوبا غير ثوبها ،
كـمـا هـو شـأن سائر الأديان التي سلفتها، فـتـوسعت برسائل بولس ونحوها،
فـامـتـزجت بأزياء وشـعـائر وثنيـة للرومـان والمصريين، مـضـافـة على شـعـائر
الإسرائيليين، وأشياء من الأساطير وغيرها، وأشياء من مظاهر الملوك ونحوها .
وهكذا صارت النصرانية تعظم رجال الكهنوت إلى درجة اعـتـقـاد النيابة عن الله
والعصمة عن الخطا وقوة التشريع، ونحو ذلك مما رفضه أخيرا البروتستانت، أي
الراجعون في الأحكام لأصل الإنجيل .
ثم جاء الإسلام مهذبا لليهودية والنصرانية، مؤسسا على الحكمة والعزم،
هادما للتـشـريك بالكلية، ومحكـمـا لـقـواعـد الحرية السياسية المتوسطة بين
الديمقراطية والأريستقراطية، فأسس التوحيد، ونزع كل سلطة دينية أو تغلبية
تتحكم في النفوس أو في الأجسام، ووضع شريعة حكمة إجمالية صالحة لكل
زمـان وقـوم ومكان، وأوجـد مـدنـيـة فطرية سامية، وأظهر للوجود حكومة
كحكومة الخلفاء الراشدين التي لم يسمح الزمان بمثال لها بين البشر، حتى
ولـم يـخـلـفـهـم فـيـهـا بين المسلمين أنفسهم خلف، إلا بعض شـواذ كعمر بنعبد العزيز(۱) والمهتدى العباسی(۲) ونور الدين الشهيد(۳). فإن هؤلاء الخلفاء
الراشدين فـهـمـوا معنى ومغـزى القرآن النازل بلغتهم وعملوا به واتخذوه إماما،
فأنشئوا حكومة قضت بالتساوى حتى بينهم أنفسهم وبين فقراء الأمة في نعيم الحياة
وشظفهـا، وأحدثوا في المسلمين عواطف أخوة وروابط هيئة اجتماعية اشتراكية لا
تکاد توجد بين أشقاء يعيشون بإعالة أب واحد وفي حضانة أم واحدة، لكل منهم
وظيفـة شخصية، ووظيفة عائلية ووظيفة قومية. على أن هذا الطراز السامي من
الرياسة هو الطراز النبوى المحمدي لم يخلفـه فيه حقـا غير أبي بكر وعمر ثم أخذ
بالتناقص، وصارت الأمـة تطلبه وتبكيـه من عهد عثمان إلى الآن، وسيدوم بكاؤها
إلى يوم الدين إذا لم تنتـبـه لاستـعـواضـه بطراز سیاسی شـورى، ذلك الطراز الذي
اهتدت إليـه بعض أمم الغرب، تلك الأمم التي، لربما يصح أن نقول، قد استفادت
من الإسلام أكثر مما استفاده المسلمون.
وهذا القرآن الكريم مشحون بتعاليم إماتة الاستبداد وإحياء العدل والتساوى
حتى في القصص منه، ومن جملتها قول بلقيس ملكة سبأ، من عرب تبع ، تخاطب
أشراف قومها . « قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون
(۳۲) قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين (۳۳)
قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون »
(سورة النمل : ٣٢-٣٤).
فهذه القصة تعلم كيف ينبغي أن يستشير الملوك الملأ، أي أشراف الرعية، وألا
يقطعوا أمرا إلا برأيهم، وتشير إلى لزوم أن تحفظ القوة والبأس في يد الرعية، وأن
يخصص الملوك بالتنفيذ فقط، وأن يكرموا بنسبة الأمر إليهم توقيرا، وتقبح شأن
الملوك المستبدين .ومن
هذا الباب أيضا ما ورد في قصة موسى ، عليه السلام، مع فرعون في قوله
تعالى : « قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم (109) يريد أن يخرجكم من
أرضكـم فـمـاذا تأمرون » (سـورة الأعراف : ۱۰۹، ۱۱۰). أي قـال الأشـراف
بعضهم لبعض : ماذا رأيكم؟ * قالوا » خطابا لفرعون وهو قرارهم : « قالوا أرجه
وأخاه وأرسل في المـدائـن حـاشـرين (11) يأتوك بكل سـاحـر عليم» ، ثم وصف
مذاكراتهم بقوله تعالى : « فتنازعوا أمرهم » أي رأيهم « بينهم وأسروا النجوى »
(طه : ٦٢). أي أفضت مذاكراتهم العلنية إلى النزاع فأجروا مذاكرة سرية طبق ما
يجرى إلى الآن في مجالس الشورى العمومية .
".
بناء عليه لا مجال لرمي الإسلامية بتأييد الاستبداد مع تأسيسها على مئات من
أمثال هذه الآيات البينات التي منها قوله تعالى : ( وشاورهم في الأمر ﴾ (سورة آل
عمران : 159)، أي في الشأن ، ومن قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » (سورة النساء: 59)، أي أصحاب الرأى
والشأن منكم، وهم العلماء والرؤساء على ما اتفق عليه أكـثـر المفسرين، وهم
الأشراف في اصطلاح السياسيين . ومما يؤيد هذا المعنى أيضا قوله تعالى : ( وما أمر
فرعون » (سورة هود : 97). أي ما شأنه، وحديث : «أميرى من ا الملائكة جبريل
أي مشاوری .
وليس بالأمر الغريب ضياع معنى «أولى الأمر» على كثير من الأفهام بتضليل
علماء الاسـتـبـداد الذين يـحـرفـون الكلـم عـن مـواضـعـه، وقـد أغـفـلـوا مـعـنـى قـيـد
منكم » أي المؤمنين منعـا لـتطرق أفكار المسلمين إلى التـفـكـر بأن الظالمين لا
يحكمونهم بما أنزل الله ، ثم التدرج إلى معنى آية « إن الله يأمر بالعدل ﴾ (النحل :
90)، أي التساوى، « وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ﴾ (النساء : ٥٨)
أي التساوى ، ثم ينتقل إلى معنى آية : « ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون ﴾ (المائدة : 44). ثم يستنتج عدم وجوب طاعة الظالمين وإن قال بوجوبها
بعض الفقهاء الممالئين دفعا للفتنة التي تحصد أمثالهم حصـدا. والأغرب من هذا
جسارتهم على تضليل الأفهام في معنى «أمر» في آية : * وإذا أردنا أن نهلك قريةأمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ﴾ (الإسراء : 16)،
فإنهم لم يبالوا أن ينسبوا إلى الله الأمر بالفسق . . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . .
والحقيقة في معنى « أمرنا » هنا أنه بمعنى أمرنا ـ بكسر الميم أو تشديدها ـ أي جعلنا
أمراءها مترفيها ففسقوا فيها (أي ظلموا أهلها) فحق عليهم العذاب (أي نزل بهم
العذاب) .
والأغرب من هذا وذاك أنهم جعلوا للفظة العدل معنى عرفيا هو الحكم بمقتضى
ما قاله الفقهاء حتى أصبحت لفظة العدل لا تدل على غير هذا المعنى، مع أ أن العدل
لغة التسوية ، فالعدل بين الناس هو التسوية بينهم، وهذا هو المراد في آية : « إن الله
يأمر بالعدل » ، وكذلك القصاص في آية : « ولكم في القصاص حياة ﴾ (البقرة :
۱۷۹)، المتواردة مطلقا، لا المعاقبة بالمثل فقط على مـا يتبادر إلى أذهان الأسراء
الذين لا يعرفون للتساوى موقعا في الدين غير الوقوف بين يدى القضاة .
وقد عدد الفقهاء من لا تقبل شهادتهم لسقوط عدالتهم، فذكروا حتى من يأكل
ماشيا في الأسواق، ولكن شيطان الاستبداد أنساهم أن يفسقوا الأمراء الظالمين
فيردوا شهادتهم . ولعل الفقهاء يعذرون بسكوتهم هنا مع تشنيعهم على الظالمين في
مواقع أخرى، ولكن ما عذرهم في تحويل معنى الآية : « ولتكن منكم أمة يدعون
إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر » (آل عمران : ١٠٤) إلى أن هذا
الفرض هو فرض كفاية لا فرض عين؟ والمراد منه سيطرة أفراد المسلمين بعضهم
على بعض، لا إقامة فئة تسيطر على حكامهم كما اهتدت إلى ذلك الأمم الموفقة
للخير، فخصصت منهـا جـمـاعـات باسم مـجـالس نواب وظيـفـتـهـا السيطرة
والاحتساب على الإدارة العمومية : السياسية والمالية والتشريعية، فتخلصوا بذلك
من شأمة الاستبداد . أليست هذه السيطرة وهذا الاحتساب بأهم من السيطرة على
الأفراد؟ ومن يدرى من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسئولية حتى
أوجبوا لهم الحمد إذا عدلوا، وأوجبوا الصبر عليهم إذا ظلموا، وعدوا كل معارضة
لهم بغيا يبيح دماء المعارضين؟!
اللهم إن المستبدين وشركاءهم قد جعلوا دينك غير الدين الذي أنزلت ، فلا حول
ولا قوة إلا بك!كذلك مـا عـذر أولئك الـصـوفـيـة الذين جعلتهم الإنعامات على زاوياتهم أن
يقولوا : لا يكون الأمين الأعظم إلا وليا من أولياء الله ، ولا يأتى أمرا إلا بإلهام من
الله ، وإنه يتصرف في الأمور ظاهرا، ويتصرف فيها قطب الغوث باطنا! ألا سبحان
الله ما أحلمه !
نعم، لولا حلم الله لخـسف الأرض بـالعـرب، حيث أرسـل لـهـم رسـولا من
أنفسهم، أسس لهم أفضل حكومة أسست في الناس ، جعل قاعدتها قوله : «كلكم
راع وكلكم مسئول عن رعيته»، أي كل منكم سلطان عام ومسئول عن الأمة . وهذه
الجملة التي هي أسمى وأبلغ ما قاله مشرع سياسي من الأولين والآخرين، جاء من
المنافقين من حـرف معناها عن ظاهره وعـمـومـيـتـه إلى أن المسلم راع على عائلته
ومسئول عنها فقط . كما حرفوا معنى الآية : « والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أ
م أولياء
بعض » (التوبة : ٧١) إلى ولاية الشهادة دون الولاية العامة . وهكذا غيروا مفهوم
اللغة، وبدلوا الدين وطـمـسـوا على العـقـول حـتى جعلوا الناس ينسـون لذة
الاستقلال، وعزة الحرية، بل جعلوهم لا يعقلون كيف تحكم أمة نفسها بنفسها دون
سلطان قاهر .
.
وكأن المسلمين لم يسمعوا بقـول النبي عليه السلام : «الناس سواسية كأسنان
المشط، لا فضل لعربي على عـجـمى إلا بالتـقـوى»(1). وهذا الحديث من أصح
الأحاديث لمطابقته للحكمة ومجيئه مفسرا لآية : « إن أكرمكم عند الله أتقاكم »
(الحجرات : 13)، فإن الله جل شأنه ساوى بين عباده مؤمنين وكافرين في المكرمة
بقوله : « ولقد كرمنا بني آدم» (الإسراء : ٧٠)، ثم جعل الأفضلية في الكرامة
للمتقين فقط ، ومعنى التقـوى لغة ليس كثرة العبادة كـما صار ذلك حقيقة غرسها
علماء الاستبداد القائلين في تفـسيـر * عند الله * أي في الآخرة دون الدنيا، بل
التقوى لغة هي الاتقاء أي الابتعاد عن رذائل الأعمال احترازا من عقوبة الله. فقوله :
إن أكرمكم عند الله أتقاكم» كقوله إن أفضل الناس أكثرهم ابتعادا عن الآثام
وسوء عواقبها .وقد ظهر مما تقدم أن الإسلامية مؤسسة على أصول الحرية برفعها كل سيطرة
وتحكم بأمـرهـا بالعـدل والمساواة والقسط والإخاء، بحـضـهـا على الإحـسـان
والتحابب . وقد جعلت أصول حكومتها : الشورى الأريستوقراطية، أي شـورى
أهل الحل والعقد في الأمـة بـعـقـولـهـم لا بسـيـوفـهـم. وجعل أصـول إدارة الأمـة :
التشريع الديمقراطي، أي الاشتراكي حسبما يأتى فيما بعد. وقد مضى عهد النبي
عليه السلام وعهد الخلفاء الراشدين على هذه الأصـول بأتم وأكمل صورها. ومن
المعلوم أنه لا يوجد في الإسلامية نفوذ ديني مطلقا في غير مسائل إقامة شعائر الدين،
ومنها القواعد العامة التشريعية التي تبلغ مائة قاعدة وحكم، كلها من أجل وأحسن
مـا اهتدى إليـه المشرعـون من قبل ومن بعـد. ولكن واأسفاه على هذا الدين الحر ،
الحكيم، السهل، السمح، الظاهرة فيه آثار الرقى على غيره من سـوابقـه، الدين
الذي رفع الإصر والأغلال، وأباد الميزة والاستبداد، الدين الذي ظلمه الجاهلون
فهجروا حكمة القرآن ودفنوها في قبور الهوان، الدين الذي فقد الأنصار الأبرار
والحكماء الأخيار، فسطا عليه المستبدون والمترشحون للاستبداد، واتخذوه وسيلة
لتفريق الكلمة وتقسيم الأمة شيعا، وجعلوه آلة لأهوائهم السياسية، فضيعوا
مزاياه، وحيروا أهله بالتفريع والتوسيع، والتشديد والتشويش، وإدخال ما ليس
منه فيه ، كما فعل قبلهم أصحاب الأديان السائرة، حتى جعلوه دينا حرجا يتوهم
الناس فـيـه أن كل مـا دونه المتفننون بين دفتي كـتـاب ينسب |
، لاسم إسلامي هو من
الدين، وبمقتضاها ألأيقوى على القيام بواجباته وآدابه ومريداته إلا من لا علاقة له
بالحياة الدنيا، بل أصبحت بمقتضاها حياة الإنسان الطويل العمر ، العاطل عن كل
عمل، لا تفي بتعلم ما هي الإسلامية، عجزا عن تمييز الصحيح من الباطل من تلك
الآراء المتشعبة التي أطال أهلها فيها الجدال والمناظرة، وما افترقوا إلا وكل منهم في
موقفه الأول، يظهر أنه ألزم خصمه الحجة وأسكته بالبرهان، والحقيقة أن كلا منهم
قد سكت تعبا وكلالا من المشاغبة .
وبهذا التشديد الذي أدخله على الدين منافسو المجوس، انفتح على الأمة باب
التلوم على النفس، واعـتـقـاد التـقـصـيـر المطلق، وأن لا نجاة ولا مخرج ولا إمكان
لمحاسبة النفس، فضلا عن محاسبة الحكام المنوط بهم قيام العدل والنظام . وهذا
الإهمال للمراقبة، وهو إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد أوسع لأمراءالإسلام مجال الاستبداد وتجاوز الحدود. وبهذا وذاك ظهر حكم حديث : «لتأمرن
بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليستعملن الله عليكم شراركم فليسومنكم سوء
العذاب»(1). وإذا تتبعنا سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع الأمة، نجد أنهما
مع كونهما مفطورين خير فطرة، ونائلين التربية النبوية لم تترك الأمة معهما المراقبة
والمحاسبة ولم تطعهما طاعة عمياء .
وقد جمع بعضهم جملة مما اقتبسه المسلمون وأخذوه عن غيرهم، وليس هو من
دينهم بالنظر إلى القرآن والمتواترات من الحديث وإجماع السلف الأول، فقال :
«اقتبسوا» من النصرانية مقام البابوية باسم الغوثية .
و«ضاهوا» في الأوصاف والأعـداد أوصـاف وأعـداد البطارقة، والكرديناليـة
والشهداء والأساقفة .
و«حاكوا» مظاهر القديسين وعجائبهم، والدعاة المبشرين وصبرهم، والرهبنات
ورؤساءها، وحالة الأديرة وبادريتها . والرهبنات ورسومها، والحمية وتوقيتها .
و«قلدوا» رجـال الكهنوت والبـراهـمـة فـي مـراتـبـهـم وتميزهم في ألبـسـتـهم
وشعورهم، ولبس المسابح في الرقاب .
و«قلدوا» الوثنيين الرومانيين في الرقص على أنغام الناي، والتغالي في تطييب
الموتى، والاحتفال الزائد في الجنائز وتسريح الذبائح معها، وتكليلها وتكليل القبور
بالأزهار .
و«شاكلوا» مراسم الكنائس وزينتها، والبيع واحتفالاتها، والترنحات ووزنها ،
والتـرنمات وأصـولهـا، وإقـامـة الكنائس على الـقـبـور، وشـد الرحـال لزيارتها،
والإسراج عليها، والخضوع لديها، وتعليق الآمال بسكانها .
و«أخـذوا» التبرك بالآثار : كـالقـدح والحربة والدستار، من احترام الذخيرة
وقدسية العكاز، وكذلك إمرار اليد على الصدر عند ذكر الصالحين، من إمرارها
على الصدر لإشارة الصليب .
و «انتزعوا» الحقيقة من السر، ووحدة الوجود من الحلول، والخلافة من الرسم ،الآثار أن الاستبداد أخفى تاريخ الأديان وجعل أخبار منشئها في ظلام مطبق، حتى
إن أعداء الأديان المتأخرين أمكنهم أن ينكروا أساسا وجود موسى وعيسى عليهما
السلام، كما شوش الاستبداد في المسلمين تاريخ آل البيت عليهم الرضوان، الأمر
الذي تولد عنه ظهور الفرق التي تشيعت لهـم كـالإمامية والإسماعيلية والزيدية
والحاكمية وغيرهم .
والخلاصة أن البدع التي شوشت الإيمان وشوهت الأديان تكاد كلها تتسلسل
بعضها من بعض وتتولد جميعها من غرض واحد هو المراد، ألا وهو الاستعباد .
والناظر المدقق في تاريخ الإسلام يجد للمستبدين من الخلفاء والملوك الأولين
وبعض العلماء الأعاجم وبعض مقلديهم من العرب المتأخرين أقوالا افتروها على
الله ورسوله، تضليلا للأمة عن سبيل الحكمة، يريدون بها إطفاء نور العلم وإطفاء
نور الله ، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ، فحفظ للمسلمين كـتـابه الكريم الذي هو
شمس العلوم وكنز الحكم من أن تمسه يد التحريف، وهي إحدى معجزاته، لأنه
قال فيه : « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون » (الحجر : 9) فما مسه المنافقون إلا
بالتأويل، وهذا أيضا من معجزاته، لأنه أخبر عن ذلك في قوله : ( فأما الذين في
قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله » (آل عمران : ۷) .
وإنى أمثل للمطالعين مـا فعله الاسـتـبـداد في الإسلام بما حجر على العلماء
الحكماء من أن يفسروا قسمى الآلاء والأخلاق من القرآن تفسيرا مدققا، لأنهم
كـانـوا يـخـافـون مـخـالـفـة رأى بعض الغـفل السالفين أو بعض المنافقين المقربين
المعاصرين، فيكفرون فيقتلون . وهذه مسألة إعجاز القرآن وهي أهم مسألة في
الدين لم يقدروا أن يوفوها حقها من البحث ، واقتصروا على ما قاله فيها بعض
السلف قولا مجملا من أنها قصور الطاقة عن الإتيان بمثله في فصاحته وبلاغته .
وأنه أخبر عن أن الروم من بعـد غلبـهـم سـيـغـلبـون . مع أنه لو فتح للعلماء مـيـدان
التدقيق وحرية الرأي والتأليف كـمـا أطلق عنان التخريف لأهل التأويل والحكم
لأظهروا في ألوف من آيات القرآن ألوف آيات من الإعجاز، ولرأوا فيه كل يوم آية
تتجدد مع الزمان والحدثان تبرهن (على)(۱) إعجازه بصدق قوله : ( ولا رطب ولايابس إلا في كتاب مبين ﴾ (الأنعام: 59)، ولجعلوا الأمة تؤمن بإعجازه عن برهان
وعيان لا مجرد تسليم وإذعان .
ومثال ذلك أن العلم كشف في هذه القرون الأخيرة حقائق وطبائع كثيرة تعزى
لكاشفيها ومخترعيها من علماء أوربا وأمريكا، والمدقق في القرآن يجد أكثرها ورد
به التصريح أو التلميح في القرآن منذ ثلاثة عشر قرنا، وما بقيت مستورة تحت غشاء
من الخـفـاء إلا لتكون عند ظهـورهـا مـعـجـزة للقرآن شـاهدة بأنه كلام رب لا يعلم
الغيب سواه. ومن ذلك أنهـم قـد كـشـفـوا أن مادة الكون هي الأثير، وقد وصف
القرآن بدء التكوين فقال : «ثم استوى إلى السماء وهي دخان » (فصلت : ۱۱).
وكشفوا أن الكائنات في حركة دائمة دائبة والقرآن يقول : « وآية لهم الأرض الميتة
أحييناها » (يس: 33). إلى أن يقول : ( وكل في فلك يسبحون » (يس: ٤٠) .
وحققوا أن الأرض منفتقة في النظام الشمسي والقرآن يقول : « أن السموات
والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ﴾ (الأنبياء : 30).
و
وحققوا أن القمر منشق من الأرض والقرآن يقول : « أولم يروا أنا نأتي الأرض
ننقصها من أطرافها » (الرعد: ٤١). ويقول : « اقتربت الساعة وانشق القمر »
(القمر: ۱).
وحققوا أن طبقات الأرض سبع والقرآن يقول : « الله الذي خلق سبع سموات
ومن الأرض مثلهن » (الطلاق : ۱۲).
وحـقـقـوا أنه لولا الجبال لاقـتـضى الثقل النوعي أن تميـد الأرض، أي ترتج في
دورتها، والقرآن يقول : ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم » (النحل : 15).
وكشفوا أن سر التركيب الكيمياوى، بل والمعنوى، هو تخالف نسبة المقادير
وضبطها، والقرآن يقول : « وكل شيء عنده بمقدار » (الرعد : ۸) .
وكشفوا أن للجمادات حياة قائمة بماء التبلور والقرآن يقول : ( وجعلنا من الماء
كل شيء حي) (الأنبياء : ٣٠) ۔
وحققوا أن العالم العضوى، ومنه الإنسان، ترقى من الجماد والقرآن يقول :



  • ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾ (المؤمنون : ۱۲).
    وكشفوا ناموس اللقاح العام في النبات والقرآن يقول : « خلق الأزواج كلها مما
    تنبت الأرض ﴾ (يس : 36). ويقول : « فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى» (طه :
    ٥٣). ويقول : « اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج » (الحج : 5). ويقول :
    ه ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين » (الرعد : 3).
    وكشفوا طريقة إمساك الظل، أي التصوير الشمسي، والقرآن يقول * ألم تر إلى
    ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ﴾ (الفرقان :
    .(٤٥
    وكشفوا تسيير السفن والمركبات بالبخار والكهرباء والقرآن يقول، بعد ذكره
    الدواب والجواري بالريح : * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون » (يس : ٤٢). .
    وكـشـفـوا وجـود المكروب وتأثيره، والجدرى وغيره من الأمراض، والقـرآن
    يقول: « وأرسل عليهم طيرا أبابيل ﴾ (الفيل : 3)، أي متتابعة مجتمعة و ترميهم
    بحجارة من سجيل * (الفيل : 4)، أي من طين المستنقعات اليابس .
    إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة المحققة لبعض مكتشفات علم الهيئة والنواميس
    الطبيعية . وبالقياس على ما تقدم ذكره يقتضى أن كثيرا من آياته سينكشف سرها في
    المستقبل في وقتها المرهون، تجديدا لإعجازه بإخباره عما في الغيب ما دام الزمان
    ومـا كـر الجـديدان، فلابد أن يأتي يوم يكشف العلم فـيـه أن الجمادات أيـضـا تنمـو
    باللقاح كما تشير إلى ذلك آية * ومن كل شيء خلقنا زوجين » (الذاريات : ٤٩) .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

وهناك عده من ال...

وهناك عده من القوى الداخليه و الخارجيه التي يمكن دفعها ل التغيير التنظيمي مثال على القوى الخارجيه :...

Cameron Brink a...

Cameron Brink and Angel Reese express joy after WNBA announced chartered flight introduction.the wnb...

درج المعلمون من...

درج المعلمون منذ القدم على استخدام رواية القصة في تعليم الأطفال وإكسابهم القيم معتمدين على الأسلوب ا...

[الملك باليمن] ...

[الملك باليمن] من أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ، وقد عثر على ذكرهم في حفريا...

صحيح, هناك العد...

صحيح, هناك العديد من القوى الخارجية والداخلية التي يمكن أن تؤثر على التغيير التنظيمي. إليك بعض الأمث...

So this video w...

So this video we're going to look at IBD which is inflammatory bowel disease. Um, a chronic inflamm...

استفدت كثيرًا م...

استفدت كثيرًا من خلال هذا الأسبوع وأضاف لي الكثير حقيقةً، ومن التحديات التي كانت تواجهني في ممارسة ا...

الطرفة: الحديث ...

الطرفة: الحديث المستحسن النادر وغالباً ما تأتي الطرفة سهلة مضحة وتصف موقفاً قصيراً بأسلوب دعابي مرح ...

There is no bet...

There is no better feeling than leaving work behind and going on holiday, whether it's to the sea, t...

Une enquête est...

Une enquête est une activité organisée et méthodique de collecte de données sur des caractéristiques...

تطور المسرح الع...

تطور المسرح العربي في فترة ما بعد النهضة العربية شهد تنوعًا وتطورًا كبيرًا. ظهرت عدة مدارس واتجاهات ...

وعلى اية حال فإ...

وعلى اية حال فإن هناك جملة خصائص أو مقاييس تبين لنا بنية المدينة City Structure ، وقد حددها خوردن ح...