لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

قبيلة مالي(الماندينغ) قد أسست على الأرض التي تشغلها دولة مالي اليوم عدة امبراطوريات أو ممالك أو دول،إمبراطورية غانا:
جاء الفلانين من الشمال من منطقة برقة، واتجهوا نحو غربي إفريقية وتقدموا إلى منطقة أوكارا وسيطروا على شعب السوننكي أحد فروع قبيلة مالي وأسّسوا دولة واسعة وذلك في القرن الأول الميلادي، وجعلوا مدينة كومبي صالح قاعدة لها. وإقامة أسرة تحكم دولة، التي عرفت باسم إمبراطورية غانا، واقاموا لهم دولة هناك، وبقيت دولة السوننكي حتى عام 469هـ حيث دخل المرابطون البلاد وسيطروا عليها.مملكة مالي:
عندما قوي أمر الصوصو وثبتت أركان دولتهم، ضمّوا إليهم أكثر الممالك التي كانت تتبع إمبراطورية غانا، وضعف جسمه، ومرضه الذي كان يلّم به، وذلك عام628هـ ولكن لم يمض سوى خمس سنوات حتى استطاع هذا الصغير المريض أن يؤلف جيشا قويا ويقوده لقتال الصوصو، وتمزقت بعدها إمبراطورية الصوصو، وانتهى أمرها. ولكنه ترك المسلمين الذين كانوا قد فروا منها إثر غزو الصوصو لها، وأسّس ماري جاطه مملكة واسعة، حكمتها أسرة كيتا. دولة البمبارا:
البمبارا جماعة من الماندينغ تقيم في خوض نهر باني أحد روافد نهر النيجر في مجراء الأعلى، وعندما ضعفت دولة مالي وقامت صنغاي، ثم فرصت عليها الجزية عام 1081، ثم امتدت شمالا إلى الصحراء، وجنوبا إلى الغابة، واستطاع ملكها في العام نفسه أن يطرد سلطان مالي ماما مغان ثم حدثت فتن، انتقل الحكم إثرها إلى أسرة ديارا عام 1164هـ، وبقيت الإمارة حتى قضى عليها سلطان التكارئة الحاج عمر عام 1278هـ.وأقام البمبارا إمارة أخرى في كاآرتا، شمال نهر باكوي أحد روافد نهر السنغال، بل إن مؤسسي الإمارتين كانا أخوين، ووقع الخلاف بين الإمارتين بانتصار إمارة سيغو، وعرف حكام إمارة كارتا بلقب مساسي الذي يقابل لقب منسي في ملك مالي. وأشهر ملوك هذه الدولة الماسا أبوبكر الذي قابل عام 1211هـ المستعمر منجوبارك، وكان آخرهم كانديان الذي كان مركز حكمه في نيورو، وانتهت الإمارة عام 1277هـ على يد سلطان التكارئة الحاج عمر تال.دولة ساموري توري:
بعد زوال إمارتي البمبارا بقي الماندينغ منقسمين على أنفسهم، وظهر فيهم ساموري توري عام 1277هـ أي في العم الذي زالت فيه إمارة البمبارا في كاآرتا، ووحّد صفوفهم إذ كانوا متفرقين جنوب دولة التكارئة التي يقودها الحاج عمر تال .اتخذ ساموري توري لقب إمام، وقاوم الفرنسيين مدة عشر عاما 1300ـ1317هـ، وانتصر أخيرا الفرنسيون، ودخلوا سيغوا وتومبوكتو عام 1310هـ، فاضطر ساموري توري إلى الالتجاء إلى أعالي نهر الفولتا واستمر في مقاومة الفرنسيين حتى ألقي القبض عليه عام 1318هـ في شمال ساحل العاج، وحمّل إلى الغبون حيث توفي هناك عام 1318هـ.وإضافة إلى ممالك الماندينغ التي قامت على أراضي دولة مالي الحديثة قامت ممالك أخرى أسّستها قبائل ثانية. وأشهر هذه الممالك: إمبراطورية الصوصو وإمبراطورية الصنغاي.الاستعمار:
كانت مراكز المستعمرين الصلبيين على السواحل فلما ضعف أمر المسلمين في الداخل، وأخذت بعض الإمارات تستنجد بأعدائها في الساحل ضد بعضها الآخر فتحرّك عنها المستعمرون نحو الداخل باسم التعرّف والاستطلاع في بداية الأمر، فلما رأوا الظروف مناسبة لهم تدخّلوا مستعمرين.كانت أولى الرحلات إلى الداخل موجهة إلى حوض نهر النيجر عام 1210هـ، وقد انطلقت من غامبيا مع مجرى نهر غامبيا، واستطاع رائد هذه الرحلة منجوبارك الوصول إلى مدينة سيغو على نهر النجير، ثم تعددت بعد ذاك الرحلات وبخاصة الفرنسية منها إلى مناطق غربي إفريقية، ولم يكن هؤلاء الرحالة إلا رسل بلادهم للتعرف على ثروات هذه الأرض وإمكانية استغلالها واستثمارها، وهكذا لم تكن هذه البعوث التي حملت الصفة العالمية إلا بداية حركة استعمارية واسعة النطاق للقارة الإفريقية. ولما تم لهؤلاء الرحالة التعرف على البلاد والكشف عن إمكاناتها وثرواتها بدأت مرحلة جديدة من النشاط في المنطقة، وهي مرحلة الاستيلاء، ثم الاستعمار بأسوء صوره وأشكاله.استطاعت فرنسا التوغّل إلى غربي إفريقية عن طريق نهر النيجر والسنغال والقضاء على دولة الحاج عمر عام 1281هـ، وحركة ساموري توري عام 1316هـ، وضمّت إلى قواتها العسكرية وحدات من القبائل الوثنية استعملتها لتحقيق أهدافها في القتال و الاستعمار.اضطر السكان إلى قبول الأمر الواقع نتيجة ضعفهم، ولكن مع الزمن لا بدّ من أن تكون هناك حركات مقاومة، ولكن من الصعب أن يستطيع أيّ تجمع إفريقي التمتع بالبقاء في ظل القانون الذي وضعته الدولة الاستعمارية دون أن يتعرّض للحل أو الإلغاء فيما لو طلب انسحاب فرنسا المباشر من البلاد، لذلك عملت الأحزاب والحركات الوطنية الإفريقية في معظمها من الناحية العملية بين فكرتين متضادتين:
الأولى: وكانت تطالب بتصفية الاستعمار
الثانية: وكانت ترى القبول بالأمر الواقع مع التعديل التدريجي الذي ترضى به الإدارة الفرنسية، السنغال، غينيا، مالي، فولتا العليا، داهومي.وفي عام 1322هـ 19104م شكلت فرنسا إقليما في منطقة مالي وسمي( السنغال العليا و النيجر) ثم استبدل هذا الاسم عام 1339هـ 1921م و أصبح السودان الفرنسي.حملت منطقة مالي اليوم اسم السودان الفرنسي منذ عام 1339ه، وتلك تسمية جغرافية بحتة، فالمناطق التي تقع بين خطي 10ــــ18 تعرف بالمناطق السودانية حسب لون سكانها، لذا أعطي الجزء الغربي اسم ( السودان الفرنسي) أيضا نسبة إلى المستعمر الذي يتحكّم بهذا الجزء.ونصّ دستور فرنسا عام 1365ه (1947م) على قيام مجلس عام في كل اتحاد، وينتخب أعضاؤه من بين الجمعيات الإقليمية، وفي وحدات الاتحاد، وكانت قوانين الانتخاب معقدة، وجرت الانتخابات الأولى، ونجح فيها الوطنيون الإفريقيون.وعدّل الدستور عام 1376ه (1956م)، وأصبح يقوم بجانب المجلس الوطني الإقليمي مجلس تنفيذي يمثّل السلطة، ويرأس هذا المجلس التنفيذي حاكم الإقليم الذي يعيّن قسما من المجلس بينما يتمّ أخذ القسم الثاني بالانتخاب.وفي عام 1377ه (1957م) عقد مؤتمر في بماكو يضمّ أقاليم إفريقية الغربية كلها، وخشي الفرنسيون من اندلاع الثورات، كما حدث في الجزائر التي كانت ثورتها مشتعلة،وجاء ديغول إلى حاكم فرنسا عام 1378ه (1958م)، وعمل على الحفاظ على مستعمرات فرنسا فيما وراء البحار، فعرض دستورا، أعطى حرية لكل إقليم أن يصوّت على الدستور بالقبول أو الرفص، وينصّ هذا الدستور على أن الإقليم الذي يوافق على الدستور يصبح عضوا في مجموعة الشعوب الفرنسية، ويشكّل حكومة محلية، على أن تكون السلطة المركزية لفرنسا في الدفاع والاقتصاد والشؤون الخارجية. كما يمكن أن يتم اتحاد بين إقليمين أو عضوين في المجموعة الفرنسية. أما الأقاليم التي ترفض الدستور الديغولي فتحصل على الاستقلال التام، وعندها تقطع فرنسا عنها مباشرة كل معونة فنية كانت أم مادية أم إدارية، ولكن صحب الاستفتاء على الدستور أنواع من التهديدات والوعود حتى أن القسم الكبير من السكان قد قاطع الاستفتاء، ولهذا كانت النتيجة قبول دستور ديغول في أغلي الأقاليم، ومنها مالي. وتكونت نتيجة ذلك جمهورية مالي ذات الاستقلال الذاتي ضمن المجموعة الفرنسية، وألغيت وظيفة الحاكم العام، وتشكلت وزارة موديبو كيتا.وفي شهر شوال 1378ه (نيسان 1959م) تمّ اتحاد بين السودان الفرنسي والسنغال أطلق عليه اسم مالي رموا لمملكة مالي القديمة،


النص الأصلي

قبيلة مالي(الماندينغ) قد أسست على الأرض التي تشغلها دولة مالي اليوم عدة امبراطوريات أو ممالك أو دول، وقد اشترك في هذا التأسيس عدة بطون من هذه القبيلة، وأشهرها:
إمبراطورية غانا:
جاء الفلانين من الشمال من منطقة برقة، واتجهوا نحو غربي إفريقية وتقدموا إلى منطقة أوكارا وسيطروا على شعب السوننكي أحد فروع قبيلة مالي وأسّسوا دولة واسعة وذلك في القرن الأول الميلادي، وجعلوا مدينة كومبي صالح قاعدة لها. وفي القرن الثاني الهجري استطاع شعب السوننكي طرد الفولانيين، واستلام السلطة منهم، وإقامة أسرة تحكم دولة، التي عرفت باسم إمبراطورية غانا، أما الفولانيون فقد اتجهوا نحو بلاد التكرور في منطقة السنغال اليوم، واقاموا لهم دولة هناك، وبقيت دولة السوننكي حتى عام 469هـ حيث دخل المرابطون البلاد وسيطروا عليها.
مملكة مالي:
عندما قوي أمر الصوصو وثبتت أركان دولتهم، ضمّوا إليهم أكثر الممالك التي كانت تتبع إمبراطورية غانا، ومنها مملكة كانغابا حيث الماندينغ، وقتل ملك الصوصو سومانانغاروا ملك الماندينغ ناري فامغان وأولاده الأحد عشر جميعا باستثناء الصغير منهم وهو سندياتا أو كما عرف في التاريخ باسم ماري جاطه وذلك رحمة به لصغره، وضعف جسمه، ومرضه الذي كان يلّم به، وذلك عام628هـ ولكن لم يمض سوى خمس سنوات حتى استطاع هذا الصغير المريض أن يؤلف جيشا قويا ويقوده لقتال الصوصو، وتمكن من إحراز النصر في معركة فاصلة قتل فيها إمبراطورية الصوصو عام 633هـ، وتمزقت بعدها إمبراطورية الصوصو، وانتهى أمرها. وسار ماري جاطه بعد إلى مدينة كومبي صالح عاصمة إمبراطورية غانا ودمّر ما كان قد بقي منها، ولكنه ترك المسلمين الذين كانوا قد فروا منها إثر غزو الصوصو لها، والتجأوا في مدينة ولاته. وأسّس ماري جاطه مملكة واسعة، حكمتها أسرة كيتا.
دولة البمبارا:
البمبارا جماعة من الماندينغ تقيم في خوض نهر باني أحد روافد نهر النيجر في مجراء الأعلى، وعندما ضعفت دولة مالي وقامت صنغاي، استطاع البمبارا أن يؤسسوا إمارة في سيغو و استطاعت هذه الإمارة أن تتخلص من سيادة إمارة تومبوكتو عام 1071هـ، ثم فرصت عليها الجزية عام 1081، ثم امتدت شمالا إلى الصحراء، وجنوبا إلى الغابة، واستطاع ملكها في العام نفسه أن يطرد سلطان مالي ماما مغان ثم حدثت فتن، انتقل الحكم إثرها إلى أسرة ديارا عام 1164هـ، وبقيت الإمارة حتى قضى عليها سلطان التكارئة الحاج عمر عام 1278هـ.
وأقام البمبارا إمارة أخرى في كاآرتا، شمال نهر باكوي أحد روافد نهر السنغال، بل إن مؤسسي الإمارتين كانا أخوين، ووقع الخلاف بين الإمارتين بانتصار إمارة سيغو، وعرف حكام إمارة كارتا بلقب مساسي الذي يقابل لقب منسي في ملك مالي. وأشهر ملوك هذه الدولة الماسا أبوبكر الذي قابل عام 1211هـ المستعمر منجوبارك، وكان آخرهم كانديان الذي كان مركز حكمه في نيورو، وانتهت الإمارة عام 1277هـ على يد سلطان التكارئة الحاج عمر تال.


دولة ساموري توري:
بعد زوال إمارتي البمبارا بقي الماندينغ منقسمين على أنفسهم، وظهر فيهم ساموري توري عام 1277هـ أي في العم الذي زالت فيه إمارة البمبارا في كاآرتا، فجمع قبائل الماندينغ مدة عشرين سنة من 1287^ 1307هـ، ووحّد صفوفهم إذ كانوا متفرقين جنوب دولة التكارئة التي يقودها الحاج عمر تال .
اتخذ ساموري توري لقب إمام، وقاوم الفرنسيين مدة عشر عاما 1300ـ1317هـ، وانتصر أخيرا الفرنسيون، ودخلوا سيغوا وتومبوكتو عام 1310هـ، فاضطر ساموري توري إلى الالتجاء إلى أعالي نهر الفولتا واستمر في مقاومة الفرنسيين حتى ألقي القبض عليه عام 1318هـ في شمال ساحل العاج، وحمّل إلى الغبون حيث توفي هناك عام 1318هـ.
وإضافة إلى ممالك الماندينغ التي قامت على أراضي دولة مالي الحديثة قامت ممالك أخرى أسّستها قبائل ثانية. وأشهر هذه الممالك: إمبراطورية الصوصو وإمبراطورية الصنغاي.
الاستعمار:
كانت مراكز المستعمرين الصلبيين على السواحل فلما ضعف أمر المسلمين في الداخل، وأخذت بعض الإمارات تستنجد بأعدائها في الساحل ضد بعضها الآخر فتحرّك عنها المستعمرون نحو الداخل باسم التعرّف والاستطلاع في بداية الأمر، فلما رأوا الظروف مناسبة لهم تدخّلوا مستعمرين.
كانت أولى الرحلات إلى الداخل موجهة إلى حوض نهر النيجر عام 1210هـ، وقد انطلقت من غامبيا مع مجرى نهر غامبيا، واستطاع رائد هذه الرحلة منجوبارك الوصول إلى مدينة سيغو على نهر النجير، ثم توغّل إلى أبعد من ذلك في رحلته الثانية عام 1220هـ، ثم تعددت بعد ذاك الرحلات وبخاصة الفرنسية منها إلى مناطق غربي إفريقية، ولم يكن هؤلاء الرحالة إلا رسل بلادهم للتعرف على ثروات هذه الأرض وإمكانية استغلالها واستثمارها، وهكذا لم تكن هذه البعوث التي حملت الصفة العالمية إلا بداية حركة استعمارية واسعة النطاق للقارة الإفريقية. ولما تم لهؤلاء الرحالة التعرف على البلاد والكشف عن إمكاناتها وثرواتها بدأت مرحلة جديدة من النشاط في المنطقة، وهي مرحلة الاستيلاء، ثم الاستعمار بأسوء صوره وأشكاله.
استطاعت فرنسا التوغّل إلى غربي إفريقية عن طريق نهر النيجر والسنغال والقضاء على دولة الحاج عمر عام 1281هـ، وحركة ساموري توري عام 1316هـ، وبسطت نفوذها على معظم السودان الغربي، وضمّت إلى قواتها العسكرية وحدات من القبائل الوثنية استعملتها لتحقيق أهدافها في القتال و الاستعمار.
اضطر السكان إلى قبول الأمر الواقع نتيجة ضعفهم، ولكن مع الزمن لا بدّ من أن تكون هناك حركات مقاومة، ولا بد من أن تكون هناك تجمّعات للمطالبة ببعض الأمور كالمساواة والاستقلال. ووجدت التجمّعات السياسية، ولكن من الصعب أن يستطيع أيّ تجمع إفريقي التمتع بالبقاء في ظل القانون الذي وضعته الدولة الاستعمارية دون أن يتعرّض للحل أو الإلغاء فيما لو طلب انسحاب فرنسا المباشر من البلاد، لذلك عملت الأحزاب والحركات الوطنية الإفريقية في معظمها من الناحية العملية بين فكرتين متضادتين:


الأولى: وكانت تطالب بتصفية الاستعمار
الثانية: وكانت ترى القبول بالأمر الواقع مع التعديل التدريجي الذي ترضى به الإدارة الفرنسية، ومن الأحزاب التي قامت في البلاد:
1ـ حزب الاتحاد السوداني
2ـ حزب التجمع الديمقراطي الإفريقي
وتعرضت إفريقية الفرنسية إلى عدة تغييرات في الحدود والأقسام السياسية، وظلت كل مستعمرة خاضعة لحاكم فرنسي عام يتلقّى أوامره مباشرة من وزير المستعمرات الفرنسي، ولكن لم تلبث أن ظهرت مفاسد هذا النظام لذاك فكّرت في جمع بعض المستعمرات في وحدات اتحادية، ومن هذه الوحدات كانت إفريقية الغربية الفرنسية التي تضمّ: موريتانيا، السنغال، غينيا، ساحل العاج، مالي، فولتا العليا، النيجر، داهومي.
وفي عام 1322هـ 19104م شكلت فرنسا إقليما في منطقة مالي وسمي( السنغال العليا و النيجر) ثم استبدل هذا الاسم عام 1339هـ 1921م و أصبح السودان الفرنسي.
حملت منطقة مالي اليوم اسم السودان الفرنسي منذ عام 1339ه، وتلك تسمية جغرافية بحتة، فالمناطق التي تقع بين خطي 10ــــ18 تعرف بالمناطق السودانية حسب لون سكانها، كما تسمى بمنطقة ( السفانا) أي المراعي الطويلة، وذلك حسب نباتاتها، وتمتد بلاد مالي بين خطي عرض 10 ـــ 25 شمالا أي أن معظم أرضها يقع ضمن النطاق السوداني، أما الجزء الباقي فيقع ضمن النطاق الصحراوي الذي يكون عادة بين خطي عرض 18 ـــ 25 ولما كان الجزء الشرقي من هذا النطاق يحمل اسم ( السودان الإنكليزي) نسبة إلى المستعمر الذي يسيطر على هذا الجزء، لذا أعطي الجزء الغربي اسم ( السودان الفرنسي) أيضا نسبة إلى المستعمر الذي يتحكّم بهذا الجزء.
ونصّ دستور فرنسا عام 1365ه (1947م) على قيام مجلس عام في كل اتحاد، وينتخب أعضاؤه من بين الجمعيات الإقليمية، وفي وحدات الاتحاد، وكانت قوانين الانتخاب معقدة، وجرت الانتخابات الأولى، ونجح فيها الوطنيون الإفريقيون.
وعدّل الدستور عام 1376ه (1956م)، وأصبح يقوم بجانب المجلس الوطني الإقليمي مجلس تنفيذي يمثّل السلطة، ويرأس هذا المجلس التنفيذي حاكم الإقليم الذي يعيّن قسما من المجلس بينما يتمّ أخذ القسم الثاني بالانتخاب.
وفي عام 1377ه (1957م) عقد مؤتمر في بماكو يضمّ أقاليم إفريقية الغربية كلها، وكان من مقرراته ضرورة اعتراف فرنسا بحقّ تقرير هذه الأقاليم لمصيرها، وخشي الفرنسيون من اندلاع الثورات، كما حدث في الجزائر التي كانت ثورتها مشتعلة، فأصدر رئيس وزراء فرنسا (غي موليه) قانون الإصلاح الإداري، ويقضي بإجراء انتخابات في كل إقليم لتأليف جمعيات عامة تتولى تشكيل الوزارة.
وجاء ديغول إلى حاكم فرنسا عام 1378ه (1958م)، وعمل على الحفاظ على مستعمرات فرنسا فيما وراء البحار، فعرض دستورا، أعطى حرية لكل إقليم أن يصوّت على الدستور بالقبول أو الرفص، وينصّ هذا الدستور على أن الإقليم الذي يوافق على الدستور يصبح عضوا في مجموعة الشعوب الفرنسية، ويشكّل حكومة محلية، وستمتع الاستقلال الداخلي، على أن تكون السلطة المركزية لفرنسا في الدفاع والاقتصاد والشؤون الخارجية. كما يمكن أن يتم اتحاد بين إقليمين أو عضوين في المجموعة الفرنسية. أما الأقاليم التي ترفض الدستور الديغولي فتحصل على الاستقلال التام، وعندها تقطع فرنسا عنها مباشرة كل معونة فنية كانت أم مادية أم إدارية، ولكن صحب الاستفتاء على الدستور أنواع من التهديدات والوعود حتى أن القسم الكبير من السكان قد قاطع الاستفتاء، ولهذا كانت النتيجة قبول دستور ديغول في أغلي الأقاليم، ومنها مالي. وتكونت نتيجة ذلك جمهورية مالي ذات الاستقلال الذاتي ضمن المجموعة الفرنسية، وألغيت وظيفة الحاكم العام، وتشكلت وزارة موديبو كيتا.

وفي شهر شوال 1378ه (نيسان 1959م) تمّ اتحاد بين السودان الفرنسي والسنغال أطلق عليه اسم مالي رموا لمملكة مالي القديمة، وانتخب موديبو كيتا رئيسا لهذا الاتحاد، وحصل الاتحاد على الاستقلال ضمن المجموعة الفرنسية عام 1379ه (1960 م).
لم يلبث هذا الاتحاد أن انحلّ بعد ثلاثة أشهر من قيامه بسبب خلافات في السياسة، فأعلن السودان الغربي نفسه جمهورية مستقلة استقلالا تاما في 26 ذي الحجة 1379ه (20 حزيران 1960م) مع الاحتفاظ باسم (مالي) وانتخب موديبو كيتا رئيس حزب الاتحاد السوداني رئيسا للجمهورية بالإجماع. وتمّ الإعلان عن جمهورية مالي بدلا من اتحاد مالي في غرة ربيع الثاني 1380ه (22 أيلول 1960م). وينتمي موديبو كيتا إلى أسرة (كيتا) التي أسّست امبراطورية مالي أيام (ماريه جاطه) بعد أن قضى ( الصوصو) على مملكة مالس وأسرة (كيتا) بالذات، وكان لهذا الانتماء أثره في نفوس سكان المنطقة، وبدأ حكم إمبراطورية عام 633ه.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تأسست مجموعة ال...

تأسست مجموعة الريادة المصرية كمجموعة شركات استثمارية رائدة في التطوير العقاري والمقاوالت والتوريدات...

تعد الأسرة الرك...

تعد الأسرة الركيزة الأساسية التي يتم عليها بناء المجتمع، ويضع عليها أكبر حمله؛ فهي المسؤولة عن اعداد...

شرح مجمع الأصول...

شرح مجمع الأصول الدرس الاول: بسم الله الرحمن الرحيم يسر الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد ال...

هو قانون اعلنه ...

هو قانون اعلنه محمد باي في 9 سبتمبر 1888. اقتداء بالتنظيمات العثمانيه وتحت الضغط الدول الاوروبي وقد ...

موقف الإسلام من...

موقف الإسلام من العولمة وواجب المسلمين في مقاومتها. العولمة ليست أكثر من دعاية مزيفة. القوى العظمى ...

The power sourc...

The power source for the model's electrically analogous cardiovascular system is changing elastance....

الحكم الذاتي ال...

الحكم الذاتي الداخلي (1954-1956) مفاوضات الحكم الذاتي 1954: بعد تصاعد المقاومة المسلحة وضغوط الحركات...

تعد الاستقلالية...

تعد الاستقلالية أحد العناصر الأساسية المميزة للسلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، عن غيرها م...

1.Develop advan...

1.Develop advanced drone hardware: - Design and build a drone with high-resolution cameras and sp...

يعتبر العمران م...

يعتبر العمران من المسائل المسلم بها في كافة المجتمعات المتحضرة، كما يبين مدى تطورها ومستوى الحضارة ...

ميرا، المتقدمة ...

ميرا، المتقدمة لوظيفة مدرس في مدرسة، قدمت مقابلة تستعرض فيها خلفيتها العملية والتعليمية. تحدثت عن خب...

إن لموضوع الدرا...

إن لموضوع الدراسة أهمية كبيرة ، فهو من المواضيع التي تهدف إلى تسيير المدينة وتنظيم الممارسات العمران...