لخّصلي

وأما صفة الصحراوية التى تسيطر على وجه مصر فقد انطوت تحت مفاهيم أخرى تعى الحاضر والمستقبل فقد أصبحت محافظات حدود بدلا من نطاقات صحراوية ولعل هذا تلميحا لتوجهات عامة لتعمير مصر وللقضاء على موروثات الفكر المصرى عن الصحراء بل يذكرنا بمبادرات توطين البدو أى أن مصر فى مراحلها الأخيرة للقضاء على نمطية البداوة بمعناها القديم القائم على الترحال بل أصبح المجتمع المستقر وهنا أنوه أن حديثى عن المجتمع بالدرجة الأولى. وقد انعكس الوضع البيئى لمصر على صلة الزواج وهنا نخص زواج الأقارب فالوجه القبلى أكثر صرامة فى زواج الأقارب من الوجه البحرى بحكم التكتل القبائلى بالصعيد إن الجنوب أى الصعيد يضم عدداً كبيراً من القبائل العربية من الجزيرة العربية كالأشراف والعرب والهوارة والعبابدة والجعافرة ويسودها اعتزاز كل قبيلة بنفسها ومن هنا جاء قانون الزواج القبلي بألا يتزوج أبناء القبيلة إلا من داخلها الأمر الذي يضمن للقبيلة الحفاظ على نسلها وعرقها الذي تتباها به وعلى من يرفض هذا العرف الملزم أن يغادر القبيلة والقرية أو المدينة بأسرها من الذكور، معتبراً أن ما يروج عن الزواج القبلي استثناءات تؤكد أفضيلة القاعدة على حد وصفه مؤكداً أن حالات قليلة هي التي تشهد فشلاً من خلال الزواج القبلي وتأتي نتيجة عدم حسن اختيار الزوج لزوجته داخل القبيلة (عبد الرحمن أبو بكر، فى دراسة المسح الصحى عام 2014م فى مصر : 5% من اجمالى السكان فى فئة العمر الزواجى (15 سنة – 49 سنة) . 4% بينما كانت للأم 6. 7% من اجمالى حالات العمر الزواجى ومن القرابة الأخرى بالدم 7. 5.حالات القرابة بالمصاهرة 4. 6.الزواج الخارجى أو معدوم الصلة فيشكل النمط السائد على خريطة الزواج فى مصر حيث شكلت حالاته أكثر من ثلثى العمر الزواجى (68. وعن العلاقة بين فئات العمر الزواجى وبين حالة القرابة الأولى للأب : 1.كانت الفئة 15سنة – 19 سنة هى الأعلى حيث شكل أصحابها 13. 2.وبينما كانت الفئة 35 سنة – 39 سنة هى الأقل (9. 9%) تلتها الفئات 25 – 29 سنة و30 سنة – 34 سنة ، و40 سنة – 45 سنة حيث انخفضت دون النسبة العامة لزواج الدرجة الأولى آباء (10. 4%) فالفئات الأربع السابقة هى الأكثر أهمية نظرا لإرتفاع نسبتها على النسبة العامة للقرابة الأولى امهات والفئات الأقل أهمية هى : 35 سنة – 39 سنة و40 – 45 سنة و45 – 49 سنة حيث تراوحت النسب بين 5. هناك فوارق بين البيئتين بيئة الشمال وبيئة الجنوب فالوجه البحرى وهو بيئة الشمال يقف على طرف نقيض من بيئة الجنوب فى أنه يشجع الزواج الخارجى ولا يحبذ زواج الأقارب فهذا النمط (الزواج الخارجى) استقطب ما يقارب ثلاث أرباع حالات العمر الزواجى به (74. زواج الأقارب فى البيئة الحضرية المصرية فالمناطق الحضرية هى أعلى نسبة فى حالات الزواج الخارجى حيث بلغت نسبة حالاتها 79. وفيما بين البيئتين كان حضر الوجه البحرى الأعلى نسبة فى الزواج الخارجى حيث شكلت حالاته أربعة أخماس حالات الزواج (80. 8%) وكانت بيئة حضر الصعيد 70% من اجمالى الحالات الزواجية والفارق 10. زواج الأقارب فى البيئة الريفية المصرية 2%) وقد شكلت نسبة الصعيد 72% من نسبة الوجه البحرى وأن مناطق الحدود تقف موقفا معتدلا فلا هى مرتفعة مثل الوجه البحرى ولا منخفضة كما فى الصعيد فقد بلغت حالات الزواج الخارجى 62. فعلى سبيل المثال الزواج الأثيوبى يبدأ إجراء الزفاف في إثيوبيا بإرسال الشيوخ من جانب العريس طالب الزواج للتحقق أولا من قطيعة القرابة بين العروسين وأنهم  ليسوا أقارب لسبعة أجيال على الأقل وإذا تحقق هذا يتم الاتفاق على اتمام آليات الزواج . الأضرار الصحية لزواج الأقارب المجتمع الأمريكى فلا يحبذ زواج الأقارب لأسباب طبية بالدرجة الأولى فالعلاقات الجنسية والزواج بين الأقارب (inbreeding) قد تؤدي إلى أمراض خطيرة أو تشوهات خلقية ونفسية لدى الأطفال ويسود فى المجتمع الأمريكى فلسفة مؤداها أن inbred أى مولود لأبوين تجمعهما صلة قرابة أن ذلك الشخص غير مؤهل عقليا، جوزيف هنريك كتابا تحت عنوان أغرب ناس في العالمThe Weirdest People in the World قسم سكان العالم إلى قسمين الأول الغرباء Weirdos وهم المتحررون من قيود القبيلة والعشيرة والقرابة ومن زواج الأقارب فهم يفكرون بطريقة تحليلية يؤمنون بحرية الانسان ويحاربون كل أنواع الفساد ومن ثم فقد سلكوا طريق التقدم ، والقسم الثانى The Non Weirdos فهؤلاء ينتمون أكثر للعائلة والعشيرة والقبيلة أو الجماعة الاثنية وكلها يسودها زواج الأقارب فى الغالب وهؤلاء يمارسون كل ألوان الفساد والمحسوبية وتفضيل الأقارب وهم رهن جمود العائلة أو الطائفة او القبيلة وينتمي إليهم العالم العربي وأغلبية الدول النامية أو المتخلفة اقتصاديا وعلميا (حامد الحمود ، وفى الصين لا يسمح بالزواج من أبناء العمومة حسب قانون عام 1981م ويعد نوعاً من سفاح القربى وفى كوريا الشمالية لا يسمح بزواج أبناء العمومة. وكثير من الدراسات الطبية أرجعت بعض الأمراض إلى عامل القربى تحت نعت الأمراض الوراثية ولعل قول النبى صل الله عليه وسلم لا تنكحوا القاربة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا وقال الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي إنه قبل الإسلام قال العرب اغتربوا في الزواج اي لا تتزوجوا الأقارب . ففى دراسة عن زواج الأقارب فى المجتمع العراقى ونتائجة السلبية على الصحة فمن 5000 حالة للأطفال المصابين بالتخلف العقلى هناك 4400 حالة زواج أقارب بنسبة 80%، فهناك فرضية وراثية هى أنه فى حال كل من الزوج أو الزوجة يحمل كل منهما جينات غير سليمة فهنا الاحتمال 50% لكل واحد منهما لحمل المرض (صبا حسن عيد على ، إن بعض الدراسات والأبحاث أثبتت زيادة معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض وزيادة معدلات الوفيات بنسبة 3% إلى 4% في حالات الزواج الأقارب كذلك هناك عدد من  الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب إذ تزداد احتمالية إصابة الأطفال بأمراض مزاجية مثل القلق والاكتئاب وتفوق احتمالية الإصابة بهذه الأمراض عن الأطفال من آباء ليسوا بأقارب بثلاثة أضعاف واحتمالية ولادة طفل بعيب خلقي 2% إلى 3% في الحالات الطبيعية بينما تزداد إلى 4% إلى 6% للأطفال عندما يكون آباؤهم من الأقارب . وتزداد أيضاً احتمالية ظهور الأمراض النادرة لدى الأطفال من آباء أقارب كذلك تختلف خطورة الإصابة بالأمراض باختلاف درجة القرابة فاحتمالية الإصابة بالامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب من الدرجة الأولى أكثر من الدرجة الثانية، وعلى العكس من ذلك المجتمع اليمنى ففي المجتمع اليمني أظهرت دراسة أن أكثر من 85% من الزيجات بين الأقارب من الدرجة الأولى على عكس المجتمع العمانى والمجتمع القطرى حيث بلغت نسبة زواج الأقارب 52% من اجمالى أنماط الزواج فى المجتمعين (ادريس أحمد ، ومن أمثلة هذه الأمراض اضطراب نقص المناعة هي حالة من ضعف مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الغزو البكتيري أو الفيروسي مما يسبب كثرة الإصابة بالأمراض والعدوى الفيروسية أو البكتيرية وارتفاع ضغط الدم عند الأطفال ومتلازمة داون هو تأخر في النمو الجسدي والعقلي للشخص ويكون له صفات شكلية مميزة ويحدث بسبب وجود نسخة إضافية من الكروموسوم الحادي والعشرين ونقص البروتين سي و إس وهي بروتينات سكرية تعتمد على فيتامين ك وهي موجودة في الدم ومسؤولة عن التجلط وأنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا وهو اضطراب في الدم يسبب انخفاض مستويات الهيموجلوبين وهو البروتين الناقل للأكسجين إلى جميع خلايا الجسم ويحمل الحديد في الدم وبالتالي عند انخفاض الهيموجلوبين ينخفض الأكسجين المنقول إلى أجزاء الجسم المختلفة وانخفاض وزن المولود (موقع الطبى الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب 28 ابريل 2021م) .

إذا تحدثنا كما يتحدث التقليديون عن شخصية مصر فهنا القول أن مصر رباعية الشخصية فمصر الوادى والدلتا ومصر الصحراء ، ومصر الحضر، ومصر الريف وداخل تلك الملكات الجغرافية لتلك الشخصية ما لا حصر له من الشذوذ الجغرافى فى ملكات الشخصية ، وأما صفة الصحراوية التى تسيطر على وجه مصر فقد انطوت تحت مفاهيم أخرى تعى الحاضر والمستقبل فقد أصبحت محافظات حدود بدلا من نطاقات صحراوية ولعل هذا تلميحا لتوجهات عامة لتعمير مصر وللقضاء على موروثات الفكر المصرى عن الصحراء بل يذكرنا بمبادرات توطين البدو أى أن مصر فى مراحلها الأخيرة للقضاء على نمطية البداوة بمعناها القديم القائم على الترحال بل أصبح المجتمع المستقر وهنا أنوه أن حديثى عن المجتمع بالدرجة الأولى.
وعلى سبيل تحليلات الفكر الجغرافى للبيئة على أنماط الزواج ففى المنوفية كما سبق يمكن أن نحدد نطاقات تداخل زواجى بين بيئتين مختلفتين على سبيل المثال على جانبى فرع دمياط يمكن أن يكون هناك نطاق تداخل زواجى يجمع سكان المنوفية مع سكان القليوبية ، وعلى الجانب الغربى على جانبى فرع رشيد نطاق تداخل زواجى بين سكان المنوفية وسكان الجيزة والبحيرة بل على مستوى أنماط ثانوية من الجريان المائى مثل شبكات الترع فعليها نطاقات تداخل زواجى بين الجانبين وهكذا فالبيئة سيدة الزواج .
وقد انعكس الوضع البيئى لمصر على صلة الزواج وهنا نخص زواج الأقارب فالوجه القبلى أكثر صرامة فى زواج الأقارب من الوجه البحرى بحكم التكتل القبائلى بالصعيد إن الجنوب أى الصعيد يضم عدداً كبيراً من القبائل العربية من الجزيرة العربية كالأشراف والعرب والهوارة والعبابدة والجعافرة ويسودها اعتزاز كل قبيلة بنفسها ومن هنا جاء قانون الزواج القبلي بألا يتزوج أبناء القبيلة إلا من داخلها الأمر الذي يضمن للقبيلة الحفاظ على نسلها وعرقها الذي تتباها به وعلى من يرفض هذا العرف الملزم أن يغادر القبيلة والقرية أو المدينة بأسرها من الذكور، بينما الإناث لا يوجد لديهن خيار إما الزواج القبلي أو القتل .
وعلى لسان أحد أبناء قبيلة الأشراف أن الزواج القبلي أحد أبواب صلة الرحم لدى القبائل العربية في الصعيد لجمع شمل العائلات في علاقات النسب والمصاهرة ، معتبراً أن ما يروج عن الزواج القبلي استثناءات تؤكد أفضيلة القاعدة على حد وصفه مؤكداً أن حالات قليلة هي التي تشهد فشلاً من خلال الزواج القبلي وتأتي نتيجة عدم حسن اختيار الزوج لزوجته داخل القبيلة (عبد الرحمن أبو بكر، الزواج القبلي في صعيد مصر ميراث الحلال المر، السبت 29 أغسطس 2020 م ، الاندبندنت عربية) .
فى دراسة المسح الصحى عام 2014م فى مصر :
1.كانت نسبة زواج الأقارب فى مصر فى الدرجة الأولى 16.5% من اجمالى السكان فى فئة العمر الزواجى (15 سنة – 49 سنة) .
2.نسبة القرابة للأب 10.4% بينما كانت للأم 6.1% .
3.قرابة الدرجة الثانية 6.9% أى ما يعادل 41.8% من نسبة القرابة الأولى
4.قرابة الأب 4.2% والأم 2.7% من اجمالى حالات العمر الزواجى ومن القرابة الأخرى بالدم 7.1% وكانت للأب 4.2% وللأم 2.9% .
5.حالات القرابة بالمصاهرة 4.1% للأب 2.9% والأم 1.2% .
6.الزواج الخارجى أو معدوم الصلة فيشكل النمط السائد على خريطة الزواج فى مصر حيث شكلت حالاته أكثر من ثلثى العمر الزواجى (68.5%) .
وعن العلاقة بين فئات العمر الزواجى وبين حالة القرابة الأولى للأب :
1.كانت الفئة 15سنة – 19 سنة هى الأعلى حيث شكل أصحابها 13.1% من اجمالى الحالات ، تلتها الفئة 20 سنة – 24 سنة (10.9%) .
2.وبينما كانت الفئة 35 سنة – 39 سنة هى الأقل (9.9%) تلتها الفئات 25 – 29 سنة و30 سنة – 34 سنة ، و40 سنة – 45 سنة حيث انخفضت دون النسبة العامة لزواج الدرجة الأولى آباء (10.4%) .
3.أعلى النسب لزواج قرابة الأم فى الفئتين 15سنة – 19 سنة و 20 – 24 سنة (6.8% لكل) وباضافة الفئتين 25 – 29 سنة و30 – 34سنة (6.3% و 6.4%) فالفئات الأربع السابقة هى الأكثر أهمية نظرا لإرتفاع نسبتها على النسبة العامة للقرابة الأولى امهات والفئات الأقل أهمية هى : 35 سنة – 39 سنة و40 – 45 سنة و45 – 49 سنة حيث تراوحت النسب بين 5.1% و 5.7% و 5.7% من اجمالى زواج قرابة الأم قرابة أولى (المجلس القومى للسكان ، زواج الأقارب في مصر ، جدول ص 7، مايو 2020م ) .
هناك فوارق بين البيئتين بيئة الشمال وبيئة الجنوب فالوجه البحرى وهو بيئة الشمال يقف على طرف نقيض من بيئة الجنوب فى أنه يشجع الزواج الخارجى ولا يحبذ زواج الأقارب فهذا النمط (الزواج الخارجى) استقطب ما يقارب ثلاث أرباع حالات العمر الزواجى به (74.1%) وعلى العكس تماما بيئة الجنوب (الوجه القبلى) حيث دار الزواج الخارجى حول النصف (57.4%) بفارق (16.7%) عن الوجه البحرى وهنا يمثل معيار التميز الجغرافى للزواج الخارجى للوجه البحرى .
زواج الأقارب فى البيئة الحضرية المصرية
ولنأتى إلى البيئات الحضرية والريفية ، فالمناطق الحضرية هى أعلى نسبة فى حالات الزواج الخارجى حيث بلغت نسبة حالاتها 79.3% من اجمالى حالات العمر الزواجى ، وفيما بين البيئتين كان حضر الوجه البحرى الأعلى نسبة فى الزواج الخارجى حيث شكلت حالاته أربعة أخماس حالات الزواج (80.8%) وكانت بيئة حضر الصعيد 70% من اجمالى الحالات الزواجية والفارق 10.8% معيار تفوق حضر الوجه البحرى .
زواج الأقارب فى البيئة الريفية المصرية
وفى البيئة الريفية وعلى الرغم من انخفاض نسبة حالات الزواج الخارجى فى الريف الدلتاوى ، 72.3% من حالات الزواج فالريف الصعيدى أقل بكثير من البحرى (52.1%) والفارق كبير جدا (20.2%) وقد شكلت نسبة الصعيد 72% من نسبة الوجه البحرى وأن مناطق الحدود تقف موقفا معتدلا فلا هى مرتفعة مثل الوجه البحرى ولا منخفضة كما فى الصعيد فقد بلغت حالات الزواج الخارجى 62.1% من اجمالى حالات العمر الزواجى (المجلس القومى للسكان ، المرجع نفسه) .
وعلى سبيل التوضيح تصر المجتمعات التقليدية على الزواج الخارجى مع قطع زواج الأقارب ، ومن قراءات الفكر العالمى المختص بالزواج يكاد يكون زواج الأقارب نوعا من المكروه ، فعلى سبيل المثال الزواج الأثيوبى يبدأ إجراء الزفاف في إثيوبيا بإرسال الشيوخ من جانب العريس طالب الزواج للتحقق أولا من قطيعة القرابة بين العروسين وأنهم  ليسوا أقارب لسبعة أجيال على الأقل وإذا تحقق هذا يتم الاتفاق على اتمام آليات الزواج .
الأضرار الصحية لزواج الأقارب
المجتمع الأمريكى فلا يحبذ زواج الأقارب لأسباب طبية بالدرجة الأولى فالعلاقات الجنسية والزواج بين الأقارب (inbreeding) قد تؤدي إلى أمراض خطيرة أو تشوهات خلقية ونفسية لدى الأطفال ويسود فى المجتمع الأمريكى فلسفة مؤداها أن inbred أى مولود لأبوين تجمعهما صلة قرابة أن ذلك الشخص غير مؤهل عقليا، ويستخدم الأطفال هذه الكلمة بقصد توجيه الإهانة (بديعة منصورى ، لماذا ينبذ الأمريكيون زواج الأقارب ، الحرة 28 يونيو 2017) .
بل أخذ الأمر فى الفكر الأمريكى أبعادا خاصة تعدت المجتمع المحلى إلى آفاق عالمية على شكل ثقافات مؤداها أن التخلف والجمود مرده مجتمع زواج الأقارب فقد نشر أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة هارفرد د. جوزيف هنريك كتابا تحت عنوان أغرب ناس في العالمThe Weirdest People in the World قسم سكان العالم إلى قسمين الأول الغرباء Weirdos وهم المتحررون من قيود القبيلة والعشيرة والقرابة ومن زواج الأقارب فهم يفكرون بطريقة تحليلية يؤمنون بحرية الانسان ويحاربون كل أنواع الفساد ومن ثم فقد سلكوا طريق التقدم ، وينتمى لهذ القسم العالم الغربي واليابان وكوريا وحتى الصين أى العالم المتقدم ، والقسم الثانى The Non Weirdos فهؤلاء ينتمون أكثر للعائلة والعشيرة والقبيلة أو الجماعة الاثنية وكلها يسودها زواج الأقارب فى الغالب وهؤلاء يمارسون كل ألوان الفساد والمحسوبية وتفضيل الأقارب وهم رهن جمود العائلة أو الطائفة او القبيلة وينتمي إليهم العالم العربي وأغلبية الدول النامية أو المتخلفة اقتصاديا وعلميا (حامد الحمود ، زواج الأقارب وتحول القبيلة عائقان للتطور، 21 مايو 2001م موقع ايلاف) وهنا الخلاصة أن القرابة سواء كانت القبيلة والعشيرة والأفخاذ كان يسودها زواج الأقارب والجيران وكانت من دواعى الجمود والتخلف فى مجتمعات العالم التقليدى ، وما عدا ذلك = التقدم .
وفى الصين لا يسمح بالزواج من أبناء العمومة حسب قانون عام 1981م ويعد نوعاً من سفاح القربى وفى كوريا الشمالية لا يسمح بزواج أبناء العمومة.
وكثير من الدراسات الطبية أرجعت بعض الأمراض إلى عامل القربى تحت نعت الأمراض الوراثية ولعل قول النبى صل الله عليه وسلم لا تنكحوا القاربة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا وقال الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي إنه قبل الإسلام قال العرب اغتربوا في الزواج اي لا تتزوجوا الأقارب .
ففى دراسة عن زواج الأقارب فى المجتمع العراقى ونتائجة السلبية على الصحة فمن 5000 حالة للأطفال المصابين بالتخلف العقلى هناك 4400 حالة زواج أقارب بنسبة 80%، فهناك فرضية وراثية هى أنه فى حال كل من الزوج أو الزوجة يحمل كل منهما جينات غير سليمة فهنا الاحتمال 50% لكل واحد منهما لحمل المرض (صبا حسن عيد على ، زواج الأقارب وتأثيراته الوراثية فى الأبناء ، دراسة ميدانية لأراء عينة من كليات جامعة بغداد ، التربية للبنات والاعلام ، أنموذجا ، مجلة كلية التربية للبنات المجلد 27 العدد 3 2016م) .
إن بعض الدراسات والأبحاث أثبتت زيادة معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض وزيادة معدلات الوفيات بنسبة 3% إلى 4% في حالات الزواج الأقارب كذلك هناك عدد من  الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب إذ تزداد احتمالية إصابة الأطفال بأمراض مزاجية مثل القلق والاكتئاب وتفوق احتمالية الإصابة بهذه الأمراض عن الأطفال من آباء ليسوا بأقارب بثلاثة أضعاف واحتمالية ولادة طفل بعيب خلقي 2% إلى 3% في الحالات الطبيعية بينما تزداد إلى 4% إلى 6% للأطفال عندما يكون آباؤهم من الأقارب .
وتزداد أيضاً احتمالية ظهور الأمراض النادرة لدى الأطفال من آباء أقارب كذلك تختلف خطورة الإصابة بالأمراض باختلاف درجة القرابة فاحتمالية الإصابة بالامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب من الدرجة الأولى أكثر من الدرجة الثانية، لارتفاع الجينات المشتركة ونسبة الحمض النووي.
وعلى العكس من ذلك المجتمع اليمنى ففي المجتمع اليمني أظهرت دراسة أن أكثر من 85% من الزيجات بين الأقارب من الدرجة الأولى على عكس المجتمع العمانى والمجتمع القطرى حيث بلغت نسبة زواج الأقارب 52% من اجمالى أنماط الزواج فى المجتمعين (ادريس أحمد ، زواج الأقارب في المجتمع العربي ، موقع اسلام أون لاين بدون تاريخ نشر) وفى المجتمع الجزائرى كان هناك 270 مرضا نادرا بسبب زواج الأقارب
ومن أمثلة هذه الأمراض اضطراب نقص المناعة هي حالة من ضعف مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الغزو البكتيري أو الفيروسي مما يسبب كثرة الإصابة بالأمراض والعدوى الفيروسية أو البكتيرية وارتفاع ضغط الدم عند الأطفال ومتلازمة داون هو تأخر في النمو الجسدي والعقلي للشخص ويكون له صفات شكلية مميزة ويحدث بسبب وجود نسخة إضافية من الكروموسوم الحادي والعشرين ونقص البروتين سي و إس وهي بروتينات سكرية تعتمد على فيتامين ك وهي موجودة في الدم ومسؤولة عن التجلط وأنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا وهو اضطراب في الدم يسبب انخفاض مستويات الهيموجلوبين وهو البروتين الناقل للأكسجين إلى جميع خلايا الجسم ويحمل الحديد في الدم وبالتالي عند انخفاض الهيموجلوبين ينخفض الأكسجين المنقول إلى أجزاء الجسم المختلفة وانخفاض وزن المولود (موقع الطبى الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب 28 ابريل 2021م) .