لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (48%)

صلابةَ بُنيان . مِحَنٌ وشدائد تعصِفُ بأُممٍ فتسقُطُ وتهوِي، وتتعمَّقُ جُذورُها، وثُلمةٌ في البُنيان يُرَى صدعُه. وقوِيَت الصِّلات في لقاء البَيعة، ومشهَد تراصِّ الصفوف؛ وسيُسجِّلُ التأريخُ لوُلاة أمرِنا وعلمائِنا وبنِي قومِنا هذا اللقاءَ المَهيب، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10]. وقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ومن بايَعَ إمامًا فأعطاهُ صفقَةَ يدِه، وثمرَةَ قلبِه فليُطِعهُ إن استَطَاع». بَيعةٌ وَقَتِ البلادَ الشُّرورَ، ودخلَ الناسُ بها ساحةَ الأمان. ولا جماعةَ إلا بإمارة، قال الإمام الماورديُّ – رحمه الله -: "لا بُدَّ للناسِ من سُلطانٍ قاهرٍ، وتجتمِعُ بهَيبَتِه القلوبُ المُتفرِّقة، وتُقمَعُ مع خوفِه النفوسُ المُتعانِدة والمُتعادِية؛ لأن في طبائِع الناس من حبِّ المُغالَبَة والقهرِ لمن عانَدُوه ما لا ينكَفُّون عنه إلا بمانعٍ قويٍّ ورادِعٍ ملِيٍّ". اهـ كلامُه – رحمه الله -. أمرَنا الإسلامُ بلُزومِ جماعةِ المُسلمين؛ فهي المخرَجُ والمنجَا – بإذن الله -؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «من أرادَ بُحبُوحةَ الجنة فليلزَم الجماعة؛ ويدُ الله على الجماعة، يُسدِّدُهم متى ما كانوا على الحقِّ مُجتمِعين، وطاعةِ الله وطاعةِ رسولِه سالِكين؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثُ خِصالٍ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاصُ العمل لله، فإن دعوتَهم تُحيطُ من ورائِهم». لقد بدأَ البَيعةَ العلماءُ في ملحَمةِ اللُّحمةِ بين الحُكَّام والعُلماء. فالعُلماء مناراتُ الهُدى، وهم في وطنِنا لبِناتُ بناءٍ مع حُكَّامنا، وضَربِ مواقِفِهم للوَقيعَةِ بينهم وبين الحُكَّام، وبثِّ تيارات الغُلُوِّ والضلال. قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ومن ماتَ وليس في عُنقِه بَيعَةٌ ماتَ ميتةً جاهليَّة». ويكفِي في بَيعَة الإمام أن يقَعَ من أهلِ الحلِّ والعَقد، ولا يجِبُ على كل واحدٍ أن يأتي إلى الإمام فيضَعَ يدَه في يدِه ويُبايِعُه. ومن مُقتضَى البَيعَة: النُّصحُ لوليِّ الأمر، والدعاءُ له بالتوفيق والهداية، ليُهيِّئَ الله له وزيرَ صدقٍ يُعينُه على الخير، والواجبُ على الرعيَّة وعلى أعيانِ الرعيَّة: التعاوُنُ مع وليِّ الأمر في إقامةِ الدين، وإصلاحِ أحوال المُسلمين بكلامٍ طيِّبٍ وأسلوبٍ حسنٍ. والوطنُ بجميعِ فِئاتِه كالجَسَدِ الواحِد: المودَّةُ شِعارُه، وللمودَّة بين الوُلاة والرعيَّة أهميةٌ كُبرى ومزِيَّةٌ عُظمى؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «خِيارُ أئمَّتكم الذين تُحبُّونَهم ويُحبُّونَكم، قالوا: قُلنا: يا رسولَ الله! أفلا نُنابِذُهم عند ذلك؟ قال: «ما أقامُوا فيكم الصلاة، والأُلفَةَ الفاعِلة بين الحاكِم والمحكُوم، الأمرُ الذي أزهَقَ كيدَ المُتربِّصين، وعلا صوتُ الحقِّ والعدل، قال الله تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال: 63]. قال ابن مسعودٍ – رضي الله عنه -: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يمسحُ مناكِبَنا في الصلاةِ ويقول: «استَوُوا ولا تختلِفُوا فتختلِفَ قلوبُكم». إن هذه البلادَ تمُرُّ بتحديَّاتٍ عظيمة، وهي مُستهدَفةٌ لقَطعِ جُذورِها، فهي عصِيَّةُ على الطُّغيان، شديدةُ البأسِ على العُدوان، سيحفَظُها الله بيَقَظَة وُلاة أمرِها، وإخلاصِ عُلمائِها، بالقولِ أو بالفعلِ أو بحملِ السلاح، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام: 159]، وقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا تختلِفُوا؛ فإن من كان قبلَكم اختلَفُوا فهلَكُوا». ويقولُ مُعاويةُ بن أبي سُفيان – رضي الله عنهما -: "إياكم والفتنة، لقد ماتَ حاكمٌ وقامَ بالأمر حاكمٌ، وقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «فإن هذا القرآن سببٌ طرَفُه بيدِ الله وطرَفُه بأيديكم، فإنكم لن تضِلُّوا ولن تهلِكُوا بعدَه أبدًا». مات عنَّا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يترُكنا همَلاً نقتَاتُ على موائِدِ اللِّئام، ويمَّمَت هذه البلادُ شطرَ البيت الحرام، في مناهِجها وجامِعاتها ومحاكمِها. ويمَّمَت هذه البلادُ شطرَ المسجِدَين المُبارَكَين، تُحيِي بهما الذكرَى المُبين، وترفعُ بهما رايةَ الإسلام العظيم، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة: 18].


النص الأصلي

في حياة الأُمم محطَّاتٌ تاريخيَّةٌ، ومُنعطَفاتٌ قوية. تكشِفُ مكنونَها، وتُبرِزُ قِيَمَها، وأصالةَ معدِنِها. تظهرُ حقيقةُ الأُمم وقتَ المِحَن والشدائِد .. صلابةَ بُنيان .. ورُسُوخَ فهمٍ وعلمٍ.


مِحَنٌ وشدائد تعصِفُ بأُممٍ فتسقُطُ وتهوِي، وأُممٌ تقوَى ويشتدُّ ساعِدُها، وتتعمَّقُ جُذورُها، بل وتتفجَّرُ طاقاتُها، وتسمُوا هِممُها. موتُ زُعماء الأمة وقادة الوطن – رحمهم الله وغفرَ لهم- حدثٌ عظيمٌ له أثرُه، ومُصابٌ جَلَلٌ له وقعُه، وثُلمةٌ في البُنيان يُرَى صدعُه. لكنَّ هذه الشدائِد لا تُوهِنُ عزمَ الرجال، ولا تفُتُّ في عضُدِ الأوطان، ولا تُوقِفُ عجَلَةَ الحياة؛ فهي أمةٌ ولُود.


احتضَنَ الجميعُ الأحداث، وذابَت الفوارِق، وقوِيَت الصِّلات في لقاء البَيعة، ومشهَد تراصِّ الصفوف؛ حيث بايَعَ الناسُ حُكَّامَهم، وسيُسجِّلُ التأريخُ لوُلاة أمرِنا وعلمائِنا وبنِي قومِنا هذا اللقاءَ المَهيب، والموقِفَ الرَّهيب، (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال: 60].


شهِدَ وطنُنا هذا الميثاقَ الإسلاميَّ العظيمَ، وجسَّد عمليًّا تلاحُمَ البُنيان. قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10]. وقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ومن بايَعَ إمامًا فأعطاهُ صفقَةَ يدِه، وثمرَةَ قلبِه فليُطِعهُ إن استَطَاع».


بَيعةٌ وَقَتِ البلادَ الشُّرورَ، وحصَّنَت الحِمَى، واستقرَّ الأمرُ، ودخلَ الناسُ بها ساحةَ الأمان. هدوءُ العُقلاء، وثقةُ الصادقين؛ فلا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعةَ إلا بإمارة، ولا إمارةَ إلا بطاعةٍ. قال الإمام الماورديُّ – رحمه الله -: "لا بُدَّ للناسِ من سُلطانٍ قاهرٍ، تأتلِفُ برُمَّته الأهوِيةُ المُختلِفة، وتجتمِعُ بهَيبَتِه القلوبُ المُتفرِّقة، وتُكفُّ بسَطوَته الأيدي المُتغالِبة، وتُقمَعُ مع خوفِه النفوسُ المُتعانِدة والمُتعادِية؛ لأن في طبائِع الناس من حبِّ المُغالَبَة والقهرِ لمن عانَدُوه ما لا ينكَفُّون عنه إلا بمانعٍ قويٍّ ورادِعٍ ملِيٍّ". اهـ كلامُه – رحمه الله -.


أمرَنا الإسلامُ بلُزومِ جماعةِ المُسلمين؛ فهي المخرَجُ والمنجَا – بإذن الله -؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «من أرادَ بُحبُوحةَ الجنة فليلزَم الجماعة؛ فإن الشيطانَ مع الواحِد، وهو من الاثنَين أبعَد».


يدُ الله مع الجماعة، ويدُ الله على الجماعة، ينصُرُهم .. يُؤيِّدُهم .. يُسدِّدُهم متى ما كانوا على الحقِّ مُجتمِعين، وطاعةِ الله وطاعةِ رسولِه سالِكين؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثُ خِصالٍ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاصُ العمل لله، ومُناصحةُ وُلاة الأمر، ولُزومُ الجماعة؛ فإن دعوتَهم تُحيطُ من ورائِهم».


لقد بدأَ البَيعةَ العلماءُ في ملحَمةِ اللُّحمةِ بين الحُكَّام والعُلماء. فالعُلماء مناراتُ الهُدى، ومعالِم الطريق، وهم أهلُ البصر الحَديد والرأي السديد، وهم في وطنِنا لبِناتُ بناءٍ مع حُكَّامنا، ومعاوِلُ هدمٍ للفسادِ والإفساد، ولأثرِهم البَليغ صِيانةُ الأمة والوطن.


يعمَدُ الأعداءُ إلى تشويهِ سُمعتِهم، وضَربِ مواقِفِهم للوَقيعَةِ بينهم وبين الحُكَّام، ونشرِ الفتنة والفوضَى، وبثِّ تيارات الغُلُوِّ والضلال.


ومن واجبِ العُلماء: نُصحُ الحُكَّام، وما يجِبُ عليهم فعلُه، وما يجِبُ عليهم تركُه. والأصلُ في ذلك السرُّ.


انبَرَى الناسُ للبَيعَة والطاعة على مُقتضَى شرعِ الله. وهذا ما تفرَّد به الإسلامُ عن غيرِه من المذاهِبِ الوضعيَّة؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ومن ماتَ وليس في عُنقِه بَيعَةٌ ماتَ ميتةً جاهليَّة». وهي: إعطاءُ العهد من المُبايِع على السمع والطاعة للإمام، في غير معصيةِ الله، في المنشَط والمكرَه، والعُسرِ واليُسر.


ويكفِي في بَيعَة الإمام أن يقَعَ من أهلِ الحلِّ والعَقد، ولا يجِبُ الاستِيعاب، ولا يجِبُ على كل واحدٍ أن يأتي إلى الإمام فيضَعَ يدَه في يدِه ويُبايِعُه.


ومن مُقتضَى البَيعَة: النُّصحُ لوليِّ الأمر، والدعاءُ له بالتوفيق والهداية، وصلاحِ النيَّة والعمل، وصلاحِ البِطانة؛ ليُهيِّئَ الله له وزيرَ صدقٍ يُعينُه على الخير، يُذكِّرُه إذا نسِي، ويُعينُه إذا ذَكَر.


والواجبُ على الرعيَّة وعلى أعيانِ الرعيَّة: التعاوُنُ مع وليِّ الأمر في إقامةِ الدين، وإصلاحِ أحوال المُسلمين بكلامٍ طيِّبٍ وأسلوبٍ حسنٍ. الأمةُ كلُّها، والوطنُ بجميعِ فِئاتِه كالجَسَدِ الواحِد: المودَّةُ شِعارُه، والرحمةُ دِثارُه.


وللمودَّة بين الوُلاة والرعيَّة أهميةٌ كُبرى ومزِيَّةٌ عُظمى؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «خِيارُ أئمَّتكم الذين تُحبُّونَهم ويُحبُّونَكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتكم الذين تُبغِضُونَهم ويُبغِضُونَكم، وتلعَنُونَهم ويلعَنُونَكم». قالوا: قُلنا: يا رسولَ الله! أفلا نُنابِذُهم عند ذلك؟ قال: «ما أقامُوا فيكم الصلاة، ألا من ولِيَ عليه والٍ فرآه يأتي شيئًا من معصيةِ الله فليَكرَه ما يأتي من معصيَةِ الله، ولا ينزِعنَّ يدًا من طاعةٍ».


نرَى هذا التلاحُمَ الكبير، والأُلفَةَ الفاعِلة بين الحاكِم والمحكُوم، والراعِي والرعيَّة. الأمرُ الذي أزهَقَ كيدَ المُتربِّصين، ومكرَ المُزايِدين، وثبَّتَ أركانَ الولاية، وحفِظَ دعائِمَ السِّيادَة، فالتَأَمَ الشملُ، وذبَلَت العُنصريَّة، وزالَت العصبيَّة، وماتَت الضَّغينة، وعلا صوتُ الحقِّ والعدل، وغلَّبَ الوطنُ المصلحةَ العُليا؛ قال الله تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال: 63].


قال ابن مسعودٍ – رضي الله عنه -: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يمسحُ مناكِبَنا في الصلاةِ ويقول: «استَوُوا ولا تختلِفُوا فتختلِفَ قلوبُكم».


إن هذه البلادَ تمُرُّ بتحديَّاتٍ عظيمة، تتلاطَمُ فيها الخُطوبُ، وتتشابَكُ فيها الفِتَن، وهي مُستهدَفةٌ لقَطعِ جُذورِها، ووأدِها في مهدِها؛ فهي معقِلُ الإسلام، ومأرِزُ الإيمان. ولكن ليعلَمَ الشانِئُون أنهم لن ينالُوا من عقيدتِها، ولن يبلُغُوا حِماها؛ فهي عصِيَّةُ على الطُّغيان، شديدةُ البأسِ على العُدوان، بناؤُها من الداخِلِ متين، وهي – بإذن الله – حِصنٌ حَصين. صُفُوفُها مُتراصَّة، لا يشُوبُها فُرَجٌ وخلَل، سيحفَظُها الله بيَقَظَة وُلاة أمرِها، وإخلاصِ عُلمائِها، مع الجِدِّ والعمل.


كما أننا مُطالَبُون بنَبذِ كل صورِ الفُرقة أو من يدعُو إليها، بالقولِ أو بالفعلِ أو بحملِ السلاح، أو بالتحريضِ؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام: 159]، وقال: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال: 46]. وقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا تختلِفُوا؛ فإن من كان قبلَكم اختلَفُوا فهلَكُوا».


ويقولُ مُعاويةُ بن أبي سُفيان – رضي الله عنهما -: "إياكم والفتنة، فلا تهمُّوا بها؛ فإنها تُفسِدُ المعيشَة، وتُكدِّرُ النعمةَ، وتُورِثُ الاستِئصال".


لقد ماتَ حاكمٌ وقامَ بالأمر حاكمٌ، والجميعُ يجعلُ الكتابَ والسنةَ أساسَ التحكيم، ومُرتكَزَ التشريع. وهذا سببُ سيادة الوطن، ونجاة الخلق، وسعادة الحياة، وطِيبِ العيش؛ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24]. وقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «فإن هذا القرآن سببٌ طرَفُه بيدِ الله وطرَفُه بأيديكم، فتمسَّكُوا به؛ فإنكم لن تضِلُّوا ولن تهلِكُوا بعدَه أبدًا».


مات عنَّا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يترُكنا همَلاً نقتَاتُ على موائِدِ اللِّئام، ونتسوَّلُ الأنظمةَ والدساتِير؛ بل بيَّن لنا منهَجَ الحياة، ومكمَنَ التمكين، ومصدرَ الفلاح، فقال: «لقد تركتُ فيكم ما لن تضِلُّوا بعدَه إن اعتصَمتُم به: كتابَ الله».


لقد يمَّمَ الشرقُ والغربُ وجهَهُ شطرَ مبادِئ وضعيَّة، وقيَمٍ ذابِلة، فعاشَت شقاءَ الحياة، وحياةَ النَّكَد. ويمَّمَت هذه البلادُ شطرَ البيت الحرام، تُوحِّدُ ربًّا، وتتلُو آياتِه، في مناهِجها وجامِعاتها ومحاكمِها. يمَّمَ الشرقُ والغربُ شطرَ دُورِ الخَنَا والغِنا، يبنُون ويُشيِّدُون. ويمَّمَت هذه البلادُ شطرَ المسجِدَين المُبارَكَين، تُحيِي بهما الذكرَى المُبين، وترفعُ بهما رايةَ الإسلام العظيم، مع توسِعةٍ شامِلةٍ، وإنفاقٍ لا حدَّ له، وبَذلٍ لا نهايةَ له؛ خدمةً للحاجِّ والمُعتمِرِ والزائِر، وعمَّرَت المساجِدَ بالدروس العلمية، وحلقَات تحفيظِ القُرآن. وهذا أساسُ العِزِّ ودوامُه؛ قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة: 18].


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ترفع دعوى الفعل...

ترفع دعوى الفعل النافع (الإثراء بلا سبب) من المفتقر المدعي على المثري المدعى عليه وتنتقل الدعوى إلى ...

شركة تمرة المال...

شركة تمرة المالية هي شركة مالية رائدة تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المالية، بما في ذلك الاستثمار، و...

Virtual Reality...

Virtual Reality (VR) in Education refers to the use of VR technology to create immersive learning ex...

1. الوظيفية: تر...

1. الوظيفية: تركز على تطوير المهارات والمعرفة التي يحتاجها الفرد للتفاعل بفاعلية مع المجتمع والعمل. ...

Conclusion: In ...

Conclusion: In conclusion, "Here" and "Photograph of Me" offer profound meditations on the theme of ...

أحداث غزوة أحد ...

أحداث غزوة أحد نزل المشركون قبالة جبل أحد قرب المدينة وخيموا، فشاور النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحاب...

علي بن عيسى : ه...

علي بن عيسى : هو اشهر اطباء العيون بين العرب وكان يعرف ايضاً بعيسى بن علي . عاش ومارس الطب في بغداد ...

يتسبب نشاط بيع ...

يتسبب نشاط بيع وشراء المنتجات عبر الإنترنت في ظهور العديد من المتاجر عبر الإنترنت على وسائل التواصل ...

إن تصور "لابلات...

إن تصور "لابلاتين" هذا لا يختلف في شيء عن الخطاب الأنتروبولوجي التقليدي الذي يعتبر إفريقيا محمية للت...

يوغ بوستيد، الم...

يوغ بوستيد، المندوب السياسي لجلالتها إلى أليك العقيد دوغلاس هوم، وزير الخارجية وشؤون الكومون ويلث. «...

المسيحية في أسب...

المسيحية في أسبانيا قبل الفتح الإسلامي : أدخل العرب الظافرون الإسلام في أسبانيا سنة ۷۱۱ م ، وفى سنة ...

النظرية التربوي...

النظرية التربوية:كل تفكیر يتناول بالتحليل مشكلات التربية ويقدم اقتراحات للتطوير والتحسين والتغيیر وا...