لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (78%)

تعريف الأخلاق]
والطَّبع، والمروءة، والدِّين. تَصدُر عنها الأفعال بِسهُولة وُيسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كان الصادر عنها الأفعال الحسنة، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة، "وفي التنزيل: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4]، والجمع أخلاق، والطبعُ، والسجيةُ" (2). وأمَّا علم الأخلاق:
والمعنى أننا إذا أطلقنا كلمة الأخلاق إنما نعني بها الحسن، وكذلك من الممكن أن نقول: الأخلاق الذميمة أو السيئة. ومن الواضح أن إضافة كلمة بعد كلمة الأخلاق نصف بها الأخلاق يجعلها حسب ذلك الوصف الحسن أو السيء، والإسلام يدعو إلى الأخلاق الكريمة، موضوع الأخلاق]
وعلاقتهِ مع نفسهِ، وعلاقته مع غيرهِ من بني جنسه، وما يحيطُ به من حيوانٍ وجمادٍ. الفرق بين الأخلاق والصفات الإنسانية]
كيف نميز بين الأخلاق، والسلوك الإنساني، فِطريَّةٌ كانت أو مكتسبة، فهل كل صفة مستقرة في النفس تُعدُّ من الأخلاق؟
لأنَّ منها غرائز لا صلة لها بالأخلاق، وبذلك يتميز الخُلُق الحسن عن الغريزة. فالأكل مثلا غريزة، لكن لو أنَّ إنسانَا أكلَ زائدًا عن حاجته الغريزية، صارَ فعله مذمومًا، وهو الطمع، وعكس ذلك أثر لخلق في النفس محمود، وهو القناعة. كذلك فإن مسألة حبّ البقاء ليست محلًا للمدح أو الذم في باب السلوك الأخلاقي، لكن الخوف الزائد عن حاجات هذه الغريزة أثر لخلق في النفس مذموم، وهو الجبن، أما الإقدامُ الذي لا يصلُ إلى حد التهور، فهو أثر لخلق في النفس محمود، وهو الشجاعة. وهكذا سائرُ الغرائزِ والدوافع النفسية التي لا تدخلُ في باب الأخلاق، إنَّما يميزها عن الأخلاق كون آثارها في السلوك أمورًا طبيعية ليست مما تُحمد إرادة الإنسان عليه أو تذم (1). أنواع السلوك الإرادي للإنسان]
عند التأمل نلاحظُ أن كثيرًا من أنواع السلوك الإرادي للإنسان، ومن ذلك:
1 - الاستجابة للغريزة كما سبق بيانه. 2 - الآداب الشخصية أو الاجتماعية: كآداب الطعام والشراب والنظافة والنظام والأناقة وإصلاح مظهر الجسد احترامًا لأذواق الناس، 3 - التقاليد إلاجتماعية، فالسلوك نابعٌ من طاعة تقاليد المجتمع. لذا ينبغي التفريق بينهما فالخلق المحمود: صفة ثابتة في النفس فطرية أو مكتسبة، تدفع إلى سلوك إرادي محمود عند العقلاء. ويمكن أن نُميز الأخلاق الحميدة عن غيرها بأنها: كل سلوك فردي، مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها. والخلق المذموم: صفة ثابتة في النفس، فطرية أو مكتسبة، تدفع إلى سلوك إرادي مذموم عند العقلاء. أو اجتماعي، تلتقي النفوس البشرية على استقباحه، فالإسلام له أركان خمسة، 1 - الصبر. 2 - العفة. 4 - العدل. فالصبر: يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة والرفق، وعدم الطيش والعجلة. وتحمله على الحياء، وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء، والبخل والكذب، والغيبة والنميمة. وتحمله على كظم الغيظ والحلم. وعلى خلق الشجاعة، 4 - الغضب. والنقص كمالًا. فيغضب في موضع الرضى، ويجهل في موضع الإقدام، والجشع، والعفة، والكرم، وغير ذلك. وهي سوء الأدب، كالكذب، والخسة، أقسام علم الأخلاق]
والنظري هو
المسمى بـ "فلسفة الأخلاق"، أو "علم الأخلاق النظري". وأما علم الأخلاق العملي فهو العمل الذي هو موضوع العلم العملي، كالصدق والعدل ونحوهما؛ ويمكن اعتبار القسم العملي "فنًا" أي: عِلماً تطبيقياً بالنسبة للقسم النظري. مصادر الأخلاق]
المسلمون يستقون مصادر الأخلاق من القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، وليس للبشرية أيضاً بديل عن هذين المصدرين. وميراث زاخر من الأخلاق المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء مما يغني عن الأعراف أو التقاليد، وكل دولة تُربي شعبها على الأخلاق التي تريد، فما نعتبره نحن حسنًا قد يعتبره آخرون قبحاً، فنحن مثلًا نعتبر العفة في الفتى وفي الفتاة خلقاً كريماً، ينبغي أن يُربى وينمى ويحافظ عليها، وهذه العفة شذوذ عند العالم الأوربي والأمريكي، والحياء والستر عندنا خلق كريم، بينما هو في المجتمع الغربي كبت وتقييد ذميم. كذلك بعض الغرائز غير معترف بها عند (النظام الشيوعي)، فهو يرى أنها انحراف فطري، ينبغي أَن تُحارب، مثالُ ذلك المِلكيةُ الخاصة، فالنظامُ الشيوعي لا يعترفُ بهذه الغريزةِ، ويعتبرُها انحرافًا فطريًّا، ينبغي أن
حارب، ولا مانع من أن يستغل الآخرين لتحقيق هذه الغاية. فالشعوبُ ليسوا بمنزلةِ واحدة في نظرتهم إلى الأخلاق، وأسبابُ اختلاف هذه النظرة عندهم تعودُ إلى الأهداف، فلا بد أن يصبغَ الشعب بصبغة معينة، فكلُّ حكومةِ ترى أن تُربي أبناءَها بأنواعٍ من التربية، ولذلك تضع مناهج التعليم، ومن خلال مناهج التعليم تصنع مناهج تربوية، فمواصفاتُ هذا المواطن ينبغي أن تكون بهذه الصفات؛ ولذا نجد بعض الدول تعتني بالمعلم لأنه مهندس الإنسان، فهو أغلى شيء عندهم أغلى من المال، ومقدم على كل شيءِ، وكل سلطةِ تريد أن تبني الناس بناء على مرادها وهواها تقوم بذلك" (1). وعلى الصعيد الشخصي إذا كان لك هدف معين فأنت تبني نفسك بما يتلاءم مع هذا الهدف، بمعنى أن تتخلق بأخلاق تتناسب مع الهدف الذي تريد الوصول إليه. وهدف الإسلام يختلف عن ذلك كله، فمن مراده أن يُعبد وحده لا شريك له. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)} [النحل: 36]. فهدفُ الإسلامِ هو تكوينُ الفرد الصالح، وهو عبارة عن أعمال يتربى عليها الإنسان، ودينه، ومع من يحيط به من بني البشر، بل جميع الخلق. فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه، وهَديه ولسانه وبصره ويده (1). أولًا: القرآن الكريم:
والآيات في ذلك كثيرة:
قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]. وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}[النحل: 90]. وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} [الأعراف: 33]. ونظائر هذه الآيات كثيرة في كتاب الله تعالى، وكلها من مصادر
الأخلاق. والرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أول من تخلق بأخلاق القرآن الكريم وألزم نفسه بآداب القرآن، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كانَ خُلُقُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن (1). فصارَ امتثالُ أمرِ ربهِ خُلُقًا له وسجيَّةَ، صلوات اللهِ وسلامهُ عليه إلى يومِ الدينِ" (2). قال إبراهيم الحربي: ينبغي للرجل إذا سمع شيئًا من آداب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن
يتمسك به (1). ولذا حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- واهتموا وتابعوهم اهتماماً كبيرًا وتخلقوا بالأخلاق الحسنة مستندين في ذلك إلى ما جاء في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فهم قدوتنا وسلفنا الصالح في الأخلاق. وكانت توجيهات القرآن تلاحقهم، وتزكي القلوب، كانوا أفضل الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علماً،


النص الأصلي

تعريف الأخلاق]


الأخلاق مفردها خُلُق: فما معناها؟


الخُلق في اللغة:


هو العادة، والسجيَّة، والطَّبع، والمروءة، والدِّين.


واصطلاحًا:


قال الجرجاني: "الخُلُق" عبارة عن هيئة للنفس راسخة، تَصدُر عنها الأفعال بِسهُولة وُيسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كان الصادر عنها الأفعال الحسنة، كانت الهيئة خُلُقًا حسنًا، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة، سُمِّيت الهيئة التي تصدر عنها هي مصدر ذلك خُلُقًا سيئًا" (1).


وقال ابن منظور:


"وفي التنزيل: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4]، والجمع أخلاق، والخلق: السجية" وقال: "الخلُقُ -بضم اللام وسكونها: هو الدِّينُ، والطبعُ، والسجيةُ" (2).


وأمَّا علم الأخلاق:


فهو "علمٌ موضوعه أحكام قيمية تتعلق بالأعمال التي تُوصف بالحسن أو القُبحِ"
والمعنى أننا إذا أطلقنا كلمة الأخلاق إنما نعني بها الحسن، أو الجانب الحسن، وكذلك من الممكن أن نقول: الأخلاق الذميمة أو السيئة.


ومن الواضح أن إضافة كلمة بعد كلمة الأخلاق نصف بها الأخلاق يجعلها حسب ذلك الوصف الحسن أو السيء، والإسلام يدعو إلى الأخلاق الكريمة، وينهى عن مذمومها.


[موضوع الأخلاق]


هو كل ما يتصلُ بعمل المسلمِ ونشاطهِ وما يتعلقُ بعلاقتهِ بربهِ، وعلاقتهِ مع نفسهِ، وعلاقته مع غيرهِ من بني جنسه، وما يحيطُ به من حيوانٍ وجمادٍ.


[الفرق بين الأخلاق والصفات الإنسانية]


كيف نميز بين الأخلاق، والسلوك الإنساني، أو الصفاتِ الإنسانية؟ عند التَّأمل والنظر يتبينُ لنا أنَّ الخُلق صفة مستقرة في النفس، فِطريَّةٌ كانت أو مكتسبة، ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة.


فالخلقُ كما -سيأتي- ينقسمُ إلى قسمين: محمود ومذموم.


فهل كل صفة مستقرة في النفس تُعدُّ من الأخلاق؟


الجواب: لا؛ لأنَّ منها غرائز لا صلة لها بالأخلاق، والذي يفصلُ الأخلاق وُيميِّزُهَا عن غيرها هي الآثار القَابلة للمدح أو الذَّم، وبذلك يتميز الخُلُق الحسن عن الغريزة.


فالأكل مثلا غريزة، والإنسان عند الجوع يأكلُ بدافع الغريزة وليس مما يمدح به أو يذم.


لكن لو أنَّ إنسانَا أكلَ زائدًا عن حاجته الغريزية، صارَ فعله مذمومًا، لأنه أثر لخلق في النفس مذموم، وهو الطمع، وعكس ذلك أثر لخلق في النفس محمود، وهو القناعة.


كذلك فإن مسألة حبّ البقاء ليست محلًا للمدح أو الذم في باب السلوك الأخلاقي، لكن الخوف الزائد عن حاجات هذه الغريزة أثر لخلق في النفس مذموم، وهو الجبن، أما الإقدامُ الذي لا يصلُ إلى حد التهور، فهو أثر لخلق في النفس محمود، وهو الشجاعة.


وهكذا سائرُ الغرائزِ والدوافع النفسية التي لا تدخلُ في باب الأخلاق، إنَّما يميزها عن الأخلاق كون آثارها في السلوك أمورًا طبيعية ليست مما تُحمد إرادة الإنسان عليه أو تذم (1).


[أنواع السلوك الإرادي للإنسان]


عند التأمل نلاحظُ أن كثيرًا من أنواع السلوك الإرادي للإنسان، لا يدخل في باب الأخلاق، ومن ذلك:


1 - الاستجابة للغريزة كما سبق بيانه.


2 - الآداب الشخصية أو الاجتماعية: كآداب الطعام والشراب والنظافة والنظام والأناقة وإصلاح مظهر الجسد احترامًا لأذواق الناس، وتكريمًا لهم واسترضاء لمشاعرهم.


3 - التقاليد إلاجتماعية، فالسلوك نابعٌ من طاعة تقاليد المجتمع.


فوضع أنواع السلوك الإنساني تحت عنوان الأخلاق خطأ؛ لذا ينبغي التفريق بينهما فالخلق المحمود: صفة ثابتة في النفس فطرية أو مكتسبة، تدفع إلى سلوك إرادي محمود عند العقلاء.


ويمكن أن نُميز الأخلاق الحميدة عن غيرها بأنها: كل سلوك فردي، أو اجتماعي، تلتقي النفوس البشرية على استحسانه، مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها.


والخلق المذموم: صفة ثابتة في النفس، فطرية أو مكتسبة، تدفع إلى سلوك إرادي مذموم عند العقلاء.


ويمكن أن نُميز الأخلاق الذميمة عن غيرها بأنها: كل سلوك فردي، أو اجتماعي، تلتقي النفوس البشرية على استقباحه، مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها (1).


[أركان الأخلاق]


لكل عبادة من العبادات أركان يقوم عليها، فالإسلام له أركان خمسة، والإيمان له أركان ستة، كما أن للأخلاق أركان حسنة كانت أم قبيحة.


قال الإمام ابن قيم الجوزية: "الدين كلُّه خُلُق، فمن زادَ عليك في الخُلق زاد عليك في الدين".


وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها
1 - الصبر.
2 - العفة.
3 - الشجاع


4 - العدل.
فالصبر: يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة والرفق، وعدم الطيش والعجلة.
والعفة: تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء، والبخل والكذب، والغيبة والنميمة.
والشجاعة: تحمله على عِزَّة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى، الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتحمله على كظم الغيظ والحلم.
والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط، فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين [التبذير والبخل]، وعلى خلق الشجاعة، الذي هو توسط بين الجبن والتهور، وعلى خلق الحلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس.
ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.
ومنشأ جميع الأخلاق السافلة، وبناؤها على أربعة أركان:
1 - الجهل.
2 - الظلم.
3 - الشهوة.
4 - الغضب.
فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن.
والكمال نقصًا، والنقص كمالًا.
والظلم: يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضى، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع.
والشهوة: تحمله على الحرص والشح والبخل، وعدم العفة والتهمة، والجشع، والذل والدناءات كلها.
والغضب: يحمله على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه" اهـ ملخصًا (1).
[أنواع الأخلاق]
تنقسم الأخلاق إلى نوعين اثنين، وتحت كل نوع خصال متعددة:
1 - أخلاق حسنة:
وهي حسن الأدب، والفضيلة، كالصدق، والشجاعة، والعفة، والكرم، وغير ذلك.
2 - أخلاق سيئة:
وهي سوء الأدب، والرذيلة، كالكذب، والجبن، والخسة، والبخل، وغير ذلك.
[أقسام علم الأخلاق]
وعلم الأخلاق منه ما هو نظري، ومنه ما هو عملي، والنظري هو


المسمى بـ "فلسفة الأخلاق"، أو "علم الأخلاق النظري".
وأما علم الأخلاق العملي فهو العمل الذي هو موضوع العلم العملي، كالصدق والعدل ونحوهما؛ ويمكن اعتبار القسم العملي "فنًا" أي: عِلماً تطبيقياً بالنسبة للقسم النظري.
[مصادر الأخلاق]
المسلمون يستقون مصادر الأخلاق من القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، وليس للبشرية أيضاً بديل عن هذين المصدرين.
وفي حياة الصحابة، والتابعين معين ثرّ، وميراث زاخر من الأخلاق المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء مما يغني عن الأعراف أو التقاليد، أو أي خلق دخيل.
"والنظم العالمية اليوم، والدول القديمة والحديثة لها مسار في الأخلاق، وكل دولة تُربي شعبها على الأخلاق التي تريد، فما نعتبره نحن حسنًا قد يعتبره آخرون قبحاً، فنحن مثلًا نعتبر العفة في الفتى وفي الفتاة خلقاً كريماً، ينبغي أن يُربى وينمى ويحافظ عليها، وهذه العفة شذوذ عند العالم الأوربي والأمريكي، والحياء والستر عندنا خلق كريم، بينما هو في المجتمع الغربي كبت وتقييد ذميم.
كذلك بعض الغرائز غير معترف بها عند (النظام الشيوعي)، فهو يرى أنها انحراف فطري، ينبغي أَن تُحارب، مثالُ ذلك المِلكيةُ الخاصة، فالنظامُ الشيوعي لا يعترفُ بهذه الغريزةِ، ويعتبرُها انحرافًا فطريًّا، ينبغي أن
حارب، وليس هناك شيء اسمه غريزة تملك. بينما (النظام الرأسمالي) يُنمِّي هذه الغريزة، وُيربي الإنسان على حب التملك إلى أبعد حد، ولا مانع من أن يستغل الآخرين لتحقيق هذه الغاية.
فالشعوبُ ليسوا بمنزلةِ واحدة في نظرتهم إلى الأخلاق، وأسبابُ اختلاف هذه النظرة عندهم تعودُ إلى الأهداف، فكلُّ نظامِ له أهداف معينة، فلا بد أن يصبغَ الشعب بصبغة معينة، فكلُّ حكومةِ ترى أن تُربي أبناءَها بأنواعٍ من التربية، ولذلك تضع مناهج التعليم، ومن خلال مناهج التعليم تصنع مناهج تربوية، والغرض إيجاد ما يُسمَّى بالمواطن الصالح، فمواصفاتُ هذا المواطن ينبغي أن تكون بهذه الصفات؛ ولذا نجد بعض الدول تعتني بالمعلم لأنه مهندس الإنسان، فهو أغلى شيء عندهم أغلى من المال، والبناء، ومقدم على كل شيءِ، فكل حكومةِ، وكل سلطةِ تريد أن تبني الناس بناء على مرادها وهواها تقوم بذلك" (1).
وعلى الصعيد الشخصي إذا كان لك هدف معين فأنت تبني نفسك بما يتلاءم مع هذا الهدف، بمعنى أن تتخلق بأخلاق تتناسب مع الهدف الذي تريد الوصول إليه.
وهدف الإسلام يختلف عن ذلك كله، فالرب -جل وعلا- له مراد من خلقه الإنسان، فمن مراده أن يُعبد وحده لا شريك له.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].


وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)} [النحل: 36].
فهدفُ الإسلامِ هو تكوينُ الفرد الصالح، وهو عبارة عن أعمال يتربى عليها الإنسان، بحيث يكون مسلماً صالحاً، بحيث تستوعب جميع أعماله وتصرفاته وعلاقته مع ربه، ودينه، ومع من يحيط به من بني البشر، بل جميع الخلق.
قال الحسن البصري: كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه، وهَديه ولسانه وبصره ويده (1).



  • فمصادر الأخلاق في الإسلام تُستمد مما يلي:
    أولًا: القرآن الكريم:
    يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للأخلاق، والآيات في ذلك كثيرة:
    قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
    وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}[النحل: 90].
    وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} [الأعراف: 33].
    ونظائر هذه الآيات كثيرة في كتاب الله تعالى، وكلها من مصادر


الأخلاق.
والرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أول من تخلق بأخلاق القرآن الكريم وألزم نفسه بآداب القرآن، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كانَ خُلُقُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن (1).
قال الحافظ ابن كثير: "ومعنى هذا أنَّهُ قد أَلزمَ نفسَهُ ألا يفعلَ إلا ما أَمَرَهُ بهِ القُرآنُ، ولا يترُكَ إلا ما نهاهُ عنهُ القرآنُ، فصارَ امتثالُ أمرِ ربهِ خُلُقًا له وسجيَّةَ، صلوات اللهِ وسلامهُ عليه إلى يومِ الدينِ" (2).
ثانيًا: السنة النبوية
تعريف السنة باعتبار كونها مصدرًا تشريعيًا: وهي أقواله وأفعاله، وتقريراته، والسنة النبوية الصحيحة المصدر الثاني للأخلاق بنص القرآن الكريم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر: 7].
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب: 21].
وقال سبحانه: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء: 59].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما بعثتُ لأتمم صالح الأخلاق" تقدم قريبًا.
قال إبراهيم الحربي: ينبغي للرجل إذا سمع شيئًا من آداب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن


يتمسك به (1).
ولذا حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- واهتموا وتابعوهم اهتماماً كبيرًا وتخلقوا بالأخلاق الحسنة مستندين في ذلك إلى ما جاء في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فهم قدوتنا وسلفنا الصالح في الأخلاق.
قال أستاذنا الدكتور عمر الأشقر -حفظه الله تعالى-: "أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - هم الجيل المثالي رباهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكانت توجيهات القرآن تلاحقهم، تعالج أمراض النفوس، وتزكي القلوب، وترقى بهم إلى القمم السامقة، قال ابن مسعود رضى الله عنه: "أولئك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، كانوا أفضل الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" أخرجه أبو عمر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (97/ 2).
وقد استطاع الصحابة في الفترة التي تلت وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقيموا حياتهم في المجتمع الإسلامي وفق منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - , .. وقد أمرنا الرسول باتباع سنة الخلفاء الراشدين، ففي الحديث، (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور .. " رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
ومما يدل على فضل الصحابة أن الله شهد لهم، ورضي عنهم، وأثنى


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

إذا نظرنا حولنا...

إذا نظرنا حولنا رأينا أن لكل شئ لونا خاصا ،وإن كان العلم يقول أن هذه الاشياء لا لون لها ، ولكنها تمت...

استفسرَ المُفَت...

استفسرَ المُفَتِّشُ مِنْ فلّاحٍ كانَ الشّارعِ عنِ المدرسةِ. آهِ.. أَجَلْ هُنا مدرسةٌ في مكانٍ ما.. و...

لمــا ـ􏱏ـان􏱖عر􏰽...

لمــا ـ􏱏ـان􏱖عر􏰽ــفا􏱜􏱚يــازةوفــقالنظــاموالشــرع،􏱝ــ􏰼وضــعمــادي􏱒ســيطربــھال􏱞ــ􏱋صع􏱂ــ􏱁حــقيجــوزالت...

لتزاوج بين الوا...

لتزاوج بين الواقع والخيال هو مفهوم يشير إلى كيفية ترابط العناصر الحقيقية والمتخيلة في حياتنا. يمكن أ...

ما هو اللون؟ إذ...

ما هو اللون؟ إذا نظرنا وولنا رأينا أن لكس شا لونا خا ا ،وإن كان الفلم يقوس أن هاأل األشياء ال لون ل...

سعى الأشخاص دائ...

سعى الأشخاص دائماً لتحقيق النجاح في حياتهم بكافة الجوانب، ومن أبرز الطرق والنصائح التي تُساعد على ال...

As we embrace t...

As we embrace technology more and more in our daily lives, we cannot ignore the negative impact it h...

وقال وزير الشؤو...

وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني نصرالدين مفرح لبي بي سي إن الحكومة تقيم أوضاع الخلوات في ...

Attitude is not...

Attitude is not just acquired through someone’s teaching or beliefs of others like parents, friends ...

J’entre en cont...

J’entre en contact avec vous à propos de votre annonce de recrutement pour un poste de chauffeur de ...

عقد هو ما جاء ...

عقد هو ما جاء في الفقرة (٥) من المادة (٢٦) من نظام المحاماة التي تنص على أن: "للمحامي المطالبة باس...

كان الشيخ يبحر ...

كان الشيخ يبحر في البحر ليبحث عن الأسماك ثم اصطاد سمكة التونة وفجأ تشنجت يده اليسرى وقال في نفسه ليت...